تويت
القول الفصل في موضوعة التطبير
السؤال
هل التطبير نصرة للحسين (عليه السلام) أم سحقاً لثورته؟
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): (أن الحسين مصباح الهدى وسفينة النجاة).
يصور الحديث الشريف لنا الدنيا بأروع ما يمكن من العبارات ليطلعنا على حقيقة هذه الدنيا الخادعة المخادعة, فيشبهها وكأنها ظلمة في أقصى البحر ولاسبيل إلى النجاة منها إلاّ بسفينة ومصباح, فالمصباح المنير ليرى به الطريق وإلا لضاع في ظلمات هذا البحر, والسفينة لتحفظه من الغرق وتوصله إلى ساحل الأمان.
يا ترى من هذا المصباح ومن هذه السفينة؟ إنها سفينة أهل البيت (عليه السلام), فقد قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): (أهل بيتي كالنجوم, بأيّهم إقتديتم إهتديتم). وقال (صلى الله عليه وآله وسلم): (مثل أهل بيتي كسفينة نوح, من ركبها نجى ومن تخلف عنها غرق). ولكن هناك سفينة أوسع وفي لجج البحار أسرع ألا وهي سفينة الحسين بن علي بن ابي طالب (عليه السلام), هذا البطل الثائر, هذا المقدام الصابر, هذا المضحي الشهيد, المظلوم العطشان. سلام الله تعالى عليك يا أباعبدالله وعلى الأرواح التي حلت بفنائك, عليك مني سلام الله أبداً ما بقيت وبقي الليل والنهار.
وحتى لا أطيل في المقدمة أدخل إلى صلب الموضوع وهو التطبير. فالتطبير هو عبارة عن شعيرة تقام في كل سنة في شهر محرم الحرام في فجر اليوم العاشر منه, بأن يتهيّأ بعض الأشخاص لابسي الأكفان البيض وبأيديهم السيوف والقامات, قد ضربوا المقدم من رؤوسهم بها وتناثرت قطرات الدم الكثيرة على تلك الأكفان وهم يردّدون عبارات التضحية والفداء في سبيل الله والإسلام وفي سبيل الحسين (عليه السلام).
إذن هذا هو التطبير, فالسؤال الملح الآن هو هل هذا التطبير يعد نصرة للحسين وإبراز لمبادئهم وجذب الناس إلى التشيع, أم هل يدمر التشيع والدين كله؟؟؟
وللدخول في هذه المسالة المهمة التي كثر حولها السؤال والتشكيك, أود أن أقسم إحتجاج ومعارضة الرافضين لهذه الشعيرة أو هذا العمل (حتى أكون موضوعياً في تناول هذه القضية) إلى أربعة إشكالات مهمة وهي:
1. هل التطبير بدعة؟
اولا: ما هي البدعة؟ البدعة هي إنكار أو جحود ما ثبت بالأدلة الصحيحة أنه من الدين أو إضافة إفتراء على الله وعلى رسوله أو الأئمة المعصومين (عليهم السلام), إما بنص أو ما هو ليس من الدين.
فهل التطبير هو إنكار أو جحود ما ثبت بالأدلة الصحيحة؟؟؟
أم هل التطبير هو إضافة أو إفتراء شيء على الله ورسوله وعلى الائمة (صلوات الله عليهم أجمعين)؟؟؟
إنّ كل عاقل يعلم بأن التطبير ما هو إلاّ مظهر من مظاهر الحزن والجزع وهو أعلى مراتب التعبير عن الإنفعال والتأثر بمصيبة أبي عبدالله.
فأين البدعة في ذلك؟؟؟
أليس الأولى أن نصِف حكم التحريم بأنه بدعة؟! هل هناك دليل ثابت بالكتاب أو السنّة المطهرة دليل على تحريم التطبير؟
ألم يتفق العلماء الماضون (رحمهم الله تعالى) والحاضرون على أن نتمسك بالأصل العملي عند إنعدام النص وهو الجواز؟؟
فنحن لا نملك دليلاً قطعياً على حرمة التطبير لامن الكتاب ولامن السنة, إذن فنحن نتمسك بإصالة البراءة وهي: (كل شيء لك طاهر حتى تعلم أنه نجس).
2. هل التطبير موجب لإلحاق الضرر بالنفس؟
وللإجابة على هذا التساؤل لابد أن نقسم هذا الإشكال لفرعين هما:
أ- هل الضرر المقصود هو بإخراج الدم؟
ب- أم الضرر المقصود هو جرح الرأس؟
إذا قلنا بأن الضرر المقصود هو إخراج الدم, هذا ساقط بكل المعايير, لأن الإسلام قد أوصى في كثير من الروايات الصحيحة الثابتة بإستحباب خروج الدم من الجسد (كالحجامة والفصد والإختتان وثقب الأذن للصبي وثقب منخر المرأة للخزامة وغيره الكثير من الموارد).
