لماذا بعض أهل السنة يفهم و البعض الآخر لا ؟؟؟
فعلاً سؤال مهم ،،،
كثيراً ما نقرأ للسلفية مقالات تحكي عن جهدٍ في البحث و التقصي ،،
و لكن للأسف كل يوم يخرجون لنا بحديث ضعيف أو رأي شاذ لعالم انتقل إلى رحمة ربه منذ مئات السنين أو عنوان كتاب لا يوجد إلا في مخيلتهم فضلاً عن أن يكون في متناول الجميع ،،،
و مع شرحنا الكثير لهذه النقطة ،، إلا أن البعض مصر على استخدام هذا الأسلوب ،،،
و لا ندري ما هو السبب ؟؟؟
هل السبب هو عدم وجود مآخذ أساسية على هذا المذهب ؟؟
أم أن السبب هو الهوى و اللعب ؟؟
و سبب قولنا بأن بعض أهل السنة يفهم و البعض الآخر لا ،، هو بعض المقلات السنية التي نستشف منها فهم صحيح للمنهجية الشيعية ،،،
و إليكم مثالاً :
من مقال للدكتور نبيل شرف الدين الباحث و الكاتب في الصحف المصرية ،، يتكلم عن رأيه في مناظرات المستقلة التي حدثت في شهر رمضان بين الشيعة و الوهابية ،،،
(( ... والهدف أيضاً كشف جوانب الالتقاء بين أنصار الجانبين، بعيداً عما أملته الظروف السياسية التي رافقت نشوء المدارس الفقهية في الجانب السني والآخر الشيعي، ولعل الهدف الأهم أن يراجع أنصار المذهبين اجتهاداتهم التي أطلقها فقهاء هم مع عظيم احترامنا لهم كانوا أبناء عصورهم البائدة، وليس مقبولاً أن يحكمنا من مقابرهم من انقطعت بيننا وبينهم السبل، ولو قدرت لهم العودة لزماننا لكانوا هم أول من يغير ما أطلقوه من أحكام، وما انتهوا اليه من اجتهادات،
ومن هنا تبرز ملاحظة ينبغي أن تقال للمدعو البلوشي الذي لا يفتأ أن يردد كل مرة مقولة سائدة في أوساط غلاة السلفيين وهي إن المذهب الشيعي يؤخذ من "الكافي" أو من غيره من المراجع التاريخية حصراً، وحين يقول له الدكتور النجدي مثلاً إن "التقية" في تقديري هي إظهار الكفر والثبات على الإيمان، درءاً لخطر حال محدق، يحاجج البلوشي بأن هذا هو رأي النجدي الشخصي، وان المذهب هو ما يقرؤوه البلوشي من "الكافي" وغيره، وهنا يتضح ان البلوشي جاهل بطبيعة المذهب الشيعي، جهلاً فادحاً، ويتصور ان باب الاجتهاد في الفقه الشيعي قد أغلق بالضبة والمفتاح مثلما حدث مع الفقه السلفي، وبهذا يخضع البلوشي الفكر الشيعي لآليات خارجة عنه، وليست فيه، ظنا منه إن العلم في الكتب، وليس في عقول العلماء والمجتهدين، وظناً منه إن الشيعة يرون في كل جهد أو اجتهاد "بدعة" كما يفكر صاحبنا ربيب المدرسة السلفية الوهابية، والحقيقة إن آلة الاجتهاد الفقهي لدى الشيعة لم تتوقف يوماً، رغن المظلمة التاريخية لأبناء هذا المذهب، حتى ان اجتهاداً مثل "ولاية الفقيه"، أو "الفقيه الولي" هو من مستحدثات الإمام الخوميني رحمه الله، ولم يكن في "الكافي" الذي يظنه البلوشي "قرآن الشيعة"، وليس في نهاية المطاف مجرد اجتهاد بشري يؤخذ منه ويرد عليه، ويترك بعضه ويدرك بعضه ويستدرك بعضه.
