محاضرات في معنى الثواب والعقاب المحاضرة الأولى
لسماحة الأستاذ الشيخ محمد كاظم الخاقاني
لسماحة الأستاذ الشيخ محمد كاظم الخاقاني
البحث في هذه المحاضرات حول الثواب والعقاب ولابأس أولاً بذكر المراد من الثواب لغةً فلفظ الثواب لغة يدل على العود والرجوع فيقال ثاب يثوب إذا رجع.
لكن أي رابطة بين الرجوع والثواب نقول كأنه يستفاد في المقام أن من عمل عملا حسنا يعود إليه هذا العوْد أخذ في المعنى لغة ولفظ الثواب يطلق على سواء كان الجزاء دنيويا أو أخرويا فكل عمل له جزاء خاص فمن جاء بالحسنات والطيبات جزاءه يختلف عمن جاء بالقتل والسرقات .
وأما عُرفاً والمراد من العُرف ما يفهمه الناس.
ماذا يفهم الناس من الثواب نقول الذي يتبادر إلى الذهن هو العطاء الأخروي لا إلى العطاء الدنيوي ولا إلى أي شيء يرتبط بالدنيا .
حتى نقول عاد ويقينا الثواب بمعنى ما يتناسب مع الأعمال الصالحة .ولا يقال يُثاب على جريمته و إذا قيل يُثاب , فيُثاب على العمل الصالح .
لكن الشارع أشترط في قبول الأعمال شرطاً أساسياً و هو الإيمان فمن جاء بعمل ولو كان العمل صالحاً ما لم يكن مؤمنا لا يتقبل الله تعالى منه عمله .
فمن شرط حصول الثواب أن يكون الشخص مؤمنا ومن الواضح إن المراد من الإيمان هو الإعتقاد بما اعتبره الشرع عقيدة سليمة كالإعتقاد بالتوحيد والأنبياء الكرام, كالرقّي إلى مرتبة أنْ يفهم المسلم على أنه من المستحيل أن يأمر الله تعالى الذي جاء بالأنبياء الكرام للرقي والعروج اليه والخروج من الظلمات أن يأمر البشربعد الأنبياء بطاعة الحكام وهذا هو المائز بين الشيعة والسنة، الشيعة يقولون أن سُنن الله سبحانه وتعالى في عباده على أن مناهج الكمال علماً وعدلاً لا تسلم بيد الحكام , والسنة يقولون خلاف ما جاء سُنن الأنبياء المتقدّمين على النبي محمد (ص) فيدّعون منزّلين عظم الشرايع إلى لزوم متابعة و طاعة الحكام.
ويؤكد كوْن الثواب هو العطاء الإلهي قوله تعالى فَآتَاهُمُ اللَّهُ ثَوَابَ الدُّنْيَا وَحُسْنَ ثَوَابِ الآخِرَةِ ... العمل الصالح له ثواب, ثوابه في الآخرة جنات, ثوابه في الآخرة قرب ورضوان ما هو ثوابه أي نتاجه في دار الدنيا المشار إليه في قوله تعالى: فَآتَاهُمُ اللَّهُ ثَوَابَ الدُّنْيَا ماهو ثواب الدنيا؟
إن كانت الأموال فهي للمترفين و إن كانت القصور و الجاه والحكم فهي لأبناء الدنيا وما سمعنا أن الترف والنعيم دخل بيوت الأنبياء نسمع عنهم فقراء مضطهدين فارين من مكان إلى آخر ونقراء عن سيرة الأبرار و الطاهرين فنجدهم في الربذة جياعاً مفردين بعيدين عن المجتمع.
فأي ثواب تشير إليه مثل هذه الآيات نقول أي مثوبة أعظم من الإيمان والهدى و أي مثوبة أعظم من جعل بصائرهم تشاهد الحقائق و أي مثوبة أعظم من إعطاءهم العزم والسكينة نقول ثواب الدنيا بما يناسب سبل القرب الى الله تعالى ومن عظيم السبل القرب الى الله , العقل السليم اللطف اللهي الآخذ بالمؤمن و المؤمنات نحو القرب إليه وهذا بحسب العُرف.
