إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

*{الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى}*

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • *{الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى}*

    بِسْمِ الله الرَّحْمنِ الرَّحِيم
    اللّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَعَجِّلْ فَرَجَهُمْ وَالْعَنْ عَدُوّهُمْ


    المودّة لفاطمة الزّهراء وآلها (عليها وعليهم السّلام) هي محور الطّاعات؛ فعليٌّ (عليه السّلام) نفس النبيّ الأعظم (صّلى الله عليه وآله)، والزّهراء (عليها السّلام) روحه (صلّى الله عليه وآله)، والحسن والحسين (عليهما السّلام) ريحانتاه (صلّى الله عليه وآله)، وباقي أئمّة الهُدى وأعلام التُّقى هم دمه ولحمه (صلّى الله عليه وآله)، وقد قال الله تعالى: {قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى وَمَنْ يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَزِدْ لَهُ فِيهَا حُسْنًا إِنَّ اللهَ غَفُورٌ شَكُورٌ}.[الشّورى: 23].
    وهذه المودّة لا تتحقّق ولا تكون إلّا باتّخاذهم (عليهم السّلام) أئمّة، لأنّ الله تعالى يقول: {إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللهِ الإِسْلامُ}.[آل عمران: 19].
    والإسلام المرضي عند الله تعالى هُو الإئتمام بالإمام مِنْ آل مُحمّد (عليهم السّلام)، {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا}.[المائدة: 3]. وفي الكافي الشّريف قال أمير المؤمنين (عليه السّلام): "إنّ الإسلام هو التّسليم، والتّسليم هو اليقين، واليقين هو التّصديق، والتّصديق هو الإقرار، والإقرار هو العمل، والعمل هو الأداء، إنّ المؤمن لم يأخذ دينه عن رأيه ولكن أتاه مِنْ ربّه فأخذه، إنّ المؤمن يرى يقينه في عمله والكافر يرى إنكاره في عمله، فوالّذي نفسي بيده ما عرفوا أمرهم، فاعتبروا إنكار الكافرين والمنافقين بأعمالهم الخبيثة".
    واتّباع آل مُحمّد (عليهم السّلام) يكون بالتمسّك بالثّقلين، وهذا التمسّك مُتقوّمٌ بأمرين:
    - الأمر الأوّل، هُو: الأخذ بالطيّبات، والأمر بالمعروف.
    - والأمر الثّاني: تحريم الخبائث، والنّهي عَنِ المُنكر.
    قال تعالى: {الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِندَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنجِيلِ يَأْمُرُهُم بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ المُنكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ}.[الأعراف: 157]، في تفسير هذه الآية الكريمة يقول الإمام الباقر (عليه السّلام) في الكافي الشّريف: "{يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِندَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنجِيلِ}: يعني النبيّ (صلّى الله عليه وآله) والوصيّ والقائم، {يَأْمُرُهُم بِالْمَعْرُوفِ} إذا قام، {وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنكَرِ}: والمُنكر مَنْ أنكر فضل الإمام وجحده، {وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ}: أخذ العِلم مِنْ أهله، {وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ}: والخبائث قول مِنْ خَالف"، هؤلاء هُم: {فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنزِلَ مَعَهُ أُولَٰئِكَ هُمُ المُفْلِحُونَ}.[الأعراف: 157].
    فالّذين يلعنون أشياع الضّلالة باللّسان وفي نفس الوقت يأكلون الخبائث، وهي: علوم الُمخالفين، ويخلطونها بالطيّبات، وهي: علوم آل الله (عليهم السّلام)، هؤلاء هُم كذّابي الشّيعة؛ كما كان يفعل البتريّة سابقًا كـ"الحكم بن عُتَيْبة" وحاليًّا؛ ففي البُرهان في تفسير القُرآن عَنْ أبي بصير عَنْ أبي عبد الله (عليه السّلام) قال: قال لي: "إنّ الحكم بن عُتَيْبة ممّن قال الله: {ومِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللِه وَبِالْيَوْمِ الآخِرِ وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ}؛ فليُشَرِّق الحَكَمُ وليُغَرِّب، أما والله لا يُصيب العِلم إلّا مِنْ أهل بيتٍ نَزَلَ عليهم جبرئيل".
    هؤلاء هُم الّذين: {يُخَادِعُونَ اللهَ وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ * فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَهُمُ اللهُ مَرَضًا وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ * وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ * أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ المُفْسِدُونَ وَلَكِنْ لَا يَشْعُرُونَ}.[البقرة: ٩ - ١٢].