إذن أين الضرر؟؟ ألم يؤيد الطب الحديث بإستحسان خروج الدم من الإنسان في كل ستة أشهر على الأقل حتى تتجدد الخلايا الدموية وتنشط الأوعية الدموية وتجدد الدماء في العروق والتي ثبت صحتها وفائدتها فأين الضرر في ذلك؟؟ ألم يؤيد حتى معارضوا التطبير بأفضلية التبرع بالدم في كل سنة مرتين على الأقل؟؟ (سيأتي لاحقاً موضوع التبرع بالدم). فأين الضرر في هذا؟ إذن هذه الحجة واهية وضعيفة وثبت بطلانها.
الشق الثاني: هل الضرر المقصود هو شق الرأس؟
أقول: ألا يوجد حجامة الرأس في الدين الإسلامي؟ نعم يوجد وقد أجازها الشرع وحرض على العمل بها.
ثانياً: لقد أجاز العلماء والفقهاء العظام هذا (الضرر) بل أشد منه بشرط أن لايؤدّي إلى إعاقة أو شلل أو قطع لتلك الأعظاء, بحيث لا يفقد الإنسان أي قدرة من قدراته أو حاسة من حواسه, ورحم الله مرجع الطائفة الشيخ محمدحسين كاشف الغطاء إذ يقول في كتابه (الآيات البينات): (فلقد بلغنا من العمر ما يناهز الستين, وفي كل سنة تقام نصب أعيننا تلك المحاشد الدموية وما رأينا شخصاً مات بها أو تضرر بها ولا سمعنا به في الغابرين والعديد من العلماء الأعلام العظام فمنهم الشيخ جعفر النجفي (كاشف الغطاء) والإمام الشفتي (السيد محمدباقر الرشتي) صاحب كتاب (مطالع الأنوار) وفي ايران (الميرزا أبوالقاسم القمي), السيد محمدباقر المذكور الذي كان يقتل القاتل ويقطع يد السارق ويرجم الزاني ويقيم سائر الحدود وهو أول من أحرز لقب (حجة الإسلام) في الشيعة مع ذلك كان يشجع المواكب الحسينية ومنها مواكب التطبير ويبذل الأموال ولا يمنعها.
وهذا المحقق الشيخ مرتضى الأنصاري والسيد علي آل بحرالعلوم وسائر السلف من آل كاشف الغطاء وصاحب الجواهر إلى زمان السيد الميرزا محمدحسن الشيرازي (نزيل سامراء) الذي عد مجدداً للمذهب الجعفري, وكذلك الوحيد البهبهاني (محمدباقر بن محمد أكمل), إلى زمان الشيخ المتفنن (الشيخ محمدجواد البلاغي النجفي), وكان السيد مهدي صاحب (الصولة) يومئذٍ أحد الطلبة اللاطمين متجرداً من ثيابه إلى وسطه, وهذا الإمام محمدتقي الشيرازي (قدس سره) الذي كانت ترتب التشابيه في بيته وتخرج المواكب وإليه تعود, وهذا الأفقه الأورع الشيخ محمدطه نجف الذي كانت تدخل مواكب التطبير إلى بيته, وكذلك العلامة المتبحّر السيد محمد بحرالعلوم الذي كانت مواكب التطبير تضرب رؤوسها في بيته, وكذلك السيد محمدكاظم اليزدي وهكذا السيد أبوالحسن الإصفهاني (قدس سره) وآية الله النائيني, الذي يفتي بلا إشكال في جواز اللطم بالأيدي على الخدود والصدور حد الإحمرار والإسوداد بل يقوى جواز الضرب بالسلاسل أيضا على الأكتاف والظهر إلى الحد المذكور بل وإن أدى كلٌ من اللطم والضرب إلى خروج دم يسير على الأقوى, وأما إخراج الدم من الناصية بالسيوف والقامات فالأقوى جواز ما كان ضرره مأموناً.
إذن أين الضرر من ذلك أيها المنصفون؟؟؟
وهذا هو بالضبط رأي العلماء في عصرنا الحاضر (حلقة اسماء العلماء مع هذا المقال).
3. هل أن التطبير سبب لإهانة المذهب؟
أود أن أتسائل هنا لماذا التطبير يكون سبب لإهانة المذهب؟؟؟
أ- هل التوهين في كيفية التطبير؟
ب- أم هل التوهين في إستهزاء الاخرين منا أو اتخاذها ذريعتا للهجوم على مذهب التشيع؟
أولاً: هل التوهين في كيفية التطبير؟
إذا كانت الحجة من محاربة التطبير هي طريقة وكيفية التطبير, أقول -واستغفر الله تعالى- (فقط للإستدلال) أنّ هناك كثير من العبادات التي تكون في ظاهرها مضحكة وتسبب سخرية من أعداء الإسلام -فالحج مثلاً- ما معنى أن نقف على جبل ونهبط في وادي ونرمي حجر في هيئه محرمة من كشف الرؤوس لحر الشمس وعرى البدن وغيره. هذه من الناحية الظاهرية ولكن هذا الإستهزاء لا يكون عند العارف برموز هذه الأعمال وقدسيتها بل يطأطئ رأسه لله خشوعاً وتذرف دموعه تذللاً, كذلك الحال في مناسبة الحسين (عليه السلام) فالعارف بثورة الحسين (عليه السلام) أو مبادئها لابد أن يقف معظِّماً لصاحبها وتضحيته ومبادئه.
