" حديث النورانية "
ينقل الكثير على وسائل التواصل الاجتماعي هذا الحديث ويروج على انه من صميم العقيدة الامامية بحيث من اثبته يكون متعمق في فهم مقامات ال محمد ومن انكره او حتى توقف ولم يثبته يعتبر ناصبي مستحق للعذاب الأليم.
وسنقسم البحث فيه الى ثلاثة فصول وننظر هل يرتقي هذا الخبر الى ان يكون مستند في الاحكام الفقهيه فضلا ان يكون قاعدة مسلم بها يزيد ايمان من يثبته ويخرج عن مذهب اهل البيت من تبين له وضعه ودسه او حتى عدم ثبوته. وهل يصح ترويجه على الاعلام وتشويه صورة اهل البيت عليهم السلام به.
الفصل الاول: النظر اليه من الناحية السندية.
الفصل الثاني : الناحية المتنيه .
الفصل االثالث : اراء بعض العلماء في هذا الحديث.
اما عن الفصل الاول الناحية السندية.
فنقول:
قد تفرد الشيخ المجلسي ( رحمه الله ) بنقل هذا الحديث اي بعد سنة 1000 للهجرة في ابواب النوادر قال فيه (***إنما***أفردت***لهذه***الأخبار***باباً***لعدم** *صحة أسانيدها***وغرابة***مضامينها،***فلا***نحكم بصحتها***ولا***ببطلانها،***ونرد***علمها***إليهم عليهم***أفضل***الصلاة***والسلام) .
اما عن سند النورانية فقال المجلسي
(أقول : ذكر والدي رحمه الله أنه رأى في كتاب عتيق جمعه بعض محدثي أصحابنا في فضائل أمير المؤمنين عليه السلام بهذا الخبر ، ووجدته أيظا في كتاب عتيق مشتمل على أخبار كثيرة .
قال : روي عن محمد بن صدقة أنه قال : سأل أبوذر الغفاري سلمان الفارسي رضي الله عنهما يا أباعبدالله ما معرفة الامام أمير المؤمنين عليه السلام بالنورانية ؟ قال : يا جندب فامض بنا حتى نسأله عن ذلك ، قال : فأتيناه فلم نجده ...... ).
فالحديث المذكور من الناحية السندية ساقط لعدة وجوه:
اولا : الكتاب العتيق الذي نقل منه المجلسي مجهول لا يعتمد عليه اذ انه مجهول المؤلف ولا تؤخذ العقيدة الا من الاصول المسلمه والثابته.
ثانياً : الارسال بين الشيخ المجلسي المتوفى بعد 1000 للهجره او صاحب الكتاب الى محمد بن صدقه المتوفى تقريباً في حدود سنة 200 للهجرة او قبلها او مابعدها بقليل.
ثالثاً : الانقطاع في السند بين محمد بن صدقه الذي عاصر الامام الرضا حوالي 200 للهجرة ، الى سلمان الفارسي الذي توفي في عهد عمر ، وابو بذر الذي توفي في عهد عثمان . اي الفاصله لا تقل بين وفاة عثمان ومحمد بن صدقه 150 سنة على الاقل .
رابعاً : محمد بن صدقه ذاته ضعيف واعتبره علماء اخرين من الغلاة المنحرفين عن خط اهل البيت عليهم السلام.فحديثه لا يحتج به وساقط كما ذكر بعض الاعلام ، فراجع معجم رجال الحديث رقم ( 11004) .
فالحديث من الناحية السندية ساقط ولا يحتج به في الفروع فكيف بالاصول.
الفصل الثاني : الناحية المتنيه .
ونذكر***بعض***ما***تضمنته***هذه***الروايه***:
قال***الواضع :
(يا***سلمان***ويا***جندب***قالا: لبيك***يا***أمير***المؤمنين،***قال***(عليه***السلا م): أنا***الذي حملت***نوحا***في***السفينة***بأمر***ربي،***وأنا*** الذي***أخرجت***يونس***من***بطن***الحوت***باذن***رب ي***وأنا
الذي***جاوزت***بموسى***بن***عمران***البحر***بأمر** *ربي،***وأنا***الذي***أخرجت***إبراهيم***من***النار باذن ربي ،***وأنا***الذي***أجريت***أنهارها***وفجرت***عيونها ***وغرست***أشجارها***باذن***ربي. وأنا***عذاب***يوم الظلة،***وأنا***المنادي***من***مكان***قريب***قد*** سمعه***الثقلان: الجن***والانس***وفهمه***قوم.
