إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

الصـحابة الذين شـاركوا في قتل عثمان

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الصـحابة الذين شـاركوا في قتل عثمان

    الصـحابة الذين شـاركوا في قتل عثمان

    قد حرض جملة من الصحابة الكبار على قتل عثمان بعد أن شاركوا في الثورة الشعبية عليه وكان منهم :
    الصحابي جهجاه بن سعيد الغفاري الذي شهد بيعة الرضوان بالحديبية وكان ممن وقف بوجه عثمان علانية حتى أقدم عليه وهو على المنبر فأخذ القضيب من يده فوضعها على ركبته فكسرها فصاح به الناس ونزل عثمان فدخل داره .

    والصحابي عبد الرحمن بن عديس البلوي وهو من المهاجرين ممن شهد بيعة الرضوان وبايع ،وكان أمير الجيش القادمين من مصر لحصر عثمان لمَّا قتلوه.
    وقال السمعاني : ابن عديس البلوي قاتل عثمان .
    والصحابي عمرو بن الحمق الخزاعي الذي روي له في الكتب الســـــــــتة ،
    وهو مَن وثبَ على عثمان فجلس على صدره ، وبه رمق، فطعنه تسع طعنات، وقال: أما ثلاث منهن فللّه ، وست لما كان في صدري عليه .
    والصحابي جبلة بن عمرو الساعدي من البدريين وقد برز في دور مشهور وهو منع عثمان من أن يدفن في مقابر المسلمين في البقيع حتى اضطر إلى دفنه ليلاً في مقبرة اليهود (حش كوكب) كما نقل ذلك ابن حجر حيث قال : روى بن شبة في أخبار المدينة من طريق عبد الرحمن بن أزهر أنهم لما أرادوا دفن عثمان فانتهوا إلى البقيع فمنعهم من دفنه جبلة بن عمرو الساعدي فانطلقوا إلى حش كوكب ومعهم معبد بن معمر فدفنوه فيه .
    وأما من الصحابة أبناء بديل بن ورقاء الذين ثبتت لهم الصحبة حيث قال ابن الأثير: رافع بن بديل بن ورقاء الخزاعي تقدم نسبه عند ذكر أبيه قتل يوم بئر معونة له ولأخوته عبد الله وعبد الرحمن وسلمة صحبة .
    وكان أبو عمرو بن بديل كما ذكر ابن حجر نقلاً عن ابن الكلبي إنه كان من رؤساء أهل مصر الذين حاصروا عثمان .
    وهناك من الثوار ممن أدرك الرسول (صلى الله عليه وآله) وقد اختلف المحدثون فيهم ، فمنهم من قال أنهم صحابة ومنهم من قال أنهم ليسوا بصحابة مثل كنانة بن بشر بن تجيب التجيبي وكان ممن قتل عثمان ، ذكره ابن حجر في جملة الصحابة لأن له إدراكا ، كما ذكر الذهبي عبد الرحمن بن ملجم المرادي وإن كان ينبغي تنزيه كتاب الصحابة عنهما كما قال ابن حجر.
    ومنهم محمد بن أبي بكر بن أبي قحافة فقد أخرج ابن ابي شيبة بسنده عن الحسن قال : [.. وجاء محمد بن أبي بكر في ثلاثة عشر حتى انتهى إلى عثمان ، فأخذ بليحته فقال بها حتى سمعت وقع أضراسه وقال : ما أغنى عنك معاوية ، ما أغنى عنك ابن عامر ، ما أغنت عنك كتبك ، فقال : أرسل لي لحيتي ابن أخي ، أرسل لي لحيتي ابن أخي ، قال : فأنا رأيته استعدى رجلا من القوم يعينه ، فقام إليه بمشقص حتى وجأ به في رأسه فأثبته ، قال : ثم مه ؟ قال : ثم دخلوا عليه حتى قتلوه] .
