إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

إنّ أبي _الحسين_ مات غريباً فاندبوه ، ومضى شهيداً فابكوه !

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • إنّ أبي _الحسين_ مات غريباً فاندبوه ، ومضى شهيداً فابكوه !

    بسم الله الرحمن الرحيم

    اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين وعجل فرجهم وألعن عدوهم

    اللهم العن ابي بكر وعمر وعائشة وحفصة ويزيد ومعاوية والشكر وحرملة وعبر بن سعد ومن تبعهم ورضي بفعلهم

    فقال علي(عليه السلام) : يا أبتاه! أين عمّي العباس؟ فلمَّا سأل عن عمِّه اختنقت زينب بعبرتها ، وجعلت تنظر إلى أخيها كيف يجيبه; لأنه لم يخبره بشهادة عمِّه العباس خوفاً من أن يشتدَّ مرضُه .

    فقال(عليه السلام) : يا بني! إنَّ عمَّك قد قُتل ، وقطعوا يديه على شاطىء الفرات ، فبكى علي بن الحسين(عليه السلام) بكاء شديداً حتى غشي عليه ، فلمَّا أفاق من غشيته جعل يسأل عن كل واحد من عمومته والحسين(عليه السلام) يقول له : قُتل . فقال : وأين أخي علي ، وحبيب بن مظاهر ، ومسلم بن عوسجة ، وزهير بن القين؟ فقال له : يا بنيّ! اعلم أنه ليس في الخيام رجل حيٌّ إلاَّ أنا وأنت ، وأمّا هؤلاء الذين تسأل عنهم فكلُّهم صرعى على وجه الثرى .

    فبكى علي بن الحسين (عليه السلام) بكاءً شديداً ، ثمَّ قال لعمَّته زينب : يا عمّتاه! عليَّ بالسيف والعصا ، فقال له أبوه : وما تصنع بهما؟ فقال : أمَّا العصا فأتوكَّأ عليها ، وأمَّا السيف فأذبُّ به بين يدي ابن رسول الله(صلى الله عليه وآله) ، فإنّه لا خير في الحياة بعده ، فمنعه الحسين من ذلك ، وضمَّه إلى صدره ، وقال له : يا ولدي! أنت أطيب ذرّيّتي ، وأفضل عترتي ، وأنت خليفتي على هؤلاء العيال والأطفال ، فإنهم غرباء مخذولون ، قد شملتهم الذلّة واليتم شماتة الأعداء ونوائب الزمان ، سكِّتهم إذا صرخوا ، وآنسهم إذا استوحشوا ، وسلِّ خواطرهم بليِّن الكلام ، فإنّهم ما بقي من رجالهم من يستأنسون به غيرك ، ولا أحد عندهم يشكون إليه حزنهم سواك ، دعهم يشمّوك وتشمّهم ، ويبكوا عليك وتبكي عليهم .

    ثمَّ لزمه بيده ، وصاح بأعلى صوته : يا زينب! ويا أمَّ كلثوم! ويا سكينة! ويا رقيّة! ويا فاطمة! اسمعن كلامي ، واعلمن أنّ ابني هذا خليفتي عليكم ، وهو إمامٌ مفترضُ الطاعة ، ثمَّ قال له : يا ولدي! بلِّغ شيعتي عنّي السلام فقل لهم : إنّ أبي مات غريباً فاندبوه ، ومضى شهيداً فابكوه .

    الدمعة الساكبة 4/351 .

  • #2
    جاء في ثمرات الأعواد روي أن فاطمة(عليها السلام) لمَّا دنت منها الوفاة دعت ابنتها زينب ، فشمَّتها في نحرها ، وقبَّلتها في صدرها ، وقالت لها : هذه وديعةٌ لي عندك ، فإذا رأيتِ أخاكِ وحيداً فريداً شمّيه في نحره ، وقبِّليه في صدره ، فإنّ نحرَه موضعُ سيف ابن ذي الجوشن ، وإنّ صدرَه موضعُ حوافرِ خيولِ بني أميّة ، قال : فامتثلت الحوراء زينب ذلك .

