بسم الله الرحمن الرحيم
كيف تعاملوا مع أهل البيت (عليهم السلام) ؟
(نبذة من حقائق التاريخ المخفيَّة)
كيف تعاملوا مع أهل البيت (عليهم السلام) ؟
(نبذة من حقائق التاريخ المخفيَّة)
قال ابن تيمية في كتاب منهاج السنة 7 / 137 مؤسسة قرطبة، متحدثاً عن الإمام علي عليه السلام:
"فإنَّ كثيرًا من الصحابة والتابعين كانوا يبغضونه ويسبونه ويقاتلونه".
وقال الحافظ ابن حجر في فتح الباري 7 : 19 ط. دار المعرفة – بيروت:
"أَخْرَجَ أَحْمَد وَأَبُو دَاوُدَ وَالنَّسَائِيّ بِسَنَدٍ صَحِيح عَنْ النُّعْمَان بْن بَشِير قَالَ: "اِسْتَأْذَنَ أَبُو بَكْر عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَسَمِعَ صَوْت عَائِشَة عَالِيًا وَهِيَ تَقُول: وَاَللَّه لَقَدْ عَلِمْت أَنَّ عَلِيًّا أَحَبّ إِلَيْك مِنْ أَبِي". انتهى بنصه من المصدر المذكور.
وتمام الرواية في مسند أحمد 4 : 275 ط. دار صادر – بيروت، بسنده عن النُّعْمَانُ بْنُ بَشِيرٍ، قَالَ: اسْتَأْذَنَ أَبُو بَكْرٍ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَسَمِعَ صَوْتَ عَائِشَةَ عَالِيًا وَهِيَ تَقُولُ: وَاللهِ لَقَدْ عَرَفْتُ أَنَّ عَلِيًّا أَحَبُّ إِلَيْكَ مِنْ أَبِي وَمِنِّي، مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلاثًا، فَاسْتَأْذَنَ أَبُو بَكْرٍ، فَدَخَلَ فَأَهْوَى إِلَيْهَا، فَقَالَ: يَا بِنْتَ فُلانَةَ ! أَلا أَسْمَعُكِ تَرْفَعِينَ صَوْتَكِ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. انتهى.
فهذه الرواية تدل على أن عائشة لم تكن تحمل مودَّةً تجاه الإمام علي، وإلا لما أسخطها أنه الأحب إلى رسول الله منها ومن أبيها، ولما أوجب ذلك أن ترتكب ذنب رفع الصوت على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
وفي مسند أحمد برقم (25956) خبرٌ عن عائشة حذفت فيه اسم الإمام علي (عليه السلام) معبرة عنه بـ (رجل آخر) ، فحين بلغ ذلك ابن عباس قال: "أتدرون من الرجل الآخر الذي لم تسمِّ عائشة؟ هو عليٌّ، ولكنَّ عائشة لا تطيب له نفساً". وقال محقق المسند شعيب الأرنؤوط: إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وقال الحافظ ابن حجر في فتح الباري: زاد الإسماعيلي من رواية عبد الرزاق عن معمر: "ولكن عائشة لا تطيب نفساً له بخير"، ولابن إسحاق في المغازي عن الزهري: "ولكنها لا تقدر على أن تذكره بخير".
وفي المعجم الكبير للطبراني برقم (11084) بسنده عن ابن عباس أن النبي (ص) كان مع علي (ع) ، فأومأ بيده إلى رأسه ولحيته ثم بكى حتى علا بكاؤه، قيل: ما يبيكيك؟ قال: "ضغائن في صدور قوم لا يبدونها لك حتى يفقدوني".
والحديث في مسند البزار برقم (716) بسنده عن الإمام علي (ع) ، ولفظه: "فلما خلا له الطريق اعتنقني ثم أجهش باكياً، فقلت: يا رسول الله؛ ما يبكيك؟ قال: ضغائن في صدور قوم لا يبدونها لك إلاَّ من بعدي".
وفي "المستدرك" للحاكم 3 / 150 ، برقم (4676 / 274) بسنده عن علي (عليه السلام) أنه قال: "إنَّ ممَّا عَهِدَ إليَّ النبي (ص) أنَّ الأمَّة ستغدر بي بعده" . قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه. وقال الحافظ الذهبي في التلخيص: صحيح.
