إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

مصابيح عاشورية / سماحة الشيخ السند دام ظله

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • مصابيح عاشورية / سماحة الشيخ السند دام ظله

    بسم الله الرحمن الرحيم

    اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين وعجل فرجهم وألعن عدوهم

    مصابيح عاشورية

    المصباح الأول (1)

    صفات الإمام جمعية جامعة

    قد أعتيد في الأذهان قراءة صفات الإمام بأبعاد فردية وبطابع فردي ، بينما حقيقة صفاته لاتقتصر على ذلك بل هي:

    1- ذات أبعاد مجتمعية وحضارية شاملة لأجيال بشرية ، فمثلا ما ورد في في غالب زيارات الائمة ع من الشهادة والإقرار من الزائر لهم بأنه أقام الصلاة و آتى الزكاة وأمر بالمعروف ونهي عن المنكر وتلا كتاب الله حق تلاوته، ليس المراد به الصلاة الفردية كشخص فقط ، بل إقامة صرحها في المجتمع و سلسلة الأجيال ، أي بناء مقومات الطباع في أعراف المجتمع بتوسط جذور دعائمها في العقلية والهوية الإجتماعية بنحو تكون أمواجها تتداعى بقاءا الى الأجيال الى قيام الساعة.

    وكذلك الحال في إيتاء الزكاة فهو شيد نظام الضريبة المالية في المجتمع البشري ونظام التكافل الإجتماعي بين الطبقات الثرية والمحرومة، وبين الفائض المالي لدى الفرد والمجموع وبين المعدم ذوي العوز. فرعاية أمير المؤمنين عليه السلام ليست بلحاظ كفالته لأيتام في بعض بيوت أهل الكوفة ، بل هو تأسيس العرف والعادة البشرية على رعاية الأيتام وكفالتهم .

    2-فهذا الأداء للزكاة هو حراك جمعي بشري وأجيالي وكذلك الحال في إقامة الصلاة ، وكذلك الحال في أمره بالمعروف لا يقتصر على المعروف الفردي لدى فرد في محضره عليه السلام ، بل المعروف الأكبر هو في البعد العقدي العقائدي لإنتماء الهوية البشرية، فالهوية التي تنشأها العقيدة الحقة كإنتماء في البشرية أعظم أركان المعروف ، لأن هذا المعروف ينبع منه سائر أنهار المعروف الأخرى ، ثم تأتي رتبة المعروف السياسي و الأقتصادي و الأمني والأخلاقي على صعيد الخلق الإجتماعي .

    روى مُحَمَّدِ بْنِ السَّائِبِ الْكَلْبِيِّ قَالَ: لَمَّا قَدِمَ الصَّادِقُ ع الْعِرَاقَ نَزَلَ الْحِيرَةَ فَدَخَلَ عَلَيْهِ أَبُو حَنِيفَةَ وَ سَأَلَهُ مَسَائِلَ وَ كَانَ مِمَّا سَأَلَهُ أَنْ قَالَ لَهُ جُعِلْتُ فِدَاكَ مَا الْأَمْرُ بِالْمَعْرُوفِ؟

    فَقَالَ‏ ع الْمَعْرُوفُ يَا أَبَا حَنِيفَةَ الْمَعْرُوفُ‏ فِي‏ أَهْلِ‏ السَّمَاءِ الْمَعْرُوفُ‏ فِي‏ أَهْلِ‏ الْأَرْضِ وَ ذَاكَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ ع

    قَالَ جُعِلْتُ فِدَاكَ فَمَا الْمُنْكَرُ؟

    قَالَ اللَّذَانِ ظَلَمَاهُ حَقَّهُ وَ ابْتَزَّاهُ أَمْرَهُ وَ حَمَلَا النَّاسَ عَلَى كَتِفِهِ .


    قَالَ أَلَا مَا هُوَ أَنْ تَرَى الرَّجُلَ عَلَى مَعَاصِي اللَّهِ فَتَنْهَاهُ عَنْهَا؟

    فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ع لَيْسَ ذَاكَ بِأَمْرٍ بِمَعْرُوفٍ وَ لَا نَهْيٍ عَنْ مُنْكَرٍ إِنَّمَا ذَاكَ خَيْرٌ قَدَّمَهُ.