ثانياً: هل هذا التوهين بسبب إستهزاء البعض علينا (كما تدعون)؟
فأعداء الله والإسلام مذ كانوا فهم يستهزئون بنا وبعقائدنا وبأحكامنا وبكل ما نقوم به ونعتقد بصورة مطلقة لا تقصر على عمل دون آخر ولاعبادة دون أخرى, فهل يعني ذلك أن نترك ديننا ومذهبنا بسبب سخرية جاهل وحقد حاقد؟؟؟ هل نحن أفضل من النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)؟؟ بالطبع لا, ألم يؤذى النبي؟ نعم فقد قال (صلى الله عليه وآله وسلم): (ما أوذي نبي مثل ما أوذيت). وقد قال تعالى وذكر في كتابه أكثر من 33 آية حول سخرية الكفار من المؤمنين. فمثلاً قال تعالى: (زين للذين كفروا الحياة الدنيا ويسخرون من الذين آمنوا والذين اتقوا فوقهم يوم القيامة) (سورة البقرة آية 212). وكثير من الآيات التي تتحدث عن السخرية والإستهزاء, فهل نترك ديننا بسبب ذلك؟ أم يجب علينا أن نتمسك أكثر ونتثبت بديننا أكثر فأكثر؟! بالطبع لابد أن نتمسك به أكثر. ثم هل هناك نبي من الأنبياء لم يتعرض إلى السخرية والإستهزاء؟ ألم يتعرض موسى وعيسى ونوح وإبراهيم وكل الأنبياء (عليهم السلام) إلى السخرية والإستهزاء؟! بالطبع نعم ولكن لم يتركوا دينهم ومبادئهم بسبب هذه السخرية والإستهزاء لأنها وسيلة العاجز الجاهل الذي لايستطيع أن يقارع الحجة بالحجة وهي وسيلة الضعيف على أية حال. إذن لايوجد بالتطبير أي مجال لتوهين الدين والنيل منه وهذه دعوى باطلة أيضاً.
4. هل التبرع بالدم أفضل من التطبير؟
يقول من يشكل على التطبير, بأن التطبير إهدار وإسراف للدماء في مقابل أن المطبّر يستطيع أن يتبرع بهذه الكمية إلى المستشفيات وللمرضى, ثم أنه قد يكون هناك مريض يحتاج إلى قطرة دم واحدة, فلماذا هذا الإهدار المتعمد؟
أولاً: الإهدار هو بذل وإسراف شيء له قيمة في شيء ليس له قيمة, فهل قيمة إظهار الجزع على أبي عبدالله (عليه السلام) أقل من قيمة الدم المبذول؟؟ طبعاً لا. أليس القيمة المعنوية في أغلب الأحيان أعظم بكثير من القيمة المادية؟؟ بمعنى أن القيمة المحصلة من إحياء ذكرى سيد الشهداء (عليه السلام) الذي حفظ لنا الدين كله أكبر من قيمة دم فاسد وهذا ما يتفق عليه كل عاقل ثم تعالوا لنناقش هذه المسالة من ناحية ثانية:
1- التطبير يوم مقابل تبرع بِسنَة كاملة فأين التبذير والإهدار؟
2- إن الدم يفسد بعد 3 أشهر من أخذه فكم شخصا سيحتاج كل هذه الكميات الهائلة (إذا تبرع جميع الناس والتي ستفسد حتماً بعد هذه الأشهر الثلاثة) السؤال أليس هذا إهداراً أيضاً؟
3- قد يتبرع وبكميات كثيرة من النفس الفصيلة الدموية, أليس هذا إهداراً أيضاً؟
4- قد تستعمل هذه الدماء لأشخاص أعداء الله ورسوله (صلى الله عليه وآله وسلم) بل قد تستخدم لصهاينة ومجرمين يقتلون المسلمين, أليس هذا أهداراً؟
5- لو قلنا بأن التطبير إهدار للدماء, حين أسئل لماذا تبنى أكثر من مسجد في منطقة واحدة, أليس هذا إهدار, لماذا نبني مراقد أئمتنا من الذهب والفضة, أليس هذا إهدار؟؟؟ إلى آخر هذه القائمة التي لاتنتهي, إذن المسألة ليس مسألة إهدار أو إسراف, المسألة في القيمة المعنوية والفائدة على الإسلام والتشيع ورفع إسم الله ورسوله (صلى الله عليه وآله وسلم) والأئمة الطاهرين (عليهم السلام) وفي سبيل هذه العقيدة يهون الغالي والنفيس.