ما المراد من الثواب بحسب الاصطلاح: الثواب بحسب اللغة و المصطلح هو مكافئة الإنسان من قبل به على ما يفعل من فعل الحسن فأذن المكافئة على الأعمال الحسنة تعتبر ثواباً ومما يناسب المقام آيات في هذا المجال حيث يقول تعالى: وَأَمَّا مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُ جَزَاءً الْحُسْنَى وَسَنَقُولُ لَهُ مِنْ أَمْرِنَا يُسْرًا (88) وأما من آمن وعمل صالحا فيجب أن يكون أساسه الإيمان و الإيمان هو قرارة النفس و القلب بواقع أمربتوحيد ونبوة وبكل ما جاءت به الرسلمن معتقدات فله جزاء الحسني ولنجزين الذين صبروا أجرهم والله يرزق من يشاء بغير حساب هاهنا لابد من التأمل إلى أمر و سنفصله أكثر فأكثرآيات تقول على أن جزاء الإحسان هو الإحسان فأذن هذه قاعدة عقلية و هي مؤكدة شرعاً على أن من يأتي بالأمور الطيبة و الحسنى يستحق الحسنى و من يأتي بالقبائح و السيئات يستحق ما يناسبها هذا هو الأصل ثم الله سبحانه وتعالى يعطينا قاعدتاً على أن من جاء بالعمل الطيب فله عشر امثالها ومن جاء بلعمل السئ لا يجازى الا بمقدار ذلك العمل ففي جانب الإعطاء أن قام بعمل يستحق درجة جاء اللطف اللهي و الجود اللهي ليجعل الواحد عشرا اما بالجانب الثاني هو الله سبحانه وتعالى يقول من جاء بالسيئة نعامله بما يناسب السيئة فلم يؤخذنا في حقّه الغضب لنزداد عليه تأديباً هكذا هو اللطف اللهي في المقام. فإذن الأفعال لها جزاء و هو الثواب و قال تعالى : وليجزين الذين صبروا أجرهم ها هنا هل المراد الصبر على فعل الحسن محتمل أن نفسر المسألة هكذا نقول الأفعال الحسنة مساعدة الناس, القيام بالأمور الطيبة من وجوه البرو الخير و القيام بما هو طيبٌ شرعا كالصلاة والصيام و زكاة و خمس إذا صبر عليها و أقامها و أتى بها يستحق عليها الثواب لكن قد نعمم في المقام فنقول إن الصبر ليس فقط على فعل الإنسان يصاب في بدنه بمرض فيصبر والمؤمن يصاب بأعزاءه ببليتة وأمواله فيصبر. هذه كلها تدخل تحت هذا العنوان ، بل حتى ولو لم يقم بفعل فالمصيبة ما قام بها بفعل , قتل له ولد سلب له مال و هلم جرا فإذن المسألة تعم و سنتكلم في هذا يعتبر فعل أو لا يعتبر فعل نقول كإشارة الصبر فعل أيضاً لأنه فعل نفساني بعد الإيمان يحصل الجَلَد و القرارة النفسية على أن يصبر على كل بلية فالأمور الفعلية و الخارجية جميعاً تعود إلى النفس فإذا استقامت النفس في شؤونها وأمورها كانت الأفعال تابعة للنيات و تلك المعارف وإزدادت بتبع المعارف و الجزم و الناشئة عن الإيمان و التقوى العزيمة والتقوى وقال تعالى والله يرزق من يشاء بغير حساب فتارة يقول بعشرة أمثالها وتارة يقول سبعمائة و السبع و السبعون كما نعلم إشارةٌ إلى الانهايات وتارة يقول بغير حساب هذه كلها بأزاء من يفعل الأفعال الطيبة ,نقول الظاهر على من يفعل بإزاء أفعال الطيبة لا بما هو فعل بالحاظ الأفعال لا بما هو فعل بلحاظ الفاعل شخص يفعل فعلا وآخر نفس الفعل هذا يفعله وهو نبي يعرف ماذا يفعل وهذا يفعله و هو امام وهذا يفعله و هو من اوتاد الأرض كأبي ذر و مالك و مقداد و عمار و سلمان العمل نفس العمل هل يقيم بقيمة واحدة؟لأنه فعل واحد نقول كلا شخصان يقتلان في معركة واحدة و يستشهدان في معركة واحدة شهادة ترفعه إلى القمم وشهادة تكون بمرتبة فأذن لا يتصور متصور أن نتاج الفعل كثواب يكون بكيفية واحدة وهذه الايات تشير إلى تلك المقامات فأذن الفعل لا يقيم بنفسه, فالفعل يقيم بلحاظ فاعله والفاعل يختلف في معركة كربلاء أستشهد امام الحسين (ع) و أستشهد أناس آخرون فهل يمكن لعاقل أن يتصور أن الله سبحانه و تعالى يثيب الحسين (ع) كما يثيب الحر بن زيد الرياحي الذي كان جندياً من جنود بني امية نقول كلا، حينما تأتي الأمور تارة بسعمائة و تارة بلا حساب بلحاظ النفوس, يقول بغير حساب ومن الواضح الثواب تابع للطاعة بإتيان العمل الصالح والعمل الصالح تابع للمعرفة والعقل وخلوص النية وبهذا اللحاظ بلحاظ سعة العقل و بلحاظ سعة العلم بلحاظ خلوص الإنسان بإتيانه للشيءلوجه حقاً تتضاعف درجات الأفعال و إذا تضاعفت كان الثواب مختلفاّ من شخص إلى شخص آخر وقد دلت الإدلة على أن الحسنة حكمها الأولي كقانون لطفا من الله تعالى بعشر أضعافها قال الله تعالى من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها ثم قال ولدينا مزيد وثم قال سبعمائة ثم قال بغير حساب هذه كلها بلحاظ فعل الفاعل لأن معركة واحدة قد يكون منها الإنسان العادي بما يحمل من الدين بنحو البسيط الساذج فهي من باب الفرد في معركة واحدة هناك سيد الكائنات ومن له درجات من الإيمان وخلوص النية المراد منه أن يكون العمل خالصا لله لا لأي غاية أخرى قد نقوم بالأعمال قد نذهب إلى المساجد وقد ندفع مالاً لبناء مسجد لكن قد تكون الدوافع إلهية في النفوس, دغدغة شهرة و في النفوس حب مدح وقد نذهب لكن نريد أن نرى الأصدقاء في المسجد, نريد أن نجلس و نتكلم معهم ونريد أن نتعرف على الناس وهلم جراز
فأذن نقول خلوص النية يجب أن يكون لله لا لأي غاية أخرى كشهرة أو كسب قلوب الناس ولا لأي مصلحة شخصية فضلا عن أن يكون رياء ونفاقا فيتبدل من ثواباً إلى عقاب.
