بسم الله الرحمن الرحيم و به نستعين
اللهم صلى على محمد و آله الطيبين الطاهرين
بنظرة شاخصة إلى الإتهامات من أهل السنة علينا قولهم أننا نتوسل بالنبي صلوات الله و سلامه عليه و نتوسل بأهل البيت سلام الله عليهم و هم بذلك يكفروننا بإعتبارنا مشركون مع الله إله آخر (( في حسب إعتقادهم)) و لذلك أحببت أن أبين هذه النقاط لعل فيها الفائدة
أولاً التوسل شرعاً هل جائز أم لا
يعتبر التوسل بالنبي و أولياء الله الصالحين من المسائل المعروفة و الجائزة غير محرمة و التي لم ينكرها أحد منذ 14 قرناً إلا ابن تيمية و أتباعه و هو ما عليه الآن من الحركة الوهابية و هذا ما سيتضح إن شاء الله من خلال هذا البحث الصغير
ثانياً التوسل بالنبي و مشرعيته
إن التوسل بالنبي صلوات الله و سلامه عليه يكون على هذا النحو (( اللهم إني أسألك و أتوجه إليك بنبيك نبي الرحمة محمد صلى الله عليه و آله ، يا أبا القاسم يا رسول الله ، يا إمام الرحمة ، يا سيدنا و مولانا ، إنا توجهنا و إستشفعنا بك إلى اللهو قدمناك بين يدي حاجاتنا ، يا وجيهاً عند الله إشفع لنا عند الله )) (1)
و الآن بعد توضيح صورة التوسل عند الشيعة بالنبي يأتي الدور على السنة النبوية الشريفة و تأكيدها للتوسل
الحديث الأول و هو عن عثمان بن حنيف أنه قال (( إن رجلاً ضريراً أتى النبي صلوات الله و سلامه عليه فقال :أدع الله أن يعافيني. فقال النبي صلى الله عليه و آله إن شئت دعوت و إن شئت صبرت و هو خير. قال فأدعه. فأمره النبي صلى الله عليه و آله أن يتوضأ فيحسن الوضوء و يصلي ركعتين و يدعو بهذا الدعاء (( اللهم إني أسألك و أتوجه ليك بنبيك نبي الرحمة ، يا محمد إني أتوجه بك إلى ربي في حاجتي لتقضى . اللهم شفعه لي )) قال ابن حنيف فوالله ما تفرقنا وطال بنا الحديث حتى دخل علينا كأن لم يكن به ضر )) (2) و هذا الحديث صحيح حتى أن ابن تيمية صححه لوجود أبوجعفر الخطمي و هو ثقة على حد قوله
فنرى هنا أن الرسول صلوات الله و سلامه عليه شرع التوسل بنفسه الكريمة و هذا يدل على شرعية التوسل
ثالثاً التوسل بأولياء الله الصالحين و مشرعيته
حدثنا محمد بن سعيد بن يزيد بن إبراهيم التستري حدثنا الفضل بن الموفق أبو الجهم حدثنا فضيل بن مرزوق عن عطية عن أبي سعيد الخدري قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من خرج من بيته إلى الصلاة فقال اللهم إني أسألك بحق السائلين عليك وأسألك بحق ممشاي هذا فإني لم أخرج أشرا ولا بطرا ولا رياء ولا سمعة وخرجت اتقاء سخطك وابتغاء مرضاتك فأسألك أن تعيذني من النار وأن تغفر لي ذنوبي إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت أقبل الله عليه بوجهه واستغفر له سبعون ألف ملك (3) و هذا يدل على جواز التوسل بحق السائلين عليك و بنظرة أخرى بحق أولياء الله الصالحين أيضاً
رابعاً التوسل بالنبي منذ القدم