إذن لايوجد سبب مقنع من محاربة التطبير سوى (لو أخذنا بحسن الظن) بعض الغموض والدعايات المضلة حول هذه الشعيرة المهمة.
الفصل الثاني: ما هي فائدة التطبير؟
إن التعابير الإنفعالية والمواقف العاطفية هي من الأمور المشتركة بين جميع البشر وهي اللغة المشتركة بين جميع هذه الأمم على إختلاف لغاتها وحضاراتها وأهدافها وطبيعة الحياة فيها, فتجد العقلاء يتفقون على مثل هذه الأمور للتعبير عن أهدافهم وغاياتهم وهي أفضل وسيلة .... التساؤل وطرح الشكوك والدعوة الى البحث في جميع الأمور, فتجد أن هذه التظاهرات يؤيدها جميع العقلاء في كل مكان كوسيلة للتعبير وهي الطريقة الأفضل لشرح القضايا التي يصعب طرحها عن طريق الكتابة أو الحديث أو الإعتصام للمطالبة بالحقوق أو حتى الإضراب عن الطعام, بل وحتى أنك تجد عمن يدافع عن من يقدم على الإنتحار في سبيل قضية معينة أو خطف طائرة أو حتى إحراق نفسه ولكل أمة طريقتها ولكل دين طريقة وللتشيع طريقته في التعبير عن رفضه لمبايعة الظالمين وقرع طبول الإيثار والتضحية في وجوهم. فلماذا تحرموننا من هذا الحق؟؟ لماذا تنظرون إلى باقي الديانات مثل المسيحية التي من مراسيمها ضرب السلاسل على الظهور في سبيل المسيح ولاتدعوننا وشأننا نعبر كيفما نشاء؟
لماذا تنظرون بنظرة التحضر إلى اليابانيين أو البوذيين الذين يمشون على الجمر ولاتتركون الموالين الحسينيين ليعبروا عن حبهم وولائهم لسيد الشهداء (عليه السلام), (يقول العلماء بأن كل إنسان يحتاج إلى معذر يوم القيامة لكل عمل يقوم به في هذه الدنيا). أسألك بالله عليك ما هو عذرك أمام الله تعالى في محاربة شعيرة ثابتة الجذور والآثار؟ ونخص الحسين (عليه السلام) حبيب الله وثار الله وقتيل الله...!! أرجوا أن يتقي كل منا ربه وأن يقل خيراً أو ليصمت فهو محاسب على كل حرف يخرج من لسانه.
الفصل الثالث:
أقوال غير المسلمين والشيعة .. في الشعائر الحسينية.
أ- الكاتب الإنجليزي "السير بيري سايكس" يقول: ...ولذلك يمكنني أن أقر وأعترف بأن الإستماع إلى ولولة النساء الصارخات ومشاهد الحزن الذي يغش الرجال كلهم يأثر تأثيراً عميقاً في المرء بحيث لايسعه إلاّ أن يصب نقمته على الشّر ويزيد بن معاوية بقدر ما يصبه سائر الناس الحاضرين.
ب- المستشرق الألماني "ماربين" يقول: ...إني أعتقد بأن بقاء القانون الإسلامي وظهور الديانة الإسلامية وترقي المسلمين هو مسبب عن مقتل الحسين وحدوث تلك الفجائع المحزنة وكذلك ما نراه اليوم بين المسلمين من حزن سياسي وإباء للضيم.
ت- الدكتور "هوليتر" يقول: ...إن مقتل الحسين في كربلاء برغم كونه قد وقع قبل مدة تزيد على ثلاثة عشر قرناً فإن فجيعته كانت واضحة جليلة, فكل شيعي وكثيرين غيرهم بواسطة المراسيم والإحتفالات الدينية التي تقام سنوياً في محرم الحرام.
وكذلك من أكبر علماء العامة مثل الدكتور حامد حنف (واضع أسس المنهج العلمي الحديث بالقاهرة ورئيس قسم الأدب العربي في جامعة عين شمس), كتاب (في سبيل الوحدة الإسلامية), ومدير المساجد بالقاهرة عبدالرحمن النجار والأستاذ عبدالفتاح مقصود وكثير غيرهم الذين يشهدون بهذه الشعائر وأثرها في العالم الشيعي ونشرها لهذا المذهب وإعطاء ومضة على مأساة سيد الشهداء الحسين بن علي بن أبي طالب (عليهم السلام).
السلام عليك يا أباعبدالله وعلى الأرواح التي حلت بفنائك عليك مني سلام الله أبداً ما بقيت وبقي الليل والنهار
السؤال
هل التطبير نصرة للحسين (عليه السلام) أم سحقاً لثورته؟
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): (أن الحسين مصباح الهدى وسفينة النجاة).