    قَالَ أَبُو حَنِيفَةَ أَخْبِرْنِي جُعِلْتُ فِدَاكَ عَنْ قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَ‏ ثُمَّ لَتُسْئَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ‏ ؟

    قَالَ فَمَا هُوَ عِنْدَكَ يَا أَبَا حَنِيفَةَ

    قَالَ الْأَمْنُ فِي السَّرْبِ‏ وَ صِحَّةُ الْبَدَنِ وَ الْقُوتُ الْحَاضِرُ

    فَقَالَ يَا أَبَا حَنِيفَةَ لَئِنْ وَقَّفَكَ اللَّهُ وَ أَوْقَفَكَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَتَّى يَسْأَلَكَ عَنْ كُلِّ أَكْلَةٍ أَكَلْتَهَا وَ شَرْبَةٍ شَرِبْتَهَا لَيَطُولَنَّ وُقُوفُكَ

    قَالَ فَمَا النَّعِيمُ جُعِلْتُ فِدَاكَ؟

    قَالَ النَّعِيمُ نَحْنُ الَّذِينَ أَنْقَذَ اللَّهُ النَّاسَ بِنَا مِنَ الضَّلَالَةِ وَ بَصَّرَهُمْ بِنَا مِنَ الْعَمَى وَ عَلَّمَهُمْ بِنَا مِنَ الْجَهْلِ.

    قَالَ جُعِلْتُ فِدَاكَ فَكَيْفَ كَانَ الْقُرْآنُ جَدِيداً أَبَداً

    قَالَ لِأَنَّهُ لَمْ يَجْعَلْ لِزَمَانٍ دُونَ زَمَانٍ فَتُخْلِقَهُ الْأَيَّامُ وَ لَوْ كَانَ كَذَلِكَ لَفَنِىَ الْقُرْآنُ قَبْلَ فَنَاءِ الْعَالَمِ .


    تأويل الآيات الظاهرة في فضائل العترة الطاهرة، ص: 816 ، فليلاحظ كيف تقام المعاني في أعظم حقايقها العينية لا في فرعها المنشعب الصغير .

    3- وهذا بعد عظيم في صفات و أفعال الإمام ع أنهما تلوّن هوية المجتمع والبشرية فكرا وروحا وإنتماءا فمن ثم هو الصراط المستقيم للبشر لبلوغ جنان السعادة الإلهية .
    وكذلك الحال في المنكر ، فإن المنكر في المدرسة الفكرية العقدية للبشر المجندة للأمم بإتجاه مسار خطير أعظم تأثيرا في الأبعاد المختلفة السياسية والإقتصادية .

    4-ومن ثم كانت الأولوية المركزية لدي أداء الإمام ع هو البعد المجتمعي والأجيالي الحضاري ، لا البعد الفردي من حيث هو فردي .

    5-وعلى هذا فكل صفات الإمام ع هي صفات قيادية جمعية ، فشجاعة الإمام ع وبطولته لا تقتصر علي الجانب العضلاتي في البدن من حيث هو ، بل قوة حزمه في الأزمات وتفوق سيطرته لإدارة الأزمات ، فإن الإرهاب البوليسي الأموي مثلا لم يخنع الحسين ع للضراعة والسكوت ، والإرعاب لسلطة بني أمية لم يحجمه ع عن المقاومة لتحريف الدين وإستعباد العباد . وكذلك كونه ع مأمونا كونه الحافظ لأمن البشرية والأجيال في المجالات المختلفة تدبيرا .

    ومن ثم تحصيل الإمام لتلك الصفات ليس علي صعيد فردي لشخصه الشخيص الكريم ، بل شخصه المعصوم في مكابدة تحصيل إقامتها في الأمم والأجيال ، كما فسر ذنب النبي ص بذنب الأمة . وكذلك تلاوة الكتاب حق تلاوته هو فإنه بمعني تحقيق تنزيل الآيات وحيانيا بإقامته في مواطنه العظمي .