    ولمَّا كان يوم عاشورا ، وبقي الحسين(عليه السلام) وحيداً فريداً ، وأراد أن يودِّع العيال ويمضي إلى القتال ، أقبلت إليه أمُّ المصائب(عليها السلام) وقالت له : أخي! اكشف لي عن صدرك وعن نحرك ، فكشف لها الحسين(عليه السلام) عن صدره ، فقبَّلته في صدره ، وشمَّته في نحره ، ثمَّ وجَّهت وجهها نحو المدينة صائحةً : يا أمَّاه! قد استُرجعت الوديعة ، وأُخذت الأمانة ، فتعجَّب الحسين(عليه السلام) من كلامها ، فقال لها : أخيَّة! وما هي الأمانة؟ قالت : اعلم يا بن أُم ، لمَّا دنت الوفاة من أمِّنا فاطمة(عليها السلام) قرَّبتني إليها ، وشمَّتني في نحري ، وقبَّلتني في صدري ، وقالت لي : يا بينَّة! هذه وديعةٌ لي عندك فإذا رأيتِ أخاكِ الحسين(عليه السلام) فريداً شمِّيه في نحره ، وقبِّليه في صدره .

    قال الراوي : فلمَّا سمع بذكر أمِّه بكى(عليه السلام) ، وسُمِعَ مناد ينادي بين السماء والأرض : واولداه واحسيناه

    ثمرات الأعواد ، السيِّد علي بن الحسين الهاشمي

    تعليق


    • #3
      قال الشيخ المفيد والسيِّد وابن نما رحمهم الله : واشتدَّ العطش بالحسين(عليه السلام)فركب المسناة يريد الفرات ، والعباس(عليه السلام) أخوه بين يديه ، فاعترضه خيل ابن سعد فرمى رجل من بني دارم الحسين(عليه السلام) بسهم فأثبته في حنكه الشريف ، فانتزع(عليه السلام)السهم ، وبسط يده تحت حنكه ، حتى امتلأت راحتاه من الدم ، ثمَّ رمى به ، وقال : اللهم إنّي أشكو إليك ما يُفعل بابن بنت نبيِّك ، ثمَّ اقتطعوا العباس عنه وأحاطوا به من كل جانب حتى قتلوه ، وكان المتولّي لقتله زيد بن ورقاء الحنفي وحكيم بن الطفيل السنبسي ، فبكى الحسين(عليه السلام) لقتله بكاءً شديداً

      تعليق


      • #4
        قال السيد ابن طاووس عليه الرحمة : قال بعض الرواة : فوالله ما رأيت مكثوراً قط قد قُتل ولدُه وأهل بيته وصحبه أربطَ جأشاً منه ، وإن كانت الرجال لتشدُّ عليه فيشدُّ عليها بسيفه ، فتنكشف عنه انكشاف المعزى إذا شدَّ فيها الذئب ، ولقد كان يحمل فيهم وقد تكمَّلوا ألفاً فينهزمون بين يديه كأنهم الجراد المنتشر ، ثمَّ يرجع إلى مركزه وهو يقول : لا حول ولا قوَّة إلاَّ بالله العليِّ العظيم

        قال ابن شهر آشوب ومحمد بن أبي طالب : ولم يزل يقاتل حتى قتل ألف رجل وتسعمائة رجل وخمسين رجلا سوى المجروحين ، فقال عمر بن سعد لعنه الله لقومه : الويل لكم ، أتدرون لمن تقاتلون؟ هذا ابن الأنزع البطين ، هذا ابن قتّال العرب ، فاحملوا عليه من كل جانب ، وكانت الرماة أربعة آلاف ، فرموه بالسهام ، فحالوا بينه وبين رحله

