إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

حن الذين وطأنا بخيولنا ظهر الحسين حتى طحّنا جناجن صدره

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • حن الذين وطأنا بخيولنا ظهر الحسين حتى طحّنا جناجن صدره

    بسم الله الرحمن الرحيم

    اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرهم والعن عدوهم

    اللهم العن عمر وابا بكر وعائشة وحفصة ويزيد ومعاوية والشمر وحرملة وعمر ابن سعد وكل من تبعهم ورضي بفعلهم
    نعزي صاحب العصر والزمان عجل الله تعالى فرجه الشريف ومراجعنا العظام والامة الاسلامية بذكرى شهادة سيد الشهداء سبط رسول الله ابن سيدة النساء الامام الحسين بن امير المؤمنين صلوات الله عليه ولعن الله قاتليه ومن تبعهم ومن سمع بفعلهم فرضي به.


    قال السيد ابن طاووس عليه الرحمة : ثمَّ إن سكينة اعتنقت جسد الحسين(عليه السلام) ، فاجتمع عدّة من الأعراب حتى جرُّوها عنه ، قال : ثمَّ نادى عمر بن سعد _ اللعين_ في أصحابه : من ينتدب للحسين فيوطىء الخيل ظهره؟ فانتدب منهم عشرة وهم : إسحاق بن حوية الذي سلب الحسين(عليه السلام) قميصه ، وأخنس بن مرثد ، وحكيم بن الطفيل السنبسي ، وعمرو بن صبيح الصيداوي ، ورجاء بن منقذ العبدي ، وسالم بن خيثمة الجعفي ، وواحظ بن ناعم ، وصالح بن وهب الجعفي ، وهانىء بن ثبيت الحضرمي ، وأسيد بن مالك ، فداسوا الحسين(عليه السلام) بحوافر خيلهم حتى رضّوا ظهره وصدره . فإنا لله وإنا إليه راجعون .


    قال الراوي : وجاء هولاء العشرة حتى وقفوا على ابن زياد ، فقال أسيد بن مالك أحد العشرة :

    نحن رَضَضْنَا الصَّدْرَ بَعْدَ الظَّهْرِ بِكُلِّ يَعْبُوب شَدِيدِ الأَسْرِ

    فقال ابن زياد : من أنتم؟ فقالوا : نحن الذين وطأنا بخيولنا ظهر الحسين حتى طحّنا جناجن صدره ، فأمر لهم بجائزة يسيرة .

    قال أبو عمرو الزاهد : فنظرنا في هؤلاء العشرة فوجدناهم جميعاً أولاد زناء ، وهؤلاء أخذهم المختار فشدَّ أيديهم وأرجلهم بسكك الحديد ، وأوطأ الخيل ظهورهم حتى هلكوا

    اللهوف ، ابن طاووس

  • #2
    وقال بعض الرواة : وأقبل الفرس يدور حوله(عليه السلام) ويلطخ ناصيته بدمه فصاح ابن سعد دونكم الفرس فإنه من جياد خيل رسول الله(صلى الله عليه وآله) فأحاطت به الخيل فجعل يرمح برجليه حتى قتل أربعين رجلا وعشرة أفراس ، فقال ابن سعد دعوه لننظر ما يصنع فلما أمِن الطلب أقبل نحو الحسين(عليه السلام) يُمرغ ناصيته بدمه ويشمه ويصهل صهيلا عالياً ، قال أبو جعفر الباقر(عليه السلام) كان يقول : الظليمة ، الظليمة ، من أمة قتلت ابن بنت نبيها ،

    وتوجه نحو المخيم بذلك الصهيل ، فلما نظرن النساء إلى الجواد مخزيا والسرج عليه ملويا خرجن من الخدور ناشرات الشعور ، على الخدود لاطمات ، وللوجوه سافرات ، وبالعويل داعيات ، وبعد العز مذللات ، وإلى مصرع الحسين(عليه السلام) مبادرات .

    مقتل الحسين(عليه السلام) ، المقرم

    تعليق


    • #3
      وفي رواية المناقب ومحمد بن أبي طالب قالا : فلمَّا نظر أخوات الحسين وبناته وأهله إلى الفرس ليس عليه أحد ، رفعن أصواتهن بالبكاء والعويل ، ووضعت أم كلثوم يدها على أم رأسها ونادت : وامحمّداه ، واجدّاه ، وانبيّاه ، واأبا القاسماه ، واعليّاه ، واجعفراه ، واحمزتاه ، واحسناه ، هذا حسين بالعراء ، صريع بكربلاء ، محزوز الرأس من القفا ، مسلوب العمامة والرداء ، ثمَّ غُشي عليها .

