إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

ماذا تعني عبارة "إخواننا بغوا علينا"؟

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • ماذا تعني عبارة "إخواننا بغوا علينا"؟

    بسم الله الرحمن الرحيم
    ماذا تعني عبارة "إخواننا بغوا علينا"؟
    هذه العبارة رويت عن الإمام علي (عليه السلام) في وصف الذين قاتلوه وبغوا عليه، وتصوَّر البعض أن المقصود بالأخوة هنا: الأخوة الدينية، فيكون ذلك ثناءً على الذين حاربوا الإمام علياً (عليه السلام) ، في حين أن شيعة الإمام علي (عليه السلام) يتبرؤون ممن حاربه ولا يرون له نصيباً في الدين والخير.. ولكن هذا التصور لمعنى "إخواننا" غير صحيح، وفيما يلي توضيح ذلك.
    أوّلاً: رُوي عن الإمام علي بن الحسين زين العابدين (عليهما السلام) ، وهو إمام من أئمة المسلمين قاطبة، وهو خير أهل زمانه بإجماع الأمة الإسلامية، رُوي عنه أنه قال إن المقصود بالأخوة في هذا الكلام هي الأخوة في العشيرة، وليس الأخوة في الدين، وفي الرواية أن الإمام زين العابدين (عليه السلام) استشهد على ذلك بقوله تعالى: (وإلى مدين أخاهم شعيباً) ، وبقوله تعالى: (وإلى ثمود أخاهم صالحاً) ، فإن الأخوة في هذه الآيات ليست أخوة الدين، بل هي أخوة العشيرة، وكذلك الأخوة في عبارة "إخواننا بغوا علينا". الرواية موجودة في تفسير العياشي 2 : 20 ، ولها مصادر أخرى تركنا ذكرها اختصاراً.
    ثانياً: إن الكلمة تُفهم من خلال ما يحيط بها في سياق الكلام، ونحن نجد عبارة "بغوا علينا" بجوار "إخواننا"، فما هو حكم البغي الذي هو بمعنى الظلم والاعتداء، علماً أن البغي هنا هو بالقتال والقتل وسفك الدماء..؟
    فما هو حكم من قاتل الإمام علياً (عليه السلام) ومن معه من المسلمين؟
    في صحيح البخاري وصحيح ابن حبان عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) : "ويح عمار تقتله الفئة الباغية، يدعوهم إلى الجنة ويدعونه إلى النار".
    وفي الحديث الذي صححه الألباني في السلسلة الصحيحة (برقم 2008) وفي صحيح الجامع (برقم 4294) أن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: "قاتِلُ عمار وسالِبُه في النار". فدل الحديثان على أن الذين قاتلوا الإمام علياً هم أئمة يدعون إلى نار جهنم، وهم ممَّن يصلاها، ومن كان داعياً إلى جهنم ومن أهلها فلا نصيب له في الدين، ولا يصح القول بأنه يستحق ثناءً (بالأخوة الدينية) من قبل أمير المؤمنين.
    وفي الحديث المتفق عليه بين السنة والشيعة أن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: "سباب المسلم فسوق، وقتاله كفر". وهذا يعني أن الذين قاتلوا الإمام علياً (عليه السلام) هم بحكم الكفار بنص هذا الحديث الشريف.
    وفي الحديث الذي رواه البخاري ومسلم عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أنه قال: "من حمل علينا السلاح فليس منا"، والذي حاربوا الإمام علياً (عليه السلام) حملوا السلاح على المسلمين، فهم ليسوا من المسلمين بدلالة هذا الحديث الشريف.
    وفي صحيحي البخاري ومسلم عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) : "المسلمُ مَنْ سلِم المسلمونَ من لسانهِ ويدهِ". والذين حاربوا الإمام علياً لم يسلم المسلمون من أيديهم، فعنوان (المسلم) لا ينطبق عليهم بدلالة هذا الحديث الشريف.
    وفي الحديث الذي صححه الألباني في السلسلة الصحيحة (برقم 542) : "ثلاثة لا تسأل عنهم: رجل فارق الجماعة وعصى إمامه ومات عاصياً..." إلخ الحديث. والإمام علي (عليه السلام) كان إمام المسلمين، والذين حاربوه عُصاة مفارقون للجماعة، فهم هالكون بدلالة هذا الحديث الشريف؛ لأن معنى "لا تسأل عنهم": أي فإنهم من الهالكين.