يصور الحديث الشريف لنا الدنيا بأروع ما يمكن من العبارات ليطلعنا على حقيقة هذه الدنيا الخادعة المخادعة, فيشبهها وكأنها ظلمة في أقصى البحر ولاسبيل إلى النجاة منها إلاّ بسفينة ومصباح, فالمصباح المنير ليرى به الطريق وإلا لضاع في ظلمات هذا البحر, والسفينة لتحفظه من الغرق وتوصله إلى ساحل الأمان.
يا ترى من هذا المصباح ومن هذه السفينة؟ إنها سفينة أهل البيت (عليه السلام), فقد قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): (أهل بيتي كالنجوم, بأيّهم إقتديتم إهتديتم). وقال (صلى الله عليه وآله وسلم): (مثل أهل بيتي كسفينة نوح, من ركبها نجى ومن تخلف عنها غرق). ولكن هناك سفينة أوسع وفي لجج البحار أسرع ألا وهي سفينة الحسين بن علي بن ابي طالب (عليه السلام), هذا البطل الثائر, هذا المقدام الصابر, هذا المضحي الشهيد, المظلوم العطشان. سلام الله تعالى عليك يا أباعبدالله وعلى الأرواح التي حلت بفنائك, عليك مني سلام الله أبداً ما بقيت وبقي الليل والنهار.
وحتى لا أطيل في المقدمة أدخل إلى صلب الموضوع وهو التطبير. فالتطبير هو عبارة عن شعيرة تقام في كل سنة في شهر محرم الحرام في فجر اليوم العاشر منه, بأن يتهيّأ بعض الأشخاص لابسي الأكفان البيض وبأيديهم السيوف والقامات, قد ضربوا المقدم من رؤوسهم بها وتناثرت قطرات الدم الكثيرة على تلك الأكفان وهم يردّدون عبارات التضحية والفداء في سبيل الله والإسلام وفي سبيل الحسين (عليه السلام).
إذن هذا هو التطبير, فالسؤال الملح الآن هو هل هذا التطبير يعد نصرة للحسين وإبراز لمبادئهم وجذب الناس إلى التشيع, أم هل يدمر التشيع والدين كله؟؟؟
وللدخول في هذه المسالة المهمة التي كثر حولها السؤال والتشكيك, أود أن أقسم إحتجاج ومعارضة الرافضين لهذه الشعيرة أو هذا العمل (حتى أكون موضوعياً في تناول هذه القضية) إلى أربعة إشكالات مهمة وهي:
1. هل التطبير بدعة؟
اولا: ما هي البدعة؟ البدعة هي إنكار أو جحود ما ثبت بالأدلة الصحيحة أنه من الدين أو إضافة إفتراء على الله وعلى رسوله أو الأئمة المعصومين (عليهم السلام), إما بنص أو ما هو ليس من الدين.
فهل التطبير هو إنكار أو جحود ما ثبت بالأدلة الصحيحة؟؟؟
أم هل التطبير هو إضافة أو إفتراء شيء على الله ورسوله وعلى الائمة (صلوات الله عليهم أجمعين)؟؟؟
إنّ كل عاقل يعلم بأن التطبير ما هو إلاّ مظهر من مظاهر الحزن والجزع وهو أعلى مراتب التعبير عن الإنفعال والتأثر بمصيبة أبي عبدالله.
فأين البدعة في ذلك؟؟؟
أليس الأولى أن نصِف حكم التحريم بأنه بدعة؟! هل هناك دليل ثابت بالكتاب أو السنّة المطهرة دليل على تحريم التطبير؟
ألم يتفق العلماء الماضون (رحمهم الله تعالى) والحاضرون على أن نتمسك بالأصل العملي عند إنعدام النص وهو الجواز؟؟
فنحن لا نملك دليلاً قطعياً على حرمة التطبير لامن الكتاب ولامن السنة, إذن فنحن نتمسك بإصالة البراءة وهي: (كل شيء لك طاهر حتى تعلم أنه نجس).
2. هل التطبير موجب لإلحاق الضرر بالنفس؟
وللإجابة على هذا التساؤل لابد أن نقسم هذا الإشكال لفرعين هما:
أ- هل الضرر المقصود هو بإخراج الدم؟
ب- أم الضرر المقصود هو جرح الرأس؟
إذا قلنا بأن الضرر المقصود هو إخراج الدم, هذا ساقط بكل المعايير, لأن الإسلام قد أوصى في كثير من الروايات الصحيحة الثابتة بإستحباب خروج الدم من الجسد (كالحجامة والفصد والإختتان وثقب الأذن للصبي وثقب منخر المرأة للخزامة وغيره الكثير من الموارد).
