شرح قول " و نأى عن الجزاء أمدها " في خطبة الصديقة فاطمة الزهراء سلام الله عليه لسماحة الأستاذ الشيخ محمد كاظم الخاقاني سنة١٤١٢ قم
لما کانت صفاته تعالی عین ذاته فکما ان ذاته غیر متناهیة عطائه و فضله و نعمه الا حد لها محدود تقف علیه حتی تقابل بالجزاء لعدم امکان انهاء نعمه لمخلوق حتی یتمکن من الشکر علی قدر تلك لنعم وان کان کل موجود امکانی محدوداً بحد، فلعل المراد من البعد القصور الذاتی للوجود الامکانی الفقیر من ان یتمکن ولو بذل کل مالدیه من الجهد و سعی سعیه بکل قواه ان یقوم علی وجه التفصیل لکل نعمة بشکر یناسبها حتی یکافیء ما الله علیه من النعم بالشکرلعدم نعهاية للعطاء الالهى في السلسلة الطولية وعدم قدرة العبد لاحصاء النعم فی السلسلة العرضیة حالا و ماضیاً فکی فیتمکن من ان یحد العطاء حتی یقابله با لشکر المتناسب معه، نعم یمکن الشکر لنعم الله تعالى على وجه الاجمال والعموم لا باللفظ الفارغ عن واقع الشكر، بل بایقان النفس بواقعها المندك الفانی الذات بعد الایقان بالوجود اللامتناهی ذاتاً و فیضاً فهو شکر ناشی ء عن مقام العبودیة لکل نفس بقدر ادراكها لمقام الر بوبية المتجلي حقيقة المقام العبودى بواقع الذات المحمدیة والا فکم من مکثر للشکر یحکی رواسب الریاء والنفاق والجهل لقلقة باللسان لاتتجاوز الحناجر، اللهم نعوذ بك من فخ المرائین و عباد اللیل الجاهلین، فان هما جنود الشیاطین باسم رب العالمین، فالانسان القاصر مہما بلغ ان یکافیء نعم الله تعالی بما یناسبها من شکر، و بالجملة لما کانت غایة الغایات هوالحق تعالی امتنع علی الانسان بلوغ غایة الشکر و نهایة الغایة الممکنة مختصة بالكلمات التامات الالهية فبعد عن العقول مكافئة النعم بالجزاء لعدم امکان بلوغ غایاتها، فان فعل الله تعالی وفیضه لایحدّ حتّی تحدّ النعم لتجازی و انما المحدود اثره والاثر ایضاً خارج عن حد الحصرالبشری.