فمن جاء ريائا بدلا من الثواب يدخل تحت العقاب و من جاء بالفعل نفاقاً يقيناً لكفره لا يستحق الثواب لأنه يعاقب على كل ما فعل لأنه عمل عملا مزدوجا الشكل ناصع أبيض والباطن أسود وشرط قبول العمل ليترتب عليه الثواب كما قلنا و الدليل على ذلك قوله تعالى , التقوى (إنما يتقبل الله من المتقين) ولا تقوى إلا بمعرفة ولا معرفة نافذة في القلوب إلا بطهر النفوس وذهاب ظلماتها ، هذه الأمور واحدة مترتبة على الأخرى والروايات تشير إلى أن القليل من العمل مع المعرفة والخلوص خير من كثيره الناشئ عن الجهل من أبرز مصاديق الجهل كان في معسكر الإمام علي (ع )اثنا عشر يعرفون بالعباد بأصحاب الجباه السود إلى الصباح يبكون و يقرؤون القرآن وإذ بلحظة هؤلاء مع كل ما كانوا يقومون به من فعل حسناً لقرائة القرأن و البكاء و التضرع وإذ بهم كشف الله جميع أعمالهم كان جهلٍ في جهل غوايةٍ في غواية و كبر في الداخل ولهم نظائر اليوم يكبرون ويقتلون البشر فأذن العمل بما هو عمل ما لم يرجع إلى أسسه كمعرفة و عقل و خلوص .قد يكون صادرا من مثل الخوارج ومن المجرمين اليوم الذين بالتكبير يقتلون النفوس فلذا نقول بتبع الأدلة قليل من العمل مع المعرفة والخلوص خير من كثيره الناشئ عن جهلٍ كالخوارج، أو التقليد من باب الإشارة لتقليد , نحن نقراء التأريخ الأمة فنربأنّ : المنطقة الفلانية اليوم هي مسلمة نراها قبل مئتين أو قبل أربع مئة سنة أيضاً كانت مسلمة و نقراء عن تأريخ منطقة ثانية يهودية أو نصرانية’ لماذا هذا البقاء لأن الديانة عند المجتمع تقليدي لا أقول جميعاً حاشا لله لكن اغلب الديانات في العالم هي هكذا وكذلك المناطق الأخرى مسيحية ويهودية اغلب الديانات هي تقليدية والذين ينشأون في الإلحاد أو التي تعبد أوثانا مثل هذا الدين التقليدي وهذا ليس ما أراده الله تعالى .
فإذا يجب أن لا يكون العمل ناشئ عن جهل نشأ عن جهل الثواب لا يكون ذلك الثواب المراد إذا نشئ العمل عن تقليد فلا يتوقع الإنسان الذي عمل العمل تقليدا بما يستحقه أهل المعارف وكذلك يجب أن يكون التسبيح والذكر نابعة عن معارف و إلا تصبح لغلغة لسان نحن كم عاشرنا أناسا وجدناهم ذكرا ليلا و نهارا و إذا بهم اول المتقدمين إلى كل جهالاتن و إلى كل جرائم, لكن عند الجرائم يركضون لماذا لأنه اعتاد لفظاً فراح يكرره بدون معارف و بدون علم فهو آله بيد غيره كالشياطين، ولذا ورد عنهم عليهم السلام : نوم العالم خير من عبادة الجاهل هذا قد حمّل نفسه وسهر اليالي عابدا وإذ بنوم هذا خير من ذكر هذا وعبادته وقد جاء على لسان الرسول ص : فضل العالم على العابد كفضل القمر على سائر النجوم ليلة البدر فَضْلُ اَلْعَالِمِ عَلَى اَلْعَابِدِ كَفَضْلِ اَلْقَمَرِ عَلَى سَائِرِ اَلنُّجُومِ لَيْلَةَ اَلْبَدْرِ وأنه قال أيضا لعلي (ع): یَا عَلِیُّ نَوْمُ الْعَالِمِ أَفْضَلُ مِنْ عِبَادَهِ الْعَابِدِ ومن المعلوم أن المراد من العبادة هنا التي أستهين بها هي العبادة الناشئة عن عدم المعارف و لو كان عابدا عالما يقيناً له مقام عظيم جهل كان الأنبياء عبادا ولا أحد يتمكن أو يتوصل ألى عبادتهم و ألى عبادة الأئمة الكرام لكنها أي عبادة, عبادة معرفة وعلم وأمثال هؤلاء لا يأتي لكي يشتغل بالذكر ويترك الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر ولا يشتغل بالذكر و العبادة و يترك الناس جهالا ولا يشتغل بالذكر ويسكت عن ظلم الظالمين وهلم جرا، ومن المعلوم في المقام على أن الثواب يزداد ويقل بتبع الأولويات فلا يمكن أن يكون الثواب مترتبا مع من ترك الأولى والأفضل والأحسن مع من ترك الفعل الذي فيه النفع العام للمجتمع، فأذن الإنسان المؤمن العاقل صاحب المعارف يعرف كيف يقوم بفعل الذي يكون عاما بنفع للمجتمع فهو يفكرو يرجح ينظر أهذا الفعل قاعدة أيضاً يعود بالنفع إلى عشرة كهدي او عطاء وهذا الفعل الآخر سيهتدي به الف أو سيحصل ألف على منافع دنيوية أو يكون سبباً لإيمانهم يقينا العاقل يقدم الاكثر نفعا فمن جملة الامور التي تستوجب مضاعفة الثواب هو العقل الذي يميز الأولويات و ما هي الأعمال التي تكون أكثر نفعاً فيقوم بها حتى يقوم بفعله اكثر ايجابية وعطاء للآخرين.
