تل أبيب تُعلن رسميًا عن رفع مستوى التمثيل الدبلوماسيّ مع أنقرة وتوقعّات إسرائيليّة بحلّ الأزمة بين البلدين بسبب الغاز والعقوبات الروسيّة ضدّ تركيّا

الناصرة – “رأي اليوم”- من زهير أندراوس:
يبدو واضحًا وجليًّا أنّ المأزق التركيّ الذي وصلت إليه أنقرة بعد إسقاط الطائرة الروسيّة، أدخل صنّاع القرار في تركيّا، إلى حالةٍ جديدةٍ من العلاقات مع دول الجوار، خصوصًا وأنّ موسكو، وعلى لسان رئيسها، فلاديمير بوتن، ووزير خارجيتها، سيرغي لافروف، أكّدت أكثر من مرّةٍ على أنّ العقوبات الاقتصاديّة التي اتخذّتها موسكو ضدّ أنقرة لم تنتهِ، وأنّه ما زال في جعبة الكرملين العديد من العقوبات التي تستهدف إضعاف الاقتصاد التركيّ.
وعلى الرغم من أنّ العلاقات التركيّة-الإسرائيليّة ما زالت متوترّة منذ حادثة أسطول الحريّة وسفينة “مافي مرمرة” في أيّار (مايو) من العام 2010، وعلى الرغم من أنّ الدولتين لم تتمكّنا من جسر الخلافات بينهما، إلّا أنّ موازين القوى في هذه الحالة، هي التي تحكم العلاقات الدوليّة، وبالتالي لم يكُن مفاجئًا بالمرّة أنْ يقوم نائب المدير العام لوزارة الخارجية الإسرائيلية، آفيف شيرؤون، بكشف النقاب عن أنّ إسرائيل وتركيا اتفقتا على رفع مستوى التمثيل الدبلوماسي بينهما إلى مستوى القائم بالأعمال، بعدما جمد وجرى تخفيضه إلى مستوى سكرتير ثان في أعقاب التوتر السياسي بين الجانبين، بعد أحداث قافلة المساعدات التركية لقطاع غزة قبل خمسة أعوام ونصف عام.
وقال شيرؤون، كما أفادت صحيفة (هآرتس) الإسرائيليّة على موقعها الالكترونيّ، إنّ التوجه الجديد لرفع مستوى التمثيل الدبلوماسي بين الجانبين، مبني على رغبة قوية لدى شرائح مختلفة من الشعب التركي، في إعادة العلاقات الدبلوماسية بين تركيا وإسرائيل إلى سابق عهدها، على حدّ تعبيره. وتابع المسؤول الإسرائيليّ قائلاً: إنّ رفع مستوى التمثيل الدبلوماسيّ بين البلدين يهدف أيضًا إلى تنمية الروابط البينية في القطاعين السياحي والاقتصادي. والجدير بالذكر، أنّ هذا الكشف الإسرائيليّ يأتي بعد يوم من توجه تركيا لاختيار إسرائيل كمصدرٍ بديلٍ من الغاز الروسي، بعد احتدام الأزمة بين موسكو وأنقرة، كما نقلت القناة الأولى في التلفزيون الإسرائيليّ.
على صلةٍ بما سلف، ذكر الموقع “المونيتور” المهتم بشئون الشرق الأوسط أنّ العلاقات التركيّة-الإسرائيليّة التي انقطعت منذ الهجوم الإسرائيليّ على السفينة التركية لإغاثة غزة، ربمّا تشهد انفراجة في المستقبل القريب بفضل الغاز الطبيعي المكتشف حديثًا في الأراضي الفلسطينيّة. وبيّن الموقع الشهير أنّه عقب مساومة على دفع تعويض عن النشطاء الأتراك الذين قتلوا على السواحل الفلسطينية على أيدي الجنود الإسرائيليين على سفينة مرمرة التركية في 31 أيّار (مايو) 2010، فإنّ إسرائيل وتركيا على وشك توقيع اتفاق يعيد العلاقات على ما كانت عليه قبل هذا الحادث من حيث التطبيع وذلك خلال المستقبل القريب.