        تعليق


        • #5
          قال محمد بن أبي طالب وصاحب المناقب والسيِّد عليهم الرحمة : فصاح بهم : ويحكم يا شيعة آل أبي سفيان! إن لم يكن لكم دين ، وكنتم لا تخافون المعاد ، فكونوا أحراراً في دنياكم ، وارجعوا إلى أحسابكم إذ كنتم أعراباً ، فناداه شمر فقال : ما تقول يا ابن فاطمة؟ قال : أقول : أنا الذي أقاتلكم وتقاتلوني ، والنساء ليس عليهنّ جناح ، فامنعوا عتاتكم عن التعرُّض لحرمي مادمت حيّاً ، فقال شمر : لك هذا ، ثمَّ صاح شمر : إليكم عن حرم الرجل ، فاقصدوه في نفسه ، فلعمري لهو كفوٌ كريم .

          قال : فقصده القوم وهو في ذلك يطلب شربة من ماء ، فكلَّما حمل بفرسه على الفرات حملوا عليه بأجمعهم حتى أحلّوه عنه

          قال محمد بن شهر آشوب : روى أبو مخنف عن الجلودي أن الحسين(عليه السلام)حمل على الأعور السلمي وعمرو بن الحجاج الزبيدي ، وكانا في أربعة آلاف رجل على الشريعة ، وأقحم الفرس على الفرات ، فلمّا أولغ الفرس برأسه ليشرب قال(عليه السلام) : أنت عطشان وأنا عطشان ، والله لاذقت الماء حتى تشرب ، فلمّا سمع الفرس كلام الحسين(عليه السلام) شال رأسه ولم يشرب كأنّه فهم الكلام ، فقال الحسين(عليه السلام) : فأنا أشرب ، فمدَّ الحسين(عليه السلام) يده فغرف من الماء ، فقال فارس : يا أبا عبدالله! تتلذَّذ بشرب الماء وقد هُتكت حُرمك؟ فنفض الماء من يده ، وحمل على القوم ، فكشفهم فإذا الخيمة سالمة

          تعليق


          • #6
            قالوا : ثمَّ رماه رجل من القوم ـ يكنّى أبا الحتوف الجعفي ـ بسهم ، فوقع السهم في جبهته ، فنزعه من جبهته فسالت الدماء على وجهه ولحيته ، فقال(عليه السلام) : اللهم إنّك ترى ما أنا فيه من عبادك هؤلاء العصاة ، اللهم أحصهم عدداً ، واقتلهم بدداً ، ولا تذر على وجه الأرض منهم أحداً ، ولا تغفر لهم أبداً .

            ثمَّ حمل عليه كالليث المغضب ، فجعل لا يلحق منهم أحداً إلاَّ بعجه بسيفه فقتله ، والسهام تأخذه من كل ناحية ، وهو يتّقيها بنحره وصدره ، ويقول : يا أمَّة السوء! بئسما خلفتم محمداً في عترته ، أما إنكم لن تقتلوا بعدي عبداً من عباد الله فتهابوا قتله ، بل يهون عليكم عند قتلكم إياي ، وأيم الله إني لأرجو أن يكرمني ربّي بالشهادة بهوانكم ، ثم ينتقم لي منكم من حيث لا تشعرون .

            قال : فصاح به الحصين بن مالك السكوني ، فقال : يا ابن فاطمة وبماذا ينتقم لك منّا؟ قال : يلقي بأسكم بينكم ، ويسفك دماءكم ، ثم يصبُّ عليكم العذاب الأليم ، ثم لم يزل يقاتل حتى أصابته جراحات عظيمة .

