الخصائصالإجتماعية
بعد البلوغ الجنسيتبدأ الحياة الإجتماعبة ، فيضغط الشخص بكل حماس ، بحسب تعبير موريس دبس ، علىالأجيال التي تسبقه منأجل أن تفسح له مجالا تحت أشعة الشمس .
ويكون سعيدا في حياته وسط الكبار أو الأقران ، ومستعدا من الناحيةالنفسية لتقبل الأعراف والضوابط الإجتماعية والتفاعل معها إيجابيا.
يقول أحد العملاء إن الفتى أو الفتاة بستقيل بحياته في المرحلةالثانية ، من الحيام الجنسية ، التي تبدأ في سن 16 ـ 20 عاما ، وينخرط في الحياةالإجتماعية برغبة وشوق متزايدين ، ويتغير نمط سلوكه بحسب متطلبات المرحلة الجديدة . وكذلك يكون في هذه السن في وضع يتيح له أن يبدي ملاحظاته بشأن طبيعة الحياةالإجتماعية ، نوع العلاقات التي يجب أن تسود من وجهة نظره وفي حال كانت له ملاحظاتعلى سلوك الآخرين ، فإنه يندفع عمليا الى نقدهم أو الإبتعاد عنهم .
العلاقاتالإجتماعية
ففي هذه المرحلة منالعمر ، كما نلاحظ وكما تشير التحقيقات التي أجراها علماء النفس والتربية ، تتنوعالإتصالات الإجتماعية ، وتتسع العلاقات وتزداد أكثر فأكثر ، ويزداد الإنسجاموالتالف مع الوسط الإجتماعي .
فالشخص في هذه الإثناءيكون مهيئا من الناحيتين الفكرية والنفسية لأن ينفاعل مع الآخرين إيجابيا ووفقاللمصالح والمنافع المشتركة وعلى أساس الضوابط والأعراف الإجتماعية.
الصداقات
تبدي الفتيات في هذهاسن مزيدا من الإهتمام بعلاقات الصداقة الحميمة ، ويحرصن بشدة على الإحتفاظبصديقاتهن ، ويلازمن صديقاتهن على طول الدوام المدرسي ، ويمضين معظم أوقات الفراغفي المدرسة بالحديث والتحاور فيما بينهن . وفي الطريق من المدرسة الى البيت ينهمكنبتجاذب أطراف الحديث دون توقف . وحتى عندما يصلن الى باب الدار لا ينصرفن عن بعضهنقبل يمضين ساعة من الوقت في الثرثرة . وبالتالي عندما يضطررن الى الإنفصال عن بعضهنوتذهب كل واحدة الى بيتها ، لا يلبثن أن يهاتفن بعضهن بعضا لمعاودة الحديث والثرثرةحول مختلف الشؤون والقضايا.
إن صداقات أعضاء هذه الفئةتتسم بحالة من التعصب المفرط ، حيث ينتخبن صديقاتهن بمزيد من الدقة والحساسية وطبقالمواصفات خاصة ، غير أن هذه الصداقات غالبا ما تكون غامضة وغير مفهومة ، وتمازجهاحالة شديدة من الحسد والغيرة تجاه بعضهن البعض ، رغم ما يسودها من صفاء وإنسجام وهيمسالة حتى هن قد لا يعرفن سببا ظاهرا ومنطقيا لها .
وأغلب حالات الصداقة لدى الفتيات في هذه السن لا تدوم ، وتنهار في مرحلة من مراحلهالكنهن ومع ذلك لا يتوقفن عن الإهتمام الزائد عن الحد بالصداقات .
صداقة شبيهةبالعشق
يمكن تشبيه الصداقةلدى أعضاء هذه الفئة ، من جهات عدة ، بالعشق . ويتجه هذا العشق عادة نحو الأشخاصالأكبر سنا من الفتاة وأحيانا نحو المعلمات والمدرسات . ورغم أنه قد يوجد في الفصلالدراسي معلم أو مدرس ، شاب وغير متزوج ، الا أنها ومع ذلك تتجه في حبها وعشقها نحوإحدى
المعلمات أو المدرسات .
يقول موريس دبس : إن صداقة الشباب تشبه العشق الى حدود كبيرةخصوصا في مؤسسات البنات المسائية التي تقترن فيها علاقات الصداقة مع ... الدلالوالعاق .
وهذه مسالة خطيرة، نلاحظ نماذج منها في هذهالسن في الكثير من المدارس الخاصة بالفتيات.
الحياةالجماعية والتقليد
في سني البلوغومرحلة الشباب تختل موازنة التقليد لدى الفتاة فتندفع الى التمرد على الأعرافوالتقاليد السائدة في أوساط الكبار . ويعد سن 15 ـ 17 عاما مرحلة تقليد الذكور فيحياة الفتاة ، فتسعى الى تقليد الفتيان المراهقين في السلوك والإفعال والتصرفات وفيطريقة الكلام.