وقد قال الرسول(ص) نوم مع علم خير من صلاة مع جهل نَومٌ مَعَ عِلمٍ خَيرٌ مِن صَلاةٍ عَلى جَهلٍ ، وإذ بحركة واحدة بمكر واحد يصبح من خوارج النهروان بمجرد أن رفع عمرو بن العاص المصاحف على الرماح وإذ بهؤلاء القراء الذين لم يفهموا من القرآن حتى آية واحدة راحوا ليرفعوا سيوفهم متوجهين إلى علي( ع) إما أن توقف الحرب أو قتلناك فليس الدين نسك كقراءة قرآن ومشي بسكينة ووقار وما شاكل هذه الأمور، لكن نحن سمعنا في التاريخ حينما قام الخوارج خاطبهم من هو مثال التقوى والثبات و الشجاعة قائلا وهو مالك الأشتر خدعتمونا بجباهكم السود فإذن يقول الرسول (ص) نوم مع علم خير من صلاة مع جهل فالجاهل قد يرسم لنفسه دينا وقد يأمر بمعروف يظنه و هو منكر وقد ينهى عن شيء بحسب التقاليد, بحسب الحضارات فيظن التقاليد دينا, فيظن الحضارة دينا لأنه لا يفهم الدين ولذا اكثر الناس تشددا الذين يظنون أنفسهم من المقدسين يفقدون حتى أبنائهم و بيوتهم لأنهم يجعلونها بتحجرهم جحيما وقال (ص) قَلِيلُ الْعِلْمِ خَيْرٌ مِنْ كَثِيرِ الْعِبَادَةِ وقال ساعة العالم يتكأ على فراشه ينظر في علم خير من عبادة سبعين سنة سَاعَةٌ مِنْ عَالِمٍ يَتَّكِئُ عَلَى فِرَاشِهِ يَنْظُرُ فِي عَمَلِهِ خَيْرٌ مِنْ عِبَادَةِ الْعَابِدِ سَبْعِينَ سَنَةً ، تدبره ونظره في الكون في المبداء و المعاد خير من عبادة سبعين سنة لجاهل لا لعالم، وقال (ص) : فَضْلُ الْمُؤْمِنِ الْعَالِمِ عَلَى الْعَابِدِ سَبْعُونَ دَرَجَةً حيث يقول في حديثه الشريف لان الشيطان يضع البدعة للناس فيبصرها العالم فيزيلها والعابد مقبل على عبادته المجتمع يعيش الفسادو الضلال يعش بيد المتلاعبين و الماكرين يخرجونه من دين الله والعالم يخرج الناس من الجهل والعابد مشغول بعباده وقال (ص) واحِدٌ أشَدُّ على الشيطانِ من ألفِ عابدٍ ومما يضاعف درجات الثواب تشخيص العمل الصالح و المعروف وتشخيص الزمان والمكان العالم يعرف متى يأمر بالمعروف ومتى ينهى عن المنكر بعد كونه عرف المعروف و المنكروالعابد الجاهل قد يتصورشئ معروفاً أو منكراً أمرا منكرا وهو ليس كذلك وقد يأمر بمعروف وينهى عن منكرلا في زمانه ومكانه ولا يمكن أن يتوقع عاقل الحصول على الثواب بترك واجب والقيام بمستحب و هذه ما أبتليت به الأمة الكثير من الناس يذهب إلى المستحبات وتاركا الواجب أو يبني المساجد في جوارفقيرو أرملة و جائع ويبني المساجد في أول الشارع و في وسطه و آخر الشارع لتمزيق صفوف المجتمع و هناك يتيم وأرملة وهناك جهل وظن نفسه أنه ببناء مسجد سيستقبله رسول الله (ص) ويرحب به بما قام به ، ولنهاية الوقت سنتم الحديث في محاضرة أخرى والحمد لله رب
لكن أي رابطة بين الرجوع والثواب نقول كأنه يستفاد في المقام أن من عمل عملا حسنا يعود إليه هذا العوْد أخذ في المعنى لغة ولفظ الثواب يطلق على سواء كان الجزاء دنيويا أو أخرويا فكل عمل له جزاء خاص فمن جاء بالحسنات والطيبات جزاءه يختلف عمن جاء بالقتل والسرقات .
