قبل إقامة البراهين العقلية والنقلية وما تتضمن الخطبة من عظيم المعاني اقامت عليها السلام الادلة الحسية لتكون لطالب الحق نوراً وحجة و بالاخص علی المهاجرین والانصار یوم لاینفع مال ولا بنون، لانه کان من المسلم لدی الجمیع انتها عليها السلام احب الناس من النساء الی رسول الله وان اذاها اذی الله والرسول وان رضاها رضا االله تعالی، فاذن اظهارھا للتألم والسخط على ابي بكر وعدم رضاها منه أدلة حسيه متعددة تروى لمن تأمل بعيداً عن العصبية فيماورد في حق فاطمة عليها السلام منزلة الخليفة لدى الله تعالى والرسول صلى الله وعليه واله وسلم ومن البدیهی انه لما کانت احادیث الرضا والاذی والحب والغضب وغیرها مطلقة لاتقیید فیمها یصبح التقیید بان رضا الله رضا فاطمة و اذاها اذى الله بما اذ لم تكن عليها السلام متعدية على اموال المسلمين أو مخطئة فی دعواها لجهلها بالاحکام الالهیة من ابدہ الاباطیل، فانه اولا لاخصوصية لفاطمة عليها السلام في مثل هذا المقام لانه أذى كل مؤمن اذا كان على الحق علماً وعملا اذى الله والرسول فما معنى ورود هذه الاحادیث والتشدید علیها في کل مورد و مقام و ثانیاً من الواضح لدی المتأمل ان الاحادیث تشیر الی انها عین الحق والرضا الالهی الذی تقاس به الامور ای انها علیها السلام لاترضی الا لله ولاتغضب الا لله وا نہا محبوبة للرسول صلى الله وعليه واله وسلم الذی لایحب الا لله ولذا کان رضاها رضا الله وغضبها غضب الله ای یحکی الرضا والغضب الالهی، نعم مشاهدة مثل هذا من الاخبار المتواترة يحتاج الى تجريد النفس عن متابعة السلف و هومن اشکل ما تعانیه الامم فی تاریخ حیاتها، و بالجملة کان نفس بکائها واظهار تالمها وسخطها علی الخلیفة دلیلا حسیاً کافیاً یرسم مقام الخلیفه لدی طلاب الحقیقة أقامته علیها السلام قبل البدء في الخطاب ومن المعلوم ان احسن سبيل لايصال نداء الحق الی الاذھان ھو الخلق الکریم و العاطفة وقد استعملتهماعلیها السلام معافی خطبتها