    مكتب المرجع الديني الشيخ محمد السند دام ظله 1/محرم /1438 هجري


  • #2

    🔹المصباح الثاني (2)🔹

    🔴الإمام المنصور عليه السلام والإمام المهدي عجل الله فرجه

    قد ورد في زيارة عاشوراء في المقطع الأول (وَ يَرْزُقَنِي طَلَبَ ثَارِكَ مَعَ‏ إِمَامٍ‏ مَنْصُورٍ مِنْ آلِ مُحَمَّدٍ ص‏)
    وفي المقطع الثاني (وَ أَنْ يَرْزُقَنِي طَلَبَ ثَارِكُمْ- مَعَ إِمَامٍ مَهْدِيٍّ نَاطِقٍ لَكُم) ، فيتساءل عن وجه تغيير الصفة من المنصور الى المهدي ، فهل هما صفتان لإمام واحد أم لإمامين من آل محمد صلوات الله عليهما ؟
    وهل هناك تغاير بين الطلب لثارهم بين الإمامين ، وسر ذلك ؟

    قد ورد في روايات الفريقين حديث نبوي كما رواه ابي جعفر الباقر ع :
    ، نحن و الله أصحاب الأمر- و فينا القائم و منا السفاح‏ و المنصور و قد قال الله «وَ مَنْ قُتِلَ مَظْلُوماً فَقَدْ جَعَلْنا لِوَلِيِّهِ سُلْطاناً» نحن أولياء الحسين بن علي ع و على دينه العياشي ؛ ج‏2 ؛ ص291

    وعن أبي عبد اللّه عليه السلام قال: سألته عن قول اللّه عزّ و جلّ: وَ مَنْ قُتِلَ مَظْلُوماً فَقَدْ جَعَلْنا لِوَلِيِّهِ سُلْطاناً فَلا يُسْرِفْ فِي الْقَتْلِ إِنَّهُ كانَ مَنْصُوراً قال: نزلت في الحسين عليه السلام لو قتل وليّه أهل الأرض ما كان مسرفا، و وليّه القائم عليه السلام. تأويل الآيات ج 1/ 280 ح 10،

    وفي كنز العمال :37318- عن الأعمش عن الضحاك عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: منا السفاح ومنا المنصور ومنا المهدي. وغيرها من الطرق والمصادر الكثيرة .

    وقد رووا عن النبي ص وآله وأهل البيت ع : منّا المدثر ومنّا السفاح والمنصور والمهدي، و المدثر عنوان لمقام النبي في الرجعة، والسفاح عنوان لمقام أمير المؤمنين في الرجعة، والمنصور عنوان لمقام الحسين في الرجعة، والمهدي عنوانٌ لظهورالإمام الثاني عشر ولرجعة الأئمة الاثني عشر.

    المقام المحمود في دولة الرجعة:

    وروى ابن قولويه في كامل الزيارات‏ باب/ 104، بسند معتبر فيه إرسال خفيف عن أبي عبدالله (ع):- قال تقول إذا أتيت قبر الحسين بن علي (ع)، ويجزيك عند قبر كل إمام (ع) (ثم ساق الزيارة إلى أنْ قال في آخر الزيارة)- أنْ يقول الزائر «اللهمَّ لا تجعله آخر العهد من زيارة قبر ابن نبيك وابعثه مقاماً محموداً تنتصر به لدينك وتقتل به عدوك فإنك وعدته ذلك وأنت الرب الذي لا تخلف الميعاد»، ثم قال (ع): وكذلك تقول عند قبور كل الأئمة (عليهم السلام).

