بسم الله الرحمن الرحيم
قل جاء الحق وزهق الباطل ان البطل كان زهوقا
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ول بجثنا في سيرة ابو بكر وعمر عثمان وطالعنا كتبهم لو جدناها تزخر من مثالبهم وسيآت افعالهم التي لم يفطن لها اتباعهم فيحرفوها كما حرفوا غيرها من الامور الوضحة التي فعلوها وقالوها .
ونحن في هذا البحث الصغير نعرض جانبا من سيرتهم انهم كانوا يأمرون بالمنكر وينهون عن المعروف وانهم اشحة على الخير يأمرون الناس بالبخل
قال تعالى
الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمُنْكَرِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمَعْرُوفِ وَيَقْبِضُونَ أَيْدِيَهُمْ نَسُوا اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ هُمُ الْفَاسِقُونَ (67) وَعَدَ اللَّهُ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْكُفَّارَ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا هِيَ حَسْبُهُمْ وَلَعَنَهُمُ اللَّهُ وَلَهُمْ عَذَابٌ مُقِيمٌ (68) (68) كَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ كَانُوا أَشَدَّ مِنْكُمْ قُوَّةً وَأَكْثَرَ أَمْوَالًا وَأَوْلَادًا فَاسْتَمْتَعُوا بِخَلَاقِهِمْ فَاسْتَمْتَعْتُمْ بِخَلَاقِكُمْ كَمَا اسْتَمْتَعَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ بِخَلَاقِهِمْ وَخُضْتُمْ كَالَّذِي خَاضُوا أُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ (69) أَلَمْ يَأْتِهِمْ نَبَأُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ قَوْمِ نُوحٍ وَعَادٍ وَثَمُودَ وَقَوْمِ إِبْرَاهِيمَ وَأَصْحَابِ مَدْيَنَ وَالْمُؤْتَفِكَاتِ أَتَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ (70) وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (71) وَعَدَ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ أَكْبَرُ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (72) [التوبة: 69]
يأمران الناس بالبخل اشحة على الخير
وقال تعالى :{قُلْ لَنْ يَنْفَعَكُمُ الْفِرَارُ إِنْ فَرَرْتُمْ مِنَ الْمَوْتِ أَوِ الْقَتْلِ وَإِذًا لَا تُمَتَّعُونَ إِلَّا قَلِيلًا (16) قُلْ مَنْ ذَا الَّذِي يَعْصِمُكُمْ مِنَ اللَّهِ إِنْ أَرَادَ بِكُمْ سُوءًا أَوْ أَرَادَ بِكُمْ رَحْمَةً وَلَا يَجِدُونَ لَهُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا (17) قَدْ يَعْلَمُ اللَّهُ الْمُعَوِّقِينَ مِنْكُمْ وَالْقَائِلِينَ لِإِخْوَانِهِمْ هَلُمَّ إِلَيْنَا وَلَا يَأْتُونَ الْبَأْسَ إِلَّا قَلِيلًا (18) أَشِحَّةً عَلَيْكُمْ فَإِذَا جَاءَ الْخَوْفُ رَأَيْتَهُمْ يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ تَدُورُ أَعْيُنُهُمْ كَالَّذِي يُغْشَى عَلَيْهِ مِنَ الْمَوْتِ فَإِذَا ذَهَبَ الْخَوْفُ سَلَقُوكُمْ بِأَلْسِنَةٍ حِدَادٍ أَشِحَّةً عَلَى الْخَيْرِ أُولَئِكَ لَمْ يُؤْمِنُوا فَأَحْبَطَ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا (19) يَحْسَبُونَ الْأَحْزَابَ لَمْ يَذْهَبُوا وَإِنْ يَأْتِ الْأَحْزَابُ يَوَدُّوا لَوْ أَنَّهُمْ بَادُونَ فِي الْأَعْرَابِ يَسْأَلُونَ عَنْ أَنْبَائِكُمْ وَلَوْ كَانُوا فِيكُمْ مَا قَاتَلُوا إِلَّا قَلِيلًا (20) } [الأحزاب: 16 - 21]
وقال تعالى :
{الَّذِينَ يَبْخَلُونَ وَيَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبُخْلِ وَيَكْتُمُونَ مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا مُهِينًا (37) } [النساء: 37]
كل هذا الوصف القراني للمنافقين وارد في سيرتهم وموافق لأفعالهم واقولهم
- يأمرون بالمنكر وينهون عن المعروف
- يبخلون ويأمرون الناس بالبخل
- يكتمون ما آتاهم الله ورسوله من فضله
- لا يأتون البأس الا قليلا
- واذا ذهب البأس سلقوا المسلمين بألسنة حداد
- اشحة على الخير
ا
لاثباتات لذلك في سيرتهم واضح ومن اكثر من دليل نتناول بعضها :
في كامل المبرد 1 ص 309: إنه توفي أبوه عن حمل لم يعلم به، فلما ولد وقد كان سعد رضي الله عنه قسم ماله في حين خروجه من المدينة بين أولاده فكلم أبو بكر و عمر في ذلك قيسا وسألاه أن ينقض ما صنع سعد من تلك القسمة فقال: نصيبي للمولود ولا أغير ما صنع أبي ولا أنقضه. وذكره ابن عبد البر في " الاستيعاب " 2 ص 525 وقال:
صحيح من رواية الثقات.
ومن مشهور أخبار قيس: إنه كان له مال كثير ديونا على الناس فمرض واستبطأ عواده فقيل له: إنهم يستحيون من أجل دينك. فقال: أخزى الله مالا يمنع الأخوان من العيادة. فأمر مناديا ينادي: من كان لقيس عليه مال فهو في حل. فأتاه الناس حتى هدموا درجتا كانوا يصعدون عليها إليه، وفي لفظ: فما أمسى حتى كسرت عتبة بابه من كثرة العواد. (2)
كان قيس في سرية فيها أبو بكر وعمر فكان يستدين ويطعم الناس، فقال أبو بكر و عمر: إن تركنا هذا الفتى أهلك مال أبيه فمشيا في الناس فلما سمع سعد قام خلف النبي فقال: من يعذرني من ابن أبي قحافة وابن الخطاب يبخلان علي إبني. " أسد الغابة "
____________
(1) الاستيعاب 2 ص 525، الإصابة 5 ص 254 (2) ربيع الأبرار للزمخشري، الاستيعاب 2 ص 526، البداية والنهاية 8 ص 100.
--- ... الصفحة 21 ... ---
4 ص 415.
وفي لفظ: كان قيس مع أبي بكر وعمر في سفر في حياة رسول الله صلى الله عليه وآله فكان ينفق عليهما وعلى غيرهما ويفضل فقال له أبو بكر: إن هذا لا يقوم به مال أبيك فأمسك يدك.
فلما قدموا من سفرهم قال سعد بن عبادة لأبي بكر: أردت أن تبخل إبني إنا لقوم لا نستطيع البخل. (1)
الفوائد الشهير بالغيلانيات لأبي بكر الشافعي (2/ 783)
قَالَ: وَحَدَّثَنِي دَاوُدُ بْنُ قَيْسٍ وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَنْصَارِيُّ وَخَارِجَةُ بْنُ الْحَارِثِ، قَالُوا: بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَبَا عُبَيْدَةَ فِي سَرِيَّةٍ فِيهَا الْمُهَاجِرُونَ وَالْأَنْصَارُ، وَهُمْ ثَلَاثُمِائَةِ رَجُلٍ إِلَى سَاحِلِ الْبَحْرِ إِلَى حَيٍّ مِنْ جُهَيْنَةَ، فَأَصَابَهُمْ جُوعٌ شَدِيدٌ، فَقَالَ قَيْسُ بْنُ سَعْدٍ: مَنْ يَشْتَرِي مِنِّي تَمْرًا بِجُزُرٍ، يَوَفِّينِي الْجُزُرَ هَاهُنَا، وَأُوَفِّيهِ التَّمْرَ بِالْمَدِينَةِ؟ فَجَعَلَ عُمَرُ يَقُولُ: وَاعَجَبَاهُ لِهَذَا الْغُلَامِ، لَا مَالُ لَهُ يَدِينَ فِيمَا لِغَيْرِهِ؟ فَوَجَدَ رَجُلًا مِنْ جُهَيْنَةَ، فَقَالَ قَيْسٌ: بِعْنِي جَزُورًا أُوَفِّيكَ وَسْقَةً مِنْ تَمْرٍ بِالْمَدِينَةَ، فَقَالَ الْجُهَنِيُّ: وَاللَّهِ مَا أَعْرِفُكَ فَمَنْ أَنْتَ؟ قَالَ: أَنَا ابْنُ سَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ بْنِ دُلَيْمٍ. قَالَ الْجُهَنِيُّ: مَا أَعْرَفَنِي بِنَسَبِكَ وَذَكَرَ كَلَامًا، فَابْتَاعَ مِنْهُ خَمْسَ جَزَائِرَ، كُلُّ جَزُورٍ بِوَسْقٍ مِنْ تَمْرٍ يَشْرِطُ عَلَيْهِ الْبَدَوِيُّ تَمْرَ ذَخِيرَةٍ مُصَلَّبَةٍ مِنْ تَمْرِ آلِ دُلَيْمٍ يَقُولُ قَيْسٌ: نَعَمْ قَالَ: فَأَشْهَدْ لِي. فَأَشْهَدَ لَهُ نَفَرًا مِنَ الْأَنْصَارِ وَمَعَهُمْ نَفَرٌ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ، قَالَ قَيْسٌ: أَشْهِدْ مَنْ تُحِبُّ، وَكَانَ فِيمَنْ أَشْهَدَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ، فَقَالَ عُمَرُ: مَا أَشْهَدُ، هَذَا يَدِينُ، وَلَا مَالَ لَهُ، إِنَّمَا الْمَالُ لِأَبِيهِ، قَالَ الْجُهَنِيُّ: وَاللَّهِ مَا كَانَ سَعْدٌ لِيَخُنِّي بِابْنِهِ فِي وَسْقَةٍ مِنْ تَمْرٍ، وَأَرَى وَجْهًا حَسَنًا، وَفِعَالًا شَرِيفًا " فَكَانَ بَيْنَ عُمَرَ وَقَيْسٍ كَلَامٌ حَتَّى أَغْلَظَ لِقَيْسٍ، وَأَخَذَ الْجُزُرَ، فَنَحَرَهَا لَهُمْ فِي مَوَاطِنَ ثَلَاثَةٍ كُلَّ يَوْمٍ جَزُورًا، فَلَمَّا كَانَ الْيَوْمُ الرَّابِعُ نَهَاهُ أَمِيرُهُ قَالَ: أَتُرِيدُ أَنْ تَخْفِرَ ذِمَّتَكَ وَلَا مَالَ لَكَ؟ قَالَ مُحَمَّدٌ: فَحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ سَهْلٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ رَافِعِ بْنِ خَدِيجٍ قَالَ: " أَقْبَلَ أَبُو عُبَيْدَةَ وَمَعَهُ عُمَرُ، فَقَالَ: عَزَمْتُ عَلَيْكَ أَنْ لَا تَنْحَرَ، أَتُرِيدُ أَنْ تَخْفِرَ ذِمَّتَكَ؟ قَالَ قَيْسٌ: يَا أَبَا عُبَيْدَةَ، أَتَرَى أَبَا ثَابِتٍ يَقْضِي دُيُونَ النَّاسِ، وَيَحْمِلُ الْكَلَّ، وَيُطْعِمُ فِي الْمَجَاعَةِ، لَا يَقْضِي عَنِّي وَسْقَةً مِنْ تَمْرٍ لِقَوْمٍ مُجَاهِدِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ؟ فَكَادَ أَبُو عُبَيْدَةَ أَنْ يَلِينَ لَهُ، وَجَعَلَ عُمَرُ يَقُولُ: أَعْزِمُ، فَعَزَمَ عَلَيْهِ، وَأَبَى أَنْ يَنْحَرَ، وَبَقِيَتْ جَزُورَانِ، فَقَدِمَ بِهَا قَيْسٌ الْمَدِينَةَ ظُهْرًا يَتَعَاقَبُونَ عَلَيْهَا. وَبَلَغَ سَعْدًا مَا أَصَابَ الْقَوْمَ مِنَ الْمَجَاعَةِ، فَقَالَ: إِنْ يَكُ قَيْسٌ كَمَا أَعْرِفُ فَسَيَنْحَرْ لِلْقَوْمِ. فَلَمَّا قَدِمَ قَيْسٌ لَقِيَهُ سَعْدٌ، فَقَالَ: مَا صَنَعْتَ فِي مَجَاعَةِ الْقَوْمِ قَالَ: نَحَرْتُ. قَالَ: أَصَبْتَ. قَالَ: ثُمَّ مَاذَا؟ قَالَ: نَحَرْتُ. قَالَ: أَصَبْتَ. قَالَ: ثُمَّ مَاذَا؟ قَالَ: نَحَرْتُ. قَالَ: أَصَبْتَ. قَالَ: ثُمَّ مَاذَا؟ قَالَ: نُهِيتُ. قَالَ: مَنْ نَهَاكَ؟ قَالَ: أَبُو عُبَيْدَةَ أَمِيرِي قَالَ: وَلِمَ؟ قَالَ: زَعَمَ أَنَّهُ لَا مَالَ لِي، وَإِنَّمَا الْمَالُ لِأَبِيكَ. فَقُلْتُ: أَبِي يَقْضِي عَنِ الْأَبَاعِدِ، وَيَحْمِلُ الْكَلَّ، وَيُطْعِمُ فِي الْمَجَاعَةِ، وَلَا يَصْنَعُ هَذَا بِي قَالَ: فَلَكَ أَرْبَعُ حَوَائِطَ، أَدْنَاهَا حَائِطٌ مِنْهُ تَجِدُ خَمْسِينَ وَسْقًا قَالَ: وَقَدِمَ الْبَدَوِيُّ مَعَ قَيْسٍ، فَأَوْفَاهُ وَسْقَهُ، وَحَمَلَهُ، وَكَسَاهُ. فَبَلَغَ ذَلِكَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِعْلُ قَيْسٍ، فَقَالَ: «إِنَّهُ فِي قَلْبِ جُودٍ»، قَالَ مُحَمَّدٌ: فَحَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحِجَازِيِّ، عَنْ عُمَرَ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ شُجَاعٍ قَالَ: لَمَّا قَدِمَ الْأَعْرَابِيُّ قَالَ: وَاللَّهِ مَا مِثْلُ ابْنِكَ ضَيَّعْتَ، وَلَا تُرِكْتَ بِغَيْرِ مَالٍ، فَابْنُكَ سَيِّدٌ مِنْ سَادَاتِ قَوْمِكَ، نَهَانِي الْأَمِيرُ أَنْ أَبِيعَهُ، فَقُلْتُ: لِمَ؟ قَالَ: لَا مَالَ لَهُ. فَلَمَّا انْتَسَبَ، عَرَفْتُهُ وَتَقَدَّمْتُ لِمَا أَعْرِفُ أَنَّكَ تَسْمُو إِلَى مَعَالِي الْأَخْلَاقِ وَجَسِيمِهَا، وَأَنَّكَ غَيْرَ مُذَمَّرٍ، لَا مَعْرِفَةَ لَدَيْكَ، فَأَعْطَى ابْنَهُ يَوْمَئِذٍ أَمْوَالًا عِظَامًا.