    وذكر ابن خياط في تاريخه : [عن ابن عمر قال : ضربه ابن أبي بكر بمشاقص في أوداجه، وبعجه سودان بن حمران بحربة] .
    بل أنَّ عائشـــــة بنت أبي بكــــر كانت أشد المحرضين على قتل عثمان وقد تابعها كبار الصحابة الذين حضروا بيعة الشجرة كطلحة والزبير وغيرهما ؟!.
    حتى قال أمير المؤمنين (عليه السلام) قد اتهم طلحة والزبير وعموم الناكثين لبيعته بشأن دم عثمان : [ أَلاَ وإِنَّ الشَّيْطَانَ قَدْ ذَمَّرَ حِزْبَهُ، وَاسْتَجْلَبَ جَلَبَهُ، لِيَعُودَ الجَوْرُ إِلَى أَوْطَانِهِ، وَيَرْجِعَ البِاطِلُ إِلَى نِصَابِهِ، وَاللهِ مَا أَنْكَرُوا عَلَيَّ مُنْكَراً، وَلاَ جَعَلُوا بَيْنِي وَبَيْنَهُمْ نَصِفاً، وَإِنَّهُمْ لَيَطْلُبُونَ حَقّاً هُمْ تَرَكُوهُ، وَدَماً هُمْ سَفَكُوهُ، فَلَئِنْ كُنْتُ شَرِيكَهُمْ فِيهِ فَإِنَّ لَهُمْ لَنَصِيبَهُمْ مِنْهُ، وَلَئِنْ كَانُوا وَلُوهُ دُوني، فَمَا التَّبِعَةُ إِلاَّ عِنْدَهُمْ، وَإِنَّ أَعْظَمَ حُجَّتِهِمْ لَعَلَى أَنْفُسِهِمْ، يَرْتَضِعُونَ أُمّاً قَدْ فَطَمَتْ، وَيُحْيُونَ بِدْعَةً قَدْ أُمِيتَتْ.يا خَيْبَةَ الدَّاعِي! مَنْ دَعَا !وَإِلاَمَ أُجِيبَ! وَإِنِّي لَرَاض بِحُجَّةِ اللهِ عَلَيْهِمْ وَعِلْمِهِ فِيهمْ.فَإِنْ أَبَوْا أَعْطَيْتُهُمْ حَدَّ السَّيْفِ، وَكَفَى بِهِ شَافِياً مِنَ البَاطِلِ ، وَنَاصَراً لِلْحَقِّ!].
    وقوله (عليه السلام) في معنى طلحة والزبير : [وَاللهِ مَا أَنْكَرُوا [عَلَيَّ] مُنْكَراً، وَلاَ جَعَلُوا بَيْنِي وَبَيْنَهُمْ نِصْفا، وَإِنَّهُمْ لَيَطْلُبُونَ حَقّاً هُمْ تَرَكُوهُ، وَدَماً هُمْ سَفَكُوهُ، فَإِنْ كُنْتُ شَرِيكَهُمْ فِيهِ فَإِنَّ لَهُمْ نَصِيبَهُمْ مِنْهُ، وَإِنْ كَانُوا وَلُوهُ دُونِي فَمَا الطَّلِبَةُ إِلاَّ قِبَلَهُمْ، وَإِنَّ أَوَّلَ عَدْلِهِمْ لَلْحُكْمُ عَلَى أَنْفُسِهِمْ، وَإِنَّ مَعِي لَبَصِيرَتِي، مَا لَبَّسْتُ وَلاَ لُبِّسَ عَلَيَّ، وَإِنَّهَا لَلْفِئَةُ الْبَاغِيَةُ، فِيهَا الْحَمأُ وَالْحُمَةُ وَالشُّبْهَةُ الْمُغْدِفَةُ ، وَإِنَّ الاَْمْرَ لَوَاضِحٌ، وَقَدْ زَاحَ الْبَاطِلُ عَنْ نِصَابِهِ ، وَانْقَطَعَ لِسَانُهُ عَنْ شَغَبِهِ، وَايْمُ اللهِ لاَُفْرِطَنَّ لَهُمْ حَوْضاً أَنَا مَاتِحُهُ ، لاَ يَصْدُرُونَ عَنْهُ بِرِيٍّ، وَلاَ يَعُبُّونَ بَعْدَهُ فِي حَسْي !فَأَقْبَلْتُمْ إِلَيَّ إِقْبَالَ الْعُوذِ الْمَطَافِيلِ عَلَى أَوْلاَدِهَا، تَقُولُونَ: الْبَيْعَةَ الْبَيْعَةَ! قَبَضْتُ كَفِّي فَبَسَطْتُمُوهَا، وَنَازَعَتْكُمْ يَدِي فَجَاذَبْتُمُوهَا. اللَّهُمَّ إنَّهُمَا قَطَعَاني وَظَلَمَاني، وَنَكَثَا بَيْعَتِي، وَأَلَّبَا النَّاسَ عَلَيَّ; فَاحْلُلْ مَا عَقَدَا، وَلاَ تُحْكِمْ لَهُمَا مَا أَبْرَمَا، وَأَرِهِمَا الْمَسَاءَةَ فِيَما أَمَّلاَ وَعَمِلاَ، وَلَقَدِ اسْتَثَبْتُهُمَا قَبْلَ الْقِتَالِ، وَاسْتَأْنَيْتُ بِهمَا أَمَامَ الْوِقَاعِ ، فَغَمَطَا النِّعْمَةَ ، وَرَدَّا الْعَافِيَةَ] .