      فأقبل أعداء الله لعنهم الله حتى أحدقوا بالخيمة ، ومعهم شمر ، فقال : ادخلوا فاسلبوا بزَّتهن ، فدخل القوم لعنهم الله فأخذوا ما كان في الخيمة حتى أفضوا إلى قرط كان في أذن أم كلثوم أخت الحسين(عليه السلام) ، فأخذوه وخرموا أذنها ، حتى كانت المرأة لتنازع ثوبها على ظهرها حتى تُغلب عليه ، وأخذ قيس ابن الأشعث لعنه الله قطيفة الحسين(عليه السلام) ، فكان يُسمَّى قيس القطيفة ، وأخذ نعليه رجل من بني أود ، يقال له الأسود ، ثم مال الناس على الورس والحُلي والحُلل والإبل فانتهبوها .

      قال العلاّمة المجلسي عليه الرحمة : رأيت في بعض الكتب أن فاطمة الصغرى قالت : كنت واقفة بباب الخيمة ، وأنا أنظر إلى أبي وأصحابه مجزَّرين كالأضاحي على الرمال ، والخيول على أجسادهم تجول ، وأنا أفكِّر فيما يقع علينا بعد أبي من بني أمية ، أيقتلوننا أو يأسروننا؟ فإذا برجل على ظهر جواده يسوق النساء بكعب رمحه ، وهنَّ يلذن بعضهن ببعض ، وقد أخذ ما عليهن من أخمرة وأسورة ، وهنَّ يصحن : واجدّاه ، واأبتاه ، واعليّاه ، واقلّة ناصراه ، واحسناه ، أما من مجير يجيرنا؟ أما من ذائد يذود عنا؟ قالت : فطار فؤادي وارتعدت فرائصي ، فجعلت أجيل بطرفي يمنياً وشمالا على عمتي أم كثلوم خشية منه أن يأتيني .

      فبينا أنا على هذه الحالة وإذا به قد قصدني ، ففرت منهزمة ، وأنا أظنّ أني أسلم منه ، وإذا به قد تبعني ، فذهلت خشية منه ، وإذا بكعب الرمح بين كتفي ، فسقطت على وجهي ، فخرم أذني وأخذ قرطي ومقنعتي ، وترك الدماء تسيل على خدّي ، ورأسي تصهره الشمس ، وولَّى راجعاً إلى الخيم ، وأنا مغشيٌّ عليَّ ، وإذا أنا بعمّتي عندي تبكي ، وهي تقول : قومي نمضي ، ما أعلم ما جرى على البنات وأخيك العليل ، فقمت وقلت : يا عمَّتاه ، هل من خرقة أستر بها رأسي عن أعين النُظَّار؟ فقالت : يا بنتاه ، وعمّتك مثلك ، فرأيت رأسها مكشوفة ، ومتنها قد اسودّ من الضرب ،

      فما رجعنا إلى الخيمة إلاَّ وهي قد نُهبت وما فيها ، وأخي علي بن الحسين مكبوب على وجهه ، لا يطيق الجلوس من كثرة الجوع والعطش والأسقام ، فجعلنا نبكي عليه ويبكي علينا .

      تعليق


      • #4
        قال محمد بن أبي طالب رحمه الله تعالى : ثم إن عمر بن سعد سرَّح رأس الحسين(عليه السلام) يوم عاشورا مع خولي بن يزيد الأصبحي ، وحميد بن مسلم إلى ابن زياد ، ثمَّ أمر برؤوس الباقين من أهل بيته وأصحابه فقُطعت ، وسرَّح بها مع شمر بن ذي الجوشن إلى الكوفة ، وأقام ابن سعد يومه ذلك وغده إلى الزوال ، فجمع قتلاه فصلّى عليهم ودفنهم ، وترك الحسين(عليه السلام) وأصحابه منبوذين بالعراء ، فلمَّا ارتحلوا إلى الكوفة عمد أهل الغاضرية من بني أسد فصلّوا عليهم ودفنوهم ، وقال ابن شهر آشوب : وكان يجدون لأكثرهم قبوراً ويرون طيوراً بيضاً

        تعليق


        • #5
          ثم إن سكينة بنت الحسين(عليه السلام) اعتنقت جسد أبيها ، فاجتمع عدَّة من الأعراب حتى جرّوها عنه ولله درّ السيد رضا الهندي عليه الرحمة إذ يقول :

          همَّت لِتَقْضِيَ من تَوْدِيعِهِ وَطَراً وقد أبى سَوْطُ شِمْر أَنْ تُوَدِّعَهُ
          فَفَارَقَتْهُ ولكنْ رَأْسُهُ مَعَهَا وَغَابَ عَنْها ولكنْ قَلْبُهَا مَعَهُ

          ثم إنها(عليها السلام) سافرت هذا السفر المحزن وهي حزينة القلب ، كسيرة الخاطر باكية العين ، ناحلة الجسم ، مرتعدة الأعضاء ، قد فارقت أعزَّ الناس عليها وأحبَّهم إليها ، تحفّ بها النساء الأرامل والأيامى الثواكل ، وأطفال يستغيثون من الجوع والعطش ، ويحيط بها القوم اللئام من قتلة أهل بيتها ، وظالمي أهلها وناهبي رحلها ، كشمر بن ذي الجوشن ، وزجر بن قيس ، وسنان بن أنس وخولي بن يزيد الأصبحي ، وحرملة بن كاهل ، وحجار بن أبجر ، وأمثالهم ـ لعنهم الله ـ ممن لم يخلق الله في قلوبهم الرحمة فإذا دمعت عيناها أهوت عليها السياط ، وإن بكت أخاها لطمتها الأيدي القاسية ، وهكذا كان سفرها هذا

