هؤلاء الحمقى لا يسلبوا عقولكم غاية ما تصلون إليه أن هناك وصية للنبي في الإمام علي أو أحقية سعد بن عبادة بصفته صاحب اغلبية مدنية، فكان ماذا؟! لن تسقط السماء على ارضنا، هؤلاء الحمقى لو تبقون الدهر كله تناظرونهم في نفاق منافق قد أُشربوه؛ أو صالح قد مقتوه، فلن يتزحزحوا، فكيف بمناقشة السقيفة؟! هؤلاء الحمقى مازالوا يطبعون الكتب في إنكار كروية الأرض، فلو انتظرناهم حتى يوافقوا لبقينا عاهة عقلية أمام العالم
ولد معاوية قبل البعثة بخمس سنين وقيل بسبع وقيل بثلاث عشرة وقيل غير ذلك ... وكذلك اختلفوا في عمره، فقيل مات وهو ابن 82 سنة وقيل 78 وقيل 86 وقيل غير ذلك..
فإذا أخذنا المتوسط من هذا كله وقلنا أن عمره كان( نحو 80 سنة ) فيكون عمره يوم البعثة ( 7 سنوات + 23 للنبوة + 30 سنة للخلافة الراشدة + 20 سنة لسنوات ملكه = كان المجموع (80 سنة) ...
أما إن كان عمره يوم البعثة (5 سنوات) فيكون عمره يوم توفي (78سنة)، وإن كان عمره (86 سنة) فيكون عمره عام البعثة (13 عاماً)، والمتوسط بين أكثر ما قيل له من عمر سنة البعثة (13 عاماً) وأصغر ما قيل (5 سنوات) يكون عمره سنة البعثة نحو (9 سنوات أو عشر)...
والخلاصة هنا:
يجب أن نعرف أنه نشأ في بيئة معادية للنبي (ص) وللرسالة .. سواء من ناحية أبيه أبي سفيان (قائد الأحزاب) أو أمه هند بنت عتبة (آكلة كبد حمزة) أو عمته أم جميل (حمالة الحطب) أو من يكبره من أخوته كحنظلة وعمرو ( كانا أكبر من معاوية وماتا على الشرك) أو أخواله كالوليد (المقتول ببدر) أو جده من جهة أمه (عتبة بن ربيعة المقتول ببدر) أو أخو جده (شيبة بن ربيعة المقتول ببدر أيضاً).... المقصود أنك حيث اتجهت تجد المحيطين بهذا الغلام اليافع هم من أشد قريش عداوة للرسالة وصاحبها عليه أفضل الصلاة والسلام، هذا لا بد أن يكون له أثره على نفسية هذا الغلام، هذا الجو المشحون بالعداء للنبي (ص) والوحي والرسالة ثم بالعداء لقبيلة هذا النبي (ص) كان هذا الجو هو الذي نشأ فيه معاوية ولا بد أن يترك أثره البليغ فيه، ولا يتخلص من هذه الآثار إلا من امتلك قوة إيمانية كبرى لا نجدها في سيرة معاوية.
المصدر كتاب بحث في اسلام معاوية ابن ابي سفيان
تعليق