البلوشي بهذا الدفع ـ وغيره ـ نموذج سئ لنموذج الداعية السلفي الذي أفرز لنا فكر "الحاكمية" و"تكفير المعين" و"المفاصلة الشعورية" وباختصار "فقه ازدراءالعقل" و"الإرهاب" و"إقصاء الآخر"، لدرجة انه لا يتصور انه يمكن أن يكون هناك اجتهاد ومراجعات في أي من المذاهب الفقهية، سواء السنية منها أو السلفية، فقد نضب معين العلم عند هؤلاء الذين يمثلهم البلوشي، وصاروا مجرد آلات تسجيل أو "أقراص صلبة" تخزن مليارات المعلومات، لأنه مازال يتحدث بعقلية "الفقيه الحافظ"، الذي يباهي الآخرين بقدرته على حفظ أمهات الكتب، ولا يعرف إن هذه لم تعد مهمة مطلوبة من البشر ولا من العقل البشري، فهناك حواسيب ضخمة يمكنها أن تؤدي هذه المهمة بكفاءة لا يباريها فيها أعتى العقول، التي ندخرها لمهام لا تستطيع "الحوافظ الإليكترونية" القيام بها وهي الاجتهاد، وسبر أغوار الواقع الحياتي المعقد، وما استجد في الكون من منجزات غيرت وجه العالم، ومقاربة كل هذا مع روح الشرع، وهي مهمة لا تتفهمها المدرسة التي تخرج فيها البلوشي، وبقية البلابيش، لأنها مهمة إبداعية أغلقوها منذ قرون ـ لأسباب سياسية ـ ومازالوا يراوحون مكانهم يرددون ـ كالببغاوات ـ كلاماً علكته الأفواه منذ قرون، وقتل بحثاً.
لا يتفهم البلابيش الطبيعة المرنة لروح الشرع الإسلامي، التي يعبر عنها الفقه الشيعي باقتدار، بمقاربات علمائه المتواصلة مع مستجدات الحياة التي لا ينظرون إليها باعتبارها مستحدثات الأمور، وبدعاً وضلالات في النار، على النحو الذي ينطلق منه غلاة السلفية من أهل الظاهر، الذين يمقتون أشد المقت أي نهضة عقلية بزعم انها تعارض تراثنا الديني، وهذا فضلا عن كونه مخالفاً لطبائع الأشياء، فهو بعينه أبرز ملامح "طبائع الاستبداد" كما وصفها الكواكبي ذات يوم، فالاستبداد ليس صفة سلطوية فحسب كما يتصور البعض، بل هو في حقيقته "موقف فكري" جامد، يرفض الاحتكام للعقل باعتباره قاصراً، ويبغض الآخر بوصفه كافراً، ويخلع على التاريخ كل فضيلة، وينزع من الحاضر والمستقبل كل بارقة أمل، ولا يكف عن ترديد أدبيات "خير القرون"، وهي كلمة حق أريد به باطل كما قال الإمام علي.
كما يعبر البلوشي ومن يمثلهم من أبناء هذه المدرسة الوهابية التي لم تنتج لنا سوى أبناء لادن وبنات آوى، عن خطاب فقهي ساهمت ثروة مفاجئة في ترويجه، وانتشاره حتى في البلدان التي لم تعرف التطرف الديني والغلو عبر تاريخها، ويقوم هذا الخطاب "البلوشي" على تغليب النقل على العقل، واللفظ على الحكمة، والشكل على المضمون، وهذا مؤشر خطير على التدهور الحضاري.
ولا يكفيه أن يمارس هذا في مذهبه السني الذي يضم أغلبية المسلمين، بل يريد أن يعمله في مذهب هو حيوي بطبيعته، قد يلزم عوامه بتقليد المرجعيات، لكنه لا يلزم من استوفى شروط الاجتهاد بما انتهى اليه هذا العالم أو ذاك الفقيه، حتى كان صاحب "الكافي"، لكن يلزم للوقوف على هذا الباب حيازة مفاتيحه، وهي مجموعة من الضوابط الصارمة، التي تحول دون افتئات السوقة والدهماء والادعياء، وتصديهم لعظائم الأمور، فلا يكفي أن يأتي مجهول من المجهول كل ما يزكيه أنه ألقى قنبلة ذات يوم على مخفر للشرطة، ليتصدى للافتاء والتأثيم والتبديع والتحريم كما يفعل غلمان الشر ممن انتجتهم مدرسة الحراني، أو ذهب بهم "طريق" سيد قطب إلى منتهاه ... ))