            تعليق


            • #7
              قالوا : فوقف(عليه السلام) يستريح ساعة وقد ضعف عن القتال ، فبينما هو واقف إذ أتاه حَجر فوقع في جبهته ، فأخذ الثوب ليمسح الدم عن وجهه ، فأتاه سهم محدَّد مسموم له ثلاث شعب ، فوقع السهم في صدره ـ وفي بعض الروايات على قلبه ـ فقال الحسين(عليه السلام) : بسم الله وبالله ، وعلى ملّة رسول الله ، ورفع رأسه إلى السماء وقال : إلهي! إنّك تعلم أنهم يقتلون رجلا ليس على وجه الأرض ابن نبيٍّ غيره ، ثمَّ أخذ السهم فأخرجه من قفاه ، فانبعث الدم كالميزاب ، فوضع يده على الجرح ، فلمَّا امتلأت رمى به إلى السماء ، فما رجع من ذلك الدم قطرة ، وما عُرفت الحمرة في السماء حتى رمى الحسين(عليه السلام) بدمه إلى السماء ، ثمَّ وضع يده ثانياً ، فلمَّا امتلأت لطَّخ بها رأسه ولحيته ، وقال : هكذا أكون حتى ألقى جدّي رسول الله(صلى الله عليه وآله) وأنا مخضوب بدمي ، وأقول : يا رسول الله! قتلني فلان وفلان .

              فلان وفلان ابو بكر وعمر لعنهما الله

              تعليق


              • #8
                ثمَّ ضعف عن القتال فوقف ، فكلَّما أتاه رجل وانتهى إليه انصرف عنه ، حتّى جاءه رجل من كندة يقال له : مالك بن النسر ، فشتم الحسين(عليه السلام) وضربه بالسيف على رأسه ، وعليه برنس فامتلأ دماً ، فقال له الحسين(عليه السلام) : لا أكلت بها ولا شربت ، وحشرك الله مع الظالمين ، ثمَّ ألقى البرنس ولبس قلنسوة واعتمَّ عليها ، وقد أعيى ، وجاء الكندي وأخذ البرنس وكان من خزٍّ ، فلمَّا قدم بعد الوقعة على امرأته فجعل يغسل الدم عنه ، فقالت له امرأته : أتدخل بيتي بسلب ابن رسول الله؟ اخرج عنّي ، حشى الله قبرك ناراً ، فلم يزل بعد ذلك فقيراً بأسوأ حال ، ويبُست يداه ، وكانتا في الشتاء تنضحان دماً ، وفي الصيف تصيران يابستين كأنهما عودان .

                قال الشيخ المفيد والسيِّد ابن طاووس عليهما الرحمة : فلبثوا هنيئة ، ثمَّ عادوا إليه وأحاطوا به ، فخرج عبدالله بن الحسن بن علي(عليهم السلام) ـ وهو غلام لم يراهق ـ من عند النساء يشتدُّ حتى وقف إلى جنب الحسين(عليه السلام) ، فلحقته زينب بنت علي(عليه السلام) لتحبسه ، فقال الحسين(عليه السلام) : احبسيه يا أختي! فأبى وامتنع امتناعاً شديداً ، وقال : لا والله لا أفارق عمّي ، وأهوى أبجر بن كعب ـ وقيل : حرملة بن كأهل ـ إلى الحسين(عليه السلام)بالسيف ، فقال له الغلام : ويلك يا ابن الخبيثة! أتقتل عمّي؟ فضربه بالسيف ، فاتّقاه الغلام بيده فأطنَّها إلى الجلد فإذا هي معلَّقة ، فنادى الغلام : يا أمّاه ، فأخذه الحسين(عليه السلام)فضمَّه إليه ، وقال : يابن أخي! اصبر على ما نزل بك ، واحتسب في ذلك الخير ، فإن الله يلحقك بآبائك الصالحين ، قال السيِّد : فرماه حرملة بن كأهل بسهم فذبحه وهو في حجر عمِّه الحسين(عليه السلام)

                تعليق


                • #9
                  ولما أُثخن (عليه السلام) بالجراح وبقي كالقنفذ طعنه صالح بن وهب المزني على خاصرته طعنة ، فسقط(عليه السلام) عن فرسه إلى الأرض على خدِّه الأيمن ، ثم قام صلوات الله عليه .

                  قال : وخرجت زينب من الفسطاط وهي تنادي : واأخاه! واسيِّداه! وا أهل بيتاه! ليت السماء أطبقت على الأرض ، وليت الجبال تدكدكت على السهل .