وأما عُرفاً والمراد من العُرف ما يفهمه الناس.
ماذا يفهم الناس من الثواب نقول الذي يتبادر إلى الذهن هو العطاء الأخروي لا إلى العطاء الدنيوي ولا إلى أي شيء يرتبط بالدنيا .
حتى نقول عاد ويقينا الثواب بمعنى ما يتناسب مع الأعمال الصالحة .ولا يقال يُثاب على جريمته و إذا قيل يُثاب , فيُثاب على العمل الصالح .
لكن الشارع أشترط في قبول الأعمال شرطاً أساسياً و هو الإيمان فمن جاء بعمل ولو كان العمل صالحاً ما لم يكن مؤمنا لا يتقبل الله تعالى منه عمله .
فمن شرط حصول الثواب أن يكون الشخص مؤمنا ومن الواضح إن المراد من الإيمان هو الإعتقاد بما اعتبره الشرع عقيدة سليمة كالإعتقاد بالتوحيد والأنبياء الكرام, كالرقّي إلى مرتبة أنْ يفهم المسلم على أنه من المستحيل أن يأمر الله تعالى الذي جاء بالأنبياء الكرام للرقي والعروج اليه والخروج من الظلمات أن يأمر البشربعد الأنبياء بطاعة الحكام وهذا هو المائز بين الشيعة والسنة، الشيعة يقولون أن سُنن الله سبحانه وتعالى في عباده على أن مناهج الكمال علماً وعدلاً لا تسلم بيد الحكام , والسنة يقولون خلاف ما جاء سُنن الأنبياء المتقدّمين على النبي محمد (ص) فيدّعون منزّلين عظم الشرايع إلى لزوم متابعة و طاعة الحكام.
ويؤكد كوْن الثواب هو العطاء الإلهي قوله تعالى فَآتَاهُمُ اللَّهُ ثَوَابَ الدُّنْيَا وَحُسْنَ ثَوَابِ الآخِرَةِ ... العمل الصالح له ثواب, ثوابه في الآخرة جنات, ثوابه في الآخرة قرب ورضوان ما هو ثوابه أي نتاجه في دار الدنيا المشار إليه في قوله تعالى: فَآتَاهُمُ اللَّهُ ثَوَابَ الدُّنْيَا ماهو ثواب الدنيا؟
إن كانت الأموال فهي للمترفين و إن كانت القصور و الجاه والحكم فهي لأبناء الدنيا وما سمعنا أن الترف والنعيم دخل بيوت الأنبياء نسمع عنهم فقراء مضطهدين فارين من مكان إلى آخر ونقراء عن سيرة الأبرار و الطاهرين فنجدهم في الربذة جياعاً مفردين بعيدين عن المجتمع.
فأي ثواب تشير إليه مثل هذه الآيات نقول أي مثوبة أعظم من الإيمان والهدى و أي مثوبة أعظم من جعل بصائرهم تشاهد الحقائق و أي مثوبة أعظم من إعطاءهم العزم والسكينة نقول ثواب الدنيا بما يناسب سبل القرب الى الله تعالى ومن عظيم السبل القرب الى الله , العقل السليم اللطف اللهي الآخذ بالمؤمن و المؤمنات نحو القرب إليه وهذا بحسب العُرف.