انتهى المقطع ،،،
و مع هذا كله سيأتينا وهابي ليقول لنا أنتم تؤمنون بتحريف القرآن و أنتم تكفرون أهل السنة و أنتم تعتقدون بالطينة و أنتم تعبدون البشر و أنتم تتهمون أمهات المؤمنين بالزنا و أنتم و أنتم ... ،،،
و بالتالي سيخرج هو باستنتاج خلاصته بأن الشيعة كفار و مشركون و خطرهم على الإسلام أشد من اليهود و النصارى ،،،،
كل ذلك فقط للتشويه و عدم فهم الآخر ،،،
الحزب ،،،
فعلاً سؤال مهم ،،،
كثيراً ما نقرأ للسلفية مقالات تحكي عن جهدٍ في البحث و التقصي ،،
و لكن للأسف كل يوم يخرجون لنا بحديث ضعيف أو رأي شاذ لعالم انتقل إلى رحمة ربه منذ مئات السنين أو عنوان كتاب لا يوجد إلا في مخيلتهم فضلاً عن أن يكون في متناول الجميع ،،،
و مع شرحنا الكثير لهذه النقطة ،، إلا أن البعض مصر على استخدام هذا الأسلوب ،،،
و لا ندري ما هو السبب ؟؟؟
هل السبب هو عدم وجود مآخذ أساسية على هذا المذهب ؟؟
أم أن السبب هو الهوى و اللعب ؟؟
و سبب قولنا بأن بعض أهل السنة يفهم و البعض الآخر لا ،، هو بعض المقلات السنية التي نستشف منها فهم صحيح للمنهجية الشيعية ،،،
و إليكم مثالاً :
من مقال للدكتور نبيل شرف الدين الباحث و الكاتب في الصحف المصرية ،، يتكلم عن رأيه في مناظرات المستقلة التي حدثت في شهر رمضان بين الشيعة و الوهابية ،،،
(( ... والهدف أيضاً كشف جوانب الالتقاء بين أنصار الجانبين، بعيداً عما أملته الظروف السياسية التي رافقت نشوء المدارس الفقهية في الجانب السني والآخر الشيعي، ولعل الهدف الأهم أن يراجع أنصار المذهبين اجتهاداتهم التي أطلقها فقهاء هم مع عظيم احترامنا لهم كانوا أبناء عصورهم البائدة، وليس مقبولاً أن يحكمنا من مقابرهم من انقطعت بيننا وبينهم السبل، ولو قدرت لهم العودة لزماننا لكانوا هم أول من يغير ما أطلقوه من أحكام، وما انتهوا اليه من اجتهادات،
ومن هنا تبرز ملاحظة ينبغي أن تقال للمدعو البلوشي الذي لا يفتأ أن يردد كل مرة مقولة سائدة في أوساط غلاة السلفيين وهي إن المذهب الشيعي يؤخذ من "الكافي" أو من غيره من المراجع التاريخية حصراً، وحين يقول له الدكتور النجدي مثلاً إن "التقية" في تقديري هي إظهار الكفر والثبات على الإيمان، درءاً لخطر حال محدق، يحاجج البلوشي بأن هذا هو رأي النجدي الشخصي، وان المذهب هو ما يقرؤوه البلوشي من "الكافي" وغيره، وهنا يتضح ان البلوشي جاهل بطبيعة المذهب الشيعي، جهلاً فادحاً، ويتصور ان باب الاجتهاد في الفقه الشيعي قد أغلق بالضبة والمفتاح مثلما حدث مع الفقه السلفي، وبهذا يخضع البلوشي الفكر الشيعي لآليات خارجة عنه، وليست فيه، ظنا منه إن العلم في الكتب، وليس في عقول العلماء والمجتهدين، وظناً منه إن الشيعة يرون في كل جهد أو اجتهاد "بدعة" كما يفكر صاحبنا ربيب المدرسة السلفية الوهابية، والحقيقة إن آلة الاجتهاد الفقهي لدى الشيعة لم تتوقف يوماً، رغن المظلمة التاريخية لأبناء هذا المذهب، حتى ان اجتهاداً مثل "ولاية الفقيه"، أو "الفقيه الولي" هو من مستحدثات الإمام الخوميني رحمه الله، ولم يكن في "الكافي" الذي يظنه البلوشي "قرآن الشيعة"، وليس في نهاية المطاف مجرد اجتهاد بشري يؤخذ منه ويرد عليه، ويترك بعضه ويدرك بعضه ويستدرك بعضه.