إني***لاسمع***كل***قوم***الجبارين***والمنافقين***ب لغاتهم***وأنا***الخضر***عالم***موسى***وأنا***معلم
سليمان***بن***داود***وأنا***ذو***القرنين***وأنا*** قدرة***الله***عزوجل.... ) .
ثم***يشوق***واضع***الرواية***البسطاء***الذين***يصد قون قوله***بكمال***الإيمان***والنور***الذي***لم***يوفق ***حتى***بعض***الأنبياء***بالاقرار***به***الا***بع د***تعذيبهم***كنبي***الله***يونس***بن***متى***لانك اره***الولاية كما في كتب المعاجز***حتى***بعث***الله***عليه***الامام***علي** *ليخرجه***من***بطن***الحوت***كما***تذكره***هذه***ا لرواية***لينقذه***،******ويواصل***بهتانه***على***ل سان***الامام***علي***(عليه***السلام) ***ويحذر***الذين***ينكرون***ما***وضعه***او***حتى** *يتوقفون***فيه******فيجب***الإيمان***بما***قاله وإلا***مصيرهم***العذاب***والويل***والثبور***والتقص ير والنصب***.
قال***الواضع***:
(يا***سلمان***ويا***جندب***قالا: لبيك***يا***أمير***المؤمنين***صلوات***الله***عليك* **،***قال***(عليه***السلام): من***آمن***بما***قلت***وصدق***بما***بينت***وفسرت** *وشرحت***وأوضحت***ونورت***وبرهنت***فهو***مؤمن***مم تحن***امتحن***الله***قلبه***للايمان***وشرح***صدره* **للاسلام***وهو***عارف***مستبصر***قد***انتهى***وبل غ***وكمل،***ومن***شك***وعند***وجحد***ووقف***وتحير* **وارتاب***فهو***مقصر***وناصب***.. الويل***كل***الويل***لمن***أنكر***فضلنا***وخصوصيتن ا،***وما***أعطانا***الله***ربنا***لان***من***أنكر* **شيئا***مما***أعطانا***الله***فقد***أنكر***قدرة** *الله***عزوجل***ومشيته***فينا***... ) .
بعد***انتهاء***هذه***الرواية***قال***المجلسي***(رح مه***الله) ***: (بيان: قوله: أنا***الذى***حملت***نوحا،***أقول: لو***صح***صدور***الخبر***عنه***(عليه***السلام) لاحتمل***أن***يكون***المراد***به***وبأمثاله***أن** *الانبياء***عليهم***السلام***بالاستشفاع***بنا***وا لتوسل***بأنوارنا***رفعت***عنهم***المكاره***والفتن* **كما***دلت***عليه***الاخبار***الصحيحة***) .
اقول: يمكن ملاحظة متن الحديث ومعارضته لصريح و روح القران من عدة وجوه:
اولا : ذكر الحديث ان الامام علي واهل البيت ونورهم قد حضر مع الانبياء وساعدهم وكان شاهداً عليهم.
بينما هذا مخالف لصريح قوله تعالى لرسوله الذي هو رأس اهل البيت عليهم السلام
- (وَمَا كُنْتَ بِجَانِبِ الْغَرْبِيِّ إِذْ قَضَيْنَا إِلَىٰ مُوسَى الْأَمْرَ وَمَا كُنْتَ مِنَ الشَّاهِدِينَ ).
والشهود اعم من لفظ الحضور اذ انه يشمل انتفاء حضورهم المادي او المعنوي.
- وقال تعالى ( وَلَٰكِنَّا أَنْشَأْنَا قُرُونًا فَتَطَاوَلَ عَلَيْهِمُ الْعُمُرُ ۚ وَمَا كُنْتَ ثَاوِيًا فِي أَهْلِ مَدْيَنَ تَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِنَا وَلَٰكِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ )
رسول الله الذي هو افضل الوجود لم يكن ثاويا مع اهل مدين فكيف بالادعاء انه لم يكن ثاوي هو واهل بيته فقط بل هم مع ذلك من ساعدوهم وانقذوهم باذن الله !!!