          تعليق


          • #6


            روي عن سعيد بن المسيب ، لما استشهد سيدي ومولاي الحسين(عليه السلام)وحجَّ الناس من قابل دخلت على علي بن الحسين (عليه السلام) فقلت له : يا مولاي ، قد قرب الحج فماذا تأمرني؟ فقال : امض على نيّتك وحجّ ، فحججت فبينما أطوف بالكعبة وإذا أنا برجل مقطوع اليدين ، ووجهه كقطع الليل المظلم ، وهو متعلِّق بأستار الكعبة ، وهو يقول : اللهم ربَّ هذا البيت الحرام ، اغفر لي وما أحسبك تفعل ولو تشفَّع فيَّ سكَّان سماواتك وأرضك ، وجميع ما خلقت ، لعظم جرمي .

            قال سعيد بن المسيب : فشغلت وشغل الناس عن الطواف حتى حفَّ به الناس واجتمعنا عليه ، فقلنا : يا ويلك ، لو كنت إبليس ما كان ينبغي لك أن تيأس من رحمة الله ، فمن أنت؟ وما ذنبك؟ فبكى وقال : يا قوم ، أنا أعرف بنفسي وذنبي وما جنيت ، فقلنا له : تذكره لنا ، فقال : أنا كنت جمّالا لأبي عبدالله(عليه السلام) لما خرج من المدينة إلى العراق ، وكنت أراه إذا أراد الوضوء للصلاة يضع سراويله عندي ، فأرى تكّة تُغشي الأبصار بحسن إشراقها ، وكنت أتمنّاها تكون لي ، إلى أن صرنا بكربلاء ، وقُتل الحسين(عليه السلام) وهي معه ، فدفنت نفسي في مكان من الأرض فلمّا جنَّ الليل ، خرجت من مكاني ، فرأيت من تلك المعركة نوراً لا ظلمةً ، ونهاراً لا ليلا ، والقتلى مطرَّحين على وجه الأرض ، فذكرت لخبثي وشقائي التكّة ، فقلت : والله لأطلبنَّ الحسين وأرجو أن تكون التكة في سراويله فآخذها ، ولم أزل أنظر في وجوه القتلى حتى أتيت إلى الحسين(عليه السلام) ، فوجدته مكبوباً على وجهه وهو جثّة بلا رأس ، ونوره مشرق مرمَّلٌ بدمائه ، والرياح سافية عليه ، فقلت : هذا والله الحسين ، فنظرت إلى سراويله كما كنت أراها فدنوت منه ، وضربت بيدي إلى التكة لآخذها فإذا هو قد عقدها عقداً كثيرة ، فلم أزل أحلّها حتى حللت عقدة منها ، فمدَّ يده اليمنى وقبض على التكة ، فلم أقدر على أخذ يده عنها ولا أصل إليها ، فدعتني النفس الملعونة إلى أن أطلب شيئاً أقطع به يديه ، فوجدت قطعة سيف مطروح ، فأخذتها واتكّيت على يده ، ولم أزل أحزّها حتى فصلتها عن زنده ، ثمّ نحَّيتها عن التكّة ، ومددت يدي إلى التكة لأحلَّها ، فمدَّ يده اليسرى فقبض عليها ، فلم أقدر على أخذها ، فأخذت قطعة السيف فلم أزل أحزُّها حتى فصلتها عن التكة ، ومددت يدي إلى التكة لآخذها ، فإذا الأرض ترجف والسماء تهتزّ ، وإذا بغلبة عظيمة ، وبكاء ونداء ، وقائل يقول : واإبناه ، وامقتولاه ، واذبيحاه ، واحسيناه ، واغريباه! يا بنيَّ قتلوك وما عرفوك ، ومن شرب الماء منعوك .