أخرج الطبراني في المعجم الصغير و الحاكم في ستدركه و أبونعيم الأصفهاني في حلية الأولياء و السيوطي في الدر المنثور عن عمر بن الخطاب عن الرسول صلى الله عليه و آله أنه قال : ( لما أذنب آدم رفع رأسه إلى السماء فقال : أسألك بحق محمد إلا غفرت لي . فأوحى الله إليه: و من محمد ! فقال : تبارك اسمك ، لما خلقتني رفهت رأسي إلى عرشك فإذا فيه مكتوب لا إلاه إلا الله محمد رسول الله فقلت : أنه ليس أحد أعظم عندك قدراً ممن جعلت اسمه مع اسمك ، فأوحى الله إليه أنه آخر النبيين من ذريتك و لولا هو لما خلقتك )) (4)
و بذلك يتضح قوله تعالى ((فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ)) (5)
و قد أشار الشعراء إلى هذه الحادثة
به قد أجاب الله آدم إذ دعا ..... و نجي في بطن السفينة نوح
و يقول الآخر
قوم بهم غفرت خطيئة آدم ... و هم الوسيلة و النجوم الطلع
و حادثة إستسقاء أبي طالب بالنبي معروفة حين أنشد يقول
و أبيض يستسقي الغمام بوجهه ... تمال اليتامى عصمة الأرامـــل
يطوف به الهلاك من آل هاشـــــم... فهم عنده في نعمة و فواضل
و بهذا نقول في النهاية (يا أيّها الّذين آمنوا اتّقوا الله وابتغوا إليه الوسيلة)(6) و لا يهمنا قول من يحرم شرع الله مائن من كان ابن تيمية أو أتباعه فلله الحمد هذه كتب التاريخ تشهد على التوسل و القرآن مدعماً لها
و لله الحمد
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــ
(1) دعاء التوسل مفاتيح الجنان
(2) سنن ابن ماجه ج1 ص441 , مسند أحمد ج4 ص138 ، مستدرك الصحيحين ج1 ص313 ، الجامع الصغير للسيوطي ص59 ، تلخيص المستدرك للذهبي
(3) سنن ابن ماجه ج1 ص 256 حديث 770
)4( مستدرك الصحيحين ج2 ص615 ، روح المعاني ج1 ص217 الدر المنثور ج1 ص59
(5) البقرة 37
(6) سورة المائدة: الآية 35.
اللهم صلى على محمد و آله الطيبين الطاهرين
بنظرة شاخصة إلى الإتهامات من أهل السنة علينا قولهم أننا نتوسل بالنبي صلوات الله و سلامه عليه و نتوسل بأهل البيت سلام الله عليهم و هم بذلك يكفروننا بإعتبارنا مشركون مع الله إله آخر (( في حسب إعتقادهم)) و لذلك أحببت أن أبين هذه النقاط لعل فيها الفائدة
أولاً التوسل شرعاً هل جائز أم لا
يعتبر التوسل بالنبي و أولياء الله الصالحين من المسائل المعروفة و الجائزة غير محرمة و التي لم ينكرها أحد منذ 14 قرناً إلا ابن تيمية و أتباعه و هو ما عليه الآن من الحركة الوهابية و هذا ما سيتضح إن شاء الله من خلال هذا البحث الصغير
ثانياً التوسل بالنبي و مشرعيته
إن التوسل بالنبي صلوات الله و سلامه عليه يكون على هذا النحو (( اللهم إني أسألك و أتوجه إليك بنبيك نبي الرحمة محمد صلى الله عليه و آله ، يا أبا القاسم يا رسول الله ، يا إمام الرحمة ، يا سيدنا و مولانا ، إنا توجهنا و إستشفعنا بك إلى اللهو قدمناك بين يدي حاجاتنا ، يا وجيهاً عند الله إشفع لنا عند الله )) (1)
و الآن بعد توضيح صورة التوسل عند الشيعة بالنبي يأتي الدور على السنة النبوية الشريفة و تأكيدها للتوسل
الحديث الأول و هو عن عثمان بن حنيف أنه قال (( إن رجلاً ضريراً أتى النبي صلوات الله و سلامه عليه فقال :أدع الله أن يعافيني. فقال النبي صلى الله عليه و آله إن شئت دعوت و إن شئت صبرت و هو خير. قال فأدعه. فأمره النبي صلى الله عليه و آله أن يتوضأ فيحسن الوضوء و يصلي ركعتين و يدعو بهذا الدعاء (( اللهم إني أسألك و أتوجه ليك بنبيك نبي الرحمة ، يا محمد إني أتوجه بك إلى ربي في حاجتي لتقضى . اللهم شفعه لي )) قال ابن حنيف فوالله ما تفرقنا وطال بنا الحديث حتى دخل علينا كأن لم يكن به ضر )) (2) و هذا الحديث صحيح حتى أن ابن تيمية صححه لوجود أبوجعفر الخطمي و هو ثقة على حد قوله
فنرى هنا أن الرسول صلوات الله و سلامه عليه شرع التوسل بنفسه الكريمة و هذا يدل على شرعية التوسل
ثالثاً التوسل بأولياء الله الصالحين و مشرعيته
حدثنا محمد بن سعيد بن يزيد بن إبراهيم التستري حدثنا الفضل بن الموفق أبو الجهم حدثنا فضيل بن مرزوق عن عطية عن أبي سعيد الخدري قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من خرج من بيته إلى الصلاة فقال اللهم إني أسألك بحق السائلين عليك وأسألك بحق ممشاي هذا فإني لم أخرج أشرا ولا بطرا ولا رياء ولا سمعة وخرجت اتقاء سخطك وابتغاء مرضاتك فأسألك أن تعيذني من النار وأن تغفر لي ذنوبي إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت أقبل الله عليه بوجهه واستغفر له سبعون ألف ملك (3) و هذا يدل على جواز التوسل بحق السائلين عليك و بنظرة أخرى بحق أولياء الله الصالحين أيضاً
رابعاً التوسل بالنبي منذ القدم
أخرج الطبراني في المعجم الصغير و الحاكم في ستدركه و أبونعيم الأصفهاني في حلية الأولياء و السيوطي في الدر المنثور عن عمر بن الخطاب عن الرسول صلى الله عليه و آله أنه قال : ( لما أذنب آدم رفع رأسه إلى السماء فقال : أسألك بحق محمد إلا غفرت لي . فأوحى الله إليه: و من محمد ! فقال : تبارك اسمك ، لما خلقتني رفهت رأسي إلى عرشك فإذا فيه مكتوب لا إلاه إلا الله محمد رسول الله فقلت : أنه ليس أحد أعظم عندك قدراً ممن جعلت اسمه مع اسمك ، فأوحى الله إليه أنه آخر النبيين من ذريتك و لولا هو لما خلقتك )) (4)
و بذلك يتضح قوله تعالى ((فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ)) (5)
و قد أشار الشعراء إلى هذه الحادثة
به قد أجاب الله آدم إذ دعا ..... و نجي في بطن السفينة نوح
و يقول الآخر
قوم بهم غفرت خطيئة آدم ... و هم الوسيلة و النجوم الطلع
و حادثة إستسقاء أبي طالب بالنبي معروفة حين أنشد يقول
و أبيض يستسقي الغمام بوجهه ... تمال اليتامى عصمة الأرامـــل
يطوف به الهلاك من آل هاشـــــم... فهم عنده في نعمة و فواضل
و بهذا نقول في النهاية (يا أيّها الّذين آمنوا اتّقوا الله وابتغوا إليه الوسيلة)(6) و لا يهمنا قول من يحرم شرع الله مائن من كان ابن تيمية أو أتباعه فلله الحمد هذه كتب التاريخ تشهد على التوسل و القرآن مدعماً لها
و لله الحمد
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــ
(1) دعاء التوسل مفاتيح الجنان
(2) سنن ابن ماجه ج1 ص441 , مسند أحمد ج4 ص138 ، مستدرك الصحيحين ج1 ص313 ، الجامع الصغير للسيوطي ص59 ، تلخيص المستدرك للذهبي
(3) سنن ابن ماجه ج1 ص 256 حديث 770
)4( مستدرك الصحيحين ج2 ص615 ، روح المعاني ج1 ص217 الدر المنثور ج1 ص59
(5) البقرة 37
(6) سورة المائدة: الآية 35.
تعليق