تأخرالبلوغ
أقصى ما يمكنأنيتأخر البلوغ لدى الفتيات في الحالة الطبيعية هو لحين سن الخامسة عشر حيث ينبغي أنتظهر معالمه في هذه السن . وإذا إنقضت هذه السن دون أن تبرز معالم الحيض ، فحينذاكيقال أن الفتاة تعاني من تأخر البلوغ . وبالطبع فإن الآراء مختلفة في هذا المجالالى درجة ذهب البعض الى إعتبار تأخر الطمث حتى الى سن الثامنة عشر حالة طبيعية.
يقول احد العلماء إن الطمث لدى الفتيات يبدأ في سن 10 ــ 17 عاما والمعدل المتوسط له سن 13 عاما .
والحيض قبل سن 9 أعوام وبعد سن 18 عاما نادر الحصول لدى الفتيات بإستثناء أولئك اللاتي يعانين منبعض الإعتلالات في معامل الغدد . وينزل دم الحيض الأول لدى ثلاثة أرباع الفتيات بينسني 12 و 13 و 14 عاما . وليس هناك ما يدعو الى القلق حتى في حال تأخره الى سن 15عاما حيث يكون مبعث ذلك في هذه الحالة عائدا الى إختلال في معامل المبيضين . وفيحال تأخره ال سن 16 و17 عاما أو مصاحبة الحيض في هذه السن صداع والام مبرحة ونزيفدموي ، يجب مراجعة الطبيب.
أسبابالتأخر
عند الحديث عنالأسباب والعوامل الكامنة وراء تأخر البلوغ ، في الواقع لابد من تكرار جميع العواملالمذكورة في الفصل السابق ، والنظر اليها هذهالمرة
من زاوية معكوسة ، أي بإعتبارها غير فاعلةأو معتلة . ونحن هنا نشير بإختصار الى المسائل المذكورة بما يلي :
1 ـ العامل الفسيولوجي : وفي ذلك لابد من ذكر أبعاد منقبيل الإعتلال في معامل الغدد ، مثل ضعف أداء الغدة التناسلية وضعف عمل الغددالداخلية كغدة اليروئيد ، والغدد الصماء و ... والإختلال في الوضع الهرموني ونقصإفرازه . وذهب أحدالعلماء الى الإعتقاد بأن تقدم بلوغ الفتاة أو تأخره ليس مبعثةإختلال معامل الغدد الداخلية ، بل أنه نتيجة لتقدم أو تأخر بدء فعالية ونشاط الغددالداخلية(1).
2 ـ العامل الإجتماعي والثقافي :سر الدراسات الجارية في هذا المجال تشيرالى ان الأشخاص المنزوين الذين يعيشون بعيدا عن الأجواء الإجتماعية لا يتخلفون فيمجال النضج العقلي والذهني وحسب ، وإنما ينخلفون من ناحية النمو العضوي والجنسيأيضا . وعلى العكس من ذلك ، فإن الأشخاص الذين يعيشون وسط المجتمع ولهم علاقاتإجتماعية واسعة ، يصلون البلوغ الجنسي بشكل طبيعي وحتى أبكر من الوقت المعتاد.
3 ـ العامل الغذائي والإقتصادي : إن الفقرالإقتصادي والنقص الغذائي لا يؤدي الى تأخر البوغ وحسب ، بل ويتسبب في بعض الحالات، في إنقطاع الحيض ايضا . وقد ذكرنا في الفصول السابقة إن بعض الفتيات يتعرضن الىإعتلالات عضوية عديدة ، اهمها إنقطاع الحيض ، وذلك نتيجة التزامهن بنظام غذائي خاصوقليلهن من تناول الطعام الى مستوى غير طبيعي.
4 ـالعامل المرضي : طبقا لبعض البحوث ، فإن من شأن الأمراض المزمنة،
(1) البوغ ، ص 66 .
التي تتمكن من إعاقة نمو القامة ونضوجالعظام ، أن تؤثر في إيقاع البلوغ وتأخره أيضا . وتساهم الأمراض الحادة في زيادةتأخير البلوغ .
5 ـ العامل الجغرافي : وهناكإختلاف كبير في الآراء بهذا الشأن . ولطبيعة المناخ الجغرافي أثر واضح في هذاالمجال . فالمناطق الباردة أكثر تأثيرا في البلوغ من المناطق الحارة.