    وقد روى البلاذري عن ابن سيرين انه قال: [لم يكن أحد من أصحاب النبي (2) أشد على عثمان من طلحة] .
    وروى أيضاً إن طلحة قال لعثمان : [إنك قد أحدثت أحداثاً لم يكـن الناس يعهدونها] .
    وذكر ابن قتيبة في كتابه: [ثم أقبل الأشتر ألنخعي من الكوفة في ألف رجل : وأقبل ابن أبي حذيفة من مصر في أربع مئة رجل، فأقام أهل الكوفة
    وأهل مصر بباب عثمان ليلا ونهارا، وطلحة يحرض الفريقين جميعا على عثمان: ثم إن طلحة قال لهم: إن عثمان لا يبالى ما حصرتموه ؟ وهو يدخل إليه الطعام والشراب فامنعوه الماء أن يدخل عليه] .
    وروى ابن شبة بسنده عن الكلبي قال : [أرسل عثمان إلى عَلي N يقرئه السلامَ ويقول: إن فلاناً يعني طلحة قد قتَلَني بالعطش، والقتلُ بالسلاحِ أجملُ من القتل بالعطش. فخرج عَليٌّ رضي الله عنه يتوكَأُ على يدِ المسْور بن مَخْرَمة حتى دخل على ذلك الرجل وهو يَتَرامَى بالنَّبْلِ، عليه قميص هَرَوِي، فلما رآه تَنَحَّى عن صَدْرِ الفراش ورحّبَ به فقال له عَلي رضي الله عنه: إن عثمان أرسل إليَ أنكم قد قتَلْتُمُوه بالعطش، وإن ذلك ليس يَحْسُن، وأنا أُحِبُّ أن تُدْخِلَ عليه الماء. فقال: لاَ واللّه ولا نِعْمَةَ عَيْن، لا نترُكُه يأْكل ويشرب. فقال عليّ رضي الله عنه: ما كنتُ أرى أني أكلَمُ أحداً من قريش في شيءً فلا يَفعل فقال: واللّه لا أفعل، وما أنت من ذلك في شيء يا عَليّ. فقام عليٌّ رضي الله عنه غضبان وقال: لتَعْلَمَنَّ بعد قليل أكون من ذلك في شيء أمْ لا] .
    وذكر اليعقوبي في تاريخه: [وحصر ابن عديس البلوي عثمان في داره، فناشدهم الله، ثم نشد مفاتيح الخزائن، فأتوا بها إلى طلحة بن عبيد الله، وعثمان محصور في داره ، وكان أكثر من يؤلب عليه طلحة والزبير وعائشة ، فكتب إلى معاوية يسأل تعجيل القدوم عليه، فتوجه إليه في اثني عشر ألفاً، ثم قال: كونوا بمكانكم في أوائل الشام، حتى آتي أمير المؤمنين لأعرف صحة أمره، فأتى عثمان، فسأله عن المدة، فقال: قد قدمت لأعرف رأيك وأعود إليهم فأجيئك بهم. قال: لا والله، ولكنك أردت أن أقتل فتقول: أنا ولي الثأر. ارجع، فجئني بالناس! فرجع، فلم يعد إليه حتى قتل] .
    وذكر ابن أبي الحديد ألمعتزلي : [أن الزبير كان يقول اقتلوه فقد بدَّل دينكم فقالوا إن ابنك يحامي عنه بالباب فقال ما أكره أن يقتل عثمان و لو بدئ بابني إن عثمان لجيفة على الصراط غدا] .
    وكانت هذه الخلية الثلاثية المشهورة بالمعارضة لعثمان والمتكونة من عائشة وطلحة والزبير قد استغلت الفساد الإداري والمالي والأمني والسياسي لحاكمية عثمان لإعلان الثورة عليه والتحريض على قتله من أجل مطامعهم في الخلافة ومصالحهم الدنيوية عامّة ، ولكن لمَّا مال الناس الى علي بن أبي طالب (عليه السلام) وخابت آمال القوم قام طلحة بانقلاب سياسي مفاجئ وغير موزون حيث ذهب إلى عثمان يعتذر منه كما روي ذلك عن عبد الله بن الزبير حيث قال: [... فلما كان يوم العيد صلَّى علي رضي الله عنه بالناس، فمال الناس إليه وتركوا طلحة، فجاء طلحة إلى عثمان رضي الله عنه يعتذر، فقال عثمان : الآن يا ابن الحضرمية ! ! ألَّبتَ الناس عَلَيَّ حتى إذا غَلبَكَ علي على الأمر ، وفاتك ما أردت جئت تعتذر ، لا قبل الله منك] .
