لماذا نبكي حسينا؟
مما لا شك فيه ان الشيعة متهمين بالتمادي والافراط في حب الامام الحسينبن علي عليه السلام ,وعلى كثرة التعازي للامام والسؤال يفرض نفسه لماذا نبكي حسينابالذات دون غيره من الائمة عليهم السلام وما شأن هذا التعظيم وان اباه علي بن ابي طالبالمرتضى عليه السلام اعظم منه شأنا وافضل درجة ؟وماذا يجدي البكاء والحزن طوال هذهالسنين المريرة ولما التمادي والافراط مع ان هنالك شخصيات اسلامية كثيرة لها دروس وعبربمرور التاريخ ايضا ؟ الجواب : هو اننا لا نبكي حسينا بل نبكي الاسلام الامام الحسينعليه السلام ليس هو الامام الحسين بن علي بشخصه بل هو الاسلام بذاته هو نور الله فيارضه لانه تبارك وتعالى اعزنا بنوره بالاسلام دينا وهذا الدين الذي حمله جده المصطفىمحمد صلى الله عليه واله وادى امانة التبليغ واتمها اذ لا يعقل ان يترك الدين سدى بعدوفاته اذ نص القران بالخلافه الى وصيه علي بن ابي طالب بالنص لان الامامه تتطلب العصمةوالعصمة لا يعلمها الا الله لذا يجب ان تكون الخلافه نصا لا شورى اذ قال في سورة المائده"بسم الله الرحمن الرحيم انما وليكم الله والرسول والمؤمنون الذين يقيمون الصلوةويؤتون الزكاة وهم راكعون" اجمع المسلمون كافة ان الذي تصدق بالخاتم حين الصلاههو الامام علي بلا اشكال فهو الخليفة والولي وجاء بصيغة الجمع لان الخلفاء من بعدهاثنا عشر خليفه اذ اوصى الرسول صلى الله عليه وسلم في حديث الغدير بالتمسك بكتاب اللهوالعترة الطاهرة من بعده.الرسول صلى الله عليه واله حمل الرسالة والكتاب وتزعم الحكومةالاسلامية لكنها لم تستمر من بعده ولم يتسنى للامام علي عليه السلام اقامتها لان حكومةالرسول واحكامه قد تعرضت للتداخلات الشخصية والاجتهادات بالراي المخالف للتعاليم التيجاء بها الرسول عن الوحي ومخلفات الخلفاء امثال عثمان بن عفان كان معاوية بن ابي سفيانويزيد بن معاوية لعنهما الله الا لعنه الله على القوم الظالمين .اذ اخفقت الخلافه لدىالامام الحسن عليه السلام لتسلط معاوية وابتعاد الناس عنه هنالك برز الامام الحسينعليه السلام فقال كلمته الخالدة " لو كان دين محمد لا يستقم الا بقتلي فيا سيوفخذيني.هذه الكلمة بما فيها من محتوى ومغزى عميق وذلك لان الحكومة انذاك بعيدة كل البعدعن الالتزام بالتعاليم الاسلامية والحدود وتطبيقاتها وفق النص القراني اذ قال تعالىومن لم يحكم بما انزل الله فاولئك هم الكافرون فاراد الله سبحانه وتعالى ان يثبت لنابان الناس لا ترضى بالحكومة الاسلامية وتعاليمها والتحكم والسيطرة واقامة العدل علىالارض الا ان يظهر صاحب الزمان الامام الخلف محمد بن الحسن المهدي من احفاد الحسينالامام الثاني عشر القائم اذ قال تعالى "ويابى الله الا ان يتم نوره"اي بالاسلاموحكومته وقال ايضا "ان الارض يرثها عبادي الصالحين"فاستشهد الامام الحسينعليه السلام وسبيت نسائه ويتمت اطفاله وقتل اخوته واصحابه واسرت اخواته حاسرات كاشفاتمن بعد العز مذللات .فنحن لا نبكي حسينا كشخص بل نبكي الحكومة الاسلامية التي اثبتلنا الامام الحسين بانها ضاعت ولن ترجع الا لصاحب الزمان فحسرتنا على الاسلام لا علىالحسين نحن نبكي الجور والظلم والهوان نبكي ونذكر دائما جور الحكام وتسلطهم بحكم الجاهليةوالاعراف واهمال حكم الله في ارضه النور الذي ارتضاه لعباده .انما اراد الحسين احياءحكومة جده رسول الله صلى الله عليه واله اراد اقامة نور الله في الارض فمنع من ذلكواجيب يا حسين اخضع لامر الخليفه امير المؤمنين يزيد ولحد الان والتاريخ يمر واحفاديزيد يتمسكون بالسلطة وكل من يتقرب لحكم الله فهو سياسي ويريد الرئاسة والتسلط وكانالسلطة موقوفه لاصحاب النظام والدنيا دون الحكم الالهي فالبكاء هو على الاسلام علىحكومة الرسول صلوات الله وسلامه عليه وعلى اله اراد الحسين ان يثبت ان لا يجرؤ احدلانه ابن بنت رسول اللهابن فاطمة الزهراء عليها السلام ابن علي بن ابي طالب وجده محمدبن عبد الله صلى الله عليه واله فقتلوه وظلموه فمن يا ترى يظهر ويدعو لحكومة الرسولويقبل بحكمه وكلمته دون الحسين عليه السلام
الشيخ مالك مهدي خلصان السويعدي
تعليق