إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

الثقافة والحياة

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الثقافة والحياة


    الثقافةوالحياة

    مقدمة




    نعني بالثقافةمجموعة المكتسبات والخبرات الإنسانية في المجالات المادية والمعنوية في الحياة ، أومجموعة الأفكار والعلوم في مجالات الأدب ، والفلسفة ، والعادات والتقاليد ، والفنونالمعمولة في الحياة الإجتماعية والتي ينبغي معرفتها وتنظيم الحياة اليومية علىأساسها والعمل إنطلاقا ن فهمها وتطوير إساليب العيش في إطارها .
    فالإنسان يقيم في بدايات حياته طريقة عيشه على اساس معايير اللذةوالالم ، ولا يعرف شيئا عن الأفكار والآداب والمعايير الإجتامعية المفترضة ، وإنمايعرفها ويطلع على تفاصيلها وينسجم معها بالتدريج من خلال الإختلاط بالمجتمع وكسبالوعي والخبرات الثقافية حول شؤون الحياة . للأسرة ، والمدرسة ، والمجتمع العام ،دور مهم جدا في تنمية قدرات الفتاة والتأسيس لوعيها فكريا ونفسيا ، ودفعها نحومدارج التطور والتقدم المادي والمعنوي في الحياة .
    توسيعالأفق




    ومن الحاجات المهمةللفتيات ، في سني المراهقة ، توسيع أفقهن في النظر الى الحياة . بمعنى تزويدهنبالخبرات الحياتية اللازمة ، وإخراجهن ن وحدتهن وحياتهن الفردية ودفعهن الىالإنخراط في المجتمع العام ، الذي يحتوي على عناصر مفيدة وإيجابية كثيرةيمكنالإنفتاح عليها وتبادل المنفعة وإياها في مختلف مجالات الحياة.





    وفي حال الإستجابةللفتاة في هذا المجال ، وتشجيعها على الخوض في غمار الحياة الإجتماعية الأوسع أفقا، سنجد إن كل شيء يبدو لها في هذه الأثناء جديدا وممتعا وذا الوان زاهية متلالئة ،وسنجدها تتفاعل مع ظاهر الحياة وتتحمس لمعرفة تفاصيلها الى درجة وكأنها تحاكيهاوتدعوها الى معرفة المزيد بلسان ناطق 1 . وهي الحالة التي يجب على أولياء الأمورتشجيع الفتاة عليها ، بل ودفعها اليها ، وغستثمارها في الأثناء في سبيل توعيتهاأكثر فأكثر ، وإغنائها فكريا وثقافيا ، وجعلها تكتسب الخبرات العملية التي تنضجشخصيتها بما يؤهلها لتحتمل مسؤولياتها في الحياة كإنسانة فاعلة ومؤثرة في المجتمع.
    وفي سبيل تطوير قابليات الفتيات وإغنائهن ثقافيا وعمليا، من المفيد ترتيب برامج فكرية مختلفة ومتنوعة لهن كذلك والإستعانة في هذا المجالبالأفلام ، وبأشرطة الفديو كاسيت والمسجل ، وما تبثه الإذاعة والتفزيون من برامجهادفة ومفيدة ، والقيام بالسفرات الجماعيةالتي تتخللها ندوات ومحاضرات في مختلفشؤون الفكر والثقافة .
    فلسفة الحياة




    إبتداء من سن 13عاما ، يحصل لدى الفتيات نوعا من الوعي بذواتهن وبما يدور حولهن ، فيسعين على أثرهمن أجل الإطلاع على أسرار الحياة ومعرفةفلسفتها ، ويرغبن في أن يعرفن من هن ؟ولماذا خلقن ؟ ولماذا يعشن ؟ ولم يعملن ؟ و ... الخ وبعبارة واحدة يرون أن يتعرفنعلى فلسفة الخلقة والحياة.
    إن الظاهر الحياتية تصبح فيعين أعضاء هذه الفئة أشياء غامضة لا يجدن لها تفسير معقولا وواضحا ، ويسالن أنفسهندائما ترى ما هي الحكمة المنطقية نم وجود مثل هذه الأشياء . إن السعي الحقيقيللفتاة في سبيل إدراك المسائل