    وذكر البلاذري : [صلى عليّ بالناس يوم النحر وعثمان محصور، فبعث إليه عثمان ببيت الممزق:
    إنْ كُنْتُ مأكولاً فَكُنْ أنْتَ آكلي ... وإلا فأدركني ولمَّا أُمَزَّقِ
    وكان رسوله به عبد الله بن الحارث، ففرق عليّ الناس عن طلحة، فلما رأى
    ذلك طلحة دخل عثمان فاعتذر فقال له عثمان: يا بن الحضرمية ألَّبْتَ عليّ الناس ودعوتهم إلى قتلي حتى إذا فاتك ما تريد جئت معتذراً، لا قبل الله ممن قبل عذرك] .
    وكذا الصحابي الجليل أبو ذر الغفاري الذي قال فيه الرسول (صلى الله عليه وآله) : [ما أظلت الخضراء ولا أقلت الغبراء من ذي لهجة أصدق من أبى ذر] ، وقد كان من جملة المعارضين لعثمان بن عفان حتى وصل الحال بعثمان والملتفين حوله من الأمويين إلى الاعتداء عليه بالضرب والسب ونفيه إلى الربذة فتوفي فيها .
    ومن شدة حقده وغضبه على أبي ذر رضوان الله عليه أنه عاقب الصحابي الجليل ابن مسعود على دفنه لأبي ذر !!! كما روى محمد بن إسحاق عن محمد بن كعب القرظي : [أن عثمان ضرب ابن مسعود أربعين سوطا في دفنه أبا ذر] .
    والصــحابي الجليل عبد الله بن مســــعود الذي مارس عثمان في حقِّه السَّــب
    والعنف بأشدِّه وقد روى الواقدي بإسناده وغيره: [أن ابن مسعود لما استقدم المدينة ، دخلها ليلة جمعة ، فلما علم عثمان بدخوله ، قال : أيها الناس ، إنه قد طرقكم الليلة دويبة ، من تمشى على طعامه يقئ ويسلح . فقال ابن مسعود : لست كذلك ، ولكنني صاحب رسول الله (صلى الله عليه وآله) يوم بدر ، وصاحبه يوم أحد ، وصاحبه يوم بيعة الرضوان ، وصاحبه يوم الخندق ، وصاحبه يوم حنين . قال : وصاحت عائشة : يا عثمان ! أتقول هذا لصاحب رسول الله (صلى الله عليه وآله) ! فقال عثمان : اسكتي ، ثم قال لعبد الله بن زمعة بن الاسود بن المطلب بن عبد العزى بن قصي : أخرجه إخراجا عنيفا ، فأخذه ابن زمعة ، فاحتمله حتى جاء به باب مسجد ، فضرب به الأرض ، فكسر ضلعا من أضلاعه ، فقال ابن مسعود : قتلني ابن زمعة الكافر بأمر عثمان] .
    وروى البلاذري بسنده عن أبي مخنف وعوانة في إسنادهما : [أن عبد الله بن مسعود حين ألقى مفاتيح بيت المال إلى الوليد بن عقبة قال: من غيَّرَ غيَّرَ الله عليه، وما أرى صاحبكم إلا وقد غير وبدل، أيعزل مثل سعد بن أبي وقاص ويولى الوليد. وكان يتكلم بكلام لا يدعه وهو: إن أصدق القول كتاب الله، وأحسن الهدي هدي محمد (2) ، وشر الأمور محدثاتها، وكل مُحدث بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار] .
    والصحابي الكبير عمَّار بن ياسر، الذي كان من الثوار المحرضين على عثمان وهكذا حال الكثير من الصحابة وأبناءهم والتابعين .
