الاصلاحات ضرورة ملحة ولابد منها من اجل انقاذ البلد من سيطرة الاحزاب التي جلبت للعراق الفساد والخراب والارهاب وبعد فشل كل الحكومات السابقة التي كانت نتيجة للمحاصصة الحزبية. الاصلاح يجب ان يشمل كل الجوانب ولا يقتصر على تغيير الوزراء فقط بل يشمل الوزراء و وكلاء الوزراء والمديرين العامين في الوزارات والهيئات المستقلة.
الان كل حزب لديه لجنة اقتصادية مهمتها جباية الاموال المختلسة والمسروقة والعمولات وتوزيعها بين اعضاء الاحزاب وتمويل الاحزاب. وهذه الاموال تاتي بالدرجة الاولى من الوزارات..
ان اسناد الوزارات الى مستقلين سوف يساهم بتقليل الفساد الى حد كبير.
كلمة ( تكنو قراط) تعني (حكم الفنيين) او (حكم المهنيين)
ومن اهم نقاط الاصلاح التي لابد منها اذا اراد رئيس الوزراء ان تكون اصلاحاته جدية
1)تعديل الدستور اذ ان الدستور الحالي كتبه الاكراد في ظل غباء وسطحية شركاؤهم من الشيعة والسنة معا
2) تعديل قانون الانتخابات من اجل تخليص العراق من سيطرة الاحزاب او تحجيم نفوذها مع الغاء نظام القوائم وتخصيص ما لا يقل عن 50% من مقاعد مجلس النواب للمستقلين
3) منع كل من تقلد منصب كبير سابقا منذ سنة 2003 الى 2016 من استلام اي منصب كبير مرة اخرى
4) اصلاح القضاء اذ ان تساهل القضاء مع الارهابين والفاسدين ادى الى استفحال الارهاب والفساد...المشكلة لاتكمن فقط بالاشخاص بل بالقوانين ايظا التي تحكم القضاء
5) الزج بالفاسدين بالسجون مهما كانت مناصبهم و احزابهم
6)تقليص اعداد مجلس النواب والغاء مجالس المحافظات والاقضية والنواحي
7) تقليص رواتب المسؤولين والغاء تقاعدهم
8) حكومة التكنوقراط تعني شيئين رئسيين...ان يكون الوزير مستقل... وان يكون (مهني) ذو خبرة طويلة في طبيعة عمل الوزارة... اما التكنوقراط السياسي فهو ضحك على الشعب لانه يعني اعادة سيطرة الاحزاب على الوزارات...
لكن الملاحظ على التشكيلة المقترحة ان بعضهم لا علاقة (مهنية) بينهم وبين الوزارات التي تم ترشيحهم لها وليس لديهم اي خبرة في طبيعة عمل الوزارة
الوزير التكنوقراط الحقيقي يجب ان يكون لديه خبرة لاتقل عن 20 سنة في نفس الوزارة او الدوائر التابعة لها في بغداد او المحافظات بحيث لو استلم الوزارة يجب ان لايبدأ من الصفر بل لديه خلفية كاملة عن الوزارة.. ويجب ان يكون متدرج سابقا في المناصب من الادنى الى الاعلى
ومن الملاحظات عن المرشحين (في الجانب المهني) بغض النظر عن انتماءاتهم وتوجهاتهم السياسية (ان وجدت)
وزير الخارجية...ليس لديه اي خبرة سياسية سابقة ويبدو ان ترشيحة تم لارضاء اطراف اقليمية ودولية ...
وزير الصحة... عميد حالي لكلية طب في جامعة...وهو رجل اكاديمي ليس لديه خبرة في ادارة المستشفيات او دوائر الصحة..المفروض ان يكون المرشح قد خدم سابقا كمدير لمستشفى كبير او دائرة صحة لمحافظة او في نفس الوزارة
وزير النقل...عميد لكلية الادارة والاقتصاد... وليس لديه ادنى معرفة في طبيعة عمل وزارة النقل
وزيرة العمل والهجرة...اكاديمية ورئيسة قسم في كلية .. وليس لديها ادنى خبرة في طبيعة عمل الوزارة
وزير التعليم العالي...كان سابقا رئيس جامعة... وهذا يعني انه تكنوقراط حقيقي تنطبق عليه الصفات
وزير التربية...كان رئيس جامعة سابق... وهذا يعني ان ليس لديه خبرة في ادارة المدارس الابتدائية والثانوية
وزير الزراعة والري....يبدو انه من ذوي التخصص في الدراسة الجامعية.... لكن ليس لديه خبرة عملية في ادارة شؤون الزراعة ومصادر المياه
وزير الشباب والثقافة... مخرج واكاديمي وليس له علاقة بادارة الشباب ولا الثقافة
وزير النفط....اكاديمي و رئيس قسم الجيولوجي في جامعة...شهادته الجامعية ليست قريبة من النفط....لكن ليس لديه ادنى خبرة في عمل وزارة النفط
وزير البلديات والاعمار... ليس لديه خبرة مسبقة في طريقة عمل الوزارة
وزير الكهرباء....عمل سابقا في دوائر وزارة الكهرباء وتدرج في المناصب فيكون تكنوقراط حقيقي
وزير المالية والتخطيط...كان سابقا وزير ولم يقدم شيء انذاك....فلماذا استيزاره مرة اخرى...لماذا نعيد تجربة المجرب سابقا
وزير العدل.... رئيس محكمة استئناف... وهذا يعني انه تكنوقراط تنطبق عليه الصفة
لم يتم ترشيح وزير جديد للصناعة والتجارة... والسبب مازال غامضا... وربما توجد صفقات
تم الابقاء على وزيري الداخلية والدفاع لاسباب واهية رغم انتماء الاول لحزب بدر المقرب من ايران وانتماء الثاني لحزب اسامه النجيفي المقرب من تركيا والسعودية وقطر
واعتقد ان الابقاء على هذين الوزيرين هو لارضاء هادي العامري وارضاء اسامة النجيفي لمنعهم من افشال الاصلاحات...مع العلم ان كليهما ليس تكنوقراط حقيقي فالاول ليس له خبرة سابقة في الشرطة والامن...والثاني هو ضابط ومهندس صيانة طائرات....العراق في حالة حرب وهذا يتطلب وزراء دفاع وداخلية متمرسين في الحرب وذو خبرة قتالية ...فالاولى كان استيزار ضباط متقاعدين لهم خبرة في الامن والحرب البرية.
انا اعتقد ان رئيس الوزراء يجب ان يجمد عضويته على الاقل في حزب الدعوة (ان لم يستقيل) من اجل ابعاد كل الحكومة عن الاحزاب....
واعتقد ايظا ان الاحزاب لن تتنازل بسهولة عن مناصبها ومكاسبها واموالها.... وستحاول بستى الطرق افشال الاصلاحات واسقاط العبادي او اغتياله او الدعوة لانتخابات مبكرة من اجل اعادة توزيع الكعكة بين الاحزاب.
اما بالنسبة للسيد مقتدى...فطول الفترة الماضية كنت ضده بسبب تقلب اراءه وسذاجته السياسية والسطحية العقلية لديه وضحالة فكره الديني... لكن هذه المرة الاولى التي اؤيده فيها بعدما تبرأ (ولو متأخرا) من وزراء حزبه الفاسدين ونادى بحكومة التكنوقراط الشاملة...لكن التهديد باسقاط الحكومة بالقوة واقتحام المنطقة الخضراء سوف تكون فيه نهاية فوضوية ودموية للعراق
تعليق