عن مولانا الإمام الكاظم (عليه السلام)
في حق جدته فاطمة الزهراء (سلام الله عليها):
إنها صديقة شهيدة (سلام الله عليها)
اللهم العن أول ظالم ظلم حق محمد وآل محمد وآخر تابع له على ذلك
زيارة سيدة النساء فاطمة الزهراء (عليها السلام)
يا ممتحنة امتحنكِ اللهُ الذي خلقكِ قبل أن يخلقكِ فوجدكِ لما امتحنكِ صابرة وزعمنا أنّا لكِ أولياء ومصدّقون وصابرون لكلّ ما أتانا به أبوكِ صلّى اللهُ عليه وآله وأتانا به وصيّه عليه السلام فإنّا نسألكِ إن كنّا صدّقناكِ إلا الحقتنا بتصديقنا لهما بالبشرى، لنبشّر أنفسنا بأنا قد طهرنا بولايتك.
إنّ رسول الله (ص): ... دعا علياً وفاطمة، والحسن والحسين (ع)، ... ثم قال لعلي (ع):
"واعلم يا علي، أني راضٍ عمن رضيت عنه ابنتي فاطمة، وكذلك ربي وملائكته. يا علي ويل لمن ظلمها، وويل لمن ابتزّها حقها، وويل لمن هتك حرمتها، وويل لمن أحرق بابها، وويل لمن آذى خليلها، وويل لمن شاقّها وبارزها..."*.
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله):
"فاطمة بضعة منّي من آذاها فقد آذاني ومن آذاني فقد آذى الله، إنّ الله يغضب لغضبك ويرضى لرضاك"*.
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله):
"إن الله يغضب لغضبك ويرضى لرضاك"*
"رضا فاطمة (عليها السلام) من رضاي وسخط فاطمة (عليها السلام) من سخطي، فمن أحبّ فاطمة ابنتي فقد أحبني ومن أرضى فاطمة فقد أرضاني ومن أسخط فاطمة فقد أسخطني"*
لكنها لاذتْ وراء الباب
رعايةً لِلسترِ iiوَالحِجاب
فمذ رَأوْها عصَروها iiعصْرة
كادت بنفسي أن تموتَ حسْرة
نادتْ أيا فِضة iiأسنِديني
فقد ورَبي أسقطوا iiجنيني
فأسقطتْ بنت الـهُدى وا iiحزنا
جنينَها ذاكَ الـمُسمّى مُحسِنا
--------------------------------------------------------------------------------
يا من يسائل دائباً عن كل معضلة iiسخيفه
لا تكشفن iiمغطى فلربما كشفت جيفه
ولرب مستور iiبدا كالطبل من تحت iiالقطيفه
إنّ الجواب iiلحاضر لكنني أُخفيه iiخيفه
لولا اعتداء رعيّة ألقى سياستها الخليفه
وسيوف أعداء iiبها هاماتنا أبداً iiنقيفه
لنشرت من أسرار iiآل محمّد جملاً iiطريفه
تغنيكم عمّا iiرواه مالك وأبو iiحنيفه
وأريتكم أن iiالحسين أُصيب في يوم iiالسقيفه
ولأيّ حال iiلحدت
بالليل فاطمة iiالشريفه
ولما حمت شيخيكم عن وطئ حجرتها المنيفه
آه لبنت محمّد ماتت بغصتها أسيفه*
--------------------------------------------------------------------------------
الضرم في الباب*
أيضرم النار بباب iiدارها
وآية النور على iiمنارها؟
وبابها باب نبي iiالرحمه
وباب أبواب نجاة الأُمه
بل بابها باب العلي الأعلى
فثمّ وجه الله قد تجلّى
ما اكتسبوا بالنار غير العار
ومن ورائه عذاب iiالنار
ما أجهل القوم فإنّ النار iiلا
تطفئ نور الله جلّ iiوعلا
--------------------------------------------------------------------------------
يا لثارات فاطمة
فاحمرت العين وعين iiالمعرفه
تذرفُ بالدمع على تلك iiالصفه
ولا يزيل حمرة العين iiسوى
بيضُ السيوف يوم ينشر iiاللوى
وللسياط رنّة صداها
في مسمع الدهر فما iiأشجاها
والأثر الباقي كمثل iiالدملج
في عضد الزهراء أقوى iiالحجج
ومن سواد متنها اسودّ iiالفضا
يا ساعد الله الإمام iiالمرتضى
ووكز نعل السيف في جنبيها