    فأخرج الطبراني عن عبد الله عن أبيه قال:[كنا جلوسا عند علي بن أبي طالب رضي الله عنه وعن يمينه عمار بن ياسر وعن يساره محمد بن أبي بكر إذ جاء غراب بن فلان الصيدني فقال يا أمير المؤمنين ما تقول في عثمان ؟ فبدره الرجلان (عمار ومحمد) فقالا : عم تسأل عن رجل كفر بالله من بعد إيمانه ونافق ..] .
    وقال الباقلاني: [وقد روي أنه (عمار) كان يقول : عثمان كافر وكان يقول بعد قتله قتلنا عثمان يوم قتلناه كافرا ...] .
    وروى نصر بن مزاحم عن جندب بن عبد الله قال : قام عمار بن ياسر بصفين فقال: [امضوا معي عباد الله إلى قوم يطلبون - فيما يزعمون- بدم الظالم لنفسه، الحاكم على عباد الله بغير ما في كتاب الله، إنما قتله الصالحون المنكرون للعدوان، الآمرون بالإحسان. فقال هؤلاء الذين لا يبالون إذا سلمت لهم دنياهم ولو درس هذا الدين: لم قتلتموه ؟ فقلنا: لإحداثه ...] .
    وروى البلاذري بسنده عن أبي غادية قال: [سمعت عمارا يقع في عثمان ويشـــــتمه بالمدينة، فتوعدته بالقتل، فلما كان يوم صـــفين جعل عمار يحمل علــى الناس فقيل: هذا عمار. فحملت عليه فطعنته في ركبته .. ] .
    وقد نفَّذ الصحابي أبو الغادية الذي كان يتشيع لعثمان وعده المشئوم الشيطاني بقتله الصحابي عمَّار بن ياسر (رضي الله عنه) في حرب صفين حيث كان أبو الغادية مع جيش معاوية وكان عمار مع جيش علي (عليه السلام) وقد قال الرسول (صلى الله عليه وآله) في عمار : [ويح عمار، تقتله الفئة الباغية، يدعوهم إلى الجنة، ويدعونه إلى النار] ، حيث كان عمَّار يدعوا معاوية وجماعته إلى الجنَّة بينما معاوية كان يدعوه إلى النار ، ومن أوضح الواضحات أنَّ معاوية وجيشه بُغاة ظلمة من أهل النار .
    والصحابي عبد الرحمن بن عوف وهو صهر عثمان الذي انتخبه للخلافة إلاّ أنَّه جفاه بعد ذلك لأسباب كثيرة كانت قد أخذت على شخصية عثمان مضافاً إلى الأسباب المباشرة التي أدت إلى الثورة الشعبية عليه ، فعن عاصم عن شقيق قال :[لقي عبد الرحمن بن عوف الوليد ابن عقبة فقال له الوليد : ما لي أراك قد جفوت أمير المؤمنين عثمان رضي الله عنه فقال له عبد الرحمن : أبلغه إني لم أفر يوم عينين قال عاصم يقول يوم أحد ولم أتخلف يوم بدر ولم أترك سنة عمر رضي الله عنه قال فانطلق فخبر ذلك عثمان رضي الله عنه قال فقال : ... وأما قوله اني لم أترك سنة عمر رضي الله عنه فاني لا أطيقها] .
    والصحابي هاشم بن عتبة الزهري المرقال فقد روى الطبري بسنده أن هاشم
    قال لشاب من أهل الشام : [وما أنت وابن عفان إنما قتله أصحاب محمد وأبناء أصحابه وقراء الناس حين أحدث الأحداث وخالف حكم الكتاب وهم أهل الدين وأولى بالنظر في أمور الناس منك ومن أصحابك وما أظن أمر هذه
    الأمة وأمر هذا الدين أهمل طرفة عين] .