            فلمّا رأيت ذلك صعقت ورميت نفسي بين القتلى ، وإذا بثلاث نفر وامرأة وحولهم خلائق وقوف ، وقد امتلأت الأرض بصور الناس وأجنحة الملائكة ، وإذا بواحد منهم يقول : يا ابناه يا حسين ، فداك جدّك وأبوك وأخوك وأمك ، وإذا بالحسين(عليه السلام) قد جلس ورأسه على بدنه ، وهو يقول : لبيّك يا جدّاه يا رسول الله ، ويا أبتاه يا أمير المؤمنين ، ويا أمّاه يا فاطمة الزهراء ، ويا أخاه المقتول بالسمّ ، عليكم منّي السلام ، ثمَّ إنه بكى وقال : يا جدّاه ـ قتلوا ـ والله رجالنا ، يا جدّاه سلبوا ـ والله ـ نساءنا ، يا جدّاه نهبوا ـ والله ـ رحالنا ، يا جدّاه ذبحوا ـ والله ـ أطفالنا ، يا جدّاه يعزّ ـ والله ـ عليك أن ترى حالنا ، وما فعل الكفار بنا ، وإذا هم جلسوا يبكون حوله على ما أصابه ، وفاطمة تقول : يا أباه يا رسول الله ، أما ترى ما فعلت أمتك بولدي؟ أتأذن لي أن آخذ من دم شيبه وأخضب به ناصيتي ، وألقى الله عزّ وجلَّ وأنا مختضبة بدم ولدي الحسين؟ فقال لها : خذي ونأخذ يا فاطمة ، فرأيتهم يأخذون من دم شيبه وتمسح به فاطمة ناصيتها ، والنبيّ وعلي والحسن(عليهم السلام)يمسحون به نحورهم وصدورهم وأيديهم إلى المرافق ، وسمعت رسول الله يقول : فديتك يا حسين! يعزُّ ـ والله ـ عليَّ أن أراك مقطوع الرأس ، مرمَّل الجبينين ، دامي النحر ، مكبوباً على قفاك ، قد كساك الذارىء من الرمول ، وأنت طريح مقتول ، مقطوع الكفين ، يا بنيَّ! من قطع يدك اليمنى وثنّى باليسرى؟ فقال : يا جدّاه! كان معي جمّال من المدينة ، وكان يراني إذا وضعت سراويلي للوضوء ، فيتمنَّى أن تكون تكّتي له ، فما منعني أن أدفعها إليه إلاّ لعلمي أنه صاحب هذا الفعل ، فلمّا قتلت خرج يطلبني بين القتلى ، فوجدني جثة بلا رأس ، فتفقَّد سراويلي فرأى التكّة ، وقد كنت عقدتها عقداً كثيرة ، فضرب بيده إلى التكة فحلَّ عقدة منها ، فمددت يدي اليمنى فقبضت على التكة ، فطلب في المعركة فوجد قطعة سيف مكسور فقطع به يميني ، ثمَّ حلَّ عقدة أخرى ، فقبضت على التكة بيدي اليسرى كي لا يحلَّها فتنكشف عورتي ، فحزَّ يدي اليسرى ، فلمّا أراد حلّ التكة حسَّ بك فرمى نفسه بين القتلى ، فلمَّا سمع النبيُّ(صلى الله عليه وآله) كلام الحسين بكى بكاء شديداً ، وأتى إليَّ بين القتلى إلى أن وقف نحوي ، فقال : مالي ومالك يا جمال؟ تقطع يدين طالما قبَّلهما جبرئيل وملائكة الله أجمعون ، وتباركت بها أهل السماوات والأرضين؟ أما كفاك ما صنع به الملاعين من الذلّ والهوان ، هتكوا نساءه من بعد الخدور ، وانسدال الستور ، سوَّد الله وجهك ـ يا جمال ـ في الدنيا والآخرة ، وقطع الله يديك ورجليك ، وجعلك في حزب من سفك دماءنا وتجرَّأ على الله ، فما استتمَّ دعاءه حتى شلَّت يداي ، وحسست بوجهي كأنه أُلبس قطعاً من الليل مظلماً ، وبقيت على هذه الحالة ، فجئت إلى هذا البيت أستشفع وأنا أعلم أنه لا يغفر لي ، فلم يبق في مكة أحد إلاَّ وسمع حديثه وتقرَّب إلى الله بلعنته ، وكل يقول : حسبك ما جنيت يا لعين ، وسيعلم الذين ظلموا أيَّ منقلب ينقلبون .

            تعليق


            • #7
              عن الريان بن شبيب في حديث له عن الإمام الرضا(عليه السلام) أنه قال له : يا ابن شبيب ، لقد حدَّثني أبي ، عن أبيه ، عن جدّه أنه لما قُتل جدي الحسين أمطرت السماء دماً وتراباً أحمر

              وروي عن أم سلمة رضي الله تعالى عنها ، قالت : لما قتل الحسين(عليه السلام) مطرنا دماً[3] وفي رواية ابن حمدون قال : قال سليم القاص : لما قتل الحسين بن علي(عليهما السلام)مطرت السماء دماً عبيطاً

              وعن مسلم بن إبراهيم قال : حدَّثتنا أم شوق العبدية ، قالت : حدَّثتني نضرة الأزدية ، قالت : لما قتل الحسين بن علي مطرت السماء دماً ، فأصبح جرارنا وكل شيء لنا ملأى دماً

              تعليق


              • #8
                وعن المنهال بن عمرو قال : أنا ـ والله ـ رأيت رأس الحسين بن علي(عليه السلام)حين حمل وأنا بدمشق ، وبين يدي الرأس رجل يقرأ سورة الكهف حتى بلغ قوله تعالى : {أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كَانُوا مِنْ آيَاتِنَا عَجَباً} .

                قال : فأنطق الله الرأس بلسان ذرب ، فقال : أعجب من أصحاب الكهف قتلي وحملي.

