إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

شرح قول « فَجَعَلَ اللهُ الإيمانَ تَطْهيراً لَكُمْ مِنَ الشِّرْكِ » لخطبة الصديقة فاط

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • شرح قول « فَجَعَلَ اللهُ الإيمانَ تَطْهيراً لَكُمْ مِنَ الشِّرْكِ » لخطبة الصديقة فاط

    شرح قول « فَجَعَلَ اللهُ الإيمانَ تَطْهيراً لَكُمْ مِنَ الشِّرْكِ » لخطبة الصديقة فاطمة الزهراء عليها السلام
    لسماحة الأستاذ الشيخ محمد كاظم الخاقاني
    سنة ١٤١٢ قم


    ثم شرعت ببيان علل التشريع من المصالح والمفاسد التي دعت الى تشريع الاحكام وهو ما عليه الامامية والمعتزلة من تبعية الاحكام للمصالح والمفاسد خلافاً للاشاعرة.
    والایمان من الامن والاطمئنان و المراد به اطمئنان النفس و سکونها عند بلوغ الغایة بمشاھدۃ حقیقة الوجود والنور الالهی بعد العروج اليه بمدارج العرفان من الاصول والفروع.
    و معلوم ان لسان الجعل هنا تشریعی وان بات یحاکی هذا التشريع العلة الغائية من خلق البشرية، لان كل مخلوق كما ان له علة فاعلية لابد له أيضاً من علة غائية تناسبه.فغایة الانسان هو الکمال اللامتناهی و حبل العروج الیه هو الایمان المستند الی العلم، و طلب الکمال فطرة کل مخلوق کان شاعراً ام غیر شاعر و اناما الشاعر من علم بانه یعلم کما قال بعضی اکابر الحکماء ولکن الانسان قد یخطاً في تشخیص المصادیق، و انه کما قد تعرض للبدن نجاسات تطهر بالماء قد تعرض للروح نجاسات بواسطة الشرك المفسد لتحقيق ما هو المناسب من الغاية التي خلق الانسان من اجلها و بابطال الغاية يكون فساد ذلك المخلوق كما لو منعت الموانع النطقة من بلوغ الانسانية، فالايمان هو المطهر للنفس من دنس الجري نحوالحضيض وانه يشمل عبدة المال والجاه والشهوات وان اختص بحسب الاصطلاح بعبدة الاصنام، اذن التوقف عن مسيرة الكمال بالشرك نجاسة معنوية وابطال لغاية الخلق والايجاد ومن المعلوم ان حقيقة الايمان باطلاق الكلمة لا تجتمع مع العصيان أو التوقف عن مسيرة الكمال لانقياد الجوارح عند تمامية الاذعان لان من ايقن بالسعادة والكمال بات هائماً فى طلب المراد، اذن الشرک یوقف مسیرة الکمال التی هی السير اللامتناهی نحو غاية الغايات وبالايمان سير العارفين نحو الغاية المطهرة للنفس من رواسب الجهل والظلمة ، أخطر صفة بعد الكفر هي صفة الكبر وقد ردع عنها القرآن الکریم في مواضع شتی و بالاخص فی مطاوی ذکر قصة ابلیس و من المعلوم ان الكبر لم يختص بالكبر الاخلاقي بل هو شامل لكل موضع جعل فيه الانسان نفسه فوق مستواه معتقداً ذلك لجهله المركب، فقد یعتقد العلم من نفسه حین کونه جاهلا و الشرف النسب یخرجه عن جوهر الانسانیة حین کونه وضیعاً فی نفسه، فاذا اصیب الانسان بالکبر اصبح اعمی لایبصر الحقائق وکان علم جهلا، فلاینفتح له الباب امام حقيقة العلم والايمان الا بأذهاب الكبر. فعلی الانسان اذا ابتلی بشي ء من هذا المرض الخطیر ان یفحص عن اسباب حدوثه ليبادر الی العلاج قبل تحکیم هذا المرض سواء کان الکبر علی الله تعالی کفرعون آو علی اوامره تعالی کابلیس او علی عبادالله ، فان الکبر یمنع النفس من مسیرة الکمال، لان المتