رحم الله امرأً أهدى إليَّ عيوبي"
لا ينكر عاقل ما تقوم به هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من دور مهم ومشكور في مجتمعنا، وقبل ذلك فإن ما تقوم به دور شرعي هو من كمال الدين، ومن صفات المجتمع المسلم الذي نعيشه، ونحرص على استمراره وحفظه.
ولا نعلم سببا واحدا لأن يشعر جهاز، أيا كان، بالحساسية المفرطة عندما يرى موظفا من دائرة اختصاصه يخضع لحبر الإعلام إذا ما وقع في خطأ أو تجاوز قد يكون في الأغلب الأعم عفويا وهو ما يستلزم مشورة صادقة نعتقد أنها تأتي في صلب العمل الإعلامي وفي صميم رسالته.
والهيئة مثلها مثل أي إدارة حكومية أو جهاز رسمي، تتشكل من رجال في خدمة الوطن والأمة، والرجال يعتريهم ضعف وقوة، وهم مجتهدون يصيبون ويخطئون، ومثلما تتحدث الصحف عن وجوه القصور في وزارة التجارة تارة ووزارة النقل تارة أخرى، ومثلما تنتقد القصور في الخطوط السعودية أو شركة الاتصالات، ومثلما نناقش تعثرا ما في جوانب من جوانب التعليم والتربية فإن ذلك لا يعني إنكار دور كل هذه الإدارات الحكومية، وأهميتها والحرص عليها والاعتراف بفضلها. و"الوطن" وغيرها من الصحف السعودية تناقش عمل الهيئة لحرصها عليها، ولكي تقوم بالمهام التي شرعها الله عز وجل لها وأمر بها، ولكن مثلما يرفض المجتمع التجاوز من قبل المعلم، والطبيب والمهندس والموظف، فإن المجتمع أيضا يرفض التجاوز من قبل موظف أنيط به دور حماية المجتمع من الآفات الاجتماعية التي لو أغمض المجتمع عينه عنها لشاع الفساد حتى يأكل من بنيتنا وتماسكنا وتميزنا كأمة مسلمة.
موظف الهيئة هو خادم للمجتمع مثل أي موظف آخر وليس بوصي عليه وقد أكد ذلك أكثر من مسؤول ابتداء من سمو وزير الداخلية صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز الذي دعا رجال الهيئة إلى التعامل برفق مع الناس وعدم التعجل في الأمور حتى يحفظوا للناس كرامتهم، كما دعاهم إلى الابتعاد عن التجسس والغيبة، مشيرا إلى أن الدولة كلها دولة عقيدة ودولة دين وليست لشخص معين وليس مقبولا أن يزايد أحد في هذا الأمر، وكذلك ما صدر عن رئيس مجلس القضاء من حث رجال الهيئة على التسامح مع الناس، واحتواء الشباب.
إن على مثل هذه المؤسسات أن تعي أولا أن عبارات الإطراء والمديح على الدوام قد تكون خادعة، بل محرجة أحيانا، وقد تعيق مسيرتها وقدرتها على تطوير الذات والأخذ بالأسباب التي قد تصل بها للأهداف السامية التي قامت لها من الأصل. ثم إن عليها ثانيا وهو الأهم أن تعرف أن نقد أي ممارسة شخصية لموظف أو أكثر لا يعني بالضرورة سلبا لقيمة الجهاز ولا خللا في تصديه لمهنته الجميلة، وطالما أن القصور نظرة بشرية وأن الكمال للإنسان أمر بالغ الاستحالة فستظل مثل هذه الأخطاء تحدث هنا أو هناك، لكن من الخطأ أن نكبر على آلية النقد وأن نعتقد أن فينا من هو معصوم عن الخطأ.
إن "الوطن" محبة للهيئة حريصة على دورها وكانت سباقة في تلميع دورها وقد قيل: "رحم الله امرأً أهدى إلي عيوبي".