وأشار “المونيتور” إلى أنّ هذا التطور في العلاقات يأتي بفضل الغاز الطبيعي التي اكتشفته الدولة العبريّة على سواحل البحر المتوسط والتي تنوي تصديره إلى أوروبا، لكنّ تركيا التي تعتبر الرابط بين القارتين كانت المشكلة الأكبر في وجه الإسرائيليين بعد انقطاع العلاقات منذ 2010. وأوضح الموقع أن نائب رئيس الوزراء التركيّ، الذي تولى تنسيق محادثات التعويض مع إسرائيل، قد صرّح مؤخرًا إننّا نشعر بتسويةٍ قريبةٍ”.
علاوة على ذلك، أشار الموقع إلى أنّ تركيّا بقيت خلال الفترة الأخيرة رافضة لإعادة علاقتها مع إسرائيل، بسبب الحصار الذي تفرضه على قطاع غزة، ومنعها لوصول الطعام والأدوية للمدنيين، لافتًا إلى أنّه خلال المحادثات الأخيرة حول التعويضات خلال الفترة الحالية، هناك تجاهل من الجانب التركيّ لملف غزة، وربما توافق على توقيع اتفاق مع إسرائيل دون أنْ تطلب أي تغيير في الوضع الفلسطينيّ، كما أكّدت للموقع الإسرائيليّ المصادر السياسيّة الرفيعة في تل أبيب.
ولفت الموقع إلى أنّ هناك علامات أخرى أن تركيا تسعى لإعادة بناء الجسور ليس فقط مع الدولة العبرية، ولكن أيضًا مع يهود الشتات، حيث أرسلت حكومة أردوغان مبعوث رفيع المستوى للمشاركة في احتفال إحياء ذكرى المحرقة اليهودية لهذا العام الذي جرى في اسطنبول هذا العام، وخرجت وزارة الخارجية التركيّة لتعلن أن النائب ناجي كورو هو ممثل تركيا في هذا الحدث، مضيفةً أنّ هذا المؤتمر يهدف بالتأكيد لرفع الوعي خاصة بين الشباب حول الهولوكوست والجرائم ضد الإنسانية.
وخلال كانون الأوّل (ديسمبر) من العام الماضي تمّت دعوة وفد إسرائيلي إلى تركيا لإجراء محادثات، وأتبع ذلك قيام وفد تركي خبير للسفر إلى إسرائيل خلال الأيام الماضية. وأوضح الموقع أنه رغم انقطاع العلاقات الدبلوماسية بين البلدين غير أنّ العلاقات التجارية لم تتوقف ولم تسجل مستويات أقل خلال الأعوام القليلة الماضية، وإنْ لم تكن قد زادت، فلم تتعدَ التبادلات التجارية في 2008 3 أو4 مليارات دولار، بينما وصلت في العام التالي لحادثة سفينة المرمرة 2011 إلى 4.4 مليار دولار، وكذلك 4 مليارات عام 2012.
وتابع الموقع الإسرائيليّ قائلاً، نقلاً عن المصادر عينها، تابع قائلاً إنّ إسرائيل وتركيا تشهد خلال الفترة الحالية محادثات مكثفة حول الغاز الطبيعي، بعد أنْ اختارت إسرائيل أنْ تقوم بتصدير هذا الغاز عبر الأراضي التركية إلى القارة الأوروبية.
