بسم الله الرحمن الرحيم
و الصلاة و السلام على أشرف الأنبياء و المرسلين، حبيب إله العالمين أبي القاسم المصطفى محمد، و على آله الطيبين الطاهرين المنتجبين، الهداة المهديين.
و اللعن الدائم على أعدائهم أجمعين إلى قيام يوم الدين.
في هذا الموضوع أحاول التعرض لشيءٍ يسير من أطراف حياة الرسول الأعظم صلى الله عليه و آله، و لن نأخذ من حياته صلى الله عليه و آله إلا كما نتناول قطرة من المحيط، إنه من كلمات الله، و كلمات الله لا حد لها و لا نهاية، ( قل لو كان البحر مداداً لكلمات ربي لنفد البحر قبل أن تنفد كلمات ربي و لو جئنا بمثله مدداً )، و اللامتناهي تارة يكون بالذات و هو الله جل و علا و لا أحد سواه، و تارة يكون بالغير، كالنبي محمد صلى الله عليه و آله، فهو لا متناهي بإمداد من الله، و كالآخرة و الخلود في الجنة و النار.
1
خُلق الرسول الأعظم محمد صلى الله عليه و آله نوراً قبل أن يُخلق خلقاً غيره بأكثر من أربعة آلاف سنة، حيث لا سماء مبنية و لا أرض مدحية و لا كزاكب و لا نجوم و لا و لا، و لنلتفت إلى أننا لا نستطيع القول أنه خُلق ( حيث ) أو خلق ( عند ) أو خلق ( في اليوم الفلاني )، فهذه من الزمان و المكان، و الزمان والمكان لم يُخلق بعد، فلا نستطيع التعبير عن ذاك المقام، و حتى كلمة ( ذاك ) لا تصح، فهي تقال لجهات و الجهات من المكان.
إذن، تخرس الألسنة و تقصر الألباب و الأوهام عن الإشارة إليه صلى الله عليه و آله، فكلما عبرت بعبارة رأيتها قاصرة عن الدلالة.
2
قال تعالى: ( هو الذي بعث في الأميين رسولاً منهم ) سورة الجمعة 2
نحاول التعرض لبعض مطالب الآية الكريمة:
نسأل في البداية، ما المراد بالأميين؟
هناك عدة أقوال، و أمتن هذه الأقوال و أقواها أن المراد بالأمي هو الذي لا يقرأ و لا يكتب، فالأميين جمع أمي، و الأمي هو الذي لا يقرأ و لايكتب.
و يأتي السؤال: لماذا سمي بالأمي؟
سمي الأمي بذلك نسبة إلى الأم، لأن الإنسان حينما يولد يولد من أمه لا يعلم شيئاً، لا يعرف القراءة و الكتابة و لا أي فن آخر من الفنون. ثم يكتشف تلك الأشياء و يكتسب الكمالات تدريجياً شيئاً بعد آخر.
و العرب آنذاك أغلبهم كانوا لا يعرفون القراءة و الكتابة، فبعث الله جل و علا فيهم ( في الأميين ) ( رسولاً منهم )، و لا يتوهم القارئ أن معنى ذلك أنه صلى الله عليه و آله مبعوث فقط للأميين، و إنما هو مبعوث للناس كافة لا إلى طبقة دون أخرى.
بعد هذا التصدير، يرد تساؤل دائماً ما يتكرر، و هو هل أن النبي صلى الله عليه و آله لا يقرأ و لا يكتب؟
إشارات قرآنية عديدة تصف النبي بالأمي، و حتى الكتب السماوية تشير إلى أن الرسول الأعظم صلى الله عليه و آله أمي.
الاتفاق قائم على أنه صلى الله عليه و آله لم يمارس القراءة و الكتابة قبل البعثة، و لكن هل يقتضي ذلك عدم المعرفة بالقراءة و الكتابة؟
و لو سلمنا أن النبي لا يعرف القراءة و الكتابة، فهل يعتبر ذلك نقص في شخصيته صلى الله عليه و آله؟
للإجابة على هذا التساؤل ينبغي طرح مقدمة.
الكمالات التي تحصل للإنسان سواء كانت جسدية أو روحية إنما هي وسيلة لغاية.