موقعها
http://www.alwatan.com.sa/daily/200...op_politics.htm
لا ينكر عاقل ما تقوم به هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من دور مهم ومشكور في مجتمعنا، وقبل ذلك فإن ما تقوم به دور شرعي هو من كمال الدين، ومن صفات المجتمع المسلم الذي نعيشه، ونحرص على استمراره وحفظه.
ولا نعلم سببا واحدا لأن يشعر جهاز، أيا كان، بالحساسية المفرطة عندما يرى موظفا من دائرة اختصاصه يخضع لحبر الإعلام إذا ما وقع في خطأ أو تجاوز قد يكون في الأغلب الأعم عفويا وهو ما يستلزم مشورة صادقة نعتقد أنها تأتي في صلب العمل الإعلامي وفي صميم رسالته.
والهيئة مثلها مثل أي إدارة حكومية أو جهاز رسمي، تتشكل من رجال في خدمة الوطن والأمة، والرجال يعتريهم ضعف وقوة، وهم مجتهدون يصيبون ويخطئون، ومثلما تتحدث الصحف عن وجوه القصور في وزارة التجارة تارة ووزارة النقل تارة أخرى، ومثلما تنتقد القصور في الخطوط السعودية أو شركة الاتصالات، ومثلما نناقش تعثرا ما في جوانب من جوانب التعليم والتربية فإن ذلك لا يعني إنكار دور كل هذه الإدارات الحكومية، وأهميتها والحرص عليها والاعتراف بفضلها. و"الوطن" وغيرها من الصحف السعودية تناقش عمل الهيئة لحرصها عليها، ولكي تقوم بالمهام التي شرعها الله عز وجل لها وأمر بها، ولكن مثلما يرفض المجتمع التجاوز من قبل المعلم، والطبيب والمهندس والموظف، فإن المجتمع أيضا يرفض التجاوز من قبل موظف أنيط به دور حماية المجتمع من الآفات الاجتماعية التي لو أغمض المجتمع عينه عنها لشاع الفساد حتى يأكل من بنيتنا وتماسكنا وتميزنا كأمة مسلمة.
موظف الهيئة هو خادم للمجتمع مثل أي موظف آخر وليس بوصي عليه وقد أكد ذلك أكثر من مسؤول ابتداء من سمو وزير الداخلية صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز الذي دعا رجال الهيئة إلى التعامل برفق مع الناس وعدم التعجل في الأمور حتى يحفظوا للناس كرامتهم، كما دعاهم إلى الابتعاد عن التجسس والغيبة، مشيرا إلى أن الدولة كلها دولة عقيدة ودولة دين وليست لشخص معين وليس مقبولا أن يزايد أحد في هذا الأمر، وكذلك ما صدر عن رئيس مجلس القضاء من حث رجال الهيئة على التسامح مع الناس، واحتواء الشباب.
إن على مثل هذه المؤسسات أن تعي أولا أن عبارات الإطراء والمديح على الدوام قد تكون خادعة، بل محرجة أحيانا، وقد تعيق مسيرتها وقدرتها على تطوير الذات والأخذ بالأسباب التي قد تصل بها للأهداف السامية التي قامت لها من الأصل. ثم إن عليها ثانيا وهو الأهم أن تعرف أن نقد أي ممارسة شخصية لموظف أو أكثر لا يعني بالضرورة سلبا لقيمة الجهاز ولا خللا في تصديه لمهنته الجميلة، وطالما أن القصور نظرة بشرية وأن الكمال للإنسان أمر بالغ الاستحالة فستظل مثل هذه الأخطاء تحدث هنا أو هناك، لكن من الخطأ أن نكبر على آلية النقد وأن نعتقد أن فينا من هو معصوم عن الخطأ.
إن "الوطن" محبة للهيئة حريصة على دورها وكانت سباقة في تلميع دورها وقد قيل: "رحم الله امرأً أهدى إلي عيوبي".
موقعها
http://www.alwatan.com.sa/daily/200...op_politics.htm