وفي هذا السياق قال السفير الأمريكي السابق في جمهورية أذربيجان والخبير بشئون المنطقة إنّ مسؤولين أتراك أشاروا إلى أنّ استعادة العلاقات مع إسرائيل، يمكن أنْ يحدث من خلال الاتفاق على بناء خط أنابيب غاز طبيعي بين إسرائيل وتركيا، على حدّ قوله.
http://www.raialyoum.com/?p=354172
m

الناصرة – “رأي اليوم”- من زهير أندراوس:
يبدو واضحًا وجليًّا أنّ المأزق التركيّ الذي وصلت إليه أنقرة بعد إسقاط الطائرة الروسيّة، أدخل صنّاع القرار في تركيّا، إلى حالةٍ جديدةٍ من العلاقات مع دول الجوار، خصوصًا وأنّ موسكو، وعلى لسان رئيسها، فلاديمير بوتن، ووزير خارجيتها، سيرغي لافروف، أكّدت أكثر من مرّةٍ على أنّ العقوبات الاقتصاديّة التي اتخذّتها موسكو ضدّ أنقرة لم تنتهِ، وأنّه ما زال في جعبة الكرملين العديد من العقوبات التي تستهدف إضعاف الاقتصاد التركيّ.
وعلى الرغم من أنّ العلاقات التركيّة-الإسرائيليّة ما زالت متوترّة منذ حادثة أسطول الحريّة وسفينة “مافي مرمرة” في أيّار (مايو) من العام 2010، وعلى الرغم من أنّ الدولتين لم تتمكّنا من جسر الخلافات بينهما، إلّا أنّ موازين القوى في هذه الحالة، هي التي تحكم العلاقات الدوليّة، وبالتالي لم يكُن مفاجئًا بالمرّة أنْ يقوم نائب المدير العام لوزارة الخارجية الإسرائيلية، آفيف شيرؤون، بكشف النقاب عن أنّ إسرائيل وتركيا اتفقتا على رفع مستوى التمثيل الدبلوماسي بينهما إلى مستوى القائم بالأعمال، بعدما جمد وجرى تخفيضه إلى مستوى سكرتير ثان في أعقاب التوتر السياسي بين الجانبين، بعد أحداث قافلة المساعدات التركية لقطاع غزة قبل خمسة أعوام ونصف عام.
وقال شيرؤون، كما أفادت صحيفة (هآرتس) الإسرائيليّة على موقعها الالكترونيّ، إنّ التوجه الجديد لرفع مستوى التمثيل الدبلوماسي بين الجانبين، مبني على رغبة قوية لدى شرائح مختلفة من الشعب التركي، في إعادة العلاقات الدبلوماسية بين تركيا وإسرائيل إلى سابق عهدها، على حدّ تعبيره. وتابع المسؤول الإسرائيليّ قائلاً: إنّ رفع مستوى التمثيل الدبلوماسيّ بين البلدين يهدف أيضًا إلى تنمية الروابط البينية في القطاعين السياحي والاقتصادي. والجدير بالذكر، أنّ هذا الكشف الإسرائيليّ يأتي بعد يوم من توجه تركيا لاختيار إسرائيل كمصدرٍ بديلٍ من الغاز الروسي، بعد احتدام الأزمة بين موسكو وأنقرة، كما نقلت القناة الأولى في التلفزيون الإسرائيليّ.
على صلةٍ بما سلف، ذكر الموقع “المونيتور” المهتم بشئون الشرق الأوسط أنّ العلاقات التركيّة-الإسرائيليّة التي انقطعت منذ الهجوم الإسرائيليّ على السفينة التركية لإغاثة غزة، ربمّا تشهد انفراجة في المستقبل القريب بفضل الغاز الطبيعي المكتشف حديثًا في الأراضي الفلسطينيّة. وبيّن الموقع الشهير أنّه عقب مساومة على دفع تعويض عن النشطاء الأتراك الذين قتلوا على السواحل الفلسطينية على أيدي الجنود الإسرائيليين على سفينة مرمرة التركية في 31 أيّار (مايو) 2010، فإنّ إسرائيل وتركيا على وشك توقيع اتفاق يعيد العلاقات على ما كانت عليه قبل هذا الحادث من حيث التطبيع وذلك خلال المستقبل القريب.
