لسؤال: معنى ما ورد من قول النبي (صلى الله عليه وآله) لجبرائيل (لا حاجة لي فيه)
ارجو اجابة السؤال التالي الحديث الوارد في اصول الكافي ج۱ /باب مولد الحسين علية السلام / ان الامين جبرئيل علية السلام نزل على الرسول صلى الله عليه واله وبشرة بمولود من فاطمة تقتلة امته من بعدة -فا عترظ الرسول وقال لا حاجة لي بمولود يولد من فاطمة تقتله امتي من بعدي / فعرج جبرئيل ثم هبط فقال له مثل ذالك وهبط للمرة الثالثة وبشرة بان الامامة والولاية والوصيه في ذريتة فقال الرسول صلى الله علبه واله -رضيت ثم ارسل الى الصديقة فاطمة الزهراء عليها السلام -وقال ان الله يبشرك بمولود يولد لك تقتله امتي من بعدي فارسلت اليه لا حاجة لي في مولود تقتله امتك من بعدك -فارسل اليها ان الله قد جعل في ذريته الامامة والولاية والوصية فارسلت اليه اني قد رضيت ) الاشكال والسؤال هو : اعتراظ الرسول على حكمة الله
۲- ان الرسول لاعلم له بالامامة والميثاق الالهي الذي اشهد عليه الله جميع الانبياء والملائكة والمرسلين وان الائمة المعصومين كانوا انوارا محدقين بالعرش فبل خلق الكون
۳- كذالك الصديقة الزهراء لاعلم لها بالامامة وتسلسل الائمة من ولدها (عليهم السلام اجمعين ) فكيف ذالك
الجواب:
ا
ان المضمون المذكور في هذه الرواية روي بأسانيد متعددة في روايات متقاربة المتن وليس من الصحيح الاقتصار على طريق واحد لرواية واحدة لفهم المراد منها ما دام يوجد عدّة روايات مترابطة في المضمون تفسر أحداهما الأخرى.
فان الروايات مجتمعة تنص على ذكر سبب نزول قوله تعالى (( حملته أمه كرها ووضعته كرها )) (الاحقاف:15) وأن المعني بذلك هو الحسين عليه السلام، فلآية القرآنية وردت بلفظة الكراهة فمن الأقرب الأخذ في تفسيرها بظاهر الروايات التي تفسر معنى هذه الكراهة وان هذه الكراهة كانت كراهة لقتله فلما بَشر جبرائيل النبي (صلى الله عليه وآله) بأن الوصية والإمامة يكون في عقبه (عليه السلام) رضى النبيّ (صلى الله عليه وآله) وفاطمة عليها السلام بذلك وصبرا على قتل الحسين عليه السلام، وفي ذلك روايات متعددة.
منها ما رواه ابن قولويه في (كامل الزيارات) باب ما نزل به جبرائيل في الحسين بن علي (عليه السلام) أنه سيقتل: حدثني أبي عن سعد بن عبد الله عن أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسن بن علي الوشاء عن أحمد بن عائذ عن أبي سلمة سالم بن مكرم عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: لما حملت فاطمة بالحسين جاء جبرائيل (عليه السلام) الى رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقال: ان فاطمة ستلد ولد تقتله أمتك من بعدك فلما حملت فاطمة بالحسين كرهت حمله وحين وضعته كرهت وضعه، ثم قال أبو عبد الله (عليه السلام) : هل رأيتم في الدنيا أماً تلد غلاماً فتكرهه ولكنها كرهته لا نها علمت أنه سيقتل, وفيه نزلت هذه الآية: (( ووصينا الانسان بوالديه حسنا حملته أمه كرها ووضعته كرها )) (الاحقاف:15) (كامل الزيارات/122).
وفي أن الكراهة كانت لانه (عليه السلام) مقتول عدة روايات منها: ما رواه ابن قولويه عن ابي عبد الله بعد هذه الرواية مباشرة، وما رواه الحسن بن سليمان في (مختصر بصائر الدرجات/46)، وما رواه الكليني في الكافي في باب مولد الحسين (عليه السلام) الحديث الثالث، وما رواه القمي في تفسيره (2/297) وغيرها.