أتى بكل ما أتى iiعليها
ولست أدري خبر المسمار؟
سل صدرها خزانة iiالأسرار
وفي جنين المجد ما يدمي الحشا
وهل لهم إخفاء أمر قد iiفشى؟
والباب والجدار والدماء
شهود صدق ما به خفاء
لقد جنى الجاني على جنينها
فاندكت الجبال من حنينها
أهكذا يُصنع بابنة iiالنبي
حرصاً على الملك فيا iiللعجب؟
أتُمنع المكروبة المقروحة
عن البكا خوفاً من الفضيحه
تالله ينبغي لها تبكي دما
مادامت الأرض ودارت iiالسما
لفقد عزها أبيها السامي
ولاهتضامها وذل iiالحامي
--------------------------------------------------------------------------------
الضلع المكسور
لكن كسر الضلع ليس ينجبر إلا بصمصام عزيز iiمقتدر
إذ رضُّ تلك الأضلع iiالزكيّة رزية لا مثلها رزية
ومن نبوع الدم من iiثدييها يعرف عظم ما جرى iiعليها
وجاوزوا الحدّ بلطم iiالخدّ شلّت يد الطغيان والتعدّي
فماذا بعد الحق إلا الضلال*
تُثار بين الحين والآخر شبهات وتشكيكات تقوم بها نفوس مريضة… وغرضهم منها تضليل العوام وتحريف الحقائق الثابتة والأكيدة. ومن أجل إيضاح ذلك لمن قد ينزلق في مهاوي تلك التشكيكات قمنا بطرح أسئلة على المرجع الديني سماحة آية الله العظمى الشيخ الميرزا جواد التبريزي وأجاب عنها مشكوراً وفقنا الله تعالى وإياكم لإنارة الطريق ودحر التضليلات الواهية. والله هو الموفق للحق والسداد.
مركــــز البـــحوث العقائدية
دار الصديقة الشهيدة (س)
الصديقة الطاهرة (س) والشبه النوري
* هل يجوز الاعتقاد بأنّ الصدّيقة الطاهرة السيّدة الزهراء (س) تحضر بنفسها في مجالس النساء في آن واحد، وفي مجالس متعدّدة بنفسها ودمها ولحمها؟
بسمه تعالى؛ الحضور بصورتها النورية في أمكنة متعدّدة في زمان واحد لا مانع منه، فإنّ صورتها النورية خارجة عن الزمان والمكان، وليست جسماً عنصرياً ليحتاج إلى الزمان والمكان، واللّه العالم.
أنوار فاطمة (س) قبل خلق الوجود
* شكّك بعضهم في هذه المقالة: إنّ أهل البيت بضمنهم فاطمة (س) خُلقوا أنواراً قبل خلق الوجود، وذكروا أنّ الروايات في هذا الباب ضعيفة السند، فما رأيكم في هذه المسألة؟ وهل هي من الأُمور المجمع عليها من الشيعة أو من الأُمور المشهورة الثابتة بنصوص معتبرة؟
بسمه تعالى؛ قد ورد في الأخبار الكثيرة أنّ اللّه خلق نور فاطمة (س) من نوره قبل خلق آدم، لا يحتمل الكذب والوضع في جميعها، كما ورد في معاني الأخبار بسند معتبر عن سدير عن الإمام الصادق (ع)، وصحّة مثل هذه الأُمور، والاعتقاد بذلك ـ وإن لم يكن واجباً، ولم يكن من ضروريات المذهب ـ فهو من كمال الاعتقاد، فمن اكتسبه من مصادره باليقين والاطمئنان فقد فاز به، والله الموفق.
شبه الزهراء (س) النوري قبل خلق آدم (ع)
* شكّك أحدهم في الروايات الواردة في أنّ نور فاطمة (س) قد خُلق قبل أن يخلق اللّه الأرض والسماء، ما رأيكم بذلك؟ علماً بأنّ التشدّد السندي لا يخرج بعض الروايات من دائرة الاعتبار، كما نرى ذلك في رواية سدير الصيرفي التي يذكرها الشيخ الصدوق (في معاني الأخبار: 396، باب نوادر المعاني، الحديث 53).
بسمه تعالى؛ ورد في بعض النصوص ومنها معتبر أنّ النبي (ص) وآله المعصومين (ع) ومنهم الزهراء (س) كانوا موجودين بأشباههم النورية قبل خلق آدم (ع)، وخلقتهم المادّية متأخّرة عن خلق آدم كما هو واضح، واللّه العالم.