ما المراد من الثواب بحسب الاصطلاح: الثواب بحسب اللغة و المصطلح هو مكافئة الإنسان من قبل به على ما يفعل من فعل الحسن فأذن المكافئة على الأعمال الحسنة تعتبر ثواباً ومما يناسب المقام آيات في هذا المجال حيث يقول تعالى: وَأَمَّا مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُ جَزَاءً الْحُسْنَى وَسَنَقُولُ لَهُ مِنْ أَمْرِنَا يُسْرًا (88) وأما من آمن وعمل صالحا فيجب أن يكون أساسه الإيمان و الإيمان هو قرارة النفس و القلب بواقع أمربتوحيد ونبوة وبكل ما جاءت به الرسلمن معتقدات فله جزاء الحسني ولنجزين الذين صبروا أجرهم والله يرزق من يشاء بغير حساب هاهنا لابد من التأمل إلى أمر و سنفصله أكثر فأكثرآيات تقول على أن جزاء الإحسان هو الإحسان فأذن هذه قاعدة عقلية و هي مؤكدة شرعاً على أن من يأتي بالأمور الطيبة و الحسنى يستحق الحسنى و من يأتي بالقبائح و السيئات يستحق ما يناسبها هذا هو الأصل ثم الله سبحانه وتعالى يعطينا قاعدتاً على أن من جاء بالعمل الطيب فله عشر امثالها ومن جاء بلعمل السئ لا يجازى الا بمقدار ذلك العمل ففي جانب الإعطاء أن قام بعمل يستحق درجة جاء اللطف اللهي و الجود اللهي ليجعل الواحد عشرا اما بالجانب الثاني هو الله سبحانه وتعالى يقول من جاء بالسيئة نعامله بما يناسب السيئة فلم يؤخذنا في حقّه الغضب لنزداد عليه تأديباً هكذا هو اللطف اللهي في المقام. فإذن الأفعال لها جزاء و هو الثواب و قال تعالى : وليجزين الذين صبروا أجرهم ها هنا هل المراد الصبر على فعل الحسن محتمل أن نفسر المسألة هكذا نقول الأفعال الحسنة مساعدة الناس, القيام بالأمور الطيبة من وجوه البرو الخير و القيام بما هو طيبٌ شرعا كالصلاة والصيام و زكاة و خمس إذا صبر عليها و أقامها و أتى بها يستحق عليها الثواب لكن قد نعمم في المقام فنقول إن الصبر ليس فقط على فعل الإنسان يصاب في بدنه بمرض فيصبر والمؤمن يصاب بأعزاءه ببليتة وأمواله فيصبر. هذه كلها تدخل تحت هذا العنوان ، بل حتى ولو لم يقم بفعل فالمصيبة ما قام بها بفعل , قتل له ولد سلب له مال و هلم جرا فإذن المسألة تعم و سنتكلم في هذا يعتبر فعل أو لا يعتبر فعل نقول كإشارة الصبر فعل أيضاً لأنه فعل نفساني بعد الإيمان يحصل الجَلَد و القرارة النفسية على أن يصبر على كل بلية فالأمور الفعلية و الخارجية جميعاً تعود إلى النفس فإذا استقامت النفس في شؤونها وأمورها كانت الأفعال تابعة للنيات و تلك المعارف وإزدادت بتبع المعارف و الجزم و الناشئة عن الإيمان و التقوى العزيمة والتقوى وقال تعالى والله يرزق من يشاء بغير حساب فتارة يقول بعشرة أمثالها وتارة يقول سبعمائة و السبع و السبعون كما نعلم إشارةٌ إلى الانهايات وتارة يقول بغير حساب هذه كلها بأزاء من يفعل الأفعال الطيبة ,نقول الظاهر على من يفعل بإزاء أفعال الطيبة لا بما هو فعل بالحاظ الأفعال لا بما هو فعل بلحاظ الفاعل شخص يفعل فعلا وآخر نفس الفعل هذا يفعله وهو نبي يعرف ماذا يفعل وهذا يفعله و هو امام وهذا يفعله و هو من اوتاد الأرض كأبي ذر و مالك و مقداد و عمار و سلمان العمل نفس العمل هل يقيم بقيمة واحدة؟لأنه فعل واحد نقول كلا شخصان يقتلان في معركة واحدة و يستشهدان في معركة واحدة شهادة ترفعه إلى القمم وشهادة تكون بمرتبة فأذن لا يتصور متصور أن نتاج الفعل كثواب يكون بكيفية واحدة وهذه الايات تشير إلى تلك المقامات فأذن الفعل لا يقيم بنفسه, فالفعل يقيم بلحاظ فاعله والفاعل يختلف في معركة كربلاء أستشهد امام الحسين (ع) و أستشهد أناس آخرون فهل يمكن لعاقل أن يتصور أن الله سبحانه و تعالى يثيب الحسين (ع) كما يثيب الحر بن زيد الرياحي الذي كان جندياً من جنود بني امية نقول كلا، حينما تأتي الأمور تارة بسعمائة و تارة بلا حساب بلحاظ النفوس, يقول بغير حساب ومن الواضح الثواب تابع للطاعة بإتيان العمل الصالح والعمل الصالح تابع للمعرفة والعقل وخلوص النية وبهذا اللحاظ بلحاظ سعة العقل و بلحاظ سعة العلم بلحاظ خلوص الإنسان بإتيانه للشيءلوجه حقاً تتضاعف درجات الأفعال و إذا تضاعفت كان الثواب مختلفاّ من شخص إلى شخص آخر وقد دلت الإدلة على أن الحسنة حكمها الأولي كقانون لطفا من الله تعالى بعشر أضعافها قال الله تعالى من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها ثم قال ولدينا مزيد وثم قال سبعمائة ثم قال بغير حساب هذه كلها بلحاظ فعل الفاعل لأن معركة واحدة قد يكون منها الإنسان العادي بما يحمل من الدين بنحو البسيط الساذج فهي من باب الفرد في معركة واحدة هناك سيد الكائنات ومن له درجات من الإيمان وخلوص النية المراد منه أن يكون العمل خالصا لله لا لأي غاية أخرى قد نقوم بالأعمال قد نذهب إلى المساجد وقد ندفع مالاً لبناء مسجد لكن قد تكون الدوافع إلهية في النفوس, دغدغة شهرة و في النفوس حب مدح وقد نذهب لكن نريد أن نرى الأصدقاء في المسجد, نريد أن نجلس و نتكلم معهم ونريد أن نتعرف على الناس وهلم جراز
فأذن نقول خلوص النية يجب أن يكون لله لا لأي غاية أخرى كشهرة أو كسب قلوب الناس ولا لأي مصلحة شخصية فضلا عن أن يكون رياء ونفاقا فيتبدل من ثواباً إلى عقاب.