فما جاء في الروايات من قول النبي (صلى الله عليه وآله) وفاطمة عليها السلام (لا حاجة لي في مولود تقتله امتي من بعدي) أو (لا جاجة لي فيه) تبين معناه الروايات السابقة أي بمعنى أن النبي (صلى الله عليه وآله) وفاطمة عليها السلام كرهوا مقتل الحسين (عليه السلام) علي يد أمة محمد (صلى الله عليه وآله) لا بما يحاول المعترض فهمه من ظاهر اللفظ، كيف وهل يتصور حصول الاعتراض من قبل رسول الله (صلى الله عليه وآله) او فاطمة عليها السلام - نعوذ بالله - على أمر الله سبحانه وتعالى وهما المعصومان؟! فان نسبة الاعتراض الى رسول الله (صلى الله عليه وآله) أو فاطمة عليها السلام جهل بحقهما ومكانتهما، مع أن المعنى الذي ذكرناه للرواية مقارنة بالروايات الاخرى أقرب لظاهر الاية، ولفظة الكراهة فيها وما حاول المعترض ايراده من معنى ابعد من ذلك ولا ينسجم مع بقية الروايات.
فالمجمل المفهوم من مجموع الروايات أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) وفاطمة عليها السلام كرهوا قتل الحسين (عليه السلام) من أمة جده ولكن عندما بشرهم جبرائيل بأن الأئمة والوصاية التي في عقبه مرتبطة بذلك جزاءً له على قتله رضي رسول الله (صلى الله عليه وآله) وعلي (عليه السلام) وفاطمة عليها السلام بذلك وصبروا عليه.
وفي ذلك روايات منها: ما اوردناه سابقا وأصرحها ما رواه القمي في تفسيره قال: وقوله (( ووصينا الانسان بوالديه احسانا )) (الاحقاف:15) قال الاحسان رسول الله (صلى الله عليه وآله) - الى أن قال - فقال ((حملته أمه كرها ووضعته كرها )) (الاحقاف:15) وذلك أن الله أخبر رسول الله (صلى الله عليه وآله) وبشره بالحسين (عليه السلام) قبل حمله وان الامامة تكون في ولده الى يوم القيامة ثم أخبره بما يصيبه من القتل والمصيبة في نفسه وولده ثم عوضه (لاحظ هنا) بان جعل الامامة في عقبه وأعلمه انه يقتل ثم يرده الى الدنيا وينصره حتى يقتل أعداءه ويملكه الأرض... الرواية (تفسير القمي 2/297).
وكذلك ما رواه الصدوق في (علل الشرائع): أحمد بن الحسن عن زكريا عن ابن حبيب عن ابن بهلول عن علي بن حسان عن عبد الرحمن بن كثير الهاشمي قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: حعلت فداك من أين جاء لولد الحسين الفضل على ولد الحسن وهما يجريان في شرع واحد؟ فقال: لا أراكم تأخذون به ان جبرائيل (عليه السلام) نزل على محمد (صلى الله عليه وآله) وما ولد الحسين بعد فقال له: يولد لك غلام تقتله أمتك من بعدك فقال: يا جبرائيل لا حاجة لي فيه (قد بينا أن معناه أني أكره أن تقتله أمتي من بعدي) - الى أن قال (عليه السلام) - فارسل الى فاطمة عليها السلام ان الله يبشرك بغلام تقتله أمتي من بعدي فقالت فاطمة : ليس لي حاجة فيه يا أبه! فخاطبها ثلاثاً ثم أرسل اليها: لابد أن يكون (تامل هنا قوله صلى الله عليه وآله) فيه الامامة والوراثة والخزانة، فقالت له: رضيت عن الله عزوجل... الرواية (بحار الانوار 43/245) والرواية تبين على أن فضيلة ولد الحسين (عليه السلام) لكون الامامة فيهم انما جاء من قتل الأمة حسينا عليه السلام.
وبالتالي لا مجال لاعتراض هذا المعترض بأن رسول الله (صلى الله عليه وآله) لا علم له بالميثاق أي أنه (صلى الله عليه وآله) لم يكن يعلم بالأئمة عليهم السلام من بعده! وانما حسب مجموع الروايات كانت هناك كراهة لمقتل هذا المولود على يد أمته ولكنه (صلى الله عليه وآله) لما بين جبرائيل أن هذا القتل له علاقة وأثار وسوف تترتب عليه الوصاية في ولد الحسين (عليه السلام) رضي بذلك من قبل الله وصبر هو (صلى الله عليه وآله) وعلي وفاطمة عليهما السلام على ذلك. فكان هناك كراهة للقتل ثم رضى وصبر عليه لما فيه من أثر الوصاية والامامة. فالأمر كله متعلق بالقتل وآثاره لا بالعلم بالميثاق والأئمة فلا اعتراض ولا عدم علم منهم صلوات الله عليهم.
ويمكن أن نقول بعبارة أصرح أنهم كانوا يعلمون بالميثاق ومن هم الأئمة عليهم السلام ولكنهم كرهوا قتل الحسين (عليه السلام) بما هو قتل ورضوا وسلموا بما يرضي الله من أن أثر هذا القتل هو الامامة والوصية في عقبه ومثلهم رضي بذلك الحسين (عليه السلام) نفسه، فتأمل جيداً.