إذن أين الضرر؟؟ ألم يؤيد الطب الحديث بإستحسان خروج الدم من الإنسان في كل ستة أشهر على الأقل حتى تتجدد الخلايا الدموية وتنشط الأوعية الدموية وتجدد الدماء في العروق والتي ثبت صحتها وفائدتها فأين الضرر في ذلك؟؟ ألم يؤيد حتى معارضوا التطبير بأفضلية التبرع بالدم في كل سنة مرتين على الأقل؟؟ (سيأتي لاحقاً موضوع التبرع بالدم). فأين الضرر في هذا؟ إذن هذه الحجة واهية وضعيفة وثبت بطلانها.
الشق الثاني: هل الضرر المقصود هو شق الرأس؟
أقول: ألا يوجد حجامة الرأس في الدين الإسلامي؟ نعم يوجد وقد أجازها الشرع وحرض على العمل بها.
ثانياً: لقد أجاز العلماء والفقهاء العظام هذا (الضرر) بل أشد منه بشرط أن لايؤدّي إلى إعاقة أو شلل أو قطع لتلك الأعظاء, بحيث لا يفقد الإنسان أي قدرة من قدراته أو حاسة من حواسه, ورحم الله مرجع الطائفة الشيخ محمدحسين كاشف الغطاء إذ يقول في كتابه (الآيات البينات): (فلقد بلغنا من العمر ما يناهز الستين, وفي كل سنة تقام نصب أعيننا تلك المحاشد الدموية وما رأينا شخصاً مات بها أو تضرر بها ولا سمعنا به في الغابرين والعديد من العلماء الأعلام العظام فمنهم الشيخ جعفر النجفي (كاشف الغطاء) والإمام الشفتي (السيد محمدباقر الرشتي) صاحب كتاب (مطالع الأنوار) وفي ايران (الميرزا أبوالقاسم القمي), السيد محمدباقر المذكور الذي كان يقتل القاتل ويقطع يد السارق ويرجم الزاني ويقيم سائر الحدود وهو أول من أحرز لقب (حجة الإسلام) في الشيعة مع ذلك كان يشجع المواكب الحسينية ومنها مواكب التطبير ويبذل الأموال ولا يمنعها.
وهذا المحقق الشيخ مرتضى الأنصاري والسيد علي آل بحرالعلوم وسائر السلف من آل كاشف الغطاء وصاحب الجواهر إلى زمان السيد الميرزا محمدحسن الشيرازي (نزيل سامراء) الذي عد مجدداً للمذهب الجعفري, وكذلك الوحيد البهبهاني (محمدباقر بن محمد أكمل), إلى زمان الشيخ المتفنن (الشيخ محمدجواد البلاغي النجفي), وكان السيد مهدي صاحب (الصولة) يومئذٍ أحد الطلبة اللاطمين متجرداً من ثيابه إلى وسطه, وهذا الإمام محمدتقي الشيرازي (قدس سره) الذي كانت ترتب التشابيه في بيته وتخرج المواكب وإليه تعود, وهذا الأفقه الأورع الشيخ محمدطه نجف الذي كانت تدخل مواكب التطبير إلى بيته, وكذلك العلامة المتبحّر السيد محمد بحرالعلوم الذي كانت مواكب التطبير تضرب رؤوسها في بيته, وكذلك السيد محمدكاظم اليزدي وهكذا السيد أبوالحسن الإصفهاني (قدس سره) وآية الله النائيني, الذي يفتي بلا إشكال في جواز اللطم بالأيدي على الخدود والصدور حد الإحمرار والإسوداد بل يقوى جواز الضرب بالسلاسل أيضا على الأكتاف والظهر إلى الحد المذكور بل وإن أدى كلٌ من اللطم والضرب إلى خروج دم يسير على الأقوى, وأما إخراج الدم من الناصية بالسيوف والقامات فالأقوى جواز ما كان ضرره مأموناً.
إذن أين الضرر من ذلك أيها المنصفون؟؟؟
وهذا هو بالضبط رأي العلماء في عصرنا الحاضر (حلقة اسماء العلماء مع هذا المقال).
3. هل أن التطبير سبب لإهانة المذهب؟
أود أن أتسائل هنا لماذا التطبير يكون سبب لإهانة المذهب؟؟؟
أ- هل التوهين في كيفية التطبير؟
ب- أم هل التوهين في إستهزاء الاخرين منا أو اتخاذها ذريعتا للهجوم على مذهب التشيع؟
أولاً: هل التوهين في كيفية التطبير؟
إذا كانت الحجة من محاربة التطبير هي طريقة وكيفية التطبير, أقول -واستغفر الله تعالى- (فقط للإستدلال) أنّ هناك كثير من العبادات التي تكون في ظاهرها مضحكة وتسبب سخرية من أعداء الإسلام -فالحج مثلاً- ما معنى أن نقف على جبل ونهبط في وادي ونرمي حجر في هيئه محرمة من كشف الرؤوس لحر الشمس وعرى البدن وغيره. هذه من الناحية الظاهرية ولكن هذا الإستهزاء لا يكون عند العارف برموز هذه الأعمال وقدسيتها بل يطأطئ رأسه لله خشوعاً وتذرف دموعه تذللاً, كذلك الحال في مناسبة الحسين (عليه السلام) فالعارف بثورة الحسين (عليه السلام) أو مبادئها لابد أن يقف معظِّماً لصاحبها وتضحيته ومبادئه.