ورواه الحاكم في المستدرك 3 / 153 برقم (4686 / 284) من طريق أخرى، عن علي (ع) قال: "قال لي رسول الله (ص) : إنَّ الأمَّة ستغدر بك بعدي وأنت تعيش على ملَّتي وتقتل على سُنَّتي، مَن أحبَّك أحبَّني ومن أبغضك أبغضني وإنَّ هذه ستخضب من هذا يعني لحيته من رأسه". قال الحاكم: صحيح، وقال الذهبي في التلخيص: صحيح.
وقال ابن أبي الحديد في شرح النهج 9 / 306 أن تظلُّم الإمام علي وشكايته ممن ظلمه من الصحابة هو من الأخبار المتواترة، ونص عبارته: "واعلم أنه قد تواترت الأخبار عنه (عليه السلام) بنحو من هذا القول".
وفي مسند أحمد بن حنبل 3 / 206 ، بسنده عن العباس بن عبد المطلب أنه قال:
"قلتُ: يا رسولَ اللَّهِ، إنَّ قُرَيْشًا إذا لقيَ بعضُهُم بعضًا لقوهم ببِشرٍ حسَنٍ، وإذا لَقونا لَقونا بوجوهٍ لا نعرفُها قالَ: فغَضِبَ النَّبيُّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ غضبًا شديدًا وقالَ: والَّذي نفسي بيدِهِ، لا يدخلُ قلبَ رجلٍ الإيمانُ حتَّى يحبَّكُم للَّهِ ولرسولِهِ". وقال محقق المسند أحمد محمد شاكر: إسناده صحيح.
وفي جامع المسانيد والسنن برقم (5932) لابن كثير عن العباس بن عبد المطلب، قال:
"كنا نلقى النفرَ من قريشٍ، وهم يتحدثون، فيقطعون حديثَهم، فذكرنا ذلك للنبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ، فقال: ما بالُ أقوامٍ يتحدثون، فإذا رأوا الرجلَ من أهلِ بيتي قطعوا حديثَهم، واللهِ لا يدخلُ قلبَ رجلٍ الإيمانُ حتى يحبَّهُم للهِ ولقرابتِهم منِّي".
وفي الأمالي للمفيد (ص 115) ، المجلس الثالث عشر، برقم 8 ، بسند صحيح عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال:
"ما بال أقوام من أُمَّتي إذا ذُكر عندهم إبراهيم وآل إبراهيم، استبشرت قلوبهم، وتهللت وجوههم، وإذا ذُكرت وأهل بيتي، اشمأزت قلوبهم، وكلحت وجوههم، والذي بعثني بالحق نبياً؛ لو أنَّ رجلاً لقي الله بعمل سبعين نبياً، ثم لم يأت بولاية أولي الأمر منَّا أهل البيت، ما قبل الله منه صرفاً ولا عدلاً".
الأمالي للطوسي (ص 188) ، المجلس السابع، برقم (316 - 18) ، بسنده عن ابن عباس أنه قال:
"لما حضرت رسول الله (صلى الله عليه وآله) الوفاةُ بكى حتى بلَّت دموعه لحيته، فقيل: له يا رسول الله؛ ما يُبكيك؟! فقال: أبكي لذريتي وما تصنع بهم شرارُ أُمَّتي من بعدي، كأني بفاطمة ابنتي وقد ظُلمت بعدي، وهي تنادي: يا أبتاه يا أبتاه، فلا يعينها أحد من أُمَّتي. فسمعت ذلك فاطمةُ (عليها السلام) فبكت، فقال لها رسول الله (صلى الله عليه وآله) : لا تبكيَنَّ يا بُنية. فقالت: لست أبكي لما يُصنع بي من بعدك ولكن أبكي لفراقك يا رسول الله. فقال لها: أبشري يا بنت محمد بسرعة اللحاق بي، فإنك أول من يلحق بي من أهل بيتي".
