الوحدة الإسلامية و النهي عن الفتنة في كلمات السيد الشيرازي .
مسألة: يجب إطاعة أهل البيت (عليهم أفضل الصلاة والسلام) وإعلام الناس بذلك، فإن الله سبحانه وتعالى جعلهم (عليهم السلام) هداة للخلق بعد النبي (صلى الله عليه وآله) كما جعل الأنبياء والمرسلين(عليهم السلام) هداة للناس، وكذلك الأمر في أوصياء الأنبياء (عليهم السلام)، وفي الأحاديث انه: (كان لكل نبي وصي).
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): (أيها الناس، ان علياً إمامكم من بعدي وخليفتي عليكم، وهو وصيي ووزيري وأخي وناصري، وزوج ابنتي وأبو ولدي، وصاحب شفاعتي وحوضي ولوائي، من أنكره فقد أنكرني ومن انكرني فقد أنكر الله، ومن أقر بإمامته فقد أقر بنبوتي ومن أقر بنبوتي فقد أقر بوحدانية الله عز وجل، ايها الناس من عصى علياً فقد عصاني ومن عصاني فقد عصى الله).
ولا يخفى أن الإيمان بوجوب إطاعة أهل البيت(عليهم السلام) إنما يكون بعد الاعتقاد بأن الله سبحانه وتعالى نصبهم حججاً على خلقه وأدلة لعباده.
و(أهل البيت) يشمل فاطمة الزهراء (عليها السلام) ـ بالإضافة إلى النبي (صلى الله عليه وآله) والأئمة الطاهرين (عليهم السلام) ـ وقد دلت على ذلـك
آية التطهير وروايات متواتـرة، فهـي (صلوات الله عليها) واجبة الطاعة، كوجوب طاعة الرسول(صلى الله عليه وآله) والأئمة الاثني عشر (عليهم الصلاة والسلام).
و(الملة): الطريقة والدين والشريعة، أي: ما شرعه الله سبحانه لعباده بواسطة أنبيائه لإيصالهم للسعادة الدنيوية والأخروية، قال تعالى: (ملة أبيكم إبراهيم)أي: دينه.وقد استعملت في مطلق الشرائع والملل حتى الباطلة، قال تعالى: (حتى تتبع ملتهم) أي سنتهم وطريقتهم.
وقد تأتي بمعنى (الأمة) أيضاً.
و(النظام): بمعنى القوام، وبمعنى التأليف والجمع وكـلا المعنيـين محتمـل هنا، ولكل منهما مرجحات، ويمكن أن يكون المراد به الجامع.
إطاعتهم (ع) سبب للنظام
مسألة: من الضروري التنبيه على أن طاعتهم (عليهم السلام) هو الذي يوجب إيجاد وحفظ واستقرار النظام، ودعوة الناس لذلك، فإن الملة والشريعة تحتاج إلى النظام بكلا معنييه، وطاعتهم (عليهم السلام) توجب جمع الملة وتأليفها وصونها عن التشتت والتناثر، كما توجب إقامة الملة والشريعة واستقامتها.
قال علي (عليه السلام): (والإمامة نظاماً للملة).
ومن المحتم بالبرهان أن نظام ملة الإسلام وشريعته هو أفضل الأنظمة على الإطلاق، بل لا قياس بينه وبين غيره.
وأما ما يكون بإطاعة غيرهم من (النظام) فإنما هو ظاهري ومحدود وموقت بل قد يكون أكثر إضراراً، ثم إنه (نظام) لمفردات ومصاديق وقوانين خاطئة في حد ذاتها غالباً، وقد قال الشاعر:
ولو قلدوا الموصى إليه أمورها لذمت بمأمون على العثـرات .
وقال: (ولو قدموا حظهم قدموكا).
وقال الرسول(صلى الله عليه وآله): (إني مخلف فيكم الثقلين: كتاب الله وعترتي أهل بيتي لن تضلوا ما تمسكتم بهما وأنهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض).
وقد ورد في تفسير قوله تعالى: (واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا)أي ولاية علي وذريته (عليهم السلام). وقال (صلى الله عليه وآله): (وطاعتنا طاعة الله ومعصيتنا معصية الله عز وجل).
وقال (عليه السلام): (نحن قوم فرض الله طاعتنا في القرآن).
وقال (عليه السلام): (ان الله تبارك وتعالى اوجب عليكم حبنا وموالاتنا وفرض عليكم طاعتنا).
