تقويض مكانتها لصالح العصر الاسرائيلي والموظفين لخدمة بوش


بدا المسؤولون الكويتيون في تعمدهم توجيه الإهانة تلو الأخري لأمين الجامعة العربية عمرو موسي، يحاولون تحقيق ما هو أكثر من مجرد تصفية حسابات وتراكمات شخصية في غمرة أو سكرة الشماتة في انهيار النظام العراقي.
كما أنه يتعدي رد الفعل الغريزي لدي المجرم الذي يسعي لتحطيم زجاج المحكمة وأثاثها أملاً في أن تختفي آثار جريمته. وأي جريمة أكبر من التحول إلي رأس جسر للعدوان الأمريكي علي العراق اليوم و من تسول له نفسه من العرب أن يقول لا لبوش في المستقبل.
وصحيح أن الجامعة هي جامعة العرب وليست جامعة عمرو موسي، وهي ستكون المحكمة الشاهدة إلي الأبد علي الخيانة الكويتية للأمة، ولذلك وجبت إهانة رمزها، أملاً في اغتيالها معنوياً وإسكات صوتها، حتي إذا كان مجرد صوت للأسف، وبذلك يفقد العرب ذاكرتهم، بعد أن فقدوا مصداقيتهم وقدرتهم علي ما هو أكثر من إحداث أصوات العجز والشتائم حيناً، والتزام صمت القهر أحياناً.
وصحيح أن عمرو موسي موظف ، بل موظف لخدمة العرب، وهذا شرف لا يفوقه إلا حجم المسؤولية الهائلة للمنصب. أما العار فإنه من نصيب الموظفين لخدمة العدوان الأمريكي والمشروع الصهيوني في المنطقة ، وهؤلاء يسأل عنهم المسؤولون الكويتيون، فهم أعلم بهم وأدري.
وإذا كانت إدارة بوش نجحت في تهميش الأمم المتحدة، وإخضاعها لإرادتها باعتبار ذلك شرطاً لاستمرار وجودها ، فإنها لن تكون أكثر تسامحاً مع الجامعة العربية، ولذلك وجب شهر هذا العدوان عليها بأيدي موظفيها من بعض الأعضاء ـ للأسف ـ في الجامعة.
ولا يمكن النظر للعدوان الأمريكويتي علي الجامعة العربية، إلا باعتباره استكمالاً لمخطط العدوان علي العراق أمةً وتاريخاً وثقافةً وثروات واستقلالاً ودولة ووحدة وطنية، وليس نظاماً أو زعيماً فحسب.
وبالمصطلحات الأمريكويتية فإن الدور أصبح علي الجامعة العربية لـ تحريرها من نظام عمرو موسي القمعي المستبد، الذي لا ينكر علاقاته بل وتأييده لمنظمات إرهابية مثل حزب الله وحماس وفتح وزعماء إرهابيين مثل ياسر عرفات.
وبلغة الواقع فإن بقاء عمرو موسي علي رأس الجامعة العربية لا ينسجم مع العصر الإسرائيلي الذي انطلق رسمياً مع سقوط بغداد، وصعود نجم آل صباح ، ولذلك وجب التنويه بأنه لم يعد مرغوباً فيه .
وقد أحسن الرئيس حسني مبارك بإسقاط الكويت من جولته العربية الأخيرة، في استجابة مباشرة ليس فقط لنبض الشارع المصري والعربي، بل ولاعتبارات تاريخية واستراتيجية عديدة، منها:
إن اعتداء الكويت علي أمين الجامعة العربية، الذي يجب أن يكون مصرياً حسب نص الميثاق التأسيسي للجامعة، والذي لا يمكن تغييره سوي بقرار إجماعي (شبه مستحيل)، هو اعتداء علي مكانة مصر في الجامعة، بقدر ما هو اعتداء علي الجامعة نفسها، وبالتالي اعتداء علي دور مصر ومكانتها في العالم العربي، وهذا خط أحمر.