خلق فاطمة (س)
* ما رأيكم فيمن يقول عن الزهراء (س) وطبيعة ذاتها الشريفة، وكذا عن السيدة زينب وخديجة الكبرى ومريم وامرأة فرعون، ما نصّه: "وإذا كان بعض الناس يتحدّث عن بعض الخصوصيّات غير العادية في شخصيات هؤلاء النساء، فإنّنا لا نجد هناك خصوصيّة إلا الظروف الطبيعية التي كفلت لهنّ إمكانات النموّ الروحي والعقلي والالتزام العملي بالمستوى الذي تتوازن فيه عناصر الشخصية بشكل طبيعي في مسألة النموّ الذاتي… ولا نستطيع إطلاق الحديث المسؤول القائل بوجود عناصر غيبية مميّزة تخرجهنّ عن مستوى المرأة العادية; لأنّ ذلك لا يخضع لأيّ إثبات قطعي…"!! (تأملات إسلامية حول المرأة: 9)
بسمه تعالى؛ هذا القول باطل من أساسه، فإنّ خلقة الزهراء (س) كخلقة الأئمة (ع) قد تمت بلطف خاص من اللّه سبحانه وتعالى، لعلمه بأنّهم يعبدون اللّه مخلصين له الطاعة، ولا غرابة في اختصاص خلقة الأولياء بخصوصيات تتميّز عن سائر الخلق، كما يشهد به القرآن الكريم في حقّ عيسى بن مريم (ع)، وقد ورد في الأخبار الكثيرة المشتملة على الصحيح ما يدلّ على امتياز الزهراء (س) نحو ما ورد عند العامّة والخاصّة من تكوُّن نطفتها من ثمر الجنّة، وما ورد في حديثها لأُمّها خديجة وهي جنين في بطنها، وما ورد من نزول الملائكة عليها كما في صحيح أبي عبيدة عن الصادق (ع) أنّ فاطمة مكثت بعد أبيها خمسةً وسبعين يوماً، وقد دخل عليها حزن شديد على أبيها، وكان يأتيها جبرئيل فيحسن عزاءها ويطيّب نفسها ويخبرها عن أبيها ومكانه وما يكون بعدها في ذريتها، وكان علي (ع) يكتب ذلك.
وما جرى عليها من الظلم أمر متواتر إجمالاً بلا حاجة للاستدلال عليه، كما يشهد له خفاء قبرها إلى الآن ودفنها ليلاً! وما يكتب وينشر في إنكار خصوصية خلقها، وإنكار ظلامتها، فهو مشمول بحكم كتب الضلال.
* الحديث الوارد في عدة مصادر عن الله تبارك وتعالى: "يا أحمد لولاك لما خلقت الأفلاك، ولولا علي لما خلقتك، ولولا فاطمة لما خلقتكما"*.
هل هذا الحديث صحيح وإن كان صحيحاً ما معناه؟ هل الزهراء (س) هي العلة الغائية لهذا الخلق؟
بسمه تعالى؛ هذا الحديث لو كان له طريق معتبر فالمراد منه أن النبي (ص) وأهل بيته (ع) هم العلة الغائية لخلق الأفلاك بمعنى أن الغرض والداعي لله تعالى من الخلق هو أن يوجد هؤلاء الذين هم أخص الناس وأقواهم في العبودية لله، وقد قال الله سبحانه (وما خلقت الجنّ والانس إلا ليعبدون)*، لو لم يكن في علم الله سبحانه أنه يوجد في خلقة النبي وأهل بيته (ع) وسائر العباد والصلحاء من أنبياء السلف والصلحاء من أُممهم لما كان يخلق الخلق كما تومي إليه الآية المشار إليها، والله العالم.
* النبي (ص) اعتزل خديجة (س) أربعين يوماً قبل تكوين نطفة الزهراء (س) كما ورد، فما هو وجه الاعتزال؟
بسمه تعالى؛ الوجه في الاعتزال هو الابتعاد عن أُمور الدنيا والاشتغال بالعبادة، وللاعتزال سابقة في بعض الأُمم السابقة كما وقع بالنسبة إلى مريم لخلق عيسى (ع) وما وقع بالنسبة إلى زكريا (ع) لخلق يحيى (ع), والله العالم.