وفيما يرتبط بالأحداث التي أعقبت وفاة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وامتناع بني هاشم وجماعة من الصحابة عن بيعة أبي بكر؛ روى الطبري في تاريخ 2 / 233 : "أتى عمر بن الخطاب منزل عليٍّ وفيه طلحة والزبير ورجال من المهاجرين، فقال: والله لأحرقن عليكم أو لتخرجن إلى البيعة، فخرج عليه الزبير مصلتاً السيف، فعثر فسقط السيف من يده، فوثبوا عليه فأخذوه".
وذكر اليعقوبي في تاريخه: "بلغ أبا بكر وعمر أن جماعة من المهاجرين والأنصار قد اجتمعوا مع علي بن أبي طالب في منزل فاطمة بنت رسول الله، فأتوا في جماعة حتى هجموا الدار".
وفي كتاب الإمامة والسياسة لابن قتيبة: "إن أبا بكر رضي الله عنه تفقَّد قوماً تخلفوا عن بيعته عند علي كرم الله وجهه فبعث إليهم عمر فجاء فناداهم وهم في دار علي فأبوا أن يخرجوا، فدعا بالحطب وقال: والذي نفس عمر بيده لتخرجن أو لأحرقنها على من فيها، فقيل له: يا أبا حفص؛ إن فيها فاطمة، فقال: وإن".
وفي كتاب الإمامة والسياسة لابن قتيبة: "ثم قام عمر فمشى معه جماعة حتى أتوا باب فاطمة، فدقوا الباب فلما سمعت أصواتهم نادت بأعلى صوتها: يا أبت يا رسول الله؛ ماذا لقينا بعدك من ابن الخطاب وابن أبي قحافة؟! فلما سمع القوم صوتها وبكاءها انصرفوا باكين، وكادت قلوبهم تنصدع، وأكبادهم تنفطر، وبقي عمر ومعه قوم فأخرجوا علياً فمضوا به إلى أبي بكر، فقالوا له: بايع، فقال: إن أنا لم أفعل فمه؟ قالوا: إذاً والله الذي لا إله إلا هو نضرب عنقك، فقال: إذاً تقتلون عبد الله وأخا رسوله، قال عمر: أمَّا عبد الله فنعم، وأما أخو رسوله فلا، وأبو بكر ساكت لا يتكلم، فقال له عمر: ألا تأمر فيه بأمرك؟ فقال: لا أكرهه على شيء ما كانت فاطمة إلى جنبه، فلحق عليٌّ بقبر رسول الله صلى الله عليه وسلم يصيح ويبكي وينادي: يا بن أم إن القوم استضعفوني وكادوا يقتلوني".
وفي صحيح البخاري برقم (3998) : "فوجدَتْ فاطمة على أبي بكر [أي غضبت عليه] في ذلك، فهجرته فلم تكلمه حتى توفيت، وعاشت بعد النبي صلى الله عليه وسلم ستة أشهر، فلما توفيت دفنها زوجها عليٌّ ليلاً ولم يؤذن بها أبا بكر، وصلى عليها، وكان لعليٍّ من الناس وجهٌ حياةَ فاطمة، فلما تُوفيت استنكر عليٌّ وجوهَ الناس فالتمس مصالحة أبي بكر ومبايعته، ولم يكن يبايع تلك الأشهر، فأرسل إلى أبي بكر أن ائتنا ولا يأتنا أحدٌ معك؛ كراهيةً لمحضر عُمَر".
وقد كان مروان بن الحكم من المعروفين بالنصب والبغض والعداء لأهل البيت عليهم السلام، وقال ابنُ حجر الهيتمي في "الصواعق المُحرقة" (ص212) إذ قال: "ومن أشدِّ الناس بُغضًا لأهل البيت: مروانُ بن الحكم"، وفي "المُعجم الكبير" للطبراني 3 / 50 ـ 51 بسند رجالُه ثقات أنَّ مروان بن الحكم لم يغضب على أبي هريرة إلاّ لكونه يُحبُّ الإمامين الحسن والحسين..!!! وبالرغم من ذلك فإن معاوية بن أبي سفيان جعل مروان بن الحكم والياً على المدينة المنورة..!!! كما إن مروان بن الحكم هو من الرواة المعتمد عليهم عند البخاري في صحيحه، كما إنه من الرواة في السنن الأربعة..!!!