                وعن سلمة بن كهيل قال : رأيت رأس الحسين بن علي(عليه السلام) على القنا وهو يقول : {فَسَيَكْفِيكَهُمْ اللهُ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ}

                تعليق


                • #9
                  قال السيد ابن طاووس عليه الرحمة في اللهوف : وسار ابن سعد بالسبي المشار إليه ، فلمَّا قاربوا الكوفة اجتمع أهلها للنظر إليهن .

                  قال الراوي : فأشرفت امرأة من الكوفيات فقالت : من أيِّ الأسارى أنتنَّ؟ فقلن : نحن أُسارى آل محمد(صلى الله عليه وآله) فنزلت المرأة من سطحها ، فجمعت لهن ملاء وأزراً ومقانع ، وأعطتهن فتغطَّين .

                  قال الراوي : وكان مع النساء علي بن الحسين(عليه السلام) قد نهكته العلّة ، والحسن بن الحسن المثنى ، وكان قد واسى عمَّه وإمامه في الصبر على ضرب السيوف وطعن الرماح ، وإنما ارتثّ وقد أُثخن بالجراح .

                  وروى مصنف كتاب المصابيح أن الحسن بن الحسن المثنى قَتَلَ بين يدي عمّه الحسين(عليه السلام) في ذلك اليوم سبعة عشر نفساً ، وأصابه ثمانية عشر جراحة ، فوقع فأخذه خاله أسماء بن خارجة ، فحمله إلى الكوفة وداواه حتى برىء وحمله إلى المدينة .

                  وكان معهم أيضاً زيد وعمر ، ولدا الحسن السبط(عليهم السلام) ، فجعل أهل الكوفة ينوحون ويبكون ، فقال علي بن الحسين(عليه السلام) : تنوحون وتبكون مِن أجلِنا فمَن ذا الذي قتلنا؟

                  تعليق


                  • #10
                    قال العلامة المجلسي عليه الرحمة : رأيت في بعض الكتب المعتبرة روي مرسلا عن مسلم الجصاص قال : دعاني ابن زياد لإصلاح دار الأمارة بالكوفة ، فبينما أنا أجصص الأبواب وإذا أنا بالزعقات قد ارتفعت من جنبات الكوفة ، فأقبلت على خادم كان معنا فقلت : مالي أرى الكوفة تضج ؟ قال : الساعة أتوا برأس خارجي خرج على يزيد ، فقلت : من هذا الخارجي ؟ فقال : الحسين بن علي (عليهما السلام) قال : فتركت الخادم حتى خرج ولطمت وجهي حتى خشيت على عيني أن تذهب ، وغسلت يدي من الجص وخرجت من ظهر القصر وأتيت إلى الكناس ، فبينما أنا واقف والناس يتوقعون وصول السبايا والرؤوس إذ قد أقبلت نحو أربعين شقة تحمل على أربعين جملا فيها الحرم والنساء وأولاد فاطمة (عليها السلام) وإذا بعلي بن الحسين (عليهما السلام) على بعير بغير وطاء ، وأوداجه تشخب دماً ، وهو مع ذلك يبكي ويقول :

                    يا أمةَ السوءِ لا سقياً لربعكُمُ يا أمةً لم تراع جدنَا فينا
                    لو أننا ورسولُ الله يجمعُنا يومَ القيامةِ ما كنتم تقولونا
                    تُسيرونا على الأقتاب عاريةً كأننا لم نُشيد فيكمُ دينا


                    قال : وصار أهل الكوفة يناولون الأطفال الذين على المحامل بعض التمر والخبز والجوز ، فصاحت بهم أم كلثوم وقالت : يا أهل الكوفة إن الصدقة علينا حرام ، وصارت تأخذ ذلك من أيدي الأطفال وأفواههم وترمي به إلى الأرض . قال : كل ذلك والناس يبكون على ما أصابهم .

                    وأعظم ما يشجيِ ويُودع في الحشا حرارةُ وجدِ دونهِا لذعةُ الجمرِ
                    تَصدَقُ أعداها عليها شماتةً بما نالها بالخبزِ والجوزِ والتمرِ

                    ثم إن أم كلثوم أطلعت رأسها من المحمل ، وقالت لهم : صه يا أهل الكوفة تقُتلنا رجالُكم ، وتبكينا نساؤكم ؟ فالحاكم بيننا وبينكم الله ، يوم فصل القضاء .

                    تعليق


                    • #11
                      تكملة الرواية ..