    وروى ابنُ حبان في صحيحه، وأورد الألباني في السلسلة الصحيحة، قول رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لعلي: "اللهم والِ من والاه، وعادِ من عاداه". فدل على أن من يعادي علياً فهو عدو لله، والقتال أشد مظاهر العداء، وعدو الله لا نصيب له في الدين.
    وحسَّنَ الألباني في كتاب "صحيح الجامع" (برقم 1462) قولَ رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لعلي وفاطمة والحسن والحسين: "أنا حرب لمن حاربتم، وسلم لمن سالمتم". وغني عن البيان أن من كان النبي (ص) محارباً له فلا نصيب له في الدين.
    وصحَّح الألباني في السلسلة الصحيحة (برقم 1299) قول رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) : "مَنْ أحبَّ علياً فقد أحبَّني، ومن أحبَّني فقد أحب الله عز وجل، ومن أبغض علياً فقد أبغضني، ومن أبغضني فقد أبغض الله عز وجل". ومن الجليِّ أن القتال من أشد مظاهر البغض، أو هو أشد من مجرد البغض قطعاً، فيثبت أن الذين قاتلوا الإمام علياً هم مبغضون لله ولرسوله، والمبغض لله ولرسوله لا نصيب له في الدين.
    وروى مسلم وابن حبان في صحيحيهما عن الإمام علي (عليه السلام) أنه قال: "إنه لعهد النبي الأمي (صلى الله عليه وسلم) إليَّ أن لا يحبَّني إلاَّ مؤمن، ولا يبغضني إلاَّ منافق". وفي "جُزء الحميري" (ص34) بسند صحيح عن أبي سعيد الخدري، قال: "ما كنا نعرف المنافقين على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم إلاّ ببغض عليٍّ". والقتال من أشد مظاهر البغض، أو هو أشد من مجرد البغض قطعاً، فيثبت أن الذين قاتلوا الإمام علياً هم منافقون، والمنافق لا نصيب له في الدين.
    إلى غير ذلك من الأحاديث الكثيرة التي نتركها روماً للاختصار..
    فدلت هذه الأحاديث على أن الذين قاتلوا الإمام علياً (عليه السلام) لا نصيب لهم في الخيرية والدين، بل هم دعاة إلى النار، ومن أهل النار، وفي عِدَاد الكفار، وليسوا من المسلمين، وهم من الهالكين، والله يعاديهم، ورسول الله حربٌ لهم، وهم في عِدَاد المنافقين، وهم مبغضون لله ولرسوله.. هذا كله مستفاد من الأحاديث النبوية التي صححها أهل العلم من أهل السنة..
    وبناء عليه: لا يصح أن يُقال بأن المقصود بـ "إخواننا" الثناء عليهم بالأخوة الدينية.
    هذا باختصار، والله ولي التوفيق.

  • #2
    أحسنتم على الطرح القيم

    تعليق


    • #3
      وأنت من خير المحسنين سيدتي الفاضلة وهج الإيمان

      تعليق


      • #4
        أحسنتم اخي الفاضل أدب الحوار
        اللهم وال من والاه وعاد من عاداه وخل من خذله ونصر من نصره
        فمن عاده كان عدو لله ورسوله

        تعليق


        • #5
          نورت الموضوع أخي الفاضل موالي علي..

          تعليق

          المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
          حفظ-تلقائي
          x

          رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

          صورة التسجيل تحديث الصورة

          اقرأ في منتديات يا حسين

          تقليص

          المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
          أنشئ بواسطة ibrahim aly awaly, 02-05-2025, 07:21 AM
          ردود 2
          17 مشاهدات
          0 معجبون
          آخر مشاركة ibrahim aly awaly
          بواسطة ibrahim aly awaly
           
          أنشئ بواسطة ibrahim aly awaly, 02-05-2025, 09:44 PM
          استجابة 1
          12 مشاهدات
          0 معجبون
          آخر مشاركة ibrahim aly awaly
          بواسطة ibrahim aly awaly
           
          يعمل...
          X