مرتبة فاطمة الزهراء (س)
*
في حق جدته فاطمة الزهراء (سلام الله عليها):
إنها صديقة شهيدة (سلام الله عليها)
اللهم العن أول ظالم ظلم حق محمد وآل محمد وآخر تابع له على ذلك
زيارة سيدة النساء فاطمة الزهراء (عليها السلام)
يا ممتحنة امتحنكِ اللهُ الذي خلقكِ قبل أن يخلقكِ فوجدكِ لما امتحنكِ صابرة وزعمنا أنّا لكِ أولياء ومصدّقون وصابرون لكلّ ما أتانا به أبوكِ صلّى اللهُ عليه وآله وأتانا به وصيّه عليه السلام فإنّا نسألكِ إن كنّا صدّقناكِ إلا الحقتنا بتصديقنا لهما بالبشرى، لنبشّر أنفسنا بأنا قد طهرنا بولايتك.
إنّ رسول الله (ص): ... دعا علياً وفاطمة، والحسن والحسين (ع)، ... ثم قال لعلي (ع):
"واعلم يا علي، أني راضٍ عمن رضيت عنه ابنتي فاطمة، وكذلك ربي وملائكته. يا علي ويل لمن ظلمها، وويل لمن ابتزّها حقها، وويل لمن هتك حرمتها، وويل لمن أحرق بابها، وويل لمن آذى خليلها، وويل لمن شاقّها وبارزها..."*.
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله):
"فاطمة بضعة منّي من آذاها فقد آذاني ومن آذاني فقد آذى الله، إنّ الله يغضب لغضبك ويرضى لرضاك"*.
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله):
"إن الله يغضب لغضبك ويرضى لرضاك"*
"رضا فاطمة (عليها السلام) من رضاي وسخط فاطمة (عليها السلام) من سخطي، فمن أحبّ فاطمة ابنتي فقد أحبني ومن أرضى فاطمة فقد أرضاني ومن أسخط فاطمة فقد أسخطني"*
لكنها لاذتْ وراء الباب
رعايةً لِلسترِ iiوَالحِجاب
فمذ رَأوْها عصَروها iiعصْرة
كادت بنفسي أن تموتَ حسْرة
نادتْ أيا فِضة iiأسنِديني
فقد ورَبي أسقطوا iiجنيني
فأسقطتْ بنت الـهُدى وا iiحزنا
جنينَها ذاكَ الـمُسمّى مُحسِنا
--------------------------------------------------------------------------------
يا من يسائل دائباً عن كل معضلة iiسخيفه
لا تكشفن iiمغطى فلربما كشفت جيفه
ولرب مستور iiبدا كالطبل من تحت iiالقطيفه
إنّ الجواب iiلحاضر لكنني أُخفيه iiخيفه
لولا اعتداء رعيّة ألقى سياستها الخليفه
وسيوف أعداء iiبها هاماتنا أبداً iiنقيفه
لنشرت من أسرار iiآل محمّد جملاً iiطريفه
تغنيكم عمّا iiرواه مالك وأبو iiحنيفه
وأريتكم أن iiالحسين أُصيب في يوم iiالسقيفه
ولأيّ حال iiلحدت
بالليل فاطمة iiالشريفه
ولما حمت شيخيكم عن وطئ حجرتها المنيفه
آه لبنت محمّد ماتت بغصتها أسيفه*
--------------------------------------------------------------------------------
الضرم في الباب*
أيضرم النار بباب iiدارها
وآية النور على iiمنارها؟
وبابها باب نبي iiالرحمه
وباب أبواب نجاة الأُمه
بل بابها باب العلي الأعلى
فثمّ وجه الله قد تجلّى
ما اكتسبوا بالنار غير العار
ومن ورائه عذاب iiالنار
ما أجهل القوم فإنّ النار iiلا
تطفئ نور الله جلّ iiوعلا
--------------------------------------------------------------------------------
يا لثارات فاطمة
فاحمرت العين وعين iiالمعرفه
تذرفُ بالدمع على تلك iiالصفه
ولا يزيل حمرة العين iiسوى
بيضُ السيوف يوم ينشر iiاللوى
وللسياط رنّة صداها
في مسمع الدهر فما iiأشجاها
والأثر الباقي كمثل iiالدملج
في عضد الزهراء أقوى iiالحجج
ومن سواد متنها اسودّ iiالفضا
يا ساعد الله الإمام iiالمرتضى
ووكز نعل السيف في جنبيها