- قال تعالى : ( وَمَا كُنْتَ بِجَانِبِ الطُّورِ إِذْ نَادَيْنَا وَلَٰكِنْ رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ لِتُنْذِرَ قَوْمًا مَا أَتَاهُمْ مِنْ نَذِيرٍ مِنْ قَبْلِكَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ ) .
- وقال تعالى ( ذَٰلِكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيْكَ ۚ وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يُلْقُونَ أَقْلَامَهُمْ أَيُّهُمْ يَكْفُلُ مَرْيَمَ وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يَخْتَصِمُونَ )
والقران الكريم مشحون بالايات المذكوره.
ثانياً : ذكر الحديث المكذوب زورا على امير المؤمنين علي عليه السلام (ان الذي كان مع موسى هو امير المؤمنين وهو الخضر !!) .
ولكن هذا مردود من خلال الروايات المتواترة قطعا وبداهة ان شخصية الخضر تختلف عن شخصية الامام علي عليه السلام.
ثالثاً : ذكر في نهاية الخبر ان الذي لا يؤمن بما وضعه الكاتب او حتى توقف يكون ناصب ومبغض لآل محمد عليهم السلام. وهو مخالف للروايات الصريحة الكثيرة من عندم التصديق الا بما ثبت يقينا في العقائد عنهم واما غير ذلك اذا لم يخالف الكتاب يترك في سنبله . اما واضع الرواية فله وجهة نظر اخرى وهي ان الذي لا يؤمن او حتى يتوقف يعتبر ناصبي !!! وهو دليل واضح من خلال هذا التشويق الزائف على ضلال هذا الواضع الذي سود وجهه قبل ان يشوه صورة اهل البيت عليهم السلام بما نسب اليهم .
وكل سطر من سطوره قد لا يخلو من اشكال ولكن اقتصر فقط على ذلك حالياً.
الفصل الثالث: راي العلماء
اما راي المتقدمين ومن هم قبل سنة 1000 للهجرة وقبل العهد الصفوي فلم يكن الشيعه يعرفون هذا الخبر اصلا لذلك لم يذكره احدا منهم بالتصحيح او التضعيف .
اما بعد سنة 1000 للهجرة ؛ فانقسم العلماء الى ثلاثة اقسام :
الاول : يرى صحته وثبوته بالقطع واليقين ، لذلك قد اهتم به جماعه اهتماما كبيرا في شرحه وترويجه على الناس والفضائيات على انه من مكملات الاعتقاد الذي من انكره يكون ناقص العقيدة . لذلك الف السيد كاظم الرشتي واتباع مدرسة الشيخ الاوحد (رحمه الله) (الشيخيه) مالو جمع من خطبهم وكتبهم لاصبحت مجلدات كبيره في شرحه وترويجه بين الناس على انه حديث قد صدر من لسان الامير ، وقد نجحوا في دسه في عقائد الشيعه ونجحوا نجاحاً باهراً.
الثاني : يرى عدم ثبوته من الناحية السنديه ويشكك في نسبت متنه الى المعصوم كالشيخ المجلسي نفسه وقد ذكرنا اقواله التي تكشف بوضوح عدم تيقنه بصدور هذا الخبر فهو متوقف عن نسبته الى اهل البيت بشكل جازم.
الثالث:
يرون ان مضامين الخبر باطل ومخالف للقران الكريم والسنة الصحيحة عن اهل البيت عليهم السلام فقول الخبر ان الامام علي كانوا مع الانبياء سرا باطل وهو رأي السيد الخوئي ، بالإضافة الى مخالفته لاسلوب ونفس امير المؤمنين.
وقد تطرق السيد الحيدري الى ذلك في بحوثه الحوزوية :
https://youtu.be/jzG5P7FCqio
فالنتيجة :
ان الحديث من الناحية السندية والمتنيه ساقط ولا يعول عليه في اخبار الفقه فكيف بجعله مستندا لتكفير الشيعه الذين لا يؤمنون به ومن يرونه مخالفا لصريح القران الكريم ؟! فضلا عن سقوط حجيته من الناحية التاريخية اذ انه لم يظهر الا في العصر الصفوي بعد ( 1000 للهجره )وما بعدها .