ارجو اجابة السؤال التالي الحديث الوارد في اصول الكافي ج۱ /باب مولد الحسين علية السلام / ان الامين جبرئيل علية السلام نزل على الرسول صلى الله عليه واله وبشرة بمولود من فاطمة تقتلة امته من بعدة -فا عترظ الرسول وقال لا حاجة لي بمولود يولد من فاطمة تقتله امتي من بعدي / فعرج جبرئيل ثم هبط فقال له مثل ذالك وهبط للمرة الثالثة وبشرة بان الامامة والولاية والوصيه في ذريتة فقال الرسول صلى الله علبه واله -رضيت ثم ارسل الى الصديقة فاطمة الزهراء عليها السلام -وقال ان الله يبشرك بمولود يولد لك تقتله امتي من بعدي فارسلت اليه لا حاجة لي في مولود تقتله امتك من بعدك -فارسل اليها ان الله قد جعل في ذريته الامامة والولاية والوصية فارسلت اليه اني قد رضيت ) الاشكال والسؤال هو : اعتراظ الرسول على حكمة الله
۲- ان الرسول لاعلم له بالامامة والميثاق الالهي الذي اشهد عليه الله جميع الانبياء والملائكة والمرسلين وان الائمة المعصومين كانوا انوارا محدقين بالعرش فبل خلق الكون
۳- كذالك الصديقة الزهراء لاعلم لها بالامامة وتسلسل الائمة من ولدها (عليهم السلام اجمعين ) فكيف ذالك
الجواب:
ا
ان المضمون المذكور في هذه الرواية روي بأسانيد متعددة في روايات متقاربة المتن وليس من الصحيح الاقتصار على طريق واحد لرواية واحدة لفهم المراد منها ما دام يوجد عدّة روايات مترابطة في المضمون تفسر أحداهما الأخرى.
فان الروايات مجتمعة تنص على ذكر سبب نزول قوله تعالى (( حملته أمه كرها ووضعته كرها )) (الاحقاف:15) وأن المعني بذلك هو الحسين عليه السلام، فلآية القرآنية وردت بلفظة الكراهة فمن الأقرب الأخذ في تفسيرها بظاهر الروايات التي تفسر معنى هذه الكراهة وان هذه الكراهة كانت كراهة لقتله فلما بَشر جبرائيل النبي (صلى الله عليه وآله) بأن الوصية والإمامة يكون في عقبه (عليه السلام) رضى النبيّ (صلى الله عليه وآله) وفاطمة عليها السلام بذلك وصبرا على قتل الحسين عليه السلام، وفي ذلك روايات متعددة.
منها ما رواه ابن قولويه في (كامل الزيارات) باب ما نزل به جبرائيل في الحسين بن علي (عليه السلام) أنه سيقتل: حدثني أبي عن سعد بن عبد الله عن أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسن بن علي الوشاء عن أحمد بن عائذ عن أبي سلمة سالم بن مكرم عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: لما حملت فاطمة بالحسين جاء جبرائيل (عليه السلام) الى رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقال: ان فاطمة ستلد ولد تقتله أمتك من بعدك فلما حملت فاطمة بالحسين كرهت حمله وحين وضعته كرهت وضعه، ثم قال أبو عبد الله (عليه السلام) : هل رأيتم في الدنيا أماً تلد غلاماً فتكرهه ولكنها كرهته لا نها علمت أنه سيقتل, وفيه نزلت هذه الآية: (( ووصينا الانسان بوالديه حسنا حملته أمه كرها ووضعته كرها )) (الاحقاف:15) (كامل الزيارات/122).
وفي أن الكراهة كانت لانه (عليه السلام) مقتول عدة روايات منها: ما رواه ابن قولويه عن ابي عبد الله بعد هذه الرواية مباشرة، وما رواه الحسن بن سليمان في (مختصر بصائر الدرجات/46)، وما رواه الكليني في الكافي في باب مولد الحسين (عليه السلام) الحديث الثالث، وما رواه القمي في تفسيره (2/297) وغيرها.
فما جاء في الروايات من قول النبي (صلى الله عليه وآله) وفاطمة عليها السلام (لا حاجة لي في مولود تقتله امتي من بعدي) أو (لا جاجة لي فيه) تبين معناه الروايات السابقة أي بمعنى أن النبي (صلى الله عليه وآله) وفاطمة عليها السلام كرهوا مقتل الحسين (عليه السلام) علي يد أمة محمد (صلى الله عليه وآله) لا بما يحاول المعترض فهمه من ظاهر اللفظ، كيف وهل يتصور حصول الاعتراض من قبل رسول الله (صلى الله عليه وآله) او فاطمة عليها السلام - نعوذ بالله - على أمر الله سبحانه وتعالى وهما المعصومان؟! فان نسبة الاعتراض الى رسول الله (صلى الله عليه وآله) أو فاطمة عليها السلام جهل بحقهما ومكانتهما، مع أن المعنى الذي ذكرناه للرواية مقارنة بالروايات الاخرى أقرب لظاهر الاية، ولفظة الكراهة فيها وما حاول المعترض ايراده من معنى ابعد من ذلك ولا ينسجم مع بقية الروايات.