                  قال : وصاح الشمر : ما تنتظرون بالرجل؟ فحملوا عليه من كل جانب ، فضربه زرعة بن شريك على كتفه ، وضرب الحسين زرعة فصرعه ، وضربه آخر على عاتقه المقدَّس بالسيف ضربة كبا(عليه السلام) بها لوجهه ، وكان قد أعيى ، وجعل(عليه السلام)ينوء ويكبو ، فطعنه سنان بن أنس النخعي في ترقوته ، ثمَّ انتزع الرمح فطعنه في بواني صدره ، ثمَّ رماه سنان أيضاً بسهم فوقع السهم في نحره ، فسقط(عليه السلام) وجلس قاعداً ، فنزع السهم من نحره ، وقرن كفّيه جميعاً ، وكلَّما امتلأتا من دمائه خضّب بهما رأسه ولحيته ، وهو يقول : هكذا حتى ألقى الله مخضَّباً بدمي ، مغصوباً عليَّ حقّي.

                  تعليق


                  • #10
                    قال حميد بن مسلم : وخرجت زينب بنت علي(عليه السلام) وهي تقول : ليت السماء انطبقت على الأرض ، يا عمر بن سعد! أيقتل أبو عبدالله وأنت تنظر إليه؟ ودموع عمر تسيل على خدّيه ولحيته ، وهو يصرف وجهه عنها ، والحسين(عليه السلام) جالس ، وعليه جبّة خزٍّ ، وقد تحاماه الناس ، فنادى شمر : ويلكم ، ما تنتظرون به؟ قد أثخنته الجراح والسهام اقتلوه ثكلتكم أمّهاتكم ، فحملوا عليه من كل جانب قال الراوي : وهو يكبو مرّة ويقوم أخرى ، فحمل عليه سنان في تلك الحال فطعنه بالرمح فصرعه وفي رواية فوقع (عليه السلام) على خده الأيمن ، وقال لخولي بن يزيد : اجتزَّ رأسه! فضعف وارتعدت يده ، فقال له سنان : فتَّ الله عضدك ، وأبان يدك ، فنزل إليه شمر لعنه الله ، وكان اللعين أبرص ، فضربه برجله فألقاه على قفاه ، ثمَّ أخذ بلحيته ، فقال الحسين(عليه السلام) : أنت الأبقع الذي رأيتك في منامي ، فقال : أتشبِّهني بالكلاب؟ ثمَّ جعل يضرب بسيفه مذبح الحسين(عليه السلام) .

                    وقيل : جاء إليه شمر وسنان بن أنس ، والحسين(عليه السلام) بآخر رمق ، يلوك لسانه من العطش ، ويطلب الماء ، فرفسه شمر ـ لعنه الله ـ برجله ، وقال : يا ابن أبي تراب! ألست تزعم أنّ أباك على حوض النبيِّ(صلى الله عليه وآله) يسقي مَنْ أحبَّه ، فاصبر حتى تأخذ الماء من يده ، ثم قال لسنان : اجتزَّ رأسه قفاء ، فقال سنان : والله لا أفعل ، فيكون جدُّه محمد(صلى الله عليه وآله) خصمي .

                    تعليق


                    • #11
                      فغضب شمر لعنه الله ، وجلس على صدر الحسين ، وقبض على لحيته ، وهمَّ بقتله ، فضحك الحسين(عليه السلام) ، فقال له : أتقتلني ولا تعلم من أنا؟ فقال : أعرفك حقَّ المعرفة : أمُّك فاطمة الزهراء ، وأبوك عليُّ المرتضى ، وجدُّك محمد المصطفى أقتلك ولا أبالي ، فضربه بسيفه اثنتا عشرة ضربة ، ثم جزَّ رأسه صلوات الله وسلامه عليه ، ولعن الله قاتله ومقاتله والسائرين إليه بجموعهم .