كل ما يكتبه علي ذو الشوكة هو من افكاره حصرا
قل جاء الحق وزهق الباطل ان البطل كان زهوقا
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ول بجثنا في سيرة ابو بكر وعمر عثمان وطالعنا كتبهم لو جدناها تزخر من مثالبهم وسيآت افعالهم التي لم يفطن لها اتباعهم فيحرفوها كما حرفوا غيرها من الامور الوضحة التي فعلوها وقالوها .
ونحن في هذا البحث الصغير نعرض جانبا من سيرتهم انهم كانوا يأمرون بالمنكر وينهون عن المعروف وانهم اشحة على الخير يأمرون الناس بالبخل
قال تعالى
الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمُنْكَرِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمَعْرُوفِ وَيَقْبِضُونَ أَيْدِيَهُمْ نَسُوا اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ هُمُ الْفَاسِقُونَ (67) وَعَدَ اللَّهُ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْكُفَّارَ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا هِيَ حَسْبُهُمْ وَلَعَنَهُمُ اللَّهُ وَلَهُمْ عَذَابٌ مُقِيمٌ (68) (68) كَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ كَانُوا أَشَدَّ مِنْكُمْ قُوَّةً وَأَكْثَرَ أَمْوَالًا وَأَوْلَادًا فَاسْتَمْتَعُوا بِخَلَاقِهِمْ فَاسْتَمْتَعْتُمْ بِخَلَاقِكُمْ كَمَا اسْتَمْتَعَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ بِخَلَاقِهِمْ وَخُضْتُمْ كَالَّذِي خَاضُوا أُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ (69) أَلَمْ يَأْتِهِمْ نَبَأُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ قَوْمِ نُوحٍ وَعَادٍ وَثَمُودَ وَقَوْمِ إِبْرَاهِيمَ وَأَصْحَابِ مَدْيَنَ وَالْمُؤْتَفِكَاتِ أَتَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ (70) وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (71) وَعَدَ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ أَكْبَرُ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (72) [التوبة: 69]
يأمران الناس بالبخل اشحة على الخير
وقال تعالى :{قُلْ لَنْ يَنْفَعَكُمُ الْفِرَارُ إِنْ فَرَرْتُمْ مِنَ الْمَوْتِ أَوِ الْقَتْلِ وَإِذًا لَا تُمَتَّعُونَ إِلَّا قَلِيلًا (16) قُلْ مَنْ ذَا الَّذِي يَعْصِمُكُمْ مِنَ اللَّهِ إِنْ أَرَادَ بِكُمْ سُوءًا أَوْ أَرَادَ بِكُمْ رَحْمَةً وَلَا يَجِدُونَ لَهُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا (17) قَدْ يَعْلَمُ اللَّهُ الْمُعَوِّقِينَ مِنْكُمْ وَالْقَائِلِينَ لِإِخْوَانِهِمْ هَلُمَّ إِلَيْنَا وَلَا يَأْتُونَ الْبَأْسَ إِلَّا قَلِيلًا (18) أَشِحَّةً عَلَيْكُمْ فَإِذَا جَاءَ الْخَوْفُ رَأَيْتَهُمْ يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ تَدُورُ أَعْيُنُهُمْ كَالَّذِي يُغْشَى عَلَيْهِ مِنَ الْمَوْتِ فَإِذَا ذَهَبَ الْخَوْفُ سَلَقُوكُمْ بِأَلْسِنَةٍ حِدَادٍ أَشِحَّةً عَلَى الْخَيْرِ أُولَئِكَ لَمْ يُؤْمِنُوا فَأَحْبَطَ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا (19) يَحْسَبُونَ الْأَحْزَابَ لَمْ يَذْهَبُوا وَإِنْ يَأْتِ الْأَحْزَابُ يَوَدُّوا لَوْ أَنَّهُمْ بَادُونَ فِي الْأَعْرَابِ يَسْأَلُونَ عَنْ أَنْبَائِكُمْ وَلَوْ كَانُوا فِيكُمْ مَا قَاتَلُوا إِلَّا قَلِيلًا (20) } [الأحزاب: 16 - 21]
وقال تعالى :
{الَّذِينَ يَبْخَلُونَ وَيَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبُخْلِ وَيَكْتُمُونَ مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا مُهِينًا (37) } [النساء: 37]
كل هذا الوصف القراني للمنافقين وارد في سيرتهم وموافق لأفعالهم واقولهم
- يأمرون بالمنكر وينهون عن المعروف
- يبخلون ويأمرون الناس بالبخل
- يكتمون ما آتاهم الله ورسوله من فضله
- لا يأتون البأس الا قليلا
- واذا ذهب البأس سلقوا المسلمين بألسنة حداد
- اشحة على الخير
ا
لاثباتات لذلك في سيرتهم واضح ومن اكثر من دليل نتناول بعضها :
في كامل المبرد 1 ص 309: إنه توفي أبوه عن حمل لم يعلم به، فلما ولد وقد كان سعد رضي الله عنه قسم ماله في حين خروجه من المدينة بين أولاده فكلم أبو بكر و عمر في ذلك قيسا وسألاه أن ينقض ما صنع سعد من تلك القسمة فقال: نصيبي للمولود ولا أغير ما صنع أبي ولا أنقضه. وذكره ابن عبد البر في " الاستيعاب " 2 ص 525 وقال:
صحيح من رواية الثقات.
ومن مشهور أخبار قيس: إنه كان له مال كثير ديونا على الناس فمرض واستبطأ عواده فقيل له: إنهم يستحيون من أجل دينك. فقال: أخزى الله مالا يمنع الأخوان من العيادة. فأمر مناديا ينادي: من كان لقيس عليه مال فهو في حل. فأتاه الناس حتى هدموا درجتا كانوا يصعدون عليها إليه، وفي لفظ: فما أمسى حتى كسرت عتبة بابه من كثرة العواد. (2)
كان قيس في سرية فيها أبو بكر وعمر فكان يستدين ويطعم الناس، فقال أبو بكر و عمر: إن تركنا هذا الفتى أهلك مال أبيه فمشيا في الناس فلما سمع سعد قام خلف النبي فقال: من يعذرني من ابن أبي قحافة وابن الخطاب يبخلان علي إبني. " أسد الغابة "
____________
(1) الاستيعاب 2 ص 525، الإصابة 5 ص 254 (2) ربيع الأبرار للزمخشري، الاستيعاب 2 ص 526، البداية والنهاية 8 ص 100.
--- ... الصفحة 21 ... ---
4 ص 415.
وفي لفظ: كان قيس مع أبي بكر وعمر في سفر في حياة رسول الله صلى الله عليه وآله فكان ينفق عليهما وعلى غيرهما ويفضل فقال له أبو بكر: إن هذا لا يقوم به مال أبيك فأمسك يدك.