    ومفاد صريح هذه الزيارة التي ذكرها ا بن قولويه أن المقام المحمود لهم (عليهم السلام) من مصاديقه البارزة مقام دولتهم في الرجعة فلكل إمام مقام محمود بدولة عزيزة باهرة ظاهرة، وأنَّ كل إمام موعود بهذا المقام ينتصر الله به لدينه، فكل إمام منتظر موعود يدعى له بالفرج وتعجيل ذلك له، وأنْ يبعثه الله من قبره لذلك الوعد والميعاد لقيادة دولة الحق والعدل، وأنَّ دعاء الفرج عام لكل من الأئمة (عليهم السلام) الاثني عشر، وهو لا يقتصر علي الإمام المهدي الحجة بن الحسن العسكري (عج)، بلْ قدْ نصَّ في ذلك الدعاء على عموم كل الأئمة (عليهم السلام)، كما يتّضح من ذلك أنَّ زيارة كل واحد منهم (عليهم السلام) هي لتجديد العهد والبيعة مع الإمام المزور لأجل النصرة والإعداد لدولة الرجعة «ونصرتي لكم معدّة حتّى يحيي الله دينه بكم».

    طلب ثأرهم هو تطهير الأرض من الجور والظلم

    وطلب ثارهم والانتقام لهم لا ينطلق من ردَّة فعل نفساني وغيض غرائزي، بلْ معنى الانتقام في منطق الوحي وأهل البيت (عليهم السلام) هو إزالة الباطل وما تولَّد منه من فروع وتداعيات في البلاد والعباد حصداً بجذوره وأشجاره، أي تطهير البلاد والعباد من أشخاص الرجس والأنجاس، وهو أمر تطول مدته ويدوم مقامه لأنه لايتكامل العباد بمرحلة واحدة ، بل يحتاجون الى مراحل وأدوار ، وهذا سر التعدد في زيارة عاشوراء .

    وهذا المقطع من الزيارة قدْ وَرَدَ مضمونه مكرراً في الزيارات العديدة، ومفاده: أخذ الاستعداد والإعداد بالتهي‏ء والتمدد في القوة والقدرة إعداداً لإقامة دولتهم عند رجوعهم إلى دار الدنيا مرةً أُخرى، فالتطلع والطموح والإعداد لا يقتصر على دولة ظهور المهدي الحجة بن الحسن العسكري (عج)، بلْ يعمُّ إقامة دولة دائمة لمحمد وآل مُحمَّد (عليهم السلام) لا تزول إلى يوم القيامة، وهو مشروع ضخم فيحتاج إلى إعداد واستعداد وتنمية للقدرات على كل الأصعدة يتناسب مع حجم وضخامة هذا المشروع.

    فوظيفة الاستعداد والانتظار لا تقتصر علي ظهور الإمام الثاني عشر (عج) فحسب، بلْ تشمل انتظار رجعة كل إمام منهم (عليهم السلام)، وأنَّ من غايات الزيارة توطيد هذا المعنى والارتباط.

    والمراد من بعثهم بعثهم من القبور في الرجعة.

    وفي رواية الشيخ الطوسي في الغيبة، من أنَّه يملك بعد القائم رجل من أهل البيت ثلاثمائة سنة ويزداد تسعة، وهو المنتصر وهو المنصور ويطلب بدمه وبدماء أصحابه» ، وقد رواها المفيد في الاختصاص ببسط في الرواية عن جابر، قال: سمعت أبا جعفر (ع) يقول: «والله ليملكنَّ رجل منّا أهل البيت بعد موته ثلاث مائة سنة ويزداد تسعاً»، قال: فقلت: فمتى يكون ذلك؟ قال: فقال: «بعد موت القائم»، قلت له: وكم يقوم القائم في عالمه حتَّى يموت؟ قال: فقال: «تسعة عشر سنة من يوم قيامه إلى يوم موته ...»

    وروي عن عقبة عن ابي عبدالله (ع) أنه سئل عن الرجعة أحق هي؟ قال نعم فقيل له من أول من يخرج قال؟ قال: الحسين يخرج على إثر القائم (عج)، قلت ومعه الناس كلهم؟ قال لا بل كما ذكر الله تعالى في كتابه‏ يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَتَأْتُونَ أَفْواجاً قوما بعد قوما.
    ( الغيبة للطوسي ح 505 ص 478 و 479 ورواه في مختصر بصائر الدرجات عن مصدر آخر ح 145/ 45 ص 197).