    لذلك كان مِنْ أهم الأمور الّتي على المؤمن أنْ يجهد نفسه فيها هُو النّظر في "طعام النّفوس والعقول"؛ قبل النّظر في "الطّعام المأكول"؛ ففي محاسن البرقي عَنْ زيد الشحّام عن أبي جعفر (عليه السّلام) في قول الله: {فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسَانُ إِلَى طَعَامِهِ}، قال: قُلت: ما طعامه؟ قال: عِلمه الّذي يأخذه ممّن يأخذه".
    فَمنْ كان مِنْ شيعة آل الله (عليهم السّلام)، يكون إعتقاده ما قاله إمامه الباقر (عليه السّلام) في الكافي الشّريف في تحديد تكليف النّاس: "معرفة الأئمّةِ، والتّسليمَ لهم فيما وَرَدَ عليهم، والرَّدَّ إليهم فيما اختلفوا فيه"، أي الإيمان والتّسليم لحديثهم الشّريف فقط، ودائمًا يكون: "وَقَلْبِي لَكُمْ مُسَلِّمٌ، وَرأيِي لَكُمْ تَبَعٌ، وَنُصْرَتِي لَكُمْ مُعَدَّةٌ حَتّى يُحْيِي الله تَعالى دِينَهُ بِكُمْ، وَيَرُدَّكُمْ فِي أَيَّامِهِ، وَيُظْهِرَكُمْ لِعَدْلِهِ، وَيُمَكِّنَكُمْ فِي أَرْضِهِ؛ فَمَعَكُمْ مَعَكُمْ لا مَعَ غَيْرِكُمْ"، فلا رأي ولا ابتداع، بل تسليم واتّباع، وكُفرٌ بكلّ وليجةٍ دونهم وبراءةٌ مِنْ علوم مخالفي أهل البيت، "وَبَرِئْتُ اِلَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ مِنْ أَعْدائِكُمْ وَمِنَ الْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ وَالشَّياطِينِ وَحِزْبِهِمُ الظَّالِمينَ لَكُمُ، الْجاحِدينَ لِحَقِّكُمْ، وَالْمارِقينَ مِنْ وِلايَتِكُمْ، وَالْغاصِبينَ لإِرْثِكُمُ، الشَّاكِّينَ فيكُمُ، المُنْحَرِفينَ عَنْكُمْ، وَمِنْ كُلِّ وَليجَةٍ دُونَكُمْ وَكُلِّ مُطاعٍ سِواكُمْ، وَمِنَ الاْئِمَّةِ الَّذينَ يَدْعُونَ اِلَى النّارِ".
    هؤلاء هُم حزب الله تعالى أي حزب الّذين والوا آل الزّهراء (صلوات الله عليهم)، الّذين: {لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُولَٰئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُم بِرُوحٍ مِنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُولَٰئِكَ حِزْبُ اللهِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللهِ هُمُ المُفْلِحُونَ}.[المُجادلة: ٢٢].
    فاشهدي يا سيّدة نساء العالمين:"إِنِّي أُقِرُّ وَ أُشْهِدُ وَأَعْتَرِفُ وَلَا أَجْحَدُ، وَأُسِرُّ وَأُظْهِرُ وَأُعْلِنُ وَأُبْطِنُ؛ بِأَنَّكَ أَنْتَ اللهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ وَحْدَكَ لَا شَرِيكَ لَكَ وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُكَ وَرَسُولُكَ وَأَنَّ عَلِيًّا أَمِيرُ المُؤْمِنِينَ، وَسَيِّدُ الْوَصِيِّينَ، وَوَارِثُ عِلْمِ النَّبِيِّينَ، وَقَاتِلُ المُشْرِكِينَ، وَإِمَامُ المُتَّقِينَ، وَمُبِيرُ المُنَافِقِينَ، وَمُجَاهِدُ النَّاكِثِينَ وَالْقَاسِطِينَ وَالمَارِقِينَ، إِمَامِي وَمَحَجَّتِي، وَمَنْ لَا أَثِقُ بِالْأَعْمَالِ وَإِنْ زَكَتْ، وَلَا أَرَاهَا مُنْجِيَةً لِي وَإِنْ صَلَحَتْ إِلَّا بِوَلَايَتِهِ وَالِايتِمَامِ بِهِ، وَالْإِقْرَارِ بِفَضَائِلِهِ، وَالْقَبُولِ مِنْ حَمَلَتِهَا، وَالتَّسْلِيمِ لِرُوَاتِهَا. اللَّهُمَّ وَأُقِرُّ بِأَوْصِيَائِهِ مِنْ أَبْنَائِهِ أَئِمَّةً وَحُجَجًا، وَأَدِلَّةً وَسُرُجًا، وَأَعْلَامًا وَمَنَارًا، وَسَادَةً وَأَبْرَارًا، وَأَدِينُ بِسِرِّهِمْ وَجَهْرِهِمْ، وَبَاطِنِهِمْ وَظَاهِرِهِمْ، وَحَيِّهِمْ وَمَيِّتِهِمْ، وَشَاهِدِهِمْ وَغَائِبِهِمْ، لَا شَكَّ فِي ذَلِكَ وَلَا ارْتِيَابَ وَلَا تَحَوُّلَ عَنْهُ وَلَا انْقِلَابَ، اللَّهُمَّ فَادْعُنِي يَوْمَ حَشْرِي وَحِينَ نَشْرِي بِإِمَامَتِهِمْ وَ احْشُرْنِي فِي زُمْرَتِهِم‏".


    اللهُمَّ صلِّ على الّتي من وصلها فقد وصل رسول الله، ومن قطعها فقد قطع رسول الله، وعلى آلها الطّيّبين الطّاهرين، ولعنة الله على مَنْ جفاها وقطعها مِنَ الجنِّ والإنس، مِنَ الأوّلين والآخرين، ياربّ العالمين.

    & السيّد جهاد الموسوي &
    • youtube / channel
    • visiblewater.blogspot.com
    • facebook
    التعديل الأخير تم بواسطة بو هاشم الموسوي; الساعة 20-10-2016, 03:01 PM.
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
x

رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

صورة التسجيل تحديث الصورة

اقرأ في منتديات يا حسين

تقليص

لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

يعمل...
X