البلوشي بهذا الدفع ـ وغيره ـ نموذج سئ لنموذج الداعية السلفي الذي أفرز لنا فكر "الحاكمية" و"تكفير المعين" و"المفاصلة الشعورية" وباختصار "فقه ازدراءالعقل" و"الإرهاب" و"إقصاء الآخر"، لدرجة انه لا يتصور انه يمكن أن يكون هناك اجتهاد ومراجعات في أي من المذاهب الفقهية، سواء السنية منها أو السلفية، فقد نضب معين العلم عند هؤلاء الذين يمثلهم البلوشي، وصاروا مجرد آلات تسجيل أو "أقراص صلبة" تخزن مليارات المعلومات، لأنه مازال يتحدث بعقلية "الفقيه الحافظ"، الذي يباهي الآخرين بقدرته على حفظ أمهات الكتب، ولا يعرف إن هذه لم تعد مهمة مطلوبة من البشر ولا من العقل البشري، فهناك حواسيب ضخمة يمكنها أن تؤدي هذه المهمة بكفاءة لا يباريها فيها أعتى العقول، التي ندخرها لمهام لا تستطيع "الحوافظ الإليكترونية" القيام بها وهي الاجتهاد، وسبر أغوار الواقع الحياتي المعقد، وما استجد في الكون من منجزات غيرت وجه العالم، ومقاربة كل هذا مع روح الشرع، وهي مهمة لا تتفهمها المدرسة التي تخرج فيها البلوشي، وبقية البلابيش، لأنها مهمة إبداعية أغلقوها منذ قرون ـ لأسباب سياسية ـ ومازالوا يراوحون مكانهم يرددون ـ كالببغاوات ـ كلاماً علكته الأفواه منذ قرون، وقتل بحثاً.
لا يتفهم البلابيش الطبيعة المرنة لروح الشرع الإسلامي، التي يعبر عنها الفقه الشيعي باقتدار، بمقاربات علمائه المتواصلة مع مستجدات الحياة التي لا ينظرون إليها باعتبارها مستحدثات الأمور، وبدعاً وضلالات في النار، على النحو الذي ينطلق منه غلاة السلفية من أهل الظاهر، الذين يمقتون أشد المقت أي نهضة عقلية بزعم انها تعارض تراثنا الديني، وهذا فضلا عن كونه مخالفاً لطبائع الأشياء، فهو بعينه أبرز ملامح "طبائع الاستبداد" كما وصفها الكواكبي ذات يوم، فالاستبداد ليس صفة سلطوية فحسب كما يتصور البعض، بل هو في حقيقته "موقف فكري" جامد، يرفض الاحتكام للعقل باعتباره قاصراً، ويبغض الآخر بوصفه كافراً، ويخلع على التاريخ كل فضيلة، وينزع من الحاضر والمستقبل كل بارقة أمل، ولا يكف عن ترديد أدبيات "خير القرون"، وهي كلمة حق أريد به باطل كما قال الإمام علي.
كما يعبر البلوشي ومن يمثلهم من أبناء هذه المدرسة الوهابية التي لم تنتج لنا سوى أبناء لادن وبنات آوى، عن خطاب فقهي ساهمت ثروة مفاجئة في ترويجه، وانتشاره حتى في البلدان التي لم تعرف التطرف الديني والغلو عبر تاريخها، ويقوم هذا الخطاب "البلوشي" على تغليب النقل على العقل، واللفظ على الحكمة، والشكل على المضمون، وهذا مؤشر خطير على التدهور الحضاري.
ولا يكفيه أن يمارس هذا في مذهبه السني الذي يضم أغلبية المسلمين، بل يريد أن يعمله في مذهب هو حيوي بطبيعته، قد يلزم عوامه بتقليد المرجعيات، لكنه لا يلزم من استوفى شروط الاجتهاد بما انتهى اليه هذا العالم أو ذاك الفقيه، حتى كان صاحب "الكافي"، لكن يلزم للوقوف على هذا الباب حيازة مفاتيحه، وهي مجموعة من الضوابط الصارمة، التي تحول دون افتئات السوقة والدهماء والادعياء، وتصديهم لعظائم الأمور، فلا يكفي أن يأتي مجهول من المجهول كل ما يزكيه أنه ألقى قنبلة ذات يوم على مخفر للشرطة، ليتصدى للافتاء والتأثيم والتبديع والتحريم كما يفعل غلمان الشر ممن انتجتهم مدرسة الحراني، أو ذهب بهم "طريق" سيد قطب إلى منتهاه ... ))
انتهى المقطع ،،،
و مع هذا كله سيأتينا وهابي ليقول لنا أنتم تؤمنون بتحريف القرآن و أنتم تكفرون أهل السنة و أنتم تعتقدون بالطينة و أنتم تعبدون البشر و أنتم تتهمون أمهات المؤمنين بالزنا و أنتم و أنتم ... ،،،
و بالتالي سيخرج هو باستنتاج خلاصته بأن الشيعة كفار و مشركون و خطرهم على الإسلام أشد من اليهود و النصارى ،،،،
كل ذلك فقط للتشويه و عدم فهم الآخر ،،،
الحزب ،،،
تعليق