وقال (عليه السلام): (طاعتنا فريضة وحبنا إيمان وبغضنا كفر).
مسألة: يجب الاعتقاد بإمامة أهل البيت (عليهم السلام) كما يجب إرشاد الناس لذلك، على ما يستفاد من (جعل الله...إمامتنا)، ولغير ذلك من الأدلة الكثيرة المذكورة في مظانها.
إذ جعل الإمامة أماناً، إنما هو بالجعل المركب، وجعلها هي بسيط، والإمامة غير الطاعة، فالإمامة مقدمة على الطاعة رتبة كتقدم السبب على المسبب فإذا لم يعتقد إنسان بإمامتهم أتخذ لنفسه إماماً آخر، وهذا يوجب الفرقة كما لا يخفى، وقد حصل بالفعل بعد أن اتخذ الكثير من الناس أئمة غيرهم (عليهم السلام).
ولربما اعتقد شخص بالإمامة ولم يطع، أو أطاع ولم يعتقد، ولربما كانت الإمامة ولم توجد الإطاعة، أو بالعكس، فالنسبة بينهما عموم من وجه.
التفرق عن سبيل الله
مسألة: تحرم الفرقة والتفرق في الجملة، وقد يكره حسب الموارد المختلفة، قال سبحانه: (فتفرق بكم عن سبيله) وقال جل وعلا: (لا تتفرقوا فيه) إلى غير ذلك من الآيات والروايات.
قال (عليه السلام): (واياكم والتفرق). وقال(عليه السلام): (ولا تسارعوا الى الفتنة والفرقة). وقال(عليه السلام): (واياكم والفرقة).
ومن الواضح أن التفرق عن سبيل الله هو المحرم، أما التفرق في سبيل الله وإلى الله، كما في (كان الناس أمة واحدة فبعث الله النبيين مبشرين ومنذرين) فهو المطلوب.
من الجزء الثاني لفقه الزهراء
===
نلاحظ كيف السيد جعل أساس الوحدة الإسلامية هي طاعة الله و رسوله و أهل البيت عليهم السلام , وجعل القتنة المذمومة هي الفتنة عن سبيل الله بينما الفتنة في سبيلهم أو لسبيلهم فهي مطلوبة .
مسألة: يجب إطاعة أهل البيت (عليهم أفضل الصلاة والسلام) وإعلام الناس بذلك، فإن الله سبحانه وتعالى جعلهم (عليهم السلام) هداة للخلق بعد النبي (صلى الله عليه وآله) كما جعل الأنبياء والمرسلين(عليهم السلام) هداة للناس، وكذلك الأمر في أوصياء الأنبياء (عليهم السلام)، وفي الأحاديث انه: (كان لكل نبي وصي).
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): (أيها الناس، ان علياً إمامكم من بعدي وخليفتي عليكم، وهو وصيي ووزيري وأخي وناصري، وزوج ابنتي وأبو ولدي، وصاحب شفاعتي وحوضي ولوائي، من أنكره فقد أنكرني ومن انكرني فقد أنكر الله، ومن أقر بإمامته فقد أقر بنبوتي ومن أقر بنبوتي فقد أقر بوحدانية الله عز وجل، ايها الناس من عصى علياً فقد عصاني ومن عصاني فقد عصى الله).
ولا يخفى أن الإيمان بوجوب إطاعة أهل البيت(عليهم السلام) إنما يكون بعد الاعتقاد بأن الله سبحانه وتعالى نصبهم حججاً على خلقه وأدلة لعباده.
و(أهل البيت) يشمل فاطمة الزهراء (عليها السلام) ـ بالإضافة إلى النبي (صلى الله عليه وآله) والأئمة الطاهرين (عليهم السلام) ـ وقد دلت على ذلـك
آية التطهير وروايات متواتـرة، فهـي (صلوات الله عليها) واجبة الطاعة، كوجوب طاعة الرسول(صلى الله عليه وآله) والأئمة الاثني عشر (عليهم الصلاة والسلام).
و(الملة): الطريقة والدين والشريعة، أي: ما شرعه الله سبحانه لعباده بواسطة أنبيائه لإيصالهم للسعادة الدنيوية والأخروية، قال تعالى: (ملة أبيكم إبراهيم)أي: دينه.وقد استعملت في مطلق الشرائع والملل حتى الباطلة، قال تعالى: (حتى تتبع ملتهم) أي سنتهم وطريقتهم.