    وفهمها بدقة ، يبدء فقط عندما تجبرها ظروفالحياة وملابساتها الصعبة النزول الى ميدان العمل والنشاط الفعلي الذي يفرض عليهاالتعامل مع الشياء من منطلق الفهم والوعي الدقيقين .
    علىأي حال فإن الفتاة ، في هذه السن ، تراودها أسئلة وإستفهامات فلسفية وفكرية كثيرةتبحثعن إجابات شافية ومقنعة ، وطالما لم تحصل على مطلوبها في هذا المجال ، فإنهاتبقى مشوشة الذهن مضطربة الأحوال ، ومترددة في الحياة العملية ،وهنا يأتي دورالآباء الواعين والمربين المجربين الذين يجب عليهم العمل على شرح أبعاد الحياةللفتاة وإيقافها على أهدافها وفلسفتها ، إزالة كل ما يمكن أن يغبش رؤيتها ويشوشذهنها من أسئلة وإستفهامات فكرية وفلسفية بعبارات واضحة مبسطة ، ومنطق إستدلاليمحكم ، وبالتالي تشجعها على مواصلة الحياة بخطو ثابت ونظرة واعية متفائلة .
    الموقف منالأدب




    إن جانبا من ثقافةأي مجتمع يتكون من أدب ولغة ذلك المجتمع . والأدب واللغة يشتمل على الشعر والنظموالنثر والأمثال والإستعارات والكنايات و ... وهو وسيلة تسهل عملية إتصال الناسبعضهم ببعض والتفاهم وتبادل المعلومات فيما بينهم والتفاعل معا بواسطتها .
    ومن المهم في هذا المجال معرفة الأدب النافع والمفيد الذي يستحقالقراءة وصرف الوقت والجهد على الإهتمام به ، وذلك لأننا نلاحظ في المجتمع أحياناكثيرة النرويج لنوع من الأدب المخرب الذي لا يحمل هدفا سوى الإثارةوتهيج العواطفالجنسية . وهذا النوع من الأدب الهابط ، الذي ينشر في قالب القصص والرواياتالمبتذلة ، يحمل معه اخطارا جسيمة على نفسية وسلوك وأخلاق





    القارئ ، ويفترض بأولياء الأمور ، بل يجبالعمل على حماية إبنائهم مه وتحنيبهم قراءته .
    وهكذا هوالحال مع الأمثال ، والكنايات ، والإستعارات الكلامية المثيرة للغرائز الجنسية ،فإن تداولها يثبتها في (اللاشعور ) بما يجعل تأثيرها السلبي في النفس والذهن كتأثيرملايين الحشرات الضارة في الحقل الزراعي التي تفسد المحصول ولا تبقي فيه شيئا ذافائدة ، أو تدمر ـ كالسيل الجارف ـ كل الجهود التربوية المبذولة في الأسرة والمدرسةفي مجال الفضيلة والبناء الأخلاقي القويم .
    إن ما مرذكره نعتقد أنه كاف لكي يلتفت أولياء الأمور الى خطورة بعض أنواع الأدب على فتياتهم، سلوكيا أو أخلاقيا ونفسيا ، ولكي يجدو ويجتهدوا في سبيل الإشراف المباشر علىقراءتهن وتوجيههن الى النوع المفيد والبنّاء من الأدب ، وتوعيتهن وتحذيرهن من مضارومخاطر أدب الإبتذال والفضائح .
    في الأعرافوالتقاليد




    المقصود بالتقاليد ،العادات القديمة ، التي أوجدها الأسلاف لدواعي الفائدة والمصلحة ، وبقى العمل بهاسائدا الى وقتنا الحاضر . ونعني بالأعراف الآداب والضوابط التي ينبغي الالتزام بهاعند إستقبال الآخرين وفي العلاقات الإجتماعية . فأحيانا تكتسب التقاليد درجة منالقداسة ، وحينذاك نصفها بالسنن ، ويمكن أن تكون السنن شرعية أو وطنية . ويجب علىأولياء الأمور توعية الأبناء بشكل عام على هذه الأعراف والتقاليد ، وتوجيههم الىضرورة أخذها بنظر الإعتبار في علاقاتهم الإجتماعية . وما دام حديثنا يتركز حولتربية الفتيات ، فإننا نشير الى المسائل التالية في العمل معهن في هذا المجال :
    أولا ـيجبأن يعين تماما الأعراف والتقاليدالسائدة في المجتمع الذي





    يعشن بين ظهرانيه ، كما ومن المفيد أنيطلعن على أداب وتقاليد المجتمعات الأخرى أيضا .
    ثانيا ـينبغي أن يتمتعن بالقدرة على تقييم الأعراف والتقاليد المعمول بهاويستطعن تشخيص الصحيح والخطأ منها ، والمفيد والضار فيها .
    ثالثا ـأن يأخذن المفيد منها ويعملن به ، وينبذن الضاروالسلبي وغير المجدي فيها ، ويتجنبنه في سلوكهن وتصرفاتهن .
    في الفنونوالمهارات المهنية