وفي أواخر سني المراهقة ، يعتدل سلوكهاالإجتماعي وتبدي إستجابات إجتماعية إيجابية ، فتتزن علاقاتها بالآخرين ، وتصبحقائمة على أساس الإدراك المتقابل . والوعي والذوق والإحترام المتبادل بين الطرفينوتتسم الفتاة في سن 15 عاما بحساسية إستثنائية تجاه أزيائها ونوع الالبسة التيترتديها وتحرص بشدة على أن تكون متطابقة مع (الموديل) الشائع في أوساط قريناتها فيالسن . وبعبارة واحدة تحرص الفتاة من جهة على أن تبدو أنيقة وجميلة وجذابة ، وتسعىمن جهة أخرى الى أن يكون زيها منسجما مع (الموديل) السائد.
العلاقةبالوالدين
الفتاة في هذه السنتتجه نحو الإنفصال والإستقلال العاطفي عن الوالدين ، الا أنها تعمل من أجل التعويضعن وحدتها ، على إقامة علاقات
صداقة صميمية مع قريناتها في السن ، وتلعبهذه الصداقات دورا هاما وداعما لها في حياتها الجديدة . وقد أشار الدكتور بنيامينأسباك الى هذه المسالة بقوله :
«ما ان تبلغ الفتاة سنالبلوغ حتى تضطرب الى تحطيم قيود التبعية لوالديها . ويعود السبب في ذلك الى أنها .... لها أهداف وتطلعات مستقلة ، وترغب في أن تحل مشاكلها في الحياة بنفسها».
أجل فإت القيود التي كانت تربط الفتاة بوالديها في أوقاتسابقة ، ترتخي الآن وتنظر الى المجتمع والوسط الذي يحيط بها بمنظار خاص ، وتشعر إنجميع مشاكلها في الحياة قابلة للحل .
وقد تغلي الغضب لدىالفتاة ، فب بعض الحالات فتندفع الى التمرد على والديها والى إتخاذ مواقف عدائيةتجاههما مع أنها تدرك إن سلوكها وتصرفها خاطئ وغير صحيح بالمرة . كما وقد تبدي فيأحايين أخرى إنزعاجها وإستيائها من والديها بطريقة أخرى كأن تتعمد الظهور بمظهرفوضوي في هيئتها وفي هندامها وذلك نكاية بوالديها وإمعانا في إيذائهما .
الميل نحوالرجال
مع إنتهاء مرحلةالمراهقة ، يتولد لدى الفتيات ميل نحو الرجال يشتد بمرور الوقت . وفي الواقع تظهرفي هذه الأثناء الميول الجنسية لدى الفتيات فينجذبن بشدة الى الجنس الآخر . وبعدهذا النوع من الميل لدى الفتاة رغبة مشروعة يمكن أن تؤدي الى ازواج والى بناءالأسرة ولعب دور الزوجة والأم في الحياة . وبالطبع فإنه يحتمل أن تؤدي مثل هذهالميول الفتيات غير المنضبطات ، الى سلوك مسالك الذنب والخطيئة الجدير ذكره هنا هوإن الفتيات في هذه السنفي وضع يسمح لهن إدراك القيم الإقتصادية والإجتماعيةوالمعنوية في الحياة
وإن كن ما يزلن لم يعينها بشكلدقيق أويعرفن مصاديقها في النساء الأحريات كما ينبغي . وتتوقف مشروعية أو عدم مشروعيةرغباتهن وتفاعلهن مع الجنس الآخر في هذه المرحلة من العمر على مدى تأثرهن بالبيئةالمحيطة بهن وعلى نوع التقييمات التي يحملنها في أذهانهن عن مختلف القضايا في هذاالمجال .
الميل الىالزواج
تبدأ في هذه السنلدى الفتايت الرغبة والشوق الى الحياة الزوجية والى تشكيل الأسرة ولعب دور الزوجةوالأم في الحياة بمزيد من الحماس والحساسية والتفاعل الفكري والشعوري الممزوجبالخيال والعاطفة ، ويندفعن في بعض الحالات ، تحت ضغط الرغبة النازعة بإتجاه الجنسالاخر الى الإستغراق والتحليق الممتع في عالم الخيال والعاطفة وتمثل دور الزوجةوالأم ومختلف حالات الحياة الزوجية.
وبتعبير آخر تتفاعلفي هذه المرحلة من العمر عاطفة الأنوثة لدى الفتيات فيزداد ميلهن ورغبتهن بالزواجوبالإتصال الشرعي بالجنس الآخر ، ويشعرن أنهن مؤهلات لدخول معترك الحياة الزوجيةوالإستمتاع بلذائذها وجمالياتها .
هذا هو الشيء الطبيعيوالمعتاد ، لكنه يحصل في بعض الحالات أن لا تبدي الفتاة ميلا أو رغبة بالزواج فيهذه السن ، وهي حالة غير طبيعية وتعود أسبابها لعوامل تروبية سابقة أو لإعتدادالفتاة بنفسها كثيرا وشعورها بأنه ليس هناك من هو كفء لها كي تتزوجه.