فمن جاء ريائا بدلا من الثواب يدخل تحت العقاب و من جاء بالفعل نفاقاً يقيناً لكفره لا يستحق الثواب لأنه يعاقب على كل ما فعل لأنه عمل عملا مزدوجا الشكل ناصع أبيض والباطن أسود وشرط قبول العمل ليترتب عليه الثواب كما قلنا و الدليل على ذلك قوله تعالى , التقوى (إنما يتقبل الله من المتقين) ولا تقوى إلا بمعرفة ولا معرفة نافذة في القلوب إلا بطهر النفوس وذهاب ظلماتها ، هذه الأمور واحدة مترتبة على الأخرى والروايات تشير إلى أن القليل من العمل مع المعرفة والخلوص خير من كثيره الناشئ عن الجهل من أبرز مصاديق الجهل كان في معسكر الإمام علي (ع )اثنا عشر يعرفون بالعباد بأصحاب الجباه السود إلى الصباح يبكون و يقرؤون القرآن وإذ بلحظة هؤلاء مع كل ما كانوا يقومون به من فعل حسناً لقرائة القرأن و البكاء و التضرع وإذ بهم كشف الله جميع أعمالهم كان جهلٍ في جهل غوايةٍ في غواية و كبر في الداخل ولهم نظائر اليوم يكبرون ويقتلون البشر فأذن العمل بما هو عمل ما لم يرجع إلى أسسه كمعرفة و عقل و خلوص .قد يكون صادرا من مثل الخوارج ومن المجرمين اليوم الذين بالتكبير يقتلون النفوس فلذا نقول بتبع الأدلة قليل من العمل مع المعرفة والخلوص خير من كثيره الناشئ عن جهلٍ كالخوارج، أو التقليد من باب الإشارة لتقليد , نحن نقراء التأريخ الأمة فنربأنّ : المنطقة الفلانية اليوم هي مسلمة نراها قبل مئتين أو قبل أربع مئة سنة أيضاً كانت مسلمة و نقراء عن تأريخ منطقة ثانية يهودية أو نصرانية’ لماذا هذا البقاء لأن الديانة عند المجتمع تقليدي لا أقول جميعاً حاشا لله لكن اغلب الديانات في العالم هي هكذا وكذلك المناطق الأخرى مسيحية ويهودية اغلب الديانات هي تقليدية والذين ينشأون في الإلحاد أو التي تعبد أوثانا مثل هذا الدين التقليدي وهذا ليس ما أراده الله تعالى .
فإذا يجب أن لا يكون العمل ناشئ عن جهل نشأ عن جهل الثواب لا يكون ذلك الثواب المراد إذا نشئ العمل عن تقليد فلا يتوقع الإنسان الذي عمل العمل تقليدا بما يستحقه أهل المعارف وكذلك يجب أن يكون التسبيح والذكر نابعة عن معارف و إلا تصبح لغلغة لسان نحن كم عاشرنا أناسا وجدناهم ذكرا ليلا و نهارا و إذا بهم اول المتقدمين إلى كل جهالاتن و إلى كل جرائم, لكن عند الجرائم يركضون لماذا لأنه اعتاد لفظاً فراح يكرره بدون معارف و بدون علم فهو آله بيد غيره كالشياطين، ولذا ورد عنهم عليهم السلام : نوم العالم خير من عبادة الجاهل هذا قد حمّل نفسه وسهر اليالي عابدا وإذ بنوم هذا خير من ذكر هذا وعبادته وقد جاء على لسان الرسول ص : فضل العالم على العابد كفضل القمر على سائر النجوم ليلة البدر فَضْلُ اَلْعَالِمِ عَلَى اَلْعَابِدِ كَفَضْلِ اَلْقَمَرِ عَلَى سَائِرِ اَلنُّجُومِ لَيْلَةَ اَلْبَدْرِ وأنه قال أيضا لعلي (ع): یَا عَلِیُّ نَوْمُ الْعَالِمِ أَفْضَلُ مِنْ عِبَادَهِ الْعَابِدِ ومن المعلوم أن المراد من العبادة هنا التي أستهين بها هي العبادة الناشئة عن عدم المعارف و لو كان عابدا عالما يقيناً له مقام عظيم جهل كان الأنبياء عبادا ولا أحد يتمكن أو يتوصل ألى عبادتهم و ألى عبادة الأئمة الكرام لكنها أي عبادة, عبادة معرفة وعلم وأمثال هؤلاء لا يأتي لكي يشتغل بالذكر ويترك الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر ولا يشتغل بالذكر و العبادة و يترك الناس جهالا ولا يشتغل بالذكر ويسكت عن ظلم الظالمين وهلم جرا، ومن المعلوم في المقام على أن الثواب يزداد ويقل بتبع الأولويات فلا يمكن أن يكون الثواب مترتبا مع من ترك الأولى والأفضل والأحسن مع من ترك الفعل الذي فيه النفع العام للمجتمع، فأذن الإنسان المؤمن العاقل صاحب المعارف يعرف كيف يقوم بفعل الذي يكون عاما بنفع للمجتمع فهو يفكرو يرجح ينظر أهذا الفعل قاعدة أيضاً يعود بالنفع إلى عشرة كهدي او عطاء وهذا الفعل الآخر سيهتدي به الف أو سيحصل ألف على منافع دنيوية أو يكون سبباً لإيمانهم يقينا العاقل يقدم الاكثر نفعا فمن جملة الامور التي تستوجب مضاعفة الثواب هو العقل الذي يميز الأولويات و ما هي الأعمال التي تكون أكثر نفعاً فيقوم بها حتى يقوم بفعله اكثر ايجابية وعطاء للآخرين.