                      قال ابن شهر آشوب عليه الرحمة : روى أبو مخنف عن الجلودي أنه لمَّا صُرع الحسين(عليه السلام)جعل فرسه يحامي عنه ، ويثب على الفارس فيخبطه عن سرجه ويدوسه ، حتى قتل الفرس أربعين رجلا ، ثم تمرَّغ في دم الحسين(عليه السلام) ، وقصد نحو الخيمة وله صهيل عال ، ويضرب بيده الأرض .

                      وقال السيِّد رضي الله عنه : فلمَّا قتل صلوات الله عليه ارتفعت في السماء في ذلك الوقت غبرة شديدة سوداء مظلمة ، فيها ريح حمراء ، لا ترى فيها عين ولا أثر ، حتّى ظنَّ القوم أنَّ العذاب قد جاءهم ، فلبثوا كذلك ساعة ثمَّ انجلت عنهم .

                      تعليق


                      • #12
                        وروى هلال بن نافع ، قال : إنّي لواقف مع أصحاب عمر بن سعد إذ صرخ صارخ : أبشر أيُّها الأمير ، فهذا شمر قد قتل الحسين ، قال : فخرجت بين الصفّين فوقفت عليه ، وإنه ليجود بنفسه ، فوالله ما رأيت قط قتيلا مضمَّخاً بدمه أحسن منه ولا أنور وجهاً ، ولقد شغلني نور وجهه وجمال هيبته عن الفكرة في قتله ، فاستسقى في تلك الحالة ماء ، فسمعت رجلا يقول : لا تذوق الماء حتى ترد الحامية فتشرب من حميمها ، فسمعته يقول : أنا أرد الحامية فأشرب من حميمها؟ بل أرد على جدّي رسول الله(صلى الله عليه وآله) ، وأسكن معه في داره ، في مقعد صدق عند مليك مقتدر ، وأشرب من ماء غير آسن ، وأشكوا إليه ما ركبتم منّي وفعلتم بي ، قال : فغضبوا بأجمعهم حتّى كأنّ الله لم يجعل في قلب أحد منهم من الرحمة شيئاً ، فاجتزّوا رأسه ، وإنه ليكلِّمهم ، فتعجَّبت من قلّة رحمتهم ، وقلت : والله لا أجامعكم على أمر أبداً.

                        تعليق


                        • #13
                          وجاء في الزيارة الناحية الشريفة :

                          حتّى نكّسوك عن جوادك ، فهويت إلى الأض جريحاً ، تطؤك الخيول بحوافرها ، وتعلوك الطغاة ببواترها ، قد رشح للموت جبينك ، واختلفت بالانقباض والانبساط شمالك ويمينك ، تدير طرفاً خفيّاً إلى رحلك وبيتك ، وقد شُغلت بنفسك عن ولدك وأهلك ، وأسرع فرسك شارداً ، وإلى خيامك قاصداً ، محمحماً باكياً ، فلمّا رأين النساء جوادك مخزيّاً ، ونظرن سرجك عليه ملويّاً ، برزن من الخدور ، ناشرات الشعور على الخدود ، لاطمات الوجوه ، سافرات ، وبالعويل داعيات ، وبعد العزِّ مذلَّلات ، وإلى مصرعك مبادرات ، والشمر جالس على صدرك ، مولغ سيفه على نحرك ، قابض على شيبتك بيده ، ذابح لك بمهنَّده ، قد سكنت حواسك ، وخفيت أنفاسك ، ورُفع على القنا رأسك .

                          تعليق


                          • #14
                            عن جعفر بن عيسى قال : سألت الرضا(عليه السلام) عن صوم عاشورا وما يقول الناس فيه ، فقال : عن صوم ابن مرجانة تسألني ، ذلك يوم صامه الأدعياء من آل زياد لقتل الحسين(عليه السلام) وهو يوم يتشأم به آل محمد(صلى الله عليه وآله)ويتشأم به أهل الإسلام واليوم الذي يتشأم به أهل الإسلام لا يُصام ولا يتبرك به ، ويوم الإثنين يوم نحس قبض الله عز وجل فيه نبيه وما أصيب آل محمد إلا في يوم الإثنين فتشأمنا به ، وتبرك به عدونا ، ويوم عاشورا قتل الحسين صلوات الله عليه وتبرك به ابن مرجانة ، وتشأم به آل محمد صلى الله عليهم ، فمن صامهما أو تبرك بهما لقي الله تبارك وتعالى ممسوخ القلب وكان حشره مع الذين سنوا صومهما و التبرك بهما

