باسم الله الرحمن الرحيم
من المفاهيم الخاطئة في مجتمعنا هي كون القتل أعظم بمراحل من الكفر .
بل إذا نظرنا للقضية من كل الجوانب نجد أن الكفر أعظم من القتل بل القتل مجرد ألم مؤقت ويمكن القصاص فيه بينما اضلال شخص عن الهدى الحق لا قصاص فيه بل ويخلّد في جهنّم في عذابٍ مستمر بضلاله .
عن الإمام عليّ بن الحسين زين العابدين عليه السلام أنّه قال في قوله تعالى: ولَكُم في القِصاصِ حياةٌ يا أُولي الألبابِ لعلّكُم تتّقون(1):
« عبادَ الله، هذا قِصاصُ قتلكم لمَن تقتلونه في الدنيا وتُفنُون روحه، أوَ لا أُنبّئكم بأعظم من هذا القتل، وما يُوجبه اللهُ على قاتله ممّا هو أعظم من هذا القصاص ؟! »،
قالوا: بلى يا ابن رسول الله، قال: « أعظمُ مِن هذا القتل أن يقتله قتلاً لا يُجبَر ولا يحيا بعدَه أبداً »،
قالوا: وما هو ؟!
قال: « أن يُضِلَّه عن نبوّة محمّدٍ صلّى الله عليه وآله وعن ولاية عليٍّ بن أبي طالبٍ عليه السلام، ويسلكَ به غيرَ سبيل الله، ويُغويَه باتّباع طريق أعداء عليٍّ عليه السلام والقولِ بإمامتهم، ودفعِ عليٍّ عليه السلام عن حقّه وجحد فضله، فهذا هو القتل الذي هو تخليد هذا المقتول في نار جهنّم خالداً مخلِّداً أبداً، فجزاء هذا القتل مثل ذلك الخلود في نار جهنّم » (2)
وقوله تعالى وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ ۚ (3) الفتنة هاهنا ليست الخلاف كما يظن عامة المؤمنين بل هي الكفر عند المفسرين(4) فالله يقول لنا أن كفر شخص أعظم من قتله -من أحكام المشركين كأنه تشجيع من الله عز وجل للمؤمنين (5) - .
قُلْ إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلَاقِيكُمْ ۖ ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلَىٰ عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ (6)
لِّيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَن بَيِّنَةٍ وَيَحْيَىٰ مَنْ حَيَّ عَن بَيِّنَةٍ ۗ (7)
والسلام عليكم و رحمة الله و بركاته
====
1-( البقرة:180)
2-( تفسير الإمام العسكري عليه السلام:597 ـ 598 / ح 355، الاحتجاج للطبرسي 50:2 )
3-وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ وَأَخْرِجُوهُم مِّنْ حَيْثُ أَخْرَجُوكُمْ ۚ وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ ۚ وَلَا تُقَاتِلُوهُمْ عِندَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ حَتَّىٰ يُقَاتِلُوكُمْ فِيهِ ۖ فَإِن قَاتَلُوكُمْ فَاقْتُلُوهُمْ ۗ كَذَٰلِكَ جَزَاءُ الْكَافِرِينَ (البقرة 192)
4-راجع تفسير تقريب القرآن للأذهان للسيد محمد الشيرازي (ر) .
5-السيد الشيرازي في موسوعته الفقهية يقول :
ثم لا يخفى أن حكم الإسلام بالجزية على أهل الكتاب وتخصيصهم بأحكام خاصة، أكثر واقعية من حكم الدولة المتحضرة بالقوميات والإقليميات والعنصريات واللونيات، لأنها فروق خيالية ومع ذلك إنهم يفرقون بسببها في ألوف القوانين، والفرق الإسلامي فرق واقعي، لأن الإسلام وضع دينه على أساس العقيدة، وقد قام بذلك البرهان والحجة، بخلاف القوانين العصرية، فلا حق لاحد أن يسشتكل بأن الإسلام فرق بين الناس: المسلم وأهل الكتاب والمشرك، والقوانين العصرية لا تفرق، فأيهما خير، كما ذكره جورج وغيره.
فإن الإشكال أولاً: منقوض بتفريق أهل العصر أيضاً بين الناس.
وثانياً: محلول بأن تفريق الإسلام واقعي، وتفريق الحضارة الحديثة مبتدع، لا أساس له من الحجة والبرهان.
6-(الجمعة 9 )
7-(الأنفال 43 )
من المفاهيم الخاطئة في مجتمعنا هي كون القتل أعظم بمراحل من الكفر .
بل إذا نظرنا للقضية من كل الجوانب نجد أن الكفر أعظم من القتل بل القتل مجرد ألم مؤقت ويمكن القصاص فيه بينما اضلال شخص عن الهدى الحق لا قصاص فيه بل ويخلّد في جهنّم في عذابٍ مستمر بضلاله .
عن الإمام عليّ بن الحسين زين العابدين عليه السلام أنّه قال في قوله تعالى: ولَكُم في القِصاصِ حياةٌ يا أُولي الألبابِ لعلّكُم تتّقون(1):
« عبادَ الله، هذا قِصاصُ قتلكم لمَن تقتلونه في الدنيا وتُفنُون روحه، أوَ لا أُنبّئكم بأعظم من هذا القتل، وما يُوجبه اللهُ على قاتله ممّا هو أعظم من هذا القصاص ؟! »،
قالوا: بلى يا ابن رسول الله، قال: « أعظمُ مِن هذا القتل أن يقتله قتلاً لا يُجبَر ولا يحيا بعدَه أبداً »،
قالوا: وما هو ؟!
قال: « أن يُضِلَّه عن نبوّة محمّدٍ صلّى الله عليه وآله وعن ولاية عليٍّ بن أبي طالبٍ عليه السلام، ويسلكَ به غيرَ سبيل الله، ويُغويَه باتّباع طريق أعداء عليٍّ عليه السلام والقولِ بإمامتهم، ودفعِ عليٍّ عليه السلام عن حقّه وجحد فضله، فهذا هو القتل الذي هو تخليد هذا المقتول في نار جهنّم خالداً مخلِّداً أبداً، فجزاء هذا القتل مثل ذلك الخلود في نار جهنّم » (2)
وقوله تعالى وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ ۚ (3) الفتنة هاهنا ليست الخلاف كما يظن عامة المؤمنين بل هي الكفر عند المفسرين(4) فالله يقول لنا أن كفر شخص أعظم من قتله -من أحكام المشركين كأنه تشجيع من الله عز وجل للمؤمنين (5) - .
قُلْ إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلَاقِيكُمْ ۖ ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلَىٰ عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ (6)
لِّيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَن بَيِّنَةٍ وَيَحْيَىٰ مَنْ حَيَّ عَن بَيِّنَةٍ ۗ (7)
والسلام عليكم و رحمة الله و بركاته
====
1-( البقرة:180)
2-( تفسير الإمام العسكري عليه السلام:597 ـ 598 / ح 355، الاحتجاج للطبرسي 50:2 )
3-وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ وَأَخْرِجُوهُم مِّنْ حَيْثُ أَخْرَجُوكُمْ ۚ وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ ۚ وَلَا تُقَاتِلُوهُمْ عِندَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ حَتَّىٰ يُقَاتِلُوكُمْ فِيهِ ۖ فَإِن قَاتَلُوكُمْ فَاقْتُلُوهُمْ ۗ كَذَٰلِكَ جَزَاءُ الْكَافِرِينَ (البقرة 192)
4-راجع تفسير تقريب القرآن للأذهان للسيد محمد الشيرازي (ر) .
5-السيد الشيرازي في موسوعته الفقهية يقول :
ثم لا يخفى أن حكم الإسلام بالجزية على أهل الكتاب وتخصيصهم بأحكام خاصة، أكثر واقعية من حكم الدولة المتحضرة بالقوميات والإقليميات والعنصريات واللونيات، لأنها فروق خيالية ومع ذلك إنهم يفرقون بسببها في ألوف القوانين، والفرق الإسلامي فرق واقعي، لأن الإسلام وضع دينه على أساس العقيدة، وقد قام بذلك البرهان والحجة، بخلاف القوانين العصرية، فلا حق لاحد أن يسشتكل بأن الإسلام فرق بين الناس: المسلم وأهل الكتاب والمشرك، والقوانين العصرية لا تفرق، فأيهما خير، كما ذكره جورج وغيره.
فإن الإشكال أولاً: منقوض بتفريق أهل العصر أيضاً بين الناس.
وثانياً: محلول بأن تفريق الإسلام واقعي، وتفريق الحضارة الحديثة مبتدع، لا أساس له من الحجة والبرهان.
6-(الجمعة 9 )
7-(الأنفال 43 )