وإنا لله وإنا إليه راجعون.
وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون.
"فإنَّ كثيرًا من الصحابة والتابعين كانوا يبغضونه ويسبونه ويقاتلونه".
وقال الحافظ ابن حجر في فتح الباري 7 : 19 ط. دار المعرفة – بيروت:
"أَخْرَجَ أَحْمَد وَأَبُو دَاوُدَ وَالنَّسَائِيّ بِسَنَدٍ صَحِيح عَنْ النُّعْمَان بْن بَشِير قَالَ: "اِسْتَأْذَنَ أَبُو بَكْر عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَسَمِعَ صَوْت عَائِشَة عَالِيًا وَهِيَ تَقُول: وَاَللَّه لَقَدْ عَلِمْت أَنَّ عَلِيًّا أَحَبّ إِلَيْك مِنْ أَبِي". انتهى بنصه من المصدر المذكور.
وتمام الرواية في مسند أحمد 4 : 275 ط. دار صادر – بيروت، بسنده عن النُّعْمَانُ بْنُ بَشِيرٍ، قَالَ: اسْتَأْذَنَ أَبُو بَكْرٍ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَسَمِعَ صَوْتَ عَائِشَةَ عَالِيًا وَهِيَ تَقُولُ: وَاللهِ لَقَدْ عَرَفْتُ أَنَّ عَلِيًّا أَحَبُّ إِلَيْكَ مِنْ أَبِي وَمِنِّي، مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلاثًا، فَاسْتَأْذَنَ أَبُو بَكْرٍ، فَدَخَلَ فَأَهْوَى إِلَيْهَا، فَقَالَ: يَا بِنْتَ فُلانَةَ ! أَلا أَسْمَعُكِ تَرْفَعِينَ صَوْتَكِ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. انتهى.
فهذه الرواية تدل على أن عائشة لم تكن تحمل مودَّةً تجاه الإمام علي، وإلا لما أسخطها أنه الأحب إلى رسول الله منها ومن أبيها، ولما أوجب ذلك أن ترتكب ذنب رفع الصوت على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
وفي مسند أحمد برقم (25956) خبرٌ عن عائشة حذفت فيه اسم الإمام علي (عليه السلام) معبرة عنه بـ (رجل آخر) ، فحين بلغ ذلك ابن عباس قال: "أتدرون من الرجل الآخر الذي لم تسمِّ عائشة؟ هو عليٌّ، ولكنَّ عائشة لا تطيب له نفساً". وقال محقق المسند شعيب الأرنؤوط: إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وقال الحافظ ابن حجر في فتح الباري: زاد الإسماعيلي من رواية عبد الرزاق عن معمر: "ولكن عائشة لا تطيب نفساً له بخير"، ولابن إسحاق في المغازي عن الزهري: "ولكنها لا تقدر على أن تذكره بخير".
وفي المعجم الكبير للطبراني برقم (11084) بسنده عن ابن عباس أن النبي (ص) كان مع علي (ع) ، فأومأ بيده إلى رأسه ولحيته ثم بكى حتى علا بكاؤه، قيل: ما يبيكيك؟ قال: "ضغائن في صدور قوم لا يبدونها لك حتى يفقدوني".
والحديث في مسند البزار برقم (716) بسنده عن الإمام علي (ع) ، ولفظه: "فلما خلا له الطريق اعتنقني ثم أجهش باكياً، فقلت: يا رسول الله؛ ما يبكيك؟ قال: ضغائن في صدور قوم لا يبدونها لك إلاَّ من بعدي".
وفي "المستدرك" للحاكم 3 / 150 ، برقم (4676 / 274) بسنده عن علي (عليه السلام) أنه قال: "إنَّ ممَّا عَهِدَ إليَّ النبي (ص) أنَّ الأمَّة ستغدر بي بعده" . قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه. وقال الحافظ الذهبي في التلخيص: صحيح.
