ما معنى المصباح في قول الرسول (ص) إن الحسين مصباح الهدى؟
كتبت من محاضرات لسماحة الأستاذ الشيخ
محمد كاظم الخاقاني
محمد كاظم الخاقاني
لنعود لنستنطق الكلمات من الرسول( ص) ولو فعلنا ذلك لما ضحك علينا المتلاعبين، فإذن من جملة هذه الكلمات قول الرسول (ص) (إن الحسين مصباح الهدى وسفينة النجاة) من تأمل في هذا الحديث الشريف وجد الرسول ص ينظر ومن وراء الغيب حزيناً وهويرى الأمة تعيش الظلمات التي كدرت فطرة وحجبت عقلا عن شهود معالم الشرع فأصبح بمنظارها الباطل حقا، إذا ضربت موازين العقل تحت نبرات سماوية ظاهرا وضربت الفطرة فيصبح الإنسان حينها يخلط بين الموازين وهذا ما حدث لهذه الأمة ثم يجد المتأمل أن الكلام من الرسول (ص) عن مصباح واحد، إن الحسين مصباح الهدى فإذن الرسول (ص) يتكلم عن مصباح واحد وهذا المصباح واحد ما قال أن هناك مصابيح يجد المتأمل أن الكلام عن مصباح واحد وأنه لا مصابيح أخرى فضلا عن وجود شمس، وهذا المصباح لا يشاهد نوره كما سيأتي في تفسير الآية التي تتكلم عن المصباح والمشكاة وهذا المصباح لا يشاهده إلا من كان مصداقا لقوله تعالى (يهدي الله بنوره من يشاء) إلا أن يكون طاهرا زكيا يريد الحق إن وجده أهلا لذلك في مثل هذه الظلمات بأن كان يمتلك ضمير وعقل لأنه تعالى لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم.
كلمة المصباح: إن من الواقع المعلوم الذي لا ريب فيه أن المصباح لا يستخدم في النهار والشمس مشرقة إذن الحديث يتكلم عن ظلمة، الشمس المشرقة هي شمس نور الكتاب المجيد، هي شمس سنة النبي الكريم ص هذه ليست موجودة، الكتاب المفسر بتبع الهدى للحكام والسنة التي هجرت ثم اعطيبت بأيدي أناس معينين كتبوها تحت سنة بني أمية فعلينا أن نلتفت حتى لا نمر على الكلمات مرور الغافلين فالشمس هي الكتاب والسنة وسيرة الرسول (ص)، فسيرته فسرت بتبع الهوى لورجعنا إلى السنة لوجدنا بأنه كل الأحاديث قال ابو هريرة وقال فلان وقالت فلانة هل لا نساء لرسول الله (ص) ولا للأنصار والمهاجرين ولا حديث عن خديجة ولا حديث عن أي امرأة أخرى أين ذهب باقي الأمة الإسلامية بكلها وتمامها ثم يؤتى بنسيج من الخرافات بأن فلان لم ينسى وباقي الصحابة نسوا وأبو هريرة طلب من رسول الله أن لا ينسى والباقي لا يطلبون.
الشمس هي كتاب الله وسنة رسول الله وسيرته هذه الأمة ليومنا هذا وكل إنسان قبل أن يهاجم غيره عليه أن يرجع بنفسه هل اتبع ليرى ما هي سيرة رسول الله حقا ليطبقها على الرجال هل هو بنفسه راح ليقرأ كتاب الله هذه كلها مهجورة متروكة وكل شيء يريده المسلم من العلماء هناك من العلماء من هم من رجال الله لكن الأكثرة ليست كذلك.