وقد تأتي بمعنى (الأمة) أيضاً.
و(النظام): بمعنى القوام، وبمعنى التأليف والجمع وكـلا المعنيـين محتمـل هنا، ولكل منهما مرجحات، ويمكن أن يكون المراد به الجامع.
إطاعتهم (ع) سبب للنظام
مسألة: من الضروري التنبيه على أن طاعتهم (عليهم السلام) هو الذي يوجب إيجاد وحفظ واستقرار النظام، ودعوة الناس لذلك، فإن الملة والشريعة تحتاج إلى النظام بكلا معنييه، وطاعتهم (عليهم السلام) توجب جمع الملة وتأليفها وصونها عن التشتت والتناثر، كما توجب إقامة الملة والشريعة واستقامتها.
قال علي (عليه السلام): (والإمامة نظاماً للملة).
ومن المحتم بالبرهان أن نظام ملة الإسلام وشريعته هو أفضل الأنظمة على الإطلاق، بل لا قياس بينه وبين غيره.
وأما ما يكون بإطاعة غيرهم من (النظام) فإنما هو ظاهري ومحدود وموقت بل قد يكون أكثر إضراراً، ثم إنه (نظام) لمفردات ومصاديق وقوانين خاطئة في حد ذاتها غالباً، وقد قال الشاعر:
ولو قلدوا الموصى إليه أمورها لذمت بمأمون على العثـرات .
وقال: (ولو قدموا حظهم قدموكا).
وقال الرسول(صلى الله عليه وآله): (إني مخلف فيكم الثقلين: كتاب الله وعترتي أهل بيتي لن تضلوا ما تمسكتم بهما وأنهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض).
وقد ورد في تفسير قوله تعالى: (واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا)أي ولاية علي وذريته (عليهم السلام). وقال (صلى الله عليه وآله): (وطاعتنا طاعة الله ومعصيتنا معصية الله عز وجل).
وقال (عليه السلام): (نحن قوم فرض الله طاعتنا في القرآن).
وقال (عليه السلام): (ان الله تبارك وتعالى اوجب عليكم حبنا وموالاتنا وفرض عليكم طاعتنا).
وقال (عليه السلام): (طاعتنا فريضة وحبنا إيمان وبغضنا كفر).
مسألة: يجب الاعتقاد بإمامة أهل البيت (عليهم السلام) كما يجب إرشاد الناس لذلك، على ما يستفاد من (جعل الله...إمامتنا)، ولغير ذلك من الأدلة الكثيرة المذكورة في مظانها.
إذ جعل الإمامة أماناً، إنما هو بالجعل المركب، وجعلها هي بسيط، والإمامة غير الطاعة، فالإمامة مقدمة على الطاعة رتبة كتقدم السبب على المسبب فإذا لم يعتقد إنسان بإمامتهم أتخذ لنفسه إماماً آخر، وهذا يوجب الفرقة كما لا يخفى، وقد حصل بالفعل بعد أن اتخذ الكثير من الناس أئمة غيرهم (عليهم السلام).
ولربما اعتقد شخص بالإمامة ولم يطع، أو أطاع ولم يعتقد، ولربما كانت الإمامة ولم توجد الإطاعة، أو بالعكس، فالنسبة بينهما عموم من وجه.
التفرق عن سبيل الله
مسألة: تحرم الفرقة والتفرق في الجملة، وقد يكره حسب الموارد المختلفة، قال سبحانه: (فتفرق بكم عن سبيله) وقال جل وعلا: (لا تتفرقوا فيه) إلى غير ذلك من الآيات والروايات.
قال (عليه السلام): (واياكم والتفرق). وقال(عليه السلام): (ولا تسارعوا الى الفتنة والفرقة). وقال(عليه السلام): (واياكم والفرقة).
ومن الواضح أن التفرق عن سبيل الله هو المحرم، أما التفرق في سبيل الله وإلى الله، كما في (كان الناس أمة واحدة فبعث الله النبيين مبشرين ومنذرين) فهو المطلوب.
من الجزء الثاني لفقه الزهراء
===
نلاحظ كيف السيد جعل أساس الوحدة الإسلامية هي طاعة الله و رسوله و أهل البيت عليهم السلام , وجعل القتنة المذمومة هي الفتنة عن سبيل الله بينما الفتنة في سبيلهم أو لسبيلهم فهي مطلوبة .
تعليق