ورواه الحاكم في المستدرك 3 / 153 برقم (4686 / 284) من طريق أخرى، عن علي (ع) قال: "قال لي رسول الله (ص) : إنَّ الأمَّة ستغدر بك بعدي وأنت تعيش على ملَّتي وتقتل على سُنَّتي، مَن أحبَّك أحبَّني ومن أبغضك أبغضني وإنَّ هذه ستخضب من هذا يعني لحيته من رأسه". قال الحاكم: صحيح، وقال الذهبي في التلخيص: صحيح.
وقال ابن أبي الحديد في شرح النهج 9 / 306 أن تظلُّم الإمام علي وشكايته ممن ظلمه من الصحابة هو من الأخبار المتواترة، ونص عبارته: "واعلم أنه قد تواترت الأخبار عنه (عليه السلام) بنحو من هذا القول".
وفي مسند أحمد بن حنبل 3 / 206 ، بسنده عن العباس بن عبد المطلب أنه قال:
"قلتُ: يا رسولَ اللَّهِ، إنَّ قُرَيْشًا إذا لقيَ بعضُهُم بعضًا لقوهم ببِشرٍ حسَنٍ، وإذا لَقونا لَقونا بوجوهٍ لا نعرفُها قالَ: فغَضِبَ النَّبيُّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ غضبًا شديدًا وقالَ: والَّذي نفسي بيدِهِ، لا يدخلُ قلبَ رجلٍ الإيمانُ حتَّى يحبَّكُم للَّهِ ولرسولِهِ". وقال محقق المسند أحمد محمد شاكر: إسناده صحيح.
وفي جامع المسانيد والسنن برقم (5932) لابن كثير عن العباس بن عبد المطلب، قال:
"كنا نلقى النفرَ من قريشٍ، وهم يتحدثون، فيقطعون حديثَهم، فذكرنا ذلك للنبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ، فقال: ما بالُ أقوامٍ يتحدثون، فإذا رأوا الرجلَ من أهلِ بيتي قطعوا حديثَهم، واللهِ لا يدخلُ قلبَ رجلٍ الإيمانُ حتى يحبَّهُم للهِ ولقرابتِهم منِّي".
وفي الأمالي للمفيد (ص 115) ، المجلس الثالث عشر، برقم 8 ، بسند صحيح عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال:
"ما بال أقوام من أُمَّتي إذا ذُكر عندهم إبراهيم وآل إبراهيم، استبشرت قلوبهم، وتهللت وجوههم، وإذا ذُكرت وأهل بيتي، اشمأزت قلوبهم، وكلحت وجوههم، والذي بعثني بالحق نبياً؛ لو أنَّ رجلاً لقي الله بعمل سبعين نبياً، ثم لم يأت بولاية أولي الأمر منَّا أهل البيت، ما قبل الله منه صرفاً ولا عدلاً".
الأمالي للطوسي (ص 188) ، المجلس السابع، برقم (316 - 18) ، بسنده عن ابن عباس أنه قال:
"لما حضرت رسول الله (صلى الله عليه وآله) الوفاةُ بكى حتى بلَّت دموعه لحيته، فقيل: له يا رسول الله؛ ما يُبكيك؟! فقال: أبكي لذريتي وما تصنع بهم شرارُ أُمَّتي من بعدي، كأني بفاطمة ابنتي وقد ظُلمت بعدي، وهي تنادي: يا أبتاه يا أبتاه، فلا يعينها أحد من أُمَّتي. فسمعت ذلك فاطمةُ (عليها السلام) فبكت، فقال لها رسول الله (صلى الله عليه وآله) : لا تبكيَنَّ يا بُنية. فقالت: لست أبكي لما يُصنع بي من بعدك ولكن أبكي لفراقك يا رسول الله. فقال لها: أبشري يا بنت محمد بسرعة اللحاق بي، فإنك أول من يلحق بي من أهل بيتي".
وفيما يرتبط بالأحداث التي أعقبت وفاة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وامتناع بني هاشم وجماعة من الصحابة عن بيعة أبي بكر؛ روى الطبري في تاريخ 2 / 233 : "أتى عمر بن الخطاب منزل عليٍّ وفيه طلحة والزبير ورجال من المهاجرين، فقال: والله لأحرقن عليكم أو لتخرجن إلى البيعة، فخرج عليه الزبير مصلتاً السيف، فعثر فسقط السيف من يده، فوثبوا عليه فأخذوه".