المضاعفات
هناك عوامل أخرىأيضا تضاف الى العوامل المذكورة ، فتضاف حالة تأخير البلوغ ، منها الوضع الصحي غيرالمناسب ،وحالات التسمم العضوي ، خصوصا التسمم التدريجي ، والأخطر منها التسممالدماغي الناتج عن تناول الكحول . وذلك الظروف الحياتية الصعبة ، والصدمات النفسية، والنقص الغذائي في مرحلة البلوغ ، الذي يؤدي الى تأخير البلوغ الجنسي والعادةالشهرية وإضطراب الأخيرة وتوقف نمو الأعضاء التناسلية . وكما وقد دلت بعض الدراساتعلى أن هناك عوامل أخرى تساهم أحيانا في زيادة سن البلوغ من قبيل فقدان التوازنالنفسي ، وحالات الإجهاد الجسمي والنفسي المفرطة والمتواصلة ، ومالشاكل الأسرية ،والهجاس والخوف بمختلف أنواعهما . و ...
ليس لتأخرالبلوغ علاقة بنوع العرق الإنساني . الا أن بعض الدراسات تشير الى تأثير عاملالوراثة في هذا المجال ، وتذهب الى القول بأن الآباء الذين كانوا قد تأخروا فيالبلوغ الجنسي ، هناك إحتمال كبير أن يتأخر البلوغ لدىأبنائهم أيضا . والعكس أيضاصحيح في هذه المسالة(1).
(1) البلوغ ، ص 8 .
الأعراض
من الممكنأن يصاحبالتأخر في البلوغ السمنة ، وسبب ذلك يعود غلى الإفراط في الأكل ، الأمر الذي يؤديبالنتيجة الى إعاقة أو تعطيل نمو الجهاز التناسلي . ويقترن التأخر في البلوغ الجنسيدائما مع التأخر في نمو العظام .
ومن شأن تأخر البلوغ أنيتسبب في بقاء النهدين صغيرين ، وفي البدانة الى حد ما ، وكذلك فقد يؤدي في بعضالحالات الى تغير شكل الأنف وطبلتي الأذنين ، والى إعتلالات عامة في نمو الأعضاءتثير قلق الفتاة والأسرة معا.
أهم ما يقلقفي تأخر البلوغ
إن أهم ما يدعو الىالقلق في تأخر البلوغ هو ما يمكن أن يتركه من آثار سلبية على نفسية وشخصية الفتاة ،ويدفعها الى الشعور بالإضطراب ،والنقص ، والحقارة . فالفتاة التي تعاني من تأخرالبلوغ ، يتولد لديها شعور بأنها إنسانة متخلفة وغير طبيعية بالقياس الى قريناتهافي السن . ولقد تتضاعف لديها مشاعر القلق والإضطراب بشكل حاد نتيجة تعرضها لحالاتالتقريع والتوبيخ أو الحاح الآخرين بالسؤال والإستفهام عن وضعها الخاص .
وكذلك فإن الفتاة التي تشعر بأنها متخلفة عن زميلاتها من ناحيةالنمو الجنسي ، تسعى بنحو وآخر الى الدغاع عن شخصيتها وجبران نقصها باللجوء الى بعضالتصرفات والسلوكيات التي قد ينتج عنها مفاسد وشرور غير قليلة . ومن هنا ، ينبغيعدم إغفال ما يمكن أن يترتب على حالة الشعور بالنقض لدى اللاتي يعانين من تأخرالبلوغ ، من أضرار ومضاعفات كثيرة.
كيفية التعاملمع الحالة
في حالة البلوغ ،يجب على أولياء الأمور والمربين التعامل معها
بشكل هادئ ، وطمأنة الفتاة بأن ما تمر بههي حالة عادية تحصل لدى الكثير من الفتيات وليس فيها ما يدعو الى القلق ز والسعي فيالوقت ذاته في سبيل معالجة الحالة وإزالة أسباب الخلل في هذا المجال من خلالالإستعانة بالطبيب المختص ، وتشجيع الفتاة على إستعمال الأدوية والعقاقير التييجيزها الطبيب.