وصل الله على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين
ينقل الكثير على وسائل التواصل الاجتماعي هذا الحديث ويروج على انه من صميم العقيدة الامامية بحيث من اثبته يكون متعمق في فهم مقامات ال محمد ومن انكره او حتى توقف ولم يثبته يعتبر ناصبي مستحق للعذاب الأليم.
وسنقسم البحث فيه الى ثلاثة فصول وننظر هل يرتقي هذا الخبر الى ان يكون مستند في الاحكام الفقهيه فضلا ان يكون قاعدة مسلم بها يزيد ايمان من يثبته ويخرج عن مذهب اهل البيت من تبين له وضعه ودسه او حتى عدم ثبوته. وهل يصح ترويجه على الاعلام وتشويه صورة اهل البيت عليهم السلام به.
الفصل الاول: النظر اليه من الناحية السندية.
الفصل الثاني : الناحية المتنيه .
الفصل االثالث : اراء بعض العلماء في هذا الحديث.
اما عن الفصل الاول الناحية السندية.
فنقول:
قد تفرد الشيخ المجلسي ( رحمه الله ) بنقل هذا الحديث اي بعد سنة 1000 للهجرة في ابواب النوادر قال فيه (***إنما***أفردت***لهذه***الأخبار***باباً***لعدم** *صحة أسانيدها***وغرابة***مضامينها،***فلا***نحكم بصحتها***ولا***ببطلانها،***ونرد***علمها***إليهم عليهم***أفضل***الصلاة***والسلام) .
اما عن سند النورانية فقال المجلسي
(أقول : ذكر والدي رحمه الله أنه رأى في كتاب عتيق جمعه بعض محدثي أصحابنا في فضائل أمير المؤمنين عليه السلام بهذا الخبر ، ووجدته أيظا في كتاب عتيق مشتمل على أخبار كثيرة .
قال : روي عن محمد بن صدقة أنه قال : سأل أبوذر الغفاري سلمان الفارسي رضي الله عنهما يا أباعبدالله ما معرفة الامام أمير المؤمنين عليه السلام بالنورانية ؟ قال : يا جندب فامض بنا حتى نسأله عن ذلك ، قال : فأتيناه فلم نجده ...... ).
فالحديث المذكور من الناحية السندية ساقط لعدة وجوه:
اولا : الكتاب العتيق الذي نقل منه المجلسي مجهول لا يعتمد عليه اذ انه مجهول المؤلف ولا تؤخذ العقيدة الا من الاصول المسلمه والثابته.
ثانياً : الارسال بين الشيخ المجلسي المتوفى بعد 1000 للهجره او صاحب الكتاب الى محمد بن صدقه المتوفى تقريباً في حدود سنة 200 للهجرة او قبلها او مابعدها بقليل.
ثالثاً : الانقطاع في السند بين محمد بن صدقه الذي عاصر الامام الرضا حوالي 200 للهجرة ، الى سلمان الفارسي الذي توفي في عهد عمر ، وابو بذر الذي توفي في عهد عثمان . اي الفاصله لا تقل بين وفاة عثمان ومحمد بن صدقه 150 سنة على الاقل .
رابعاً : محمد بن صدقه ذاته ضعيف واعتبره علماء اخرين من الغلاة المنحرفين عن خط اهل البيت عليهم السلام.فحديثه لا يحتج به وساقط كما ذكر بعض الاعلام ، فراجع معجم رجال الحديث رقم ( 11004) .
فالحديث من الناحية السندية ساقط ولا يحتج به في الفروع فكيف بالاصول.
الفصل الثاني : الناحية المتنيه .
ونذكر***بعض***ما***تضمنته***هذه***الروايه***:
قال***الواضع :
(يا***سلمان***ويا***جندب***قالا: لبيك***يا***أمير***المؤمنين،***قال***(عليه***السلا م): أنا***الذي حملت***نوحا***في***السفينة***بأمر***ربي،***وأنا*** الذي***أخرجت***يونس***من***بطن***الحوت***باذن***رب ي***وأنا
الذي***جاوزت***بموسى***بن***عمران***البحر***بأمر** *ربي،***وأنا***الذي***أخرجت***إبراهيم***من***النار باذن ربي ،***وأنا***الذي***أجريت***أنهارها***وفجرت***عيونها ***وغرست***أشجارها***باذن***ربي. وأنا***عذاب***يوم الظلة،***وأنا***المنادي***من***مكان***قريب***قد*** سمعه***الثقلان: الجن***والانس***وفهمه***قوم.