كالعين، فهي تعتبر كمالاً عند الإنسان لأنه يرى بها الأشياء، و إذا فقدت فذلك يعني أن الإنسان فقد كمالاً و فيه نفص. فالأعمى يقال له أعمى و يشيرون إلى أنه نقص في جسده لأنه لا يستطيع أن يبصر، إذن العمى نقص، و البصر كمال.
و لكن،
إذا كان بالاستطاعة الرؤية للأشياء كاملة بدون الاستعانة بالعين، بدون استخدامها، ألا يعتبر ذلك كمالاً، بل و فوق الكمال؟!
بعد هذه المقدمة، أشير إلى أن القراءة و الكتابة من هذا القبيل، المرء يتعلم القراءة و الكتابة حتى يستطيع فهم مقاصد الآخرين مثلاً، حتى يستطيع مخاطبة الآخرين.
فإذا كان يستطيع إفهامك مقاصده كاملة و فهم مقاصدك كاملة بدون أن يعرف القراءة و الكتابة، ألا يعتبر هذا كمالاً، فالغاية حصلت من دون وسيلة القراءة و الكتابة، فهو كمال، و فوق الكمال، و أعلى مراتب الكمال.
ثم، لمصلحة يعلمها الله تبارك و تعالى انكشفت بعد ذلك، لم يتظاهر الرسول الأعظم صلى الله عليه و آله بكونه عالماً قبل البعثة و بكونه مثقفاً و مفكراً مثلاً، فلو كان كذلك لوجد المبطلون طريقاً للتشكيك بنبوته صلى الله عليه و آله.
3
و مما يدلك على عظمته صلى الله عليه و آله، أن ملك الموت يأتي مستأذناً ضارعاً يطرق الباب، فيا لعظمة محمد، و يا لكرامة محمد، و يا لشرف محمد، صلى الله عليه و آله.
يطرق الباب فتجيبه الصديقة الزهراء سلام الله عليها، ويدور بينهما حوار ثم يأمر الرسول صلى الله عليه و آله بفتح الباب له... فكيف يدخل ملك الموت بدون أن تفتح الزهراء له الباب، و اعجباه، يستأذن ملك الموت اليوم والزهراء خلف الباب، و يأتي اللعين و يرفس الباب برجله وهي خلفه..
فإنا لله و إنا إليه راجعون
و الصلاة و السلام على أشرف الأنبياء و المرسلين، حبيب إله العالمين أبي القاسم المصطفى محمد، و على آله الطيبين الطاهرين المنتجبين، الهداة المهديين.
و اللعن الدائم على أعدائهم أجمعين إلى قيام يوم الدين.
في هذا الموضوع أحاول التعرض لشيءٍ يسير من أطراف حياة الرسول الأعظم صلى الله عليه و آله، و لن نأخذ من حياته صلى الله عليه و آله إلا كما نتناول قطرة من المحيط، إنه من كلمات الله، و كلمات الله لا حد لها و لا نهاية، ( قل لو كان البحر مداداً لكلمات ربي لنفد البحر قبل أن تنفد كلمات ربي و لو جئنا بمثله مدداً )، و اللامتناهي تارة يكون بالذات و هو الله جل و علا و لا أحد سواه، و تارة يكون بالغير، كالنبي محمد صلى الله عليه و آله، فهو لا متناهي بإمداد من الله، و كالآخرة و الخلود في الجنة و النار.
1
خُلق الرسول الأعظم محمد صلى الله عليه و آله نوراً قبل أن يُخلق خلقاً غيره بأكثر من أربعة آلاف سنة، حيث لا سماء مبنية و لا أرض مدحية و لا كزاكب و لا نجوم و لا و لا، و لنلتفت إلى أننا لا نستطيع القول أنه خُلق ( حيث ) أو خلق ( عند ) أو خلق ( في اليوم الفلاني )، فهذه من الزمان و المكان، و الزمان والمكان لم يُخلق بعد، فلا نستطيع التعبير عن ذاك المقام، و حتى كلمة ( ذاك ) لا تصح، فهي تقال لجهات و الجهات من المكان.
إذن، تخرس الألسنة و تقصر الألباب و الأوهام عن الإشارة إليه صلى الله عليه و آله، فكلما عبرت بعبارة رأيتها قاصرة عن الدلالة.
