اخوتي وأخواتي قرأت كتاباً بعنوان * لــؤلـــؤة العفـــاف* للمؤلف محمود أكبري ويسرني أن تستفيدوا معي مما قرأت



v معنى العفاف

العفة: هي منع النفس عن الأمور المحرّمة أو التي لا ينبغي القيام به.

ويعرّف الشهيد المطهّري (رحمه الله) العفاف فيقول:- إن العفة حالة نفسانية تعني السيطرة على القوة الشهوانية بواسطة العقل والإيمان؛ أو عدم التأثر بالقوة الشهوانية.

قال الإمام علي عليه السلام مشيراً إلى حقيقة العفّة:

" الصبر على الشهوة عفّة "، وقال عليه السلام في رواية أخرى " العفاف زهادة "

ويطلق لفظ العفيف على الشخص الذي يقاوم الميول النفسية، ومنها الميول الجنسية، ويحفظ نفسه من الانسياق ورائها.

v الفرق بين العفاف والحجاب

لقد تحدثنا أو سمعنا كثيراً عن الحجاب، بيد أن المسألة الأساسية هي العفّة، وهي تتفوّق على الحجاب من حيث من حيث السعة والأفضلية.

إن الحجاب هو زي خاص، أما العفّة فهي خصلة ورؤية ومسيرة. الحجاب غطاء خارجي، بينما العفّة غطاء خارجي وغطاء باطني. وقد يكون الحجاب ناتج عن الرياء أو الجبر أو التظاهر أو الاضطرار، أمّا العفّة فهي خصلة وقيمة اختيارية.

وللعفّة أشكال مختلفة، منها العفة في النظر، العفّة في الكلام، العفّة في الشهوة وغيرها. وقد ترتدي المرأة حجاباً مناسباً ولكنها تفتقد إلى العفّة في النظر أو الكلام أو القضايا الجنسية، وهذا مثال الحجاب من دون عفّة، وعلى هذا يجب أن نهتم بموضوع العفّة العامة من أجل بناء مجتمع سليم ترتدي نساءه الحجاب بوعي.

v القرآن والعفاف

لقد أثنى القرآن الكريم على هذه القيمة الإنسانية والإسلامية بمصطلحات مثل العفاف، الاحصان والحصور، واعتبر العفاف من خصائص المؤمنين الصادقين فقال تعالى :-

" والذين هم لفروجهم حافظون "

ولمعرفة أهمية العفاف يكفي أن نعلم أن الله تعالى خصّص سورة قرآنية لبيان ضرورة العفاف، وهي سورة (النور) وذكر فيها أساليب نيل العفاف ومحاربة الرذائل الجنسية. وقد راعى القرآن جانب العفاف حتى في بيان أكثر القضايا التاريخية إثارة، مثل قصة يوسف عليه السلام.

وبعبارة أخرى يجب القول إن القرآن هو كتاب العفاف، وهو برنامج لمن يريد سلوك هذا الطريق المفضي إلى السعادة.

v العفاف من منظار النبي صلى الله عليه وآله وسلم والإمام علي عليه السلام

بذل رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم وهو الذي نعتبره مظهر العفاف، جهوداً جمّة لإشاعة العفاف ورفع مكانته لدى المجتمع.

ففي قضية بيعة النبي صلى الله عليه وآله وسلم مع نساء مكة، أخذ منهن عهداً أن يحافظن على العفاف وقال: " لا يقعدنّ مع الرجال في الخلاء "

ويحتل العفاف مكانة خاصة في الروايات، نشير إلى عدد منها وردت عن الإمام علي عليه السلام حيث قال: " أفضل العبادة العفاف " وقال (ع) " العفّة راس كلّ خير " وقال عليه السلام " ما المجاهد الشهيد في سبيل الله بأعظم أجراً ممن قدر فعفّ، لكاد العفيف أن يكون ملكاً من الملائكة "