    مكتب سماحة المرجع الديني #الشيخ_محمد_السند دام ظله

    تعليق


    • #3

      المصباح العاشوري الثالث (3)

      السلام العالمي والسلم الحسيني
      نفقات التسلح العالمي والإنفاق الحسيني

      لنستعرض بعض الحالات التي يرزح فيها البشر في العصر الراهن ، ونلاحظ أن جملة ثروات الأرض تهدر بشكل جنوني تحت طائلة الغرائز الحيوانية من الغضب الجامح أو الشهوة المفرطة أو شدة الطمع لجمع الثروة لنقارن بين الإنفاقين العالمي والحسيني وأن أيهما يصب في السلم الدولي و الأمن البشري :

      1- التسلح والفقر البشري : أظهرت دراسات وتقارير لمعاهد دولية وبيانات الأمم المتحدة، أن العالم ينفق على السلاح ما يزيد عن مائة ضعف مجموع ما يصرفه على المساعدات الانسانية.
      وكانت الأمم المتحدة أنفقت العام الماضي قيمة المساعدات الإنسانية في 24 دولة، وطلبت العام الحالي مبلغ 13 مليار دولار من أجل تقديمها لـ52 مليون شخص في 17 دولة. حسب برنامج الأمم المتحدة لعام 1998 فالعالم في احتياج لـ 13 مليار دولار فقط لمنح كل إنسان ما يلزمه من طعام ورعاية صحية أساسية. ويحتاج العالم إلى 6 مليار أخرى للتعليم الأساسي للجميع.
      وأن مصاريف التسلح العام للوجود العسكري للقوي المتنافسة تشير إلي ارتفاعه العام القادم بسبب سعيها لتكثيف التسليح. ويذكر أن قيمة المساعدات الإنسانية انخفضت في السنين الأخيرة ، مع أن المساعدات غالبًا ما تصرف على شكليات تستفيد منها شركات الدولة الغنية التي تدفع هذه المعونات و العديد من الحروب في العصر الحديث قامت بسبب مصالح وطموحات شخصية اقتصادية . فيلاحظ أن نفقات البشر ذي العقلية النموذجية العصرية تتجه الى أسلحة الدمار الفتاكة ويزداد الإنفاق في هذا النفق المظلم الى متاهة لا يعلم شدة مخاطرتها ، وكله نابع من ازدياد سعرة الغرائز الحيوانية من الغضبية والعصبية وحمية الجاهلية و عدم سيطرة النظام الأخلاقي للمكارم والمعالي الذي تبنيه وتزرعه مدرسة الحسين ع ، فكم تتعطش البشرية الراهنة والمعاصرة لروحية المثل التي تجسدها روح الحسين ع ومدرسة الطف وكربلا وعاشوراء وكنموذج مصغر مجتمع مسيرة الأربعين الحسيني، ومن ثم يتضح أن الإنفاق على عولمة المشروع الشعائري الحسيني( كتفاعل فكري وعاطفي) سفينة نجاة للركب البشري المعاصر ، الى ساحل الأمان الذي تنشد البشرية الوصول اليه ، وأن تصحر الأرض لا يخضرها إلا الزرع الحسيني، وإلا فأن الحياة على هذا الكوكب مهددة بالفناء ، وليس هذه المقولة شعرا أدبيا بقدر ما هي أرقام ملموسة راهنة.

      2- الفقر في العالم: ويعرف الفقر بإنه حالة اقتصادية تتمثل في نقص كل من المال والضروريات الأساسية لحياة ناجحة مثل الغذاء، الماء، التعليم والرعاية الطبية. و ذكرت التقارير عن منظمة "غالوب" العالمية التي تقدم الاستشارات الإدارية والموارد البشرية والبحوث الإحصاءية إن أكثر من خُمس سكان العالم يعيشون تحت خط الفقر المدقع، مضيفة أنه في آخر إحصاء أجرته حديثاً على نحو 131 دولة حول العالم أن 22% من سكان العالم يعيشون على 1.25 دولارا في اليوم أو أقل. ويعرّف البنك الدولي الفقر على أنه الحالة التي يكون فيها واحد من بين كل ثلاثة أشخاص - بما يعني نسبة 34% - يعيشون على 2 دولار في اليوم ، وفي بعض التقارير 2مليار من البشر حول العالم يعيشون على أقل من دولار يوميًّا، و2.8 مليار يعيشون على أقل من دولارين في اليوم. هناك حوالي 45% من الفقراء يعيشون في مجتمعات غير منخفضة الدخل، أي هناك فقراء في بلاد الأغنياء، مثلا إن 30 مليون فرد يعيشون تحـت خط الفقـر في الولايات المتحدة الأمريكية (15 % من السكـان) .