وأشار “المونيتور” إلى أنّ هذا التطور في العلاقات يأتي بفضل الغاز الطبيعي التي اكتشفته الدولة العبريّة على سواحل البحر المتوسط والتي تنوي تصديره إلى أوروبا، لكنّ تركيا التي تعتبر الرابط بين القارتين كانت المشكلة الأكبر في وجه الإسرائيليين بعد انقطاع العلاقات منذ 2010. وأوضح الموقع أن نائب رئيس الوزراء التركيّ، الذي تولى تنسيق محادثات التعويض مع إسرائيل، قد صرّح مؤخرًا إننّا نشعر بتسويةٍ قريبةٍ”.
علاوة على ذلك، أشار الموقع إلى أنّ تركيّا بقيت خلال الفترة الأخيرة رافضة لإعادة علاقتها مع إسرائيل، بسبب الحصار الذي تفرضه على قطاع غزة، ومنعها لوصول الطعام والأدوية للمدنيين، لافتًا إلى أنّه خلال المحادثات الأخيرة حول التعويضات خلال الفترة الحالية، هناك تجاهل من الجانب التركيّ لملف غزة، وربما توافق على توقيع اتفاق مع إسرائيل دون أنْ تطلب أي تغيير في الوضع الفلسطينيّ، كما أكّدت للموقع الإسرائيليّ المصادر السياسيّة الرفيعة في تل أبيب.
ولفت الموقع إلى أنّ هناك علامات أخرى أن تركيا تسعى لإعادة بناء الجسور ليس فقط مع الدولة العبرية، ولكن أيضًا مع يهود الشتات، حيث أرسلت حكومة أردوغان مبعوث رفيع المستوى للمشاركة في احتفال إحياء ذكرى المحرقة اليهودية لهذا العام الذي جرى في اسطنبول هذا العام، وخرجت وزارة الخارجية التركيّة لتعلن أن النائب ناجي كورو هو ممثل تركيا في هذا الحدث، مضيفةً أنّ هذا المؤتمر يهدف بالتأكيد لرفع الوعي خاصة بين الشباب حول الهولوكوست والجرائم ضد الإنسانية.
وخلال كانون الأوّل (ديسمبر) من العام الماضي تمّت دعوة وفد إسرائيلي إلى تركيا لإجراء محادثات، وأتبع ذلك قيام وفد تركي خبير للسفر إلى إسرائيل خلال الأيام الماضية. وأوضح الموقع أنه رغم انقطاع العلاقات الدبلوماسية بين البلدين غير أنّ العلاقات التجارية لم تتوقف ولم تسجل مستويات أقل خلال الأعوام القليلة الماضية، وإنْ لم تكن قد زادت، فلم تتعدَ التبادلات التجارية في 2008 3 أو4 مليارات دولار، بينما وصلت في العام التالي لحادثة سفينة المرمرة 2011 إلى 4.4 مليار دولار، وكذلك 4 مليارات عام 2012.
وتابع الموقع الإسرائيليّ قائلاً، نقلاً عن المصادر عينها، تابع قائلاً إنّ إسرائيل وتركيا تشهد خلال الفترة الحالية محادثات مكثفة حول الغاز الطبيعي، بعد أنْ اختارت إسرائيل أنْ تقوم بتصدير هذا الغاز عبر الأراضي التركية إلى القارة الأوروبية.
وفي هذا السياق قال السفير الأمريكي السابق في جمهورية أذربيجان والخبير بشئون المنطقة إنّ مسؤولين أتراك أشاروا إلى أنّ استعادة العلاقات مع إسرائيل، يمكن أنْ يحدث من خلال الاتفاق على بناء خط أنابيب غاز طبيعي بين إسرائيل وتركيا، على حدّ قوله.
http://www.raialyoum.com/?p=354172
m