                      فبينما هي تخاطبهن إذا بضجة قد ارتفعت ، فإذا هم أتوا بالرؤوس يقدمهم رأس الحسين (عليه السلام) وهو رأس أزهري قمري ، أشبه الخلق برسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ولحيته كسواد السبج قد انتصل منها الخضاب ، ووجهه دارة قمر طالع ، والرمح تلعب بها يمينا وشمالا ، فالتفتت زينب (عليها السلام) فرأت رأس أخيها فنطحت جبينها بمقدم المحمل ، حتى رأينا الدم يخرج من تحت قناعها وأومأت إليه بخرقة وجعلت تقول :

                      يا هلالا لما استتم كما لا غالهُ خسفهُ فأبدا غروبا
                      ما توهمت يا شقيقَ فؤادي كان هذا مقدراً مكتوباً
                      يا أخي فاطم الصغيرة كلمها فقد كاد قلبها أن يذوبا
                      يا أخي ماترى عليا لدى الأسر مع اليُتم لا يُطيق ركوبا
                      كلما أو جعوه بالضرب ناداك بذل يفيضُ دمعاً سكوبا
                      ما أذل اليتيم حين ينادي بأبيه ولا يراه مُجيبا

                      تعليق


                      • #12
                        قال السيد ابن طاووس عليه الحرمة : قال بشير بن خزيم الأسدي : ونظرت إلى زينب بنت علي(عليه السلام) يومئذ ، ولم أر خفرة قط ـ والله ـ أنطق منها ، كأنها تفرغ من لسان أمير المؤمنين علي بن أبي طالب(عليه السلام) ، وقد أومأت إلى الناس أن اسكتوا ، فارتدَّت الأنفاس ، وسكنت الأجراس ، ثمَّ قالت : الحمد لله ، والصلاة على أبي محمّد وآله الطيبين الأخيار ، أمَّا بعد يا أهل الكوفة ، يا أهل الختل والغدر ، أتبكون؟ فلا رقأت الدمعة ، ولا هدأت الرنَّة ، إنما مثلكم كمثل التي نقضت غزلها من بعد قوّة أنكاثاً ، تتخذون إيمانكم دخلا بينكم ، ألا وهل فيكم إلاّ الصلف النطف ، والصدر الشنف ، وملق الإماء ، وغمز الأعداء ، أو كمرعى على دمنة ، أو كفضة على ملحودة ، ألا ساء ما قدَّمت لكم أنفسكم أن سخط الله عليكم ، وفي العذاب أنتم خالدون .

                        أتبكون؟ وتنتحبون؟ إي والله فابكوا كثيراً ، واضحكوا قليلا ، فلقد ذهبتم بعارها وشنارها ، ولن ترحضوها بغسل بعدها أبداً ، وأنَّى ترحضون قتل سليل خاتم النبوة ، ومعدن الرسالة ، وسيِّد شباب أهل الجنة ، وملاذ حَيرتكم ، ومفزع نازلتكم ، ومنار حجّتكم ، ومدرة سنتكم ، ألا ساء ما تزرون ، وبعداً لكم وسحقاً ، فلقد خاب السعي ، وتبَّت الأيدي ، وخسرت الصفقة ، وبؤتم بغضب من الله ، وضربت عليكم الذلّة والمسكنة .

                        ويلكم يا أهل الكوفة ، أتدرون أيَّ كبد لرسول الله فريتم؟ وأيَّ كريمة له أبرزتم؟ وأيَّ دم له سفكتم؟ وأيَّ حرمة له انتهكتم؟ لقد جئتم بها صلعاء عنقاء سوداء فقماء (وفي بعضها : خرقاء شوهاء) كطلاع الأرض أو كملأ السماء ، أفعجبتم أن مطرت السماء دماً؟ ولعذاب الآخرة أخزى وأنتم لا تُنصرون ، فلا يستخفَّنَّكم المهل ، فإنه لا يحفزه البدار ، ولا يخاف فوت الثأر ، وإن ربكم لبالمرصاد .

                        قال الراوي : فوالله لقد رأيت الناس يومئذ حيارى يبكون ، وقد وضعوا أيديهم في أفواههم ، ورأيت شيخاً واقفاً إلى جنبي يبكي حتى أخضلَّت لحيته ، وهو يقول : بأبي أنتم وأمي ، كهولكم خير الكهول ، وشبابكم خير الشباب ، ونساؤكم خير النساء ، ونسلكم خير نسل ، لا يُخزى ولا يُبزى .

                        تعليق


                        • #13
                          روى زيد بن موسى ، قال : حدَّثني أبي ، عن جدّي(عليه السلام) قال : خطبت فاطمة الصغرى بعد أن وردت من كربلاء فقالت : الحمد لله عدد الرمل والحصا ، وزنة العرش إلى الثرى ، أحمده وأؤمن به وأتوكَّل عليه ، وأشهد أن لا إله إلاَّ الله وحده لا شريك له ، وأن محمَّداً عبده ورسوله(صلى الله عليه وآله) وأن أولاده ذُبحوا بشطّ الفرات ، بغير ذحل ولا تُرات ، اللهم إني أعوذ بك أن أفتري عليك بالكذب ، أو أن أقول عليك خلاف ما أنزلت عليه من أخذ العهود لوصيِّه عليِّ بن أبي طالب(عليه السلام) ، المسلوب حقّه ، المقتول من غير ذنب كما قُتل ولده بالأمس ، في بيت من بيوت الله ، فيه معشر مسلمة بألسنتهم ، تعساً لرؤوسهم ، ما دفعت عنه ضيماً في حياته ، ولا عند مماته ، حتّى قبضته إليك محمود النقيبة ، طيِّب العريكة ، معروف المناقب ، مشهور المذاهب ، لم تأخذه فيك ـ اللهم ـ لومة لائم ، ولا عذل عاذل ، هديته ـ اللهمَّ ـ للإسلام صغيراً ، وحمدت مناقبه كبيراً ، ولم يزل ناصحاً لك ولرسولك(صلى الله عليه وآله) حتى قبضته إليك زاهداً في الدنيا ، غير حريص عليها ، راغباً في الآخرة ، مجاهداً لك في سبيلك ، رضيته فاخترته فهديته إلى صراط مستقيم .