                            وروي عن زيد النرسي قال : سمعت عبيد بن زرارة يسأل أبا عبدالله(عليه السلام)عن صوم يوم عاشورا فقال : من صامه كان حظه من صيام ذلك اليوم حظ ابن مرجانة وآل زياد ، قال : قلت : وما كان حظهم من ذلك اليوم؟ قال : النار أعاذنا الله من النار ومن عمل يُقرِّب من النار.

                            تعليق


                            • #15
                              جاء في الزيارة الناحية الشريفة المروية عن الإمام الحجة أرواحنا له الفداء يُخاطب الحسين سيد الشهداء (عليه السلام) :

                              كنت للرسول(صلى الله عليه وآله) ولدا ، وللقرآن منقذا ، وللأمة عضدا ، وفي الطاعة مجتهدا ، حافظاً للعهد والميثاق ، ناكباً عن سبل الفساق ، باذلا للمجهود ، طويلَ الركوع والسجود ، زاهداً في الدنيا زُهدَ الراحل عنها ، ناظراً إليها بعين المستوحشين منها ، آمالُك عنها مكفوفة ، وهمتُك عن زينتها مصروفة ، والحِاظك عن بهجتِها مطروفة ، ورغبتُك في الآخرة معروفة ، حتى إذا الجور مدَّ باعَه ، وأسفَر الظُلم قناعه ، ودعا الغي أتباعه ، وأنت في حرم جدك قاطن ، وللظالمين مباين ، جليس البيت والمحراب معتزل عن اللذات والشهوات ، تُنكرُ المنكرَ بقلبك ولسانك ، على قدر طاقتك وإمكانك .

                              ثم اقتضاك العلم للإنكار ، ولزمك أن تجاهد الفجار ، فسرت في أولادك وأهاليك ، وشيعتك ومواليك ، وصدعت بالحق والبينة ، ودعوت إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة ، وأمرت بإقامة الحدود ، والطاعة للمعبود ، ونهيت عن الخبائث والطغيان ، وواجهوك بالظلم والعدوان ، فجاهدتهم بعد الايعاظ لهم ، وتأكيد الحجة عليهم ، فنكثوا ذِمامك وبيعتك ، وأسخطوا ربك وجدك ، وبدؤوك بالحرب ، فَثبتَّ للطعن والضرب ، وطحنت جنود الفجار ، واقتحمت قسطل الغبار ، مجالدا بذي الفقار ، كأنك علي المختار ، فلما رأوك ثابت الجأش ، غير خائف ولا خاش ، نصبوا لك غوائل مكرهم ، وقاتلوك بكيدهم وشرهم ، وأمر اللعين جنوده ، فمنعوك الماء ووروده ، وناجزوك القتال ، وعاجلوك النزال ، ورشقوك بالسهام والنبال ، وبسطوا إليك أكف الاصطلام ، ولم يرعوا لك ذماما ، ولا راقبوا فيك آثاما ، في قتلهم أولياءك ، ونهبهم رحالك ، أنت مقدم في الهبوات ، ومحتمل للأذيات ، وقد عجبت من صبرك ملائكة السماوات ، وأحدقوا بك من كل الجهات ، وأثخنوك بالجراح ، وحالوا بينك وبين الرواح ، ولم يبق لك ناصر ، وأنت محتسب صابر ، تذب عن نسوتك وأولادك ..
                              .

                              تعليق

                              المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
                              حفظ-تلقائي
                              x

                              رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

                              صورة التسجيل تحديث الصورة

                              اقرأ في منتديات يا حسين

                              تقليص

                              لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

                              يعمل...
                              X