الحديث الشريف يتكلم عن مصباح في ليل وهذا الحديث هو واقع يجري في زمن رسول الله (ص) حينما يأتي الرسول (ص) في زمنه وقاله بمشهد ومرءا من المسلمين، لو لا أنه كان يتكلم كرارا وتكرارا عن انحراف هذه الأمة وعما ستقع فيه من الظلمات وذل وهوان كالذين كانوا في عهد نوح (ع) لا منجي لهم الا السفينة، فيجب علينا أن نتأمل في واقع الكلمات، الرسول (ص) كان في زمانه يكرر ويكرر أن الأمة ستنحرف وأنها ستستسلم للفراعنة وأن وأن ..... كل هذا يطوى وما سمعنا من قال ما هو الداعي أن يقول أن الحسين (ع )مصباح هدى وسفينة نجاة، لنرى لماذا الرسول (ص )يتكلم عن تدهور حال هذه الأمة حتى تحتاج إلى مصباح وسفينة يريد أن يؤكد لها إن أرادت النجاة فلا شمس يومئذ الكتاب موجود لكنه مهجور والسنة موجودة لكنها مفسرة بتبع الهوى،تحت أي ظروف راح الرسول (ص) ليتكلم بمثل هذا الكلام فإذن الرسول ( ص )كان يرى تلاعبا فهناك استفهام عن حال التابعين هذا كله فقط من أجل أن يحفظوا رجالا على حساب دين الله تعالى، يتكلم عن حسين (ع) موجود في زمانه الكثير من الصحابة موجودون والكثير من التابعين، ولماذا يتكلم في مكان آخر (الحسن والحسين إمامان إن قاما وإن قعدا) مفصلا قياما وقعودا يعني ثورة وعدم ثورة ولا يراد من القعود صمت تلاعب، فإذن أوكد لو رجعنا إلى عقولنا وابتعدنا عن تقديس الرجال وجئنا لنستنطق الكلمات فإذن الرسول( ص) لمن أراد أن ينظر بدقة بعيدا عن الجدل يجد الرسول ص ما تكلم الا وهو يحكي انحراف هذه الأمة وتدهورها.
ثم يجد المتأمل أن الحديث لم يبشر هذه الأمة بخير،وما خرجت من الهلكة إلا عدد هو دون المائة عدد قليل جدا هو الذي سوف يخرج من الذل والهوان، لأن الحسين (ع) حينما ثار هل نصرته الأمة فالحديث ما كان يبشر هذه الأمة على شيء كان فقط إقامة حجة على البشرية وواقع الأمر يظهر أن الأمة ما شاءت.
ثم يجد المتأمل أن الحديث لم يبشر الأمة بخير لوجود هذا المصباح لأنها ما استفادت من هذا المصباح لتخرج إلى النور ولا ركبت في السفينة فلا دنيا ولا آخرة، أخرج أفراد قلائل وكان سببا للخروج من الغفلة لبعض الناس وراحت الأمة مرة أخرى لتستسلم إلى بني اميه او بني العباس.
المصباح هو السراج وكلما يستضاء به وهو يكون بديلا عن الصبح فهو آلة إضاءة إن غابت الشمس وهي الحقيقة المحمدية بكل ما جاء به من عظم من كتاب وسيرة فالأمة لم تعش نهارا ولا ليل ذي أنجم ساطعة بل انكدرت جميع هذه الأنجم، لعل قائلا يقول هناك من قام ضد بني امية كعبد الله بن الزبير نقول لو كان يرى الرسول (ص) في نهضة بن الزبير سبيلا لقال به يريد القيام للحق لا للزعامة كل من قام ، قام نزاعا على الكراسي ولمصالح شخصية.
هلا كان هناك من الرجال من يصلح أن يكون مصباحا نقول المتقون على انحاء منهم من كان يعيش السجون ومنهم من كان يعيش الاضطهاد ومنهم ما لا يعرفه الناس فلا يكون مصباحا، من يكون مصباحا هو الذي يمكن أن تثق به الناس والسجون كانت مليئة من الناس الكثير من الناس لعلهم كانوا من المتقين لكن نحن عشنا في زمن ورأينا كيف الاعلام قادر اكابر العلماء أن ينسب إليهم نسبا لا تنسب إلى سقطات في الشوارع لأن الكريم لو بقي على كرامته قد تسبب شكا في حكم فلابد وأن تأتي هالة الاعلام وتصب عليه الاتهامات حتى لا تبقى له كرامة ومن لم تبق له كرامة فلا يكون مصباح وبني اميه كانت قادرة أن تعدم اناس كبني امية وتقول هؤلاء كانوا ظالمين ومعقدين وخارجين عن الدين لكن مهما كان بني اميه ما كانوا قادرين أن يطفئوا نور آل محمد (ص )تماما ولذا الروايات الواردة تقول الناس قلوبها معك وسيوفها مع بني اميه، مع الاسف أن للاعلام المتلبس بلباس الدين كان قادرا اعاظم العلماء والزهاد أن يلبسهم ألبسة وعشنا هذا الواقع بواقعنا والحمد لله رب العالمين.