      بينما نشاهد في المدرسة الحسينية محورية التكافل والتعاون و الإيثار والإحسان و التحسس بالرأفة و الرحمة و الإهتمام بالمحرومين ، والتحرر من حبوسية الذات وسجن الأنانية وبوتقة الذاتية ، ونحن نعيش مجتمع مسيرة الأربعين الحسيني نموذجا مثاليا لذلك، وهذا ما دهش و حيّر المراقبين رغم عدم إعتماد الملايين في مجتمع الأربعين على دعم أي دولة ولا نظام بل على نظام التكافل و الإيثار تعجز الأنظمة السياسية الدولية عن القيام بها في ضمن فترة زمنية قصيرة لملايين في بقاع جغرافية، بل تعجز النظم العصرية الدولية عن إقامة هذه الخدمات في مآت آلاف في أيام محدودة قصيرة في منتدى ألمبيادي رياضي .

      3- الأصول المالية للدول : تقوم الدول الغربية بإحتضان الطبقة الحاكمة لأنظمة الدول المتوسطة والفقيرة، تستقبل أموالهم في حسابات بنكية، وتستفيد البنوك الأوروبية والأمريكية بهذه الأموال بفتح حسابات لهؤلاء الإقطاع السياسي للحكام فتضخ ثروات الشعوب للغرب ثم يقوم الغرب بتجميد تلك الأصول المالية ومصادرتها بألاعيب شتى بل لا تسمح لذلك الإقطاع من الحكام بنقل الأصول المالية و لا تحريكها و لا مداولتها كيفما يشاؤوا و لا الإسترباح بها ولا إستعادتها لمشاريع في بلدانهم ولا و لا و لا ألف لا بل هي حكر للإقطاع الغربي ليس إلا حينئذ . وهذا ما يقاومه النهج الحسينيي بشعار مناهض لـ (وإتخذوا ...... مال الله دولا ).

      4- الرق البشري المعاصر : ويسمى الاستعباد والرق الجنسي و هو إستعباد بهدف الاستغلال الجنسي، أو الإتجار بالإعضاء أو التشغيل القسري ، يفرض فيه الطرف المستعبد على الطرف المستعبَد القيام بممارسات جنسية مختلفة، ومن أنماطه إغراء الفتيات من كافة الاعمار بوظيفة ما في أحد الدول الغنية حيث يقوم المستغلون بأساليب إستغفال وخداع للإستحواذ عليهن، ومن ثم تقوم بأعمال الفواحش الساقطة وتنتهي حياتها كعبدة لمستغليها وان خرجت عن قوانينهم تتعرض للضرب والتشويه الجسدي والقتل أحيانا ، أو بالخطف للنساء ، وتتم في جميع البلدان و تنتشر أكثر في البلدان التي فيها حروب وكوارث، من قبل العصابات وتهريبهن في معظم الأحيان خارج حدود الدولة وبيعهن في اسواق الدعارة.

      بينما في النهج الحسيني( وإتخذوا عباد الله خولا ...)(وَ يَزِيدُ فَاسِقٌ شَارِبُ الْخَمْرِ وَ قَاتِلُ النَّفْسِ وَ مِثْلِي‏ لَا يُبَايِعُ‏ لِمِثْل).

      مكتب سماحة المرجع الديني #الشيخ_محمد_السند دام ظله

      تعليق

      المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
      حفظ-تلقائي
      x

      رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

      صورة التسجيل تحديث الصورة

      اقرأ في منتديات يا حسين

      تقليص

      لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

      يعمل...
      X