وقال عليه السلام أيضاً " أن الله ركّب في الملائكة عقلاً بلا شهوة، وركّب في البهائم شهوة بلا عقل، وركّب في بني آدم كلتيهما، فمن غلب عقله شهوته فهو خير من الملائكة، ومن غلبت شهوته عقله فهو شر من البهائم "

ومع ما للعفاف من قيمة و أهمية، فإننا نشاهد للأسف قلّة الاهتمام به يوماً فيوماً، وقد أشار أمير المؤمنين عليه السلام إلى علائم آخر الزمان، ومن بين ما جاء في كلامه عليه السلام " صار الفسوق نسباً والعفاف عجباً "

v تعميم العفاف

يبدو أحياناً إن العفاف موضوع خاص بالمرأة ولكننا نفهم من خلال دراسة الآيات والروايات إن ضرورة العفاف تشمل الرجل أيضاً، لقوله تعالى ( قل للمؤمنين يغضّوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ) وقال ( والحافظين فروجهم ) ويقول تعالى مخاطباً النساء (قل للمؤمنات يغضضن من أبصارهم ويحفظن فروجهم) .. ولا يوجد فارق في وجوب العفاف بين الأشخاص العزّاب والمتزوّجين، مع إن القرآن يخاطب الأشخاص العزاّب الذين يحتاجون أكثر لتحصيل ملكة العفاف وتقويتها، ويقول:

( وليستعفف الذين لا يجدون نكاحاً حتى يغنيهم الله من فضله )

وبما أن هناك أناس متزوجون انجرفوا إلي الانحراف بسبب عدم مقاومتهم الميول الجنسية، فإنه يمكن القول أنه لا يوجد اختلاف بين الرجل والمرأة والأعزب والمتزوّج في وجوب العفاف.

v فوائد العفاف

في جملة رائعة يوضّح الإمام علي عليه السلام هذه المسألة فيقول: " العفة رأس كلّ خير "

ونشير في ما يلي إلى بعض فوائد العفاف:

· حفظ النفس.

· العزّة والرفعة.

· سلامة المجتمع.

· طهارة الأعمال.

· القدر والمنزلة الإلهية.

· إطفاء نار الشهوة.

· القناعة.

· صلابة بناء الأسرة.

v مواصفات النساء العفيفات

إن جميع الناس يزعمون انهم مؤمنين وذوي أخلاق حسنة وملتزمين ومن أهل العفّة، إلا أنّ ما يشهد على صدق كلام الإنسان وادعائه، هو سلوكه وعمله.

والنساء تحب العفّة، ولكن هذه الفضيلة والمنزلة الإنسانية الرفيعة لا توجد إلا في من تتوافر فيها المواصفات التالية:

· الوقار: تتجنب النساء العفيفات كلّ سلوك فيه خفّة وغير مناسب ويثير التفات الآخرين، فهن لا يمشين ولا يرتدين الثياب ولا يتصرفن بشكل يستقطب الأجانب.

· العفّة في الكلام: أي لا يتكلمن كثيراً ويتحدثنّ ببساطة وهدوء دون دلع وإثارة ويمتنعن عن الكلام غير الضروري وخاصة مع غير المحارم.

· تجنب التظاهر: من خصائص النساء العفيفات ترك كلّ ما يمّت إلى التظاهر بصلة، كإظهار زينتهنّ أو بعضاً من شعر الرأس أو التزيّن لغير المحارم.

· الزي المناسب: إن النساء من ذوات العفّة لا يرتدين الألبسة الخفيفة واللاصقة بالبدن والملونة بألوان صاخبة ومبتذلة تثير التفات الأجانب لهن.

· الدقة في التردد: وتعني عدم الذهاب إلى الأماكن المشبوهة وغير المناسبة والمحرّمة مثل مجالس المعصية واللهو واللعب.



أتمنى أن أكون قد وفقت في سرد بعض النقاط المهمة لكم ....

كما أتمنى أن نكون من أهل العفّة دائما وأبداً ...

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ....

تحياتي