وذكر اليعقوبي في تاريخه: "بلغ أبا بكر وعمر أن جماعة من المهاجرين والأنصار قد اجتمعوا مع علي بن أبي طالب في منزل فاطمة بنت رسول الله، فأتوا في جماعة حتى هجموا الدار".
وفي كتاب الإمامة والسياسة لابن قتيبة: "إن أبا بكر رضي الله عنه تفقَّد قوماً تخلفوا عن بيعته عند علي كرم الله وجهه فبعث إليهم عمر فجاء فناداهم وهم في دار علي فأبوا أن يخرجوا، فدعا بالحطب وقال: والذي نفس عمر بيده لتخرجن أو لأحرقنها على من فيها، فقيل له: يا أبا حفص؛ إن فيها فاطمة، فقال: وإن".
وفي كتاب الإمامة والسياسة لابن قتيبة: "ثم قام عمر فمشى معه جماعة حتى أتوا باب فاطمة، فدقوا الباب فلما سمعت أصواتهم نادت بأعلى صوتها: يا أبت يا رسول الله؛ ماذا لقينا بعدك من ابن الخطاب وابن أبي قحافة؟! فلما سمع القوم صوتها وبكاءها انصرفوا باكين، وكادت قلوبهم تنصدع، وأكبادهم تنفطر، وبقي عمر ومعه قوم فأخرجوا علياً فمضوا به إلى أبي بكر، فقالوا له: بايع، فقال: إن أنا لم أفعل فمه؟ قالوا: إذاً والله الذي لا إله إلا هو نضرب عنقك، فقال: إذاً تقتلون عبد الله وأخا رسوله، قال عمر: أمَّا عبد الله فنعم، وأما أخو رسوله فلا، وأبو بكر ساكت لا يتكلم، فقال له عمر: ألا تأمر فيه بأمرك؟ فقال: لا أكرهه على شيء ما كانت فاطمة إلى جنبه، فلحق عليٌّ بقبر رسول الله صلى الله عليه وسلم يصيح ويبكي وينادي: يا بن أم إن القوم استضعفوني وكادوا يقتلوني".
وفي صحيح البخاري برقم (3998) : "فوجدَتْ فاطمة على أبي بكر [أي غضبت عليه] في ذلك، فهجرته فلم تكلمه حتى توفيت، وعاشت بعد النبي صلى الله عليه وسلم ستة أشهر، فلما توفيت دفنها زوجها عليٌّ ليلاً ولم يؤذن بها أبا بكر، وصلى عليها، وكان لعليٍّ من الناس وجهٌ حياةَ فاطمة، فلما تُوفيت استنكر عليٌّ وجوهَ الناس فالتمس مصالحة أبي بكر ومبايعته، ولم يكن يبايع تلك الأشهر، فأرسل إلى أبي بكر أن ائتنا ولا يأتنا أحدٌ معك؛ كراهيةً لمحضر عُمَر".
وقد كان مروان بن الحكم من المعروفين بالنصب والبغض والعداء لأهل البيت عليهم السلام، وقال ابنُ حجر الهيتمي في "الصواعق المُحرقة" (ص212) إذ قال: "ومن أشدِّ الناس بُغضًا لأهل البيت: مروانُ بن الحكم"، وفي "المُعجم الكبير" للطبراني 3 / 50 ـ 51 بسند رجالُه ثقات أنَّ مروان بن الحكم لم يغضب على أبي هريرة إلاّ لكونه يُحبُّ الإمامين الحسن والحسين..!!! وبالرغم من ذلك فإن معاوية بن أبي سفيان جعل مروان بن الحكم والياً على المدينة المنورة..!!! كما إن مروان بن الحكم هو من الرواة المعتمد عليهم عند البخاري في صحيحه، كما إنه من الرواة في السنن الأربعة..!!!
وإنا لله وإنا إليه راجعون.
وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون.
تعليق