فلما قدموا من سفرهم قال سعد بن عبادة لأبي بكر: أردت أن تبخل إبني إنا لقوم لا نستطيع البخل. (1)
الفوائد الشهير بالغيلانيات لأبي بكر الشافعي (2/ 783)
قَالَ: وَحَدَّثَنِي دَاوُدُ بْنُ قَيْسٍ وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَنْصَارِيُّ وَخَارِجَةُ بْنُ الْحَارِثِ، قَالُوا: بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَبَا عُبَيْدَةَ فِي سَرِيَّةٍ فِيهَا الْمُهَاجِرُونَ وَالْأَنْصَارُ، وَهُمْ ثَلَاثُمِائَةِ رَجُلٍ إِلَى سَاحِلِ الْبَحْرِ إِلَى حَيٍّ مِنْ جُهَيْنَةَ، فَأَصَابَهُمْ جُوعٌ شَدِيدٌ، فَقَالَ قَيْسُ بْنُ سَعْدٍ: مَنْ يَشْتَرِي مِنِّي تَمْرًا بِجُزُرٍ، يَوَفِّينِي الْجُزُرَ هَاهُنَا، وَأُوَفِّيهِ التَّمْرَ بِالْمَدِينَةِ؟ فَجَعَلَ عُمَرُ يَقُولُ: وَاعَجَبَاهُ لِهَذَا الْغُلَامِ، لَا مَالُ لَهُ يَدِينَ فِيمَا لِغَيْرِهِ؟ فَوَجَدَ رَجُلًا مِنْ جُهَيْنَةَ، فَقَالَ قَيْسٌ: بِعْنِي جَزُورًا أُوَفِّيكَ وَسْقَةً مِنْ تَمْرٍ بِالْمَدِينَةَ، فَقَالَ الْجُهَنِيُّ: وَاللَّهِ مَا أَعْرِفُكَ فَمَنْ أَنْتَ؟ قَالَ: أَنَا ابْنُ سَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ بْنِ دُلَيْمٍ. قَالَ الْجُهَنِيُّ: مَا أَعْرَفَنِي بِنَسَبِكَ وَذَكَرَ كَلَامًا، فَابْتَاعَ مِنْهُ خَمْسَ جَزَائِرَ، كُلُّ جَزُورٍ بِوَسْقٍ مِنْ تَمْرٍ يَشْرِطُ عَلَيْهِ الْبَدَوِيُّ تَمْرَ ذَخِيرَةٍ مُصَلَّبَةٍ مِنْ تَمْرِ آلِ دُلَيْمٍ يَقُولُ قَيْسٌ: نَعَمْ قَالَ: فَأَشْهَدْ لِي. فَأَشْهَدَ لَهُ نَفَرًا مِنَ الْأَنْصَارِ وَمَعَهُمْ نَفَرٌ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ، قَالَ قَيْسٌ: أَشْهِدْ مَنْ تُحِبُّ، وَكَانَ فِيمَنْ أَشْهَدَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ، فَقَالَ عُمَرُ: مَا أَشْهَدُ، هَذَا يَدِينُ، وَلَا مَالَ لَهُ، إِنَّمَا الْمَالُ لِأَبِيهِ، قَالَ الْجُهَنِيُّ: وَاللَّهِ مَا كَانَ سَعْدٌ لِيَخُنِّي بِابْنِهِ فِي وَسْقَةٍ مِنْ تَمْرٍ، وَأَرَى وَجْهًا حَسَنًا، وَفِعَالًا شَرِيفًا " فَكَانَ بَيْنَ عُمَرَ وَقَيْسٍ كَلَامٌ حَتَّى أَغْلَظَ لِقَيْسٍ، وَأَخَذَ الْجُزُرَ، فَنَحَرَهَا لَهُمْ فِي مَوَاطِنَ ثَلَاثَةٍ كُلَّ يَوْمٍ جَزُورًا، فَلَمَّا كَانَ الْيَوْمُ الرَّابِعُ نَهَاهُ أَمِيرُهُ قَالَ: أَتُرِيدُ أَنْ تَخْفِرَ ذِمَّتَكَ وَلَا مَالَ لَكَ؟ قَالَ مُحَمَّدٌ: فَحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ سَهْلٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ رَافِعِ بْنِ خَدِيجٍ قَالَ: " أَقْبَلَ أَبُو عُبَيْدَةَ وَمَعَهُ عُمَرُ، فَقَالَ: عَزَمْتُ عَلَيْكَ أَنْ لَا تَنْحَرَ، أَتُرِيدُ أَنْ تَخْفِرَ ذِمَّتَكَ؟ قَالَ قَيْسٌ: يَا أَبَا عُبَيْدَةَ، أَتَرَى أَبَا ثَابِتٍ يَقْضِي دُيُونَ النَّاسِ، وَيَحْمِلُ الْكَلَّ، وَيُطْعِمُ فِي الْمَجَاعَةِ، لَا يَقْضِي عَنِّي وَسْقَةً مِنْ تَمْرٍ لِقَوْمٍ مُجَاهِدِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ؟ فَكَادَ أَبُو عُبَيْدَةَ أَنْ يَلِينَ لَهُ، وَجَعَلَ عُمَرُ يَقُولُ: أَعْزِمُ، فَعَزَمَ عَلَيْهِ، وَأَبَى أَنْ يَنْحَرَ، وَبَقِيَتْ جَزُورَانِ، فَقَدِمَ بِهَا قَيْسٌ الْمَدِينَةَ ظُهْرًا يَتَعَاقَبُونَ عَلَيْهَا. وَبَلَغَ سَعْدًا مَا أَصَابَ الْقَوْمَ مِنَ الْمَجَاعَةِ، فَقَالَ: إِنْ يَكُ قَيْسٌ كَمَا أَعْرِفُ فَسَيَنْحَرْ لِلْقَوْمِ. فَلَمَّا قَدِمَ قَيْسٌ لَقِيَهُ سَعْدٌ، فَقَالَ: مَا صَنَعْتَ فِي مَجَاعَةِ الْقَوْمِ قَالَ: نَحَرْتُ. قَالَ: أَصَبْتَ. قَالَ: ثُمَّ مَاذَا؟ قَالَ: نَحَرْتُ. قَالَ: أَصَبْتَ. قَالَ: ثُمَّ مَاذَا؟ قَالَ: نَحَرْتُ. قَالَ: أَصَبْتَ. قَالَ: ثُمَّ مَاذَا؟ قَالَ: نُهِيتُ. قَالَ: مَنْ نَهَاكَ؟ قَالَ: أَبُو عُبَيْدَةَ أَمِيرِي قَالَ: وَلِمَ؟ قَالَ: زَعَمَ أَنَّهُ لَا مَالَ لِي، وَإِنَّمَا الْمَالُ لِأَبِيكَ. فَقُلْتُ: أَبِي يَقْضِي عَنِ الْأَبَاعِدِ، وَيَحْمِلُ الْكَلَّ، وَيُطْعِمُ فِي الْمَجَاعَةِ، وَلَا يَصْنَعُ هَذَا بِي قَالَ: فَلَكَ أَرْبَعُ حَوَائِطَ، أَدْنَاهَا حَائِطٌ مِنْهُ تَجِدُ خَمْسِينَ وَسْقًا قَالَ: وَقَدِمَ الْبَدَوِيُّ مَعَ قَيْسٍ، فَأَوْفَاهُ وَسْقَهُ، وَحَمَلَهُ، وَكَسَاهُ. فَبَلَغَ ذَلِكَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِعْلُ قَيْسٍ، فَقَالَ: «إِنَّهُ فِي قَلْبِ جُودٍ»، قَالَ مُحَمَّدٌ: فَحَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحِجَازِيِّ، عَنْ عُمَرَ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ شُجَاعٍ قَالَ: لَمَّا قَدِمَ الْأَعْرَابِيُّ قَالَ: وَاللَّهِ مَا مِثْلُ ابْنِكَ ضَيَّعْتَ، وَلَا تُرِكْتَ بِغَيْرِ مَالٍ، فَابْنُكَ سَيِّدٌ مِنْ سَادَاتِ قَوْمِكَ، نَهَانِي الْأَمِيرُ أَنْ أَبِيعَهُ، فَقُلْتُ: لِمَ؟ قَالَ: لَا مَالَ لَهُ. فَلَمَّا انْتَسَبَ، عَرَفْتُهُ وَتَقَدَّمْتُ لِمَا أَعْرِفُ أَنَّكَ تَسْمُو إِلَى مَعَالِي الْأَخْلَاقِ وَجَسِيمِهَا، وَأَنَّكَ غَيْرَ مُذَمَّرٍ، لَا مَعْرِفَةَ لَدَيْكَ، فَأَعْطَى ابْنَهُ يَوْمَئِذٍ أَمْوَالًا عِظَامًا.
كل ما يكتبه علي ذو الشوكة هو من افكاره حصرا
تعليق