وقد قال الرسول(ص) نوم مع علم خير من صلاة مع جهل نَومٌ مَعَ عِلمٍ خَيرٌ مِن صَلاةٍ عَلى جَهلٍ ، وإذ بحركة واحدة بمكر واحد يصبح من خوارج النهروان بمجرد أن رفع عمرو بن العاص المصاحف على الرماح وإذ بهؤلاء القراء الذين لم يفهموا من القرآن حتى آية واحدة راحوا ليرفعوا سيوفهم متوجهين إلى علي( ع) إما أن توقف الحرب أو قتلناك فليس الدين نسك كقراءة قرآن ومشي بسكينة ووقار وما شاكل هذه الأمور، لكن نحن سمعنا في التاريخ حينما قام الخوارج خاطبهم من هو مثال التقوى والثبات و الشجاعة قائلا وهو مالك الأشتر خدعتمونا بجباهكم السود فإذن يقول الرسول (ص) نوم مع علم خير من صلاة مع جهل فالجاهل قد يرسم لنفسه دينا وقد يأمر بمعروف يظنه و هو منكر وقد ينهى عن شيء بحسب التقاليد, بحسب الحضارات فيظن التقاليد دينا, فيظن الحضارة دينا لأنه لا يفهم الدين ولذا اكثر الناس تشددا الذين يظنون أنفسهم من المقدسين يفقدون حتى أبنائهم و بيوتهم لأنهم يجعلونها بتحجرهم جحيما وقال (ص) قَلِيلُ الْعِلْمِ خَيْرٌ مِنْ كَثِيرِ الْعِبَادَةِ وقال ساعة العالم يتكأ على فراشه ينظر في علم خير من عبادة سبعين سنة سَاعَةٌ مِنْ عَالِمٍ يَتَّكِئُ عَلَى فِرَاشِهِ يَنْظُرُ فِي عَمَلِهِ خَيْرٌ مِنْ عِبَادَةِ الْعَابِدِ سَبْعِينَ سَنَةً ، تدبره ونظره في الكون في المبداء و المعاد خير من عبادة سبعين سنة لجاهل لا لعالم، وقال (ص) : فَضْلُ الْمُؤْمِنِ الْعَالِمِ عَلَى الْعَابِدِ سَبْعُونَ دَرَجَةً حيث يقول في حديثه الشريف لان الشيطان يضع البدعة للناس فيبصرها العالم فيزيلها والعابد مقبل على عبادته المجتمع يعيش الفسادو الضلال يعش بيد المتلاعبين و الماكرين يخرجونه من دين الله والعالم يخرج الناس من الجهل والعابد مشغول بعباده وقال (ص) واحِدٌ أشَدُّ على الشيطانِ من ألفِ عابدٍ ومما يضاعف درجات الثواب تشخيص العمل الصالح و المعروف وتشخيص الزمان والمكان العالم يعرف متى يأمر بالمعروف ومتى ينهى عن المنكر بعد كونه عرف المعروف و المنكروالعابد الجاهل قد يتصورشئ معروفاً أو منكراً أمرا منكرا وهو ليس كذلك وقد يأمر بمعروف وينهى عن منكرلا في زمانه ومكانه ولا يمكن أن يتوقع عاقل الحصول على الثواب بترك واجب والقيام بمستحب و هذه ما أبتليت به الأمة الكثير من الناس يذهب إلى المستحبات وتاركا الواجب أو يبني المساجد في جوارفقيرو أرملة و جائع ويبني المساجد في أول الشارع و في وسطه و آخر الشارع لتمزيق صفوف المجتمع و هناك يتيم وأرملة وهناك جهل وظن نفسه أنه ببناء مسجد سيستقبله رسول الله (ص) ويرحب به بما قام به ، ولنهاية الوقت سنتم الحديث في محاضرة أخرى والحمد لله رب
تعليق