    يعد الفن عاملا منعوامل تصفية الذهن وتلطيف النفس ، وهدوء البال وتسكين الإنفعالات . ومن فوائدهللفتيات المراهقات أنه يساهم في توازنهن الغريزي ، ويبعدهن عن التفكير بالجنوحوالإنحراف الجنسي ، خصوصا عن حالة الإرضاء الذاتي الذي يقابله الإستمناء عند الذكور .
    ويمكن تشجيعهن في هذا المجال على الشغال ببعض الفنونالمهنية كالتطريز والخياطة وما الى ذلك . إن أغلب الفتيات يملن بطبيعتهن الىممارسات المهن الظريفة ويشعرن بمتعة كبيرة أثناء الإشتغال بها ، خصوصا عندما ينتهينمن خياطة أو تطريز أو نسج شيء معين ويبدو في نظرهن إنجازاً جميلا وجذابا .
    فالى جانب الفوائد الإيجابية التي يتركها الإشتغال بالمهن الفنيةالخفيفة بالنسبة للفتيات فيما هي التسلية وقضاء أوقات الفراغ والإبتعاد عن الوساوسوالإضطرابات النفسية ، فإنه يساهم كذلك في زيادة خبراتهن العملية والمهنية . ويجعلهن قادراتعلى المعاونة في توفير معاش الأسرة الى جانب الزوج عند الضرورة فيالمستقبل من حياتهن .
    التحررالفكري




    من المسائل الجديرةبالذكر في نربية الفتيات فكريا هو بالعمل على تنمية





    قدراتهن الثقافية وإيصالهن الى المستوىالذي يكن فيه مستقلات ومتحررات من إيحاءات الغير في الفكر والعمل . بمعنى أن لايسقطن فريسةللإنجذاب الى مؤثرات المحيط الخاطئة والتبعية والتقليد لحالاته المختلفةبشكل أعمى ودون إعمال الفكر أو الإقتناع المنطقي المستدل .
    إننا نريد لفتياتنا أن يكن خاضعات ، ولكن الخضوع لله ، ونريد لهنأن يكن تابعات ، ولكن تابعات للحق نريد أن يعرفن الحق والصواب يعملن بهما طبقالمعرفة ملاكاتهما ومعاييرهما الصحيحة ، وليس طبقا لما يعمل الآخرون أو يدعون .
    إن لدينا بعض الفتيات ممن لا يمتلكن ، بسبب التربيةالخاطئة ، أدنى درجة من الإستقلال الفكري في شؤونهن ، وإن كل ما يصدر منهن منتصرفات وسلوك في حياتهن لا يعدو كونه تقليدا أعمى للغير . ونجدهن نتيجة لهذهالتبعية الخاطئة شخصيات فاقدة لذواتها ، ومقلدة للنماذج المنحرفة بشكل ببغائي في كلشيء ، في الملبس ، وفي السلوك ، وفي طريقة الكلام والتفكير و ...
    ومن بين هؤلاء من تنظم الشعار وتكتب القصص ، لكنها في هذه أيضاتابعة ومقلدة للآخرين دون أن تعطي من نفسها أو تبذل جهدا ذاتيا في سبيل الإبداعوالإستقلال بالفكر والإتجاه . إن مثل هذه الفتيات لو إستمرن على هذه الوضعية وإعتدنعليها ، فإنهن سيصبحن بلا شك شخصيات مهزوزة وغير متوازنة وخاملة فكريا ونفسيا ،وبالتالي يعجزن عن الوقوف على أقدامهن والإعتماد على أنفسهن في إدارة شؤونهن فيالمراحل اللاحقة من حياتهن .
    ومن هنا فإن من الحكمة أنيولي الآباء إهتماما متزايدا في تنمية طاقات الفتيات الفكرية والتواصل معهنبالتوجيه والتشجيع في سبيل تنضيج قدراتهن وصولا الى التحرر والإستقلال الفكري عنالإيحاءات الخاطئة للآخرين والبيئة ،





    بمعنى أن يتمكن من تشخيص الفكرة أو السلوكالإيجابي في المجتمع فيأخذنه ويضمنه الىخبراتهن ، ويميزن اشياءه الخاطئة والسلبيةفيرفضنها وينبذنها في حياتهن .
    عوامل وموانعالنمو