أتى بكل ما أتى iiعليها
ولست أدري خبر المسمار؟
سل صدرها خزانة iiالأسرار
وفي جنين المجد ما يدمي الحشا
وهل لهم إخفاء أمر قد iiفشى؟
والباب والجدار والدماء
شهود صدق ما به خفاء
لقد جنى الجاني على جنينها
فاندكت الجبال من حنينها
أهكذا يُصنع بابنة iiالنبي
حرصاً على الملك فيا iiللعجب؟
أتُمنع المكروبة المقروحة
عن البكا خوفاً من الفضيحه
تالله ينبغي لها تبكي دما
مادامت الأرض ودارت iiالسما
لفقد عزها أبيها السامي
ولاهتضامها وذل iiالحامي
--------------------------------------------------------------------------------
الضلع المكسور
لكن كسر الضلع ليس ينجبر إلا بصمصام عزيز iiمقتدر
إذ رضُّ تلك الأضلع iiالزكيّة رزية لا مثلها رزية
ومن نبوع الدم من iiثدييها يعرف عظم ما جرى iiعليها
وجاوزوا الحدّ بلطم iiالخدّ شلّت يد الطغيان والتعدّي
فماذا بعد الحق إلا الضلال*
تُثار بين الحين والآخر شبهات وتشكيكات تقوم بها نفوس مريضة… وغرضهم منها تضليل العوام وتحريف الحقائق الثابتة والأكيدة. ومن أجل إيضاح ذلك لمن قد ينزلق في مهاوي تلك التشكيكات قمنا بطرح أسئلة على المرجع الديني سماحة آية الله العظمى الشيخ الميرزا جواد التبريزي وأجاب عنها مشكوراً وفقنا الله تعالى وإياكم لإنارة الطريق ودحر التضليلات الواهية. والله هو الموفق للحق والسداد.
مركــــز البـــحوث العقائدية
دار الصديقة الشهيدة (س)
الصديقة الطاهرة (س) والشبه النوري
* هل يجوز الاعتقاد بأنّ الصدّيقة الطاهرة السيّدة الزهراء (س) تحضر بنفسها في مجالس النساء في آن واحد، وفي مجالس متعدّدة بنفسها ودمها ولحمها؟
بسمه تعالى؛ الحضور بصورتها النورية في أمكنة متعدّدة في زمان واحد لا مانع منه، فإنّ صورتها النورية خارجة عن الزمان والمكان، وليست جسماً عنصرياً ليحتاج إلى الزمان والمكان، واللّه العالم.
أنوار فاطمة (س) قبل خلق الوجود
* شكّك بعضهم في هذه المقالة: إنّ أهل البيت بضمنهم فاطمة (س) خُلقوا أنواراً قبل خلق الوجود، وذكروا أنّ الروايات في هذا الباب ضعيفة السند، فما رأيكم في هذه المسألة؟ وهل هي من الأُمور المجمع عليها من الشيعة أو من الأُمور المشهورة الثابتة بنصوص معتبرة؟
بسمه تعالى؛ قد ورد في الأخبار الكثيرة أنّ اللّه خلق نور فاطمة (س) من نوره قبل خلق آدم، لا يحتمل الكذب والوضع في جميعها، كما ورد في معاني الأخبار بسند معتبر عن سدير عن الإمام الصادق (ع)، وصحّة مثل هذه الأُمور، والاعتقاد بذلك ـ وإن لم يكن واجباً، ولم يكن من ضروريات المذهب ـ فهو من كمال الاعتقاد، فمن اكتسبه من مصادره باليقين والاطمئنان فقد فاز به، والله الموفق.
شبه الزهراء (س) النوري قبل خلق آدم (ع)
* شكّك أحدهم في الروايات الواردة في أنّ نور فاطمة (س) قد خُلق قبل أن يخلق اللّه الأرض والسماء، ما رأيكم بذلك؟ علماً بأنّ التشدّد السندي لا يخرج بعض الروايات من دائرة الاعتبار، كما نرى ذلك في رواية سدير الصيرفي التي يذكرها الشيخ الصدوق (في معاني الأخبار: 396، باب نوادر المعاني، الحديث 53).
بسمه تعالى؛ ورد في بعض النصوص ومنها معتبر أنّ النبي (ص) وآله المعصومين (ع) ومنهم الزهراء (س) كانوا موجودين بأشباههم النورية قبل خلق آدم (ع)، وخلقتهم المادّية متأخّرة عن خلق آدم كما هو واضح، واللّه العالم.