إني***لاسمع***كل***قوم***الجبارين***والمنافقين***ب لغاتهم***وأنا***الخضر***عالم***موسى***وأنا***معلم
سليمان***بن***داود***وأنا***ذو***القرنين***وأنا*** قدرة***الله***عزوجل.... ) .
ثم***يشوق***واضع***الرواية***البسطاء***الذين***يصد قون قوله***بكمال***الإيمان***والنور***الذي***لم***يوفق ***حتى***بعض***الأنبياء***بالاقرار***به***الا***بع د***تعذيبهم***كنبي***الله***يونس***بن***متى***لانك اره***الولاية كما في كتب المعاجز***حتى***بعث***الله***عليه***الامام***علي** *ليخرجه***من***بطن***الحوت***كما***تذكره***هذه***ا لرواية***لينقذه***،******ويواصل***بهتانه***على***ل سان***الامام***علي***(عليه***السلام) ***ويحذر***الذين***ينكرون***ما***وضعه***او***حتى** *يتوقفون***فيه******فيجب***الإيمان***بما***قاله وإلا***مصيرهم***العذاب***والويل***والثبور***والتقص ير والنصب***.
قال***الواضع***:
(يا***سلمان***ويا***جندب***قالا: لبيك***يا***أمير***المؤمنين***صلوات***الله***عليك* **،***قال***(عليه***السلام): من***آمن***بما***قلت***وصدق***بما***بينت***وفسرت** *وشرحت***وأوضحت***ونورت***وبرهنت***فهو***مؤمن***مم تحن***امتحن***الله***قلبه***للايمان***وشرح***صدره* **للاسلام***وهو***عارف***مستبصر***قد***انتهى***وبل غ***وكمل،***ومن***شك***وعند***وجحد***ووقف***وتحير* **وارتاب***فهو***مقصر***وناصب***.. الويل***كل***الويل***لمن***أنكر***فضلنا***وخصوصيتن ا،***وما***أعطانا***الله***ربنا***لان***من***أنكر* **شيئا***مما***أعطانا***الله***فقد***أنكر***قدرة** *الله***عزوجل***ومشيته***فينا***... ) .
بعد***انتهاء***هذه***الرواية***قال***المجلسي***(رح مه***الله) ***: (بيان: قوله: أنا***الذى***حملت***نوحا،***أقول: لو***صح***صدور***الخبر***عنه***(عليه***السلام) لاحتمل***أن***يكون***المراد***به***وبأمثاله***أن** *الانبياء***عليهم***السلام***بالاستشفاع***بنا***وا لتوسل***بأنوارنا***رفعت***عنهم***المكاره***والفتن* **كما***دلت***عليه***الاخبار***الصحيحة***) .
اقول: يمكن ملاحظة متن الحديث ومعارضته لصريح و روح القران من عدة وجوه:
اولا : ذكر الحديث ان الامام علي واهل البيت ونورهم قد حضر مع الانبياء وساعدهم وكان شاهداً عليهم.
بينما هذا مخالف لصريح قوله تعالى لرسوله الذي هو رأس اهل البيت عليهم السلام
- (وَمَا كُنْتَ بِجَانِبِ الْغَرْبِيِّ إِذْ قَضَيْنَا إِلَىٰ مُوسَى الْأَمْرَ وَمَا كُنْتَ مِنَ الشَّاهِدِينَ ).
والشهود اعم من لفظ الحضور اذ انه يشمل انتفاء حضورهم المادي او المعنوي.
- وقال تعالى ( وَلَٰكِنَّا أَنْشَأْنَا قُرُونًا فَتَطَاوَلَ عَلَيْهِمُ الْعُمُرُ ۚ وَمَا كُنْتَ ثَاوِيًا فِي أَهْلِ مَدْيَنَ تَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِنَا وَلَٰكِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ )
رسول الله الذي هو افضل الوجود لم يكن ثاويا مع اهل مدين فكيف بالادعاء انه لم يكن ثاوي هو واهل بيته فقط بل هم مع ذلك من ساعدوهم وانقذوهم باذن الله !!!