ثانياً: هل هذا التوهين بسبب إستهزاء البعض علينا (كما تدعون)؟
فأعداء الله والإسلام مذ كانوا فهم يستهزئون بنا وبعقائدنا وبأحكامنا وبكل ما نقوم به ونعتقد بصورة مطلقة لا تقصر على عمل دون آخر ولاعبادة دون أخرى, فهل يعني ذلك أن نترك ديننا ومذهبنا بسبب سخرية جاهل وحقد حاقد؟؟؟ هل نحن أفضل من النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)؟؟ بالطبع لا, ألم يؤذى النبي؟ نعم فقد قال (صلى الله عليه وآله وسلم): (ما أوذي نبي مثل ما أوذيت). وقد قال تعالى وذكر في كتابه أكثر من 33 آية حول سخرية الكفار من المؤمنين. فمثلاً قال تعالى: (زين للذين كفروا الحياة الدنيا ويسخرون من الذين آمنوا والذين اتقوا فوقهم يوم القيامة) (سورة البقرة آية 212). وكثير من الآيات التي تتحدث عن السخرية والإستهزاء, فهل نترك ديننا بسبب ذلك؟ أم يجب علينا أن نتمسك أكثر ونتثبت بديننا أكثر فأكثر؟! بالطبع لابد أن نتمسك به أكثر. ثم هل هناك نبي من الأنبياء لم يتعرض إلى السخرية والإستهزاء؟ ألم يتعرض موسى وعيسى ونوح وإبراهيم وكل الأنبياء (عليهم السلام) إلى السخرية والإستهزاء؟! بالطبع نعم ولكن لم يتركوا دينهم ومبادئهم بسبب هذه السخرية والإستهزاء لأنها وسيلة العاجز الجاهل الذي لايستطيع أن يقارع الحجة بالحجة وهي وسيلة الضعيف على أية حال. إذن لايوجد بالتطبير أي مجال لتوهين الدين والنيل منه وهذه دعوى باطلة أيضاً.
4. هل التبرع بالدم أفضل من التطبير؟
يقول من يشكل على التطبير, بأن التطبير إهدار وإسراف للدماء في مقابل أن المطبّر يستطيع أن يتبرع بهذه الكمية إلى المستشفيات وللمرضى, ثم أنه قد يكون هناك مريض يحتاج إلى قطرة دم واحدة, فلماذا هذا الإهدار المتعمد؟
أولاً: الإهدار هو بذل وإسراف شيء له قيمة في شيء ليس له قيمة, فهل قيمة إظهار الجزع على أبي عبدالله (عليه السلام) أقل من قيمة الدم المبذول؟؟ طبعاً لا. أليس القيمة المعنوية في أغلب الأحيان أعظم بكثير من القيمة المادية؟؟ بمعنى أن القيمة المحصلة من إحياء ذكرى سيد الشهداء (عليه السلام) الذي حفظ لنا الدين كله أكبر من قيمة دم فاسد وهذا ما يتفق عليه كل عاقل ثم تعالوا لنناقش هذه المسالة من ناحية ثانية:
1- التطبير يوم مقابل تبرع بِسنَة كاملة فأين التبذير والإهدار؟
2- إن الدم يفسد بعد 3 أشهر من أخذه فكم شخصا سيحتاج كل هذه الكميات الهائلة (إذا تبرع جميع الناس والتي ستفسد حتماً بعد هذه الأشهر الثلاثة) السؤال أليس هذا إهداراً أيضاً؟
3- قد يتبرع وبكميات كثيرة من النفس الفصيلة الدموية, أليس هذا إهداراً أيضاً؟
4- قد تستعمل هذه الدماء لأشخاص أعداء الله ورسوله (صلى الله عليه وآله وسلم) بل قد تستخدم لصهاينة ومجرمين يقتلون المسلمين, أليس هذا أهداراً؟
5- لو قلنا بأن التطبير إهدار للدماء, حين أسئل لماذا تبنى أكثر من مسجد في منطقة واحدة, أليس هذا إهدار, لماذا نبني مراقد أئمتنا من الذهب والفضة, أليس هذا إهدار؟؟؟ إلى آخر هذه القائمة التي لاتنتهي, إذن المسألة ليس مسألة إهدار أو إسراف, المسألة في القيمة المعنوية والفائدة على الإسلام والتشيع ورفع إسم الله ورسوله (صلى الله عليه وآله وسلم) والأئمة الطاهرين (عليهم السلام) وفي سبيل هذه العقيدة يهون الغالي والنفيس.