                          أمّا بعد يا أهل الكوفة ، يا أهل المكر والغدر والخيلاء ، فإنّا أهل بيت ابتلانا الله بكم وابتلاكم بنا ، فجعل بلاءنا حسناً ، وجعل علمه عندنا ، وفهمه لدينا ، فنحن عيبة علمه ، ووعاء فهمه وحكمته ، وحجّته على الأرض في بلاده لعباده ، أكرمنا الله بكرامته ، وفضَّلنا بنبيِّه محمّد(صلى الله عليه وآله) على كثير ممن خلق تفضيلا بيّناً ، فكذَّبتمونا وكفَّرتمونا ، ورأيتم قتالنا حلالا ، وأموالنا نهباً ، كأننا أولاد ترك وكابل ، كما قتلتم جدَّنا بالإمس ، وسيوفكم تقطر من دمائنا أهل البيت لحقد متقدِّم ، قرَّت لذلك عيونكم ، وفرحت قلوبكم ، افتراءً على الله منكم ، ومكراً مكرتم ، والله خير الماكرين ، فلا تدعونكم أنفسكم إلى الجذل بما أصبتم من دمائنا ، ونالت أيديكم من أموالنا ، فإن ما أصابنا من المصائب الجليلة والرزايا العظيمة في كتاب من قبل أن نبرأها ، إن ذلك على الله يسير ، كيلا تأسوا على مافاتكم ، ولا تفرحوا بما آتاكم ، والله لا يحبُّ كلَّ مختال فخور .

                          تبّاً لكم ، فانتظروا اللعنة والعذاب ، فكأنْ قد حلَّ بكم ، وتواترت من السماء نقمات ، فَيُسحِتكم بعذاب ، ويذيق بعضكم بأس بعض ، ثم تخلدون في العذاب الأليم يوم القيامة بما ظلمتمونا ، ألا لعنة الله على الظالمين .

                          ويلكم ، أتدرون أيَّة يد طاعنتنا منكم؟ وأيّة نفس نزعت إلى قتالنا؟ أم بأية رجل مشيتم إلينا تبغون محاربتنا؟ والله قست قلوبكم ، وغلظت أكبادكم ، وطبع على أفئدتكم ، وخُتم على سمعكم وبصركم ، وسوَّل لكم الشيطان وأملى لكم ،وجعل على بصركم غشاوة ، فأنتم لا تهتدون ، فتباً لكم يا أهل الكوفة ، أيَّ تراث لرسول الله(صلى الله عليه وآله) قبلكم ودخول له لديكم؟ بما غدرتم بأخيه عليّ بن أبي طالب جدي ، وببنيه وعترته الطيّبين الأخيار (عليهم السلام) ، فافتخر بذلك مفتخر فقال :
                          نحن قتلنا عليّاً وبني علي بسيوف هِنْدية وَرِمَاحِ
                          وسبينا نساءَهم سَبْيَ تُرْك ونطحناهُمُ فأيُّ نِطَاحِ

                          بفيك ـ أيها القائل ـ الكثكث والأثلب ، افتخرت بقتل قوم زكَّاهم الله ، وطهَّرهم الله ، وأذهب عنهم الرجس ، فاكظم وأقعِ ـ كما أقعى أبوك ، فإنما لكل امريء ما كسب وما قدَّمت يداه ، أحسدتمونا ـ ويلكم ـ على ما فضَّلنا الله .
                          فَمَا ذَنْبُنَا إِنْ جَاشَ دهراً بُحُورُنا وَبَحْرُكَ ساج ما يواري الدعا مصّا

                          ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء ، والله ذو الفضل العظيم ، ومن لم يجعل الله له نوراً فما له من نور .

                          قال : فارتفعت الأصوات بالبكاء والنحيب ، وقالوا : حسبك يا ابنة الطيبين ، فقد أحرقت قلوبنا ، وأضرمت أجوافنا ، فسكتت .