- قال تعالى : ( وَمَا كُنْتَ بِجَانِبِ الطُّورِ إِذْ نَادَيْنَا وَلَٰكِنْ رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ لِتُنْذِرَ قَوْمًا مَا أَتَاهُمْ مِنْ نَذِيرٍ مِنْ قَبْلِكَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ ) .
- وقال تعالى ( ذَٰلِكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيْكَ ۚ وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يُلْقُونَ أَقْلَامَهُمْ أَيُّهُمْ يَكْفُلُ مَرْيَمَ وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يَخْتَصِمُونَ )
والقران الكريم مشحون بالايات المذكوره.
ثانياً : ذكر الحديث المكذوب زورا على امير المؤمنين علي عليه السلام (ان الذي كان مع موسى هو امير المؤمنين وهو الخضر !!) .
ولكن هذا مردود من خلال الروايات المتواترة قطعا وبداهة ان شخصية الخضر تختلف عن شخصية الامام علي عليه السلام.
ثالثاً : ذكر في نهاية الخبر ان الذي لا يؤمن بما وضعه الكاتب او حتى توقف يكون ناصب ومبغض لآل محمد عليهم السلام. وهو مخالف للروايات الصريحة الكثيرة من عندم التصديق الا بما ثبت يقينا في العقائد عنهم واما غير ذلك اذا لم يخالف الكتاب يترك في سنبله . اما واضع الرواية فله وجهة نظر اخرى وهي ان الذي لا يؤمن او حتى يتوقف يعتبر ناصبي !!! وهو دليل واضح من خلال هذا التشويق الزائف على ضلال هذا الواضع الذي سود وجهه قبل ان يشوه صورة اهل البيت عليهم السلام بما نسب اليهم .
وكل سطر من سطوره قد لا يخلو من اشكال ولكن اقتصر فقط على ذلك حالياً.
الفصل الثالث: راي العلماء
اما راي المتقدمين ومن هم قبل سنة 1000 للهجرة وقبل العهد الصفوي فلم يكن الشيعه يعرفون هذا الخبر اصلا لذلك لم يذكره احدا منهم بالتصحيح او التضعيف .
اما بعد سنة 1000 للهجرة ؛ فانقسم العلماء الى ثلاثة اقسام :
الاول : يرى صحته وثبوته بالقطع واليقين ، لذلك قد اهتم به جماعه اهتماما كبيرا في شرحه وترويجه على الناس والفضائيات على انه من مكملات الاعتقاد الذي من انكره يكون ناقص العقيدة . لذلك الف السيد كاظم الرشتي واتباع مدرسة الشيخ الاوحد (رحمه الله) (الشيخيه) مالو جمع من خطبهم وكتبهم لاصبحت مجلدات كبيره في شرحه وترويجه بين الناس على انه حديث قد صدر من لسان الامير ، وقد نجحوا في دسه في عقائد الشيعه ونجحوا نجاحاً باهراً.
الثاني : يرى عدم ثبوته من الناحية السنديه ويشكك في نسبت متنه الى المعصوم كالشيخ المجلسي نفسه وقد ذكرنا اقواله التي تكشف بوضوح عدم تيقنه بصدور هذا الخبر فهو متوقف عن نسبته الى اهل البيت بشكل جازم.
الثالث:
يرون ان مضامين الخبر باطل ومخالف للقران الكريم والسنة الصحيحة عن اهل البيت عليهم السلام فقول الخبر ان الامام علي كانوا مع الانبياء سرا باطل وهو رأي السيد الخوئي ، بالإضافة الى مخالفته لاسلوب ونفس امير المؤمنين.
وقد تطرق السيد الحيدري الى ذلك في بحوثه الحوزوية :
https://youtu.be/jzG5P7FCqio
فالنتيجة :
ان الحديث من الناحية السندية والمتنيه ساقط ولا يعول عليه في اخبار الفقه فكيف بجعله مستندا لتكفير الشيعه الذين لا يؤمنون به ومن يرونه مخالفا لصريح القران الكريم ؟! فضلا عن سقوط حجيته من الناحية التاريخية اذ انه لم يظهر الا في العصر الصفوي بعد ( 1000 للهجره )وما بعدها .
وصل الله على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين
تعليق