قال آية الله العظمى السيد محمد الحُسينيّ الشيرازيّ رحمه الله في موسوعته الفقهية الجزء 62
(مسألة 14): {يستحب تعجيل تزويج البنت وتحصينها بالزوج عند بلوغها} الشرعي، وهو سن العاشرة.
{فعن أبي عبد الله (عليه السلام): من سعادة المرء أن لا تطمث ابنته في بيته} (1).
وفي رواية الكليني (رحمه الله): إن الله عز وجل لم يترك شيئاً مما يحتاج إليه إلاّ وعلّمه نبيه (صلى الله عليه وآله)، فكان من تعليمه إياه أن صعد المنبر ذات يوم، فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: أيها الناس إن جبرئيل أتاني عن اللطيف الخبير، فقال: إن الأبكار بمنزلة الثمر على الشجرة إذا أدرك ثمارها فلم تجتن أفسدته الشمس ونثرته الرياح، وكذلك الأبكار إذا أدركن ما يدرك النساء فليس لهن دواء إلاّ البعولة، وإلا لم يؤمن عليهن الفساد لأنهن بشر، قال: فقام إليه رجل فقال: يا رسول الله فمن نزوج، فقال (صلى الله عليه وآله وسلم): الأكفاء، فقال: وما الأكفاء، فقال: المؤمنون بعضهم أكفاء بعض(2).
وفي رواية الصدوق، قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): من سعادة الرجل أن لا تحيض ابنته في بيته(3).
ولا يخفى أن إبقاء البنت يوجب أحد شيئين:
وهو إما أن تكون عفيفة فتكبت نفسها عن الحرام، ويسبب ذلك العقد النفسية الملازمة لها إلى الموت، بالإضافة إلى الأمراض الجسمانية التي قلما تعالج.
وإما أن لا تكون عفيفة فتفسد، مما يضر بدينها ودنياها، ويسبب مشاكل اجتماعية أخرى.
ولذا كانت عادة المسلمين منذ فجر الإسلام زواج البنت في أوائل بلوغهن كالحادية عشرة إلى الخامسة عشرة، وقد رأيت تقريراً يقول: إن أغلب بنات المدارس في بريطانيا قد جربن الجنس بين الثانية عشرة والثالثة عشرة، ورأيت تقريراً آخر يقول: وزير المعارف الأمريكي اشتكى من فوضى الجنس في المدارس شروعاً من آخر صف في المدارس الابتدائية، فإن الطبيعة إذا كملت ـ وعلامته في الولد المني، وفي المرأة الحيض ـ تطلبت كل ما يلائمها، فإن أعطيت فهو، وإلا تطلبت الطرق غير المشروعة، كما أن المعدة إذا جاعت فلم تعط الغداء المناسب تطلبت الغذاء غير المناسب.
هذا بالإضافة إلى أن البنت تحتاج إلى رعاية اللوازم الجسدية من مأكل ومشرب وملبس ومسكن وغيرها، وإلى رعاية العطف والحنان وغيرهما، والأب والأخ ونحوهما لا وقت ولا مال ولا حنان له في رعاية زوجته وأولاده الصغار، وفي رعاية بناته الكبار فلابد وأن تنقص الرعاية مما يوجب المشاكل، أما إذا زوجت البنت فالزوج يرعاها رعاية كافية.
ثم إنه كما يستحب تعجيل تزويج البنت، يستحب تعجيل تزويج الولد، وقد تقدم بعض الروايات في ذلك في أول الكتاب، ووقت زواجهما عند البلوغ .
===
(1) الوسائل: ج14 ص39 الباب 23 من أبواب مقدمات النكاح ح1.
(2) الوسائل: ج14 ص39 الباب 23 من أبواب مقدمات النكاح ح2.
(3) الوسائل: ج14 ص41 الباب 23 من أبواب مقدمات النكاح ح12.
(مسألة 14): {يستحب تعجيل تزويج البنت وتحصينها بالزوج عند بلوغها} الشرعي، وهو سن العاشرة.
{فعن أبي عبد الله (عليه السلام): من سعادة المرء أن لا تطمث ابنته في بيته} (1).
وفي رواية الكليني (رحمه الله): إن الله عز وجل لم يترك شيئاً مما يحتاج إليه إلاّ وعلّمه نبيه (صلى الله عليه وآله)، فكان من تعليمه إياه أن صعد المنبر ذات يوم، فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: أيها الناس إن جبرئيل أتاني عن اللطيف الخبير، فقال: إن الأبكار بمنزلة الثمر على الشجرة إذا أدرك ثمارها فلم تجتن أفسدته الشمس ونثرته الرياح، وكذلك الأبكار إذا أدركن ما يدرك النساء فليس لهن دواء إلاّ البعولة، وإلا لم يؤمن عليهن الفساد لأنهن بشر، قال: فقام إليه رجل فقال: يا رسول الله فمن نزوج، فقال (صلى الله عليه وآله وسلم): الأكفاء، فقال: وما الأكفاء، فقال: المؤمنون بعضهم أكفاء بعض(2).
وفي رواية الصدوق، قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): من سعادة الرجل أن لا تحيض ابنته في بيته(3).
ولا يخفى أن إبقاء البنت يوجب أحد شيئين:
وهو إما أن تكون عفيفة فتكبت نفسها عن الحرام، ويسبب ذلك العقد النفسية الملازمة لها إلى الموت، بالإضافة إلى الأمراض الجسمانية التي قلما تعالج.
وإما أن لا تكون عفيفة فتفسد، مما يضر بدينها ودنياها، ويسبب مشاكل اجتماعية أخرى.
ولذا كانت عادة المسلمين منذ فجر الإسلام زواج البنت في أوائل بلوغهن كالحادية عشرة إلى الخامسة عشرة، وقد رأيت تقريراً يقول: إن أغلب بنات المدارس في بريطانيا قد جربن الجنس بين الثانية عشرة والثالثة عشرة، ورأيت تقريراً آخر يقول: وزير المعارف الأمريكي اشتكى من فوضى الجنس في المدارس شروعاً من آخر صف في المدارس الابتدائية، فإن الطبيعة إذا كملت ـ وعلامته في الولد المني، وفي المرأة الحيض ـ تطلبت كل ما يلائمها، فإن أعطيت فهو، وإلا تطلبت الطرق غير المشروعة، كما أن المعدة إذا جاعت فلم تعط الغداء المناسب تطلبت الغذاء غير المناسب.
هذا بالإضافة إلى أن البنت تحتاج إلى رعاية اللوازم الجسدية من مأكل ومشرب وملبس ومسكن وغيرها، وإلى رعاية العطف والحنان وغيرهما، والأب والأخ ونحوهما لا وقت ولا مال ولا حنان له في رعاية زوجته وأولاده الصغار، وفي رعاية بناته الكبار فلابد وأن تنقص الرعاية مما يوجب المشاكل، أما إذا زوجت البنت فالزوج يرعاها رعاية كافية.
ثم إنه كما يستحب تعجيل تزويج البنت، يستحب تعجيل تزويج الولد، وقد تقدم بعض الروايات في ذلك في أول الكتاب، ووقت زواجهما عند البلوغ .
===
(1) الوسائل: ج14 ص39 الباب 23 من أبواب مقدمات النكاح ح1.
(2) الوسائل: ج14 ص39 الباب 23 من أبواب مقدمات النكاح ح2.
(3) الوسائل: ج14 ص41 الباب 23 من أبواب مقدمات النكاح ح12.
تعليق