    إن ضرورات التربيةفي هذه المرحلة من النمو في حياة الفتيات ، توعيتهن بالقضايا التي تصب في صالحسعادتهن ورقيهن وحفظ كرامتهن في الحياة ، هذا جهة ، ومن جهة أخرى شرح العوامل التييمكن أن تتسبب في فشلهن وإنحطاطهن وتؤدي الى تنغيص عيشهن وتعاستهن وتحذيرهن منها . وذلك لأن هؤلاء يتصورن أحيانا خطأ بأن سعادتهن تكمن في التبرج والنزيين وإستعراضالمفاتن أمام الآخرين .
    فتياتنا لابد ان يدركن ، بل يجبإفهامهن ، إن من أهم عوامل النموالطبيعي والوصول الى الكمال الى الكمال هي النجابةوالتقوى ، والوعي والبصيرة ،والحفاظ على العفاف وعلى طهارة النفس ، ومن العواملالحائلة دون النمو والكمال الخطايا والاثام والنزول غلى مستنقع الرذيلة والفسادوالفوضى في السلوك ، وحثهن في الوقت ذاته على إستقبال عوامل السمو والإستقامة ونبذعوامل السقوط والإنحراف .
    ويجب على أولياء الأمور ، علىطول مرحلة المراهقة ، وحتى قبل هذا الوقت ، العمل على إفهام الفتيات بأن أغلبالمثيرات الإجتماعية ، وحالات الإعجاب ، والتودد ، والتملق و ... من الآخرين هيقضايا زائلة ، وإن ما يبقى ويجب الإعتزاز به هو العفاف والشرف وحسن السلوك والأخلاق . ويمكن الإستعانة في هذا المجال بالقصص والأمثال والعبر وما الى ذلك مما يحقق





    الهدف ، وتدل الدراسات التربوية على إنالفتيات المراهقات يملن الى القصص والروايات التي تدور أحداثها حول الحياةالإجتماعية .
    تكميلالوعي




    ينقل عن سقراطالحكيم قوله بأن الوعي والعلم اساس الفضائل . كما ولدينا في التراث الإسلامي أحاديثوروايات كثيرة في فضل المعرفة والعلم ، وقد تم التعبير عنه بالنور(1)في بعض الموارد ، فيما جاء في أحد الأحاديثبأن العالم بزمانه لا تهجم عليه اللوابس(2)أي أنه من الوعي والدراية بحيث لا تلتبس عليه الأمور في التعامل مع الأشياء .
    إن تكميل وعي الفتيات وتوسيع مداركهن وخبراتهن الفكريةوالعملية في هذهالسن يعد ضرورة لا غنى لهن عنها في سبيل نموهن وتأهلهن للخوض فيمعترك الحياة الإجتماعية والإعتماد على الذات في التعامل والتفاعل مع شؤونها فيالمراحل اللاحقة من حياتهن . ويجب في هذا المجال العمل على إغنائهن ثقافيا ،وتزويدهن بالمعلومات والخبرات الضرورية حول القضايا الإجتماعية العامة ، وحولالمسائل التي تتصل بالحياة الزوجية وبكيفية إدارة شؤون الأسرة والقيام بواجباتها ... الخ .

    (1) إشارة الى حديث (العلم نور .. ) .
    (2)
    الإمام الصادق (ع) ، كتاب الكافي ج3 .





المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
x

رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

صورة التسجيل تحديث الصورة

اقرأ في منتديات يا حسين

تقليص

المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
أنشئ بواسطة وهج الإيمان, 21-02-2015, 05:21 PM
ردود 119
18,094 مشاهدات
0 معجبون
آخر مشاركة وهج الإيمان
بواسطة وهج الإيمان
 
أنشئ بواسطة وهج الإيمان, 23-05-2024, 02:34 PM
استجابة 1
100 مشاهدات
0 معجبون
آخر مشاركة وهج الإيمان
بواسطة وهج الإيمان
 
أنشئ بواسطة وهج الإيمان, 23-05-2024, 02:27 PM
استجابة 1
72 مشاهدات
0 معجبون
آخر مشاركة وهج الإيمان
بواسطة وهج الإيمان
 
أنشئ بواسطة وهج الإيمان, 04-10-2023, 10:03 AM
ردود 2
156 مشاهدات
0 معجبون
آخر مشاركة وهج الإيمان
بواسطة وهج الإيمان
 
أنشئ بواسطة وهج الإيمان, 09-01-2023, 12:42 AM
استجابة 1
160 مشاهدات
0 معجبون
آخر مشاركة وهج الإيمان
بواسطة وهج الإيمان
 
يعمل...
X