                          تعليق


                          • #14
                            ثم إن زين العابدين(عليه السلام) أومأ إلى الناس أن اسكتوا فسكتوا ، فقام قائماً فحمد الله وأثنى عليه ، وذكر النبيّ(صلى الله عليه وآله) ثمَّ صلَّى عليه ، ثمَّ قال : أيها الناس ، من عرفني فقد عرفني ، ومن لم يعرفني فأنا أعرِّفه بنفسي ، أنا علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب(عليهم السلام) ، أنا ابن من انتهكت حرمته ، وسلبت نعمته ، وانتهب ماله ، وسبي عياله ، أنا ابن المذبوح بشطّ الفرات ، من غير ذحل ولا ترات ، أنا ابن من قُتل صبراً ، وكفي بذلك فخراً .

                            أيها الناس ، فأنشدكم الله هل تعلمون أنكم كتبتم إلى أبي وخدعتموه ، وأعطيتموه من أنفسكم العهد والميثاق والبيعة وقاتلتموه؟ فتبّاً لما قدَّمتم لأنفسكم ، وسوأة لرأيكم ، بأيَّة عين تنظرون إلى رسول الله(صلى الله عليه وآله) إذ يقول لكم : قتلتم عترتي ، وانتهكتم حرمتي ، فلستم من أمتي؟

                            قال الراوي : فارتفعت الأصوات من كل ناحية ويقول بعضهم لبعض : هلكتم وما تعلمون ، فقال(عليه السلام) : رحم الله امرءاً قبل نصيحتي ، وحفظ وصيّتي في الله وفي رسوله وأهل بيته ، فإن لنا في رسول الله(صلى الله عليه وآله) أسوة حسنة ، فقالوا بأجمعهم : نحن كلّنا ـ يا ابن رسول الله ـ سامعون مطيعون ، حافظون لذمامك ، غير زاهدين فيك وراغبين عنك ، فمرنا بأمرك يرحمك الله ، فإنّا حرب لحربك ، وسلم لسلمك ، لنأخذنَّ يزيد لعنه الله ، ونبرأ ممن ظلمك ، فقال(عليه السلام) : هيهات هيهات أيها الغدرة المكرة ، حيل بينكم وبين شهوات أنفسكم ، أتريدون أن تأتوا إليَّ كما أتيتم آبائي من قبل؟ كلا وربِّ الراقصات ، فإن الجرح لمَّا يندمل ، قُتل أبي صلوات الله عليه بالأمس وأهل بيته معه ، ولم ينسني ثكل رسول الله(صلى الله عليه وآله) وثكل أبي وبني أبي ، ووجده بين لهاتي ، ومرارته بين حناجري وحلقي ، وغصصه تجري في فراش صدري ، ومسألتي أن تكونوا لا لنا ولا علينا ، ثمَّ قال :

                            لاغَرْوَ إِنْ قُتِلَ الحسينُ فشيخُهُ قد كان خيراً من حسين وأكرما
                            فَلا تَفْرحُوا يا أهلَ كوفانَ بالذي أصيب حسينٌ كان ذلك أعظما
                            قتيلٌ بِشَطِّ النَّهْرِ روحي فداؤُه جَزَاءُ الذي أرداه نارُ جهنما

                            ثمَّ قال : رضينا منكم رأساً برأس ، فلا يوم لنا ولا يوم علينا .

                            تعليق


                            • #15
                              قال الراوي : ثم إن ابن زياد جلس في القصر للناس ، وأذن إذناً عاماً ، وجيء برأس الحسين(عليه السلام) فوضع بين يديه ، وأدخل نساء الحسين(عليه السلام) وصبيانه إليه ، فجلست زينب بنت علي(عليه السلام) متنكِّرة ، فسأل عنها فقيل : زينب بنت علي(عليه السلام) ، فأقبل إليها فقال : الحمد لله الذي فضحكم وأكذب أحدوثتكم ، فقالت : إنما يفتضح الفاسق ، ويكذب الفاجر ، وهو غيرنا ، فقال ابن زياد : كيف رأيت صنع الله بأخيك وأهل بيتك ، فقالت : ما رأيت إلاّ جميلا ، هؤلاء قوم كتب عليهم القتال فبرزوا إلى مضاجعهم ، وسيجمع الله بينك وبينهم ، فتحاجّ وتخاصم ، فانظر لمن يكون الفلج يومئذ ، هبلتك أمّك يا بن مرجانة .

                              قال الراوي : فغضب ابن زياد وكأنه همَّ بها ، فقال له عمرو بن حريث : إنّها امرأة ، والمرأة لا تؤخذ بشيء من منطقها ، فقال لها ابن زياد : لقد شفى الله قلبي من طاغيتك الحسين والعصاة المردة من أهل بيتك ، فقالت : لعمري ، لقد قتلت كهلي ، وقطعت فرعي ، واجتثثت أصلي ، فإن كان هذا شفاك فقد اشتفيت ، فقال ابن زياد : هذه سجاعة ، ولعمري لقد كان أبوك شاعراً وسجّاعاً ، فقالت : يا بن زياد ، ما للمرأة والسجاعة؟

                              تعليق

                              المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
                              حفظ-تلقائي
                              x

                              رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

                              صورة التسجيل تحديث الصورة

                              اقرأ في منتديات يا حسين

                              تقليص

                              لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

                              يعمل...
                              X