بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد
قال الله عز وجل في كتابه الكريم
اتَّبِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ وَلَا تَتَّبِعُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ
والسبب في اتباع القران الكريم لانه يهدي الى الحق ويهدي الى الصراط المستقيم
إِنَّا سَمِعْنَا كِتَابًا أُنْزِلَ مِنْ بَعْدِ مُوسَى مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ وَإِلَى طَرِيقٍ مُسْتَقِيمٍ
وقال ايضاً
إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا (1) يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ
لكن قد ياتي اي انسان ويفسر القران الكريم كما يريد وفق فهمه وفي حدود علمه و القران يقول
وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلَا هُدًى وَلَا كِتَابٍ مُنِيرٍ
فهذا الذي يفسر القران هل يستطيع ان يثبت ان ما يشرحه ويبينه للناس هو الذي يريده رب العباد تقدس ذكره ما يدرينا قد يتخذ الشيطان ولياً من دون الله
ونحن لا نعلم هل يملك سبب متصل بالسماء لكي يقول هذا هو الذي يريده رب العباد
وَمَنْ يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيًّا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَانًا مُبِينًا
لذا حذر الله عز وجل المسلمين من هذا الامر وقال لهم
وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ
واخبر المسلمين ان من يهدي الناس لابد ان يكون مهتدي
قُلْ هَلْ مِنْ شُرَكَائِكُمْ مَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ قُلِ اللَّهُ يَهْدِي لِلْحَقِّ أَفَمَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَنْ يُتَّبَعَ أَمَّنْ لَا يَهِدِّي إِلَّا أَنْ يُهْدَى فَمَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ
والا سوف يتبع هواه من دون هدي رب العباد جل جلاله
وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِنَ اللَّهِ
فماهو الحل يا رب العالمين قال في محكم كتابه المجيد
فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ
والذكر هو القران العظيم
ص وَالْقُرْآنِ ذِي الذِّكْرِ
فمن هم اهل الذكر ان كانوا الصحابة فهم مختلفين فيما بينهم كما يقول القران الكريم
وَلَقَدْ صَدَقَكُمُ اللَّهُ وَعْدَهُ إِذْ تَحُسُّونَهُمْ بِإِذْنِهِ حَتَّى إِذَا فَشِلْتُمْ وَتَنَازَعْتُمْ فِي الْأَمْرِ وَعَصَيْتُمْ مِنْ بَعْدِ مَا أَرَاكُمْ مَا تُحِبُّونَ مِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الدُّنْيَا
وَمِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الْآخِرَةَ ثُمَّ صَرَفَكُمْ عَنْهُمْ لِيَبْتَلِيَكُمْ وَلَقَدْ عَفَا عَنْكُمْ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ
وهذا القران جاء ليرفع الاختلاف عن الناس
كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ وَأَنْزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ
لكنه اخبرنا ان من يقوم بهذه المهمة هو النبي صلى الله عليه واله
وَمَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ إِلَّا لِتُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي اخْتَلَفُوا فِيهِ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ
واخبر المسلمين بان اي شي يختلفوا فيه فحكمه الى الواحد الاحد
وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِنْ شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبِّي عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ
فمن هو الصحابي او التابعي او من الائمة والعلماء يقول ان ما اقوله وما افسره هو نفسه الذي يريده الله عز وجل ولا واحد الا
رجل واحد وهو امير المؤمنين علي ابن ابي طالب عليه السلام وقد حذر الله المسلمين من التفرق والاختلاف
وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ
لان الذين من قبلهم اختلفوا مع انهم يتلون الكتاب كما يشير القران الكريم
وَقَالَتِ الْيَهُودُ لَيْسَتِ النَّصَارَى عَلَى شَيْءٍ وَقَالَتِ النَّصَارَى لَيْسَتِ الْيَهُودُ عَلَى شَيْءٍ وَهُمْ يَتْلُونَ الْكِتَابَ
كَذَلِكَ قَالَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ مِثْلَ قَوْلِهِمْ فَاللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ
فتبين ان للقران الكريم مفسر وشارح ومبين يهدي بالحق
وَمِمَّنْ خَلَقْنَا أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ
عندها يتبين لك معنى قوله عز وجل
أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا
فمن فسره على هواه و حدود فهمه وعلمه حصل فيه النزاع والاختلاف وهذا القران حجة على الناس بعد النبي صلى الله عليه واله
يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمْ بُرْهَانٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُورًا مُبِينًا
انما يبينه ويشرحه ويفسره اهل الذكر ولم نجد ان انبي اوصى لاحد بهذا القران شي الا ال محمد عليهم السلام
إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أحدهما أعظم من الآخر كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض
و عترتي أهل بيتي و لن يتفرقا حتى يردا علي الحوض فانظروا كيف تخلفوني فيهما .
المصدر صحيح الجامع الصغير و زياداته للشيخ الالباني الجزء الاول الصفحة او الرقم 2458
فاتبعوهم يا مسلمين تهتدوا فهل انتم متبعونهم ام لا افيقوا اليس هذا كلام الله فما بكم اصابكم الصمم ام حجبت قلوبكم عن الحق ام طبع الله على قلوبكم
اللهم امنا بك وباهل بيت نبيك عليهم السلام فالحقنا بركبهم يوم لا ينفع لا مال ولا بنون اللهم
اكتبها لنا عندك في كتاب لا يضل ولا ينسى ربنا امنا بما انزلت واتبعنا الرسول وصدقنا اهل بيته فاكتبنا مع الشاهدين
وَالسَّلَامُ عَلَى مَنِ اتَّبَعَ الْهُدَى