    وحينئذٍ ما هو حكم أرباب نظرية عدالة الصحابة على جملة من كبار الصحابة الذين حرَّضُوا بالثورة على عثمان وعلى قتله ؟ ، ثُمَّ ماذا يقولون في الصحابة الذين باشروا قتله ؟! بل ماذا يقولون وقد رمُوا جثته في المزبلة وبقيت فيها لثلاثة أيام على مرأى ومسمع عموم الصحابة الذين حضروا بيعة الشجرة وغيرهم ؟! بل ماذا يُفَسَّر سكوت الصحابة على منع دفن عثمان في مقبرة البقيع حتى أخذوه إلى مقبرة (حش كوكب) وهي من مقابر اليهود بالقرب من البقيع ؟! ، ثُمَّ ما يُفسِّرون عدم الصلاة عليه من قبل كبار الصحابة كطلحة والزبير وعمار وابن عباس وعبد الرحمن بن عوف وسعد بن أبي وقاص .. وغيرهم ، بل لم يُصلِّي عليه إمام الأمة الواقعي علي بن أبي طالب (عليه السلام) مما جعل جبير بن مطعميتقدم للصلاة عليه ليلاً وقيل حكيم وقيل غيرهما وهُم أقرباءه من الطلقاء وقد اختلفوا في تعيين مَن صلَّى عليه وقيل لم يُصلَّى عليه ، وقد قال اليعقوبي : [وأقام ثلاثا لم يدفن، وحضر دفنه حكيم بن حزام، وجبير بن مطعم، وحويطب بن عبد العزى، وعمرو بن عثمان ابنه. ودفن بالمدينة ليلا في موضع يعرف بحش كوكب، وصلى عليه هؤلاء الأربعة، وقيل لم يصل عليه،
    وقيل أحد الأربعة قد صلى عليه، فدفن بغير صلاة].
    وهذا السكوت والجفاء الثابت من عموم الصحابة والتابعين يكشف بوضوح عن الغضب العارم والثورة الشعبية عليه .
    وعجباً لأتباع مرجعية الصحابة ، كيف أنهم يختلقون المسوغات والمبررات الوهمية في الخروج على أمير المؤمنين علي (عليه السلام) من قبل الصحابة الناكثين في الجمل والصحابة القاسطين في صفين والصحابة المارقين في النهروان ولا يجدون مسوغاً للصحابة الذين رفضوا دفع الزكاة لأبي بكر والصحابة الذين خرجوا على عثمان وقتلوه كعبد الرحمن بن عديس البلوي وعمرو بن الحمق الخزاعي وغيرهم كما قرأت .
    وبعد هذا وأمثاله مما هو كثير في تاريخ الصحابة الثابت وقوعه ، فهل يصح أن نقول عنهم أنَّهم جميعاً عدول ؟! ، وأنَّ جميعهم في الجنة رغم وجود الظالم والمظلوم بينهم والحق والباطل والقاتل والمقتول والفاسق والعادل والمؤمن والمنافق وكذا وجود الأعراب والمؤلفة قلوبهم والطلقاء و.. ؟!.
    فبأيِّ ميزان يحكمون ؟! وعلى أيِّ كتاب يستندون ؟! و بأيِّ سُنَّة يعملون ؟!.



    مقتبس من : كتاب جدلية الصحابة بين النص والعقل والسيرة
    لسماحة آية الله الفقيه السيد ابو الحسن حميد المقدس الغريفي (دام ظله)
    ** الهوامش والمصادر لن تذكر هنا، بامكانكم الرجوع الى الكتاب لمراجعتها **

  • #2
    النتيجة من البحث اغلاق البحث و الصحابة كلهم عدول وكلهم في الجنة وكلهم صالحون
    ههههههههههه

    تعليق

    المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
    حفظ-تلقائي
    x

    رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

    صورة التسجيل تحديث الصورة

    اقرأ في منتديات يا حسين

    تقليص

    لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

    يعمل...
    X