إذن لايوجد سبب مقنع من محاربة التطبير سوى (لو أخذنا بحسن الظن) بعض الغموض والدعايات المضلة حول هذه الشعيرة المهمة.
الفصل الثاني: ما هي فائدة التطبير؟
إن التعابير الإنفعالية والمواقف العاطفية هي من الأمور المشتركة بين جميع البشر وهي اللغة المشتركة بين جميع هذه الأمم على إختلاف لغاتها وحضاراتها وأهدافها وطبيعة الحياة فيها, فتجد العقلاء يتفقون على مثل هذه الأمور للتعبير عن أهدافهم وغاياتهم وهي أفضل وسيلة .... التساؤل وطرح الشكوك والدعوة الى البحث في جميع الأمور, فتجد أن هذه التظاهرات يؤيدها جميع العقلاء في كل مكان كوسيلة للتعبير وهي الطريقة الأفضل لشرح القضايا التي يصعب طرحها عن طريق الكتابة أو الحديث أو الإعتصام للمطالبة بالحقوق أو حتى الإضراب عن الطعام, بل وحتى أنك تجد عمن يدافع عن من يقدم على الإنتحار في سبيل قضية معينة أو خطف طائرة أو حتى إحراق نفسه ولكل أمة طريقتها ولكل دين طريقة وللتشيع طريقته في التعبير عن رفضه لمبايعة الظالمين وقرع طبول الإيثار والتضحية في وجوهم. فلماذا تحرموننا من هذا الحق؟؟ لماذا تنظرون إلى باقي الديانات مثل المسيحية التي من مراسيمها ضرب السلاسل على الظهور في سبيل المسيح ولاتدعوننا وشأننا نعبر كيفما نشاء؟
لماذا تنظرون بنظرة التحضر إلى اليابانيين أو البوذيين الذين يمشون على الجمر ولاتتركون الموالين الحسينيين ليعبروا عن حبهم وولائهم لسيد الشهداء (عليه السلام), (يقول العلماء بأن كل إنسان يحتاج إلى معذر يوم القيامة لكل عمل يقوم به في هذه الدنيا). أسألك بالله عليك ما هو عذرك أمام الله تعالى في محاربة شعيرة ثابتة الجذور والآثار؟ ونخص الحسين (عليه السلام) حبيب الله وثار الله وقتيل الله...!! أرجوا أن يتقي كل منا ربه وأن يقل خيراً أو ليصمت فهو محاسب على كل حرف يخرج من لسانه.
الفصل الثالث:
أقوال غير المسلمين والشيعة .. في الشعائر الحسينية.
أ- الكاتب الإنجليزي "السير بيري سايكس" يقول: ...ولذلك يمكنني أن أقر وأعترف بأن الإستماع إلى ولولة النساء الصارخات ومشاهد الحزن الذي يغش الرجال كلهم يأثر تأثيراً عميقاً في المرء بحيث لايسعه إلاّ أن يصب نقمته على الشّر ويزيد بن معاوية بقدر ما يصبه سائر الناس الحاضرين.
ب- المستشرق الألماني "ماربين" يقول: ...إني أعتقد بأن بقاء القانون الإسلامي وظهور الديانة الإسلامية وترقي المسلمين هو مسبب عن مقتل الحسين وحدوث تلك الفجائع المحزنة وكذلك ما نراه اليوم بين المسلمين من حزن سياسي وإباء للضيم.
ت- الدكتور "هوليتر" يقول: ...إن مقتل الحسين في كربلاء برغم كونه قد وقع قبل مدة تزيد على ثلاثة عشر قرناً فإن فجيعته كانت واضحة جليلة, فكل شيعي وكثيرين غيرهم بواسطة المراسيم والإحتفالات الدينية التي تقام سنوياً في محرم الحرام.
وكذلك من أكبر علماء العامة مثل الدكتور حامد حنف (واضع أسس المنهج العلمي الحديث بالقاهرة ورئيس قسم الأدب العربي في جامعة عين شمس), كتاب (في سبيل الوحدة الإسلامية), ومدير المساجد بالقاهرة عبدالرحمن النجار والأستاذ عبدالفتاح مقصود وكثير غيرهم الذين يشهدون بهذه الشعائر وأثرها في العالم الشيعي ونشرها لهذا المذهب وإعطاء ومضة على مأساة سيد الشهداء الحسين بن علي بن أبي طالب (عليهم السلام).
السلام عليك يا أباعبدالله وعلى الأرواح التي حلت بفنائك عليك مني سلام الله أبداً ما بقيت وبقي الليل والنهار
والله صاير يعرف يحجي هشاموه ..
تعليق