2
قال تعالى: ( هو الذي بعث في الأميين رسولاً منهم ) سورة الجمعة 2
نحاول التعرض لبعض مطالب الآية الكريمة:
نسأل في البداية، ما المراد بالأميين؟
هناك عدة أقوال، و أمتن هذه الأقوال و أقواها أن المراد بالأمي هو الذي لا يقرأ و لا يكتب، فالأميين جمع أمي، و الأمي هو الذي لا يقرأ و لايكتب.
و يأتي السؤال: لماذا سمي بالأمي؟
سمي الأمي بذلك نسبة إلى الأم، لأن الإنسان حينما يولد يولد من أمه لا يعلم شيئاً، لا يعرف القراءة و الكتابة و لا أي فن آخر من الفنون. ثم يكتشف تلك الأشياء و يكتسب الكمالات تدريجياً شيئاً بعد آخر.
و العرب آنذاك أغلبهم كانوا لا يعرفون القراءة و الكتابة، فبعث الله جل و علا فيهم ( في الأميين ) ( رسولاً منهم )، و لا يتوهم القارئ أن معنى ذلك أنه صلى الله عليه و آله مبعوث فقط للأميين، و إنما هو مبعوث للناس كافة لا إلى طبقة دون أخرى.
بعد هذا التصدير، يرد تساؤل دائماً ما يتكرر، و هو هل أن النبي صلى الله عليه و آله لا يقرأ و لا يكتب؟
إشارات قرآنية عديدة تصف النبي بالأمي، و حتى الكتب السماوية تشير إلى أن الرسول الأعظم صلى الله عليه و آله أمي.
الاتفاق قائم على أنه صلى الله عليه و آله لم يمارس القراءة و الكتابة قبل البعثة، و لكن هل يقتضي ذلك عدم المعرفة بالقراءة و الكتابة؟
و لو سلمنا أن النبي لا يعرف القراءة و الكتابة، فهل يعتبر ذلك نقص في شخصيته صلى الله عليه و آله؟
للإجابة على هذا التساؤل ينبغي طرح مقدمة.
الكمالات التي تحصل للإنسان سواء كانت جسدية أو روحية إنما هي وسيلة لغاية.
كالعين، فهي تعتبر كمالاً عند الإنسان لأنه يرى بها الأشياء، و إذا فقدت فذلك يعني أن الإنسان فقد كمالاً و فيه نفص. فالأعمى يقال له أعمى و يشيرون إلى أنه نقص في جسده لأنه لا يستطيع أن يبصر، إذن العمى نقص، و البصر كمال.
و لكن،
إذا كان بالاستطاعة الرؤية للأشياء كاملة بدون الاستعانة بالعين، بدون استخدامها، ألا يعتبر ذلك كمالاً، بل و فوق الكمال؟!
بعد هذه المقدمة، أشير إلى أن القراءة و الكتابة من هذا القبيل، المرء يتعلم القراءة و الكتابة حتى يستطيع فهم مقاصد الآخرين مثلاً، حتى يستطيع مخاطبة الآخرين.
فإذا كان يستطيع إفهامك مقاصده كاملة و فهم مقاصدك كاملة بدون أن يعرف القراءة و الكتابة، ألا يعتبر هذا كمالاً، فالغاية حصلت من دون وسيلة القراءة و الكتابة، فهو كمال، و فوق الكمال، و أعلى مراتب الكمال.
ثم، لمصلحة يعلمها الله تبارك و تعالى انكشفت بعد ذلك، لم يتظاهر الرسول الأعظم صلى الله عليه و آله بكونه عالماً قبل البعثة و بكونه مثقفاً و مفكراً مثلاً، فلو كان كذلك لوجد المبطلون طريقاً للتشكيك بنبوته صلى الله عليه و آله.
3
و مما يدلك على عظمته صلى الله عليه و آله، أن ملك الموت يأتي مستأذناً ضارعاً يطرق الباب، فيا لعظمة محمد، و يا لكرامة محمد، و يا لشرف محمد، صلى الله عليه و آله.
يطرق الباب فتجيبه الصديقة الزهراء سلام الله عليها، ويدور بينهما حوار ثم يأمر الرسول صلى الله عليه و آله بفتح الباب له... فكيف يدخل ملك الموت بدون أن تفتح الزهراء له الباب، و اعجباه، يستأذن ملك الموت اليوم والزهراء خلف الباب، و يأتي اللعين و يرفس الباب برجله وهي خلفه..
فإنا لله و إنا إليه راجعون
تعليق