أدركت مصر دون الحاجة إلي أي نظرية تآمرية أن توجيه ضربة قاضية للجامعة العربية، إنما يمهد لإقامة نظام إقليمي جديد، بمقاييس أمريكية، يحظي فيها بنصيب الأسد من فتح أراضيه وأجوائه ومياهه لدبابات الابرامز وطائرات الشبح وحاملات الطائرات والقواعد الأمريكية، وليس من قدم من الشهداء ما يزيد علي عدد سكان الكويت (الدرجة الأولي والثانية والسبنسة أيضاً) علي مدي العصور دفاعاً عن وجود الأمة العربية والإسلامية ناهيك عن استقلالها وقيمها الأصلية.
إن كلمة الجحود لا تكفي، كما لا تكفي أي كلمة أخري في قاموس اللغة، لوصف الموقف الكويتي من الجامعة العربية، وبالتالي مصر، وليس فقط لأنه لولا موقف القاهرة عام 1990 لما تحررت الكويت، فهذا ليس سوي قمة جبل الجليد.
ولولا أن المن ليس من شيم العرب ولا المصريين، لأمكن الرد علي بعض الكتاب والمسؤولين الكويتيين التافهين مــــن قالوا بأن موسي ليس سوي موظف عندهم، وأنهم من يدفـــــع لموسي وللجامعة والعرب، وبالتالي يحق لهم ما لا يحق لغيرهم.
ولن يعدم المصريون ما يمنون به علي الكويت بدءاً من إنقاذ وجودها نفسه مرتين وليس مرة واحدة، وهم يعرفون ما فعله جمال عبدالناصر ـ رحمه الله ـ لمنع عبدالكريم قاسم من ابتلاع دويلتهم، ومروراً بالمدرسين وكتب القراءة الرشيدة وأقلام الرصاص التي كانت تأتيهم في الستينات من مصر ليتعلم أولئك فك الخط ثم ليتطاولوا عليها اليوم.
إن الكويت مدينة بالاعتذار لمصر شعباً أولاً وحكومة ثانياً بقدر ما هي مدينة للشعب العربي أولاً ثم الجامعة وعمرو موسي، ولا يملك مسؤول ـ أياً كان ـ أن يتهاون في حق أولئك جميعاً في الاعتذار، حتي إذا كان من غير المأمول أو المعروف متي وكيف سيشفي المسؤولون الكويتيون من حالة تورم الذات المصحوب بجنون العظمة التي أصبحت تتحكم في تصريحاتهم وسياساتهم.
إن تصريحات صباح الأحمد بعد اجتماعه مع الرئيس حسني مبارك في شرم الشيخ مع امتناعه عن لقاء عمرو موسي، لا تمحو الإساءة الكويتية بل تؤكدها.
والمتوقع من أمين الجامعة العربية أن ينتصر لتاريخه ومكانة منصبه، ليبقي الكبير كبيراً، والطارئ طارئاً، والصغير صغيراً، وإن قفز علي أكتاف القوة التي تحتل وتطيح وتدمر.
وليكن هذا العدوان الأمريكويتي علي الجامعة العربية إيذاناً بالتحضير لمشروع شامل لإصلاح هيئاتها وتطوير عملها، لتصبح أكثر من غرفة للتحادث أو التشاجـــــر أو التآمر .
ومهما كانت طبيعة العلاقات بين القيادة المصرية وأمانة الجامعة العربية في هذه المرحلة، فإن المطروح أكبر وأخطر من أي اعتبارات أو حساسيات شخصية زائلة. ولا شك أن مصر تدرك جيداً أن التهاون في الدفاع عن موسي في هذه المرحلة يوجه الرسالة الخطأ في الوقت الخطأ إلي الأعداء .. و موظفيهم أيضاً







يا من يملك حوائج السائلين ويعلم ضمائر الصامتين يا من ليس معه ربٌ ’يدعى ويا من ليس فوقه خالقٌ ’يخشى و يا من ليس له وزيرٌ يؤتىَ و لا حاجب ’يرشى يا منلا يزداد على كثرة السؤال إلا جوداً و كرما و على كثرةالحوائج إلا تفضلاً و إحسانا
منقوووووووووووووووووووووووووووووووووول