فالمجمل المفهوم من مجموع الروايات أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) وفاطمة عليها السلام كرهوا قتل الحسين (عليه السلام) من أمة جده ولكن عندما بشرهم جبرائيل بأن الأئمة والوصاية التي في عقبه مرتبطة بذلك جزاءً له على قتله رضي رسول الله (صلى الله عليه وآله) وعلي (عليه السلام) وفاطمة عليها السلام بذلك وصبروا عليه.
وفي ذلك روايات منها: ما اوردناه سابقا وأصرحها ما رواه القمي في تفسيره قال: وقوله (( ووصينا الانسان بوالديه احسانا )) (الاحقاف:15) قال الاحسان رسول الله (صلى الله عليه وآله) - الى أن قال - فقال ((حملته أمه كرها ووضعته كرها )) (الاحقاف:15) وذلك أن الله أخبر رسول الله (صلى الله عليه وآله) وبشره بالحسين (عليه السلام) قبل حمله وان الامامة تكون في ولده الى يوم القيامة ثم أخبره بما يصيبه من القتل والمصيبة في نفسه وولده ثم عوضه (لاحظ هنا) بان جعل الامامة في عقبه وأعلمه انه يقتل ثم يرده الى الدنيا وينصره حتى يقتل أعداءه ويملكه الأرض... الرواية (تفسير القمي 2/297).
وكذلك ما رواه الصدوق في (علل الشرائع): أحمد بن الحسن عن زكريا عن ابن حبيب عن ابن بهلول عن علي بن حسان عن عبد الرحمن بن كثير الهاشمي قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: حعلت فداك من أين جاء لولد الحسين الفضل على ولد الحسن وهما يجريان في شرع واحد؟ فقال: لا أراكم تأخذون به ان جبرائيل (عليه السلام) نزل على محمد (صلى الله عليه وآله) وما ولد الحسين بعد فقال له: يولد لك غلام تقتله أمتك من بعدك فقال: يا جبرائيل لا حاجة لي فيه (قد بينا أن معناه أني أكره أن تقتله أمتي من بعدي) - الى أن قال (عليه السلام) - فارسل الى فاطمة عليها السلام ان الله يبشرك بغلام تقتله أمتي من بعدي فقالت فاطمة : ليس لي حاجة فيه يا أبه! فخاطبها ثلاثاً ثم أرسل اليها: لابد أن يكون (تامل هنا قوله صلى الله عليه وآله) فيه الامامة والوراثة والخزانة، فقالت له: رضيت عن الله عزوجل... الرواية (بحار الانوار 43/245) والرواية تبين على أن فضيلة ولد الحسين (عليه السلام) لكون الامامة فيهم انما جاء من قتل الأمة حسينا عليه السلام.
وبالتالي لا مجال لاعتراض هذا المعترض بأن رسول الله (صلى الله عليه وآله) لا علم له بالميثاق أي أنه (صلى الله عليه وآله) لم يكن يعلم بالأئمة عليهم السلام من بعده! وانما حسب مجموع الروايات كانت هناك كراهة لمقتل هذا المولود على يد أمته ولكنه (صلى الله عليه وآله) لما بين جبرائيل أن هذا القتل له علاقة وأثار وسوف تترتب عليه الوصاية في ولد الحسين (عليه السلام) رضي بذلك من قبل الله وصبر هو (صلى الله عليه وآله) وعلي وفاطمة عليهما السلام على ذلك. فكان هناك كراهة للقتل ثم رضى وصبر عليه لما فيه من أثر الوصاية والامامة. فالأمر كله متعلق بالقتل وآثاره لا بالعلم بالميثاق والأئمة فلا اعتراض ولا عدم علم منهم صلوات الله عليهم.
ويمكن أن نقول بعبارة أصرح أنهم كانوا يعلمون بالميثاق ومن هم الأئمة عليهم السلام ولكنهم كرهوا قتل الحسين (عليه السلام) بما هو قتل ورضوا وسلموا بما يرضي الله من أن أثر هذا القتل هو الامامة والوصية في عقبه ومثلهم رضي بذلك الحسين (عليه السلام) نفسه، فتأمل جيداً.