لا أبالغ لو قلت أن السيسي هو من يشجع بن سلمان على التصعيد والحشد للحرب الطائفية التي يبدو دخانها الآن في السماء ..

لا يشجعه مباشرة بقوله إفعل ولا تفعل

ولكن يشجعه بصمته وخنوعه عن حماقات بن سلمان وجرّه للعرب أن يدخلوا في حرب موسعة بينهم وبين أنفسهم أولا ثم ضد إيران ثانيا..

اليمن نموذج على حرب عربية عربية قد تتوسع

معلومة أخرى: الآن يوجد اجتماع لمجلس التعاون الخليجي، ويوم الأحد اجتماع لوزراء الخارجية العرب..وأنباء عن تصعيد جديد يتمثل في استفزاز إيران وملاحتها البحرية في الخليج والبحر الأحمر..

فاهم

البحر الأحمر

يعني ضغوط على مصر لمنع سفن إيران من عبور قناة السويس، وهذا معناه تدخل مجلس الأمن وعقاب مصر، وازدياد فرصة وجود حرب مباشرة بين مصر وإيران..وهذا ما يريده آل سعود في الأخير..أن يشترك أقوى جيش عربي في ألعابهم البلهوانية باسم المذهب..

أما مياة الخليج فهم أضعف من مواجهة إيران بحريا..الأسطول الإيراني هو من أقوى الأساطيل في العالم، ويمكنه تدمير أساطيل الخليج في 24 ساعة..وهذا ليس مبالغة..بل بحسابات الأرقام..إيران هي سيدة البحر في الخليج..

معلومة أخرى: التدخل التركي في العراق جزء من (الحشد الطائفي) بدعوى حماية سنة الموصل، وهذا سيتبعه رد عراقي من الجنوب والوسط يكون فيه المذهب هو العنوان....

ولا أستبعد أن يكون التدخل التركي في العراق جاء بأمر بن سلمان شخصيا..بقرينة عدم إدانة السعودية له، وكذلك خروج أردوجان من زيارته للرياض منذ أيام يدافع فيه عن الاحتلال التركي..

طيب ..ماذا يعني ذلك؟

يعني لو أراد السيسي وقف التصعيد الطائفي والحشد لابد من اتخاذ موقف جاد من حماقات بن سلمان، ويعلنها صريحة أن لا وجود لمصر في أي صراع مذهبي..هذا وحده كفيل بلجم السعودية وتقييدها عن أي تصعيد محتمل..خصوصا وكلما طالت حرب اليمن سيكون آل سعود أكثر عدوانية..

بوضوح: قطع العلاقات السعودية الأخيرة مع إيران هذا تصرف خطير في الواقع السياسي، بلاد كبيرة ومتجاورة بينهما احتقان مذهبي يعني قطع العلاقات هو.."مقدمة لحرب حقيقية"..ستحدث حتماً مع أي استفزازات أو أخطاء لكلا الطرفين..

قادة السعودية توجههم واضح في ذلك، هم يسعون لتشكيل .."تحالف سني طائفي"..كاستراتيجية تعبوية، بدأوها بالتقارب مع حماس وتركيا، ثم الضغط على مصر لمصالحة الإخوان..هذا يدفع في اتجاه حشد مذهبي وحرب طائفية ستحدث لا محالة إذا لم يتدارك السيسي الموقف..

أكرر: أن السيسي وحده هو من يمكنه وقف حماقات آل سعود

أمريكا رفعت يدها..وأوروبا اتجهت لبناء علاقات جيدة مع إيران، وأكثر من 100 مليار دولار أنعشت خزينة طهران مؤكد أنها أقلقت آل سعود خشية تحول الأموال لدعم النفوذ الإيراني..

ياسيادة الرئيس: أعلم أنك ضد هذه الحرب..لكن تجرأ وقلها..مصر لا دخل لها في أي صراع مذهبي..ولن تسمح به..

تصريحك وحده كفاية لمنع نشوب هذا الصراع..

لو لم تفعل فأبشر بالخراب..لأن حلفائك في قصور الرياض ليسوا مؤهلين لإدارة قرية...والدولة بالنسبة لهم حلم من أجل اللهو واللعب..وما فضيحة تحالفهم الإسلامي عنك ببعيدة..

توجد تحديات لمصر وللعرب الآن للبناء، لا تسمح باستنزاف العرب في حرب لا ناقة لهم فيها ولا جمل..أنت والشعب المصري الآن هم الخاسر الأكبر..