خلق فاطمة (س)
* ما رأيكم فيمن يقول عن الزهراء (س) وطبيعة ذاتها الشريفة، وكذا عن السيدة زينب وخديجة الكبرى ومريم وامرأة فرعون، ما نصّه: "وإذا كان بعض الناس يتحدّث عن بعض الخصوصيّات غير العادية في شخصيات هؤلاء النساء، فإنّنا لا نجد هناك خصوصيّة إلا الظروف الطبيعية التي كفلت لهنّ إمكانات النموّ الروحي والعقلي والالتزام العملي بالمستوى الذي تتوازن فيه عناصر الشخصية بشكل طبيعي في مسألة النموّ الذاتي… ولا نستطيع إطلاق الحديث المسؤول القائل بوجود عناصر غيبية مميّزة تخرجهنّ عن مستوى المرأة العادية; لأنّ ذلك لا يخضع لأيّ إثبات قطعي…"!! (تأملات إسلامية حول المرأة: 9)
بسمه تعالى؛ هذا القول باطل من أساسه، فإنّ خلقة الزهراء (س) كخلقة الأئمة (ع) قد تمت بلطف خاص من اللّه سبحانه وتعالى، لعلمه بأنّهم يعبدون اللّه مخلصين له الطاعة، ولا غرابة في اختصاص خلقة الأولياء بخصوصيات تتميّز عن سائر الخلق، كما يشهد به القرآن الكريم في حقّ عيسى بن مريم (ع)، وقد ورد في الأخبار الكثيرة المشتملة على الصحيح ما يدلّ على امتياز الزهراء (س) نحو ما ورد عند العامّة والخاصّة من تكوُّن نطفتها من ثمر الجنّة، وما ورد في حديثها لأُمّها خديجة وهي جنين في بطنها، وما ورد من نزول الملائكة عليها كما في صحيح أبي عبيدة عن الصادق (ع) أنّ فاطمة مكثت بعد أبيها خمسةً وسبعين يوماً، وقد دخل عليها حزن شديد على أبيها، وكان يأتيها جبرئيل فيحسن عزاءها ويطيّب نفسها ويخبرها عن أبيها ومكانه وما يكون بعدها في ذريتها، وكان علي (ع) يكتب ذلك.
وما جرى عليها من الظلم أمر متواتر إجمالاً بلا حاجة للاستدلال عليه، كما يشهد له خفاء قبرها إلى الآن ودفنها ليلاً! وما يكتب وينشر في إنكار خصوصية خلقها، وإنكار ظلامتها، فهو مشمول بحكم كتب الضلال.
* الحديث الوارد في عدة مصادر عن الله تبارك وتعالى: "يا أحمد لولاك لما خلقت الأفلاك، ولولا علي لما خلقتك، ولولا فاطمة لما خلقتكما"*.
هل هذا الحديث صحيح وإن كان صحيحاً ما معناه؟ هل الزهراء (س) هي العلة الغائية لهذا الخلق؟
بسمه تعالى؛ هذا الحديث لو كان له طريق معتبر فالمراد منه أن النبي (ص) وأهل بيته (ع) هم العلة الغائية لخلق الأفلاك بمعنى أن الغرض والداعي لله تعالى من الخلق هو أن يوجد هؤلاء الذين هم أخص الناس وأقواهم في العبودية لله، وقد قال الله سبحانه (وما خلقت الجنّ والانس إلا ليعبدون)*، لو لم يكن في علم الله سبحانه أنه يوجد في خلقة النبي وأهل بيته (ع) وسائر العباد والصلحاء من أنبياء السلف والصلحاء من أُممهم لما كان يخلق الخلق كما تومي إليه الآية المشار إليها، والله العالم.
* النبي (ص) اعتزل خديجة (س) أربعين يوماً قبل تكوين نطفة الزهراء (س) كما ورد، فما هو وجه الاعتزال؟
بسمه تعالى؛ الوجه في الاعتزال هو الابتعاد عن أُمور الدنيا والاشتغال بالعبادة، وللاعتزال سابقة في بعض الأُمم السابقة كما وقع بالنسبة إلى مريم لخلق عيسى (ع) وما وقع بالنسبة إلى زكريا (ع) لخلق يحيى (ع), والله العالم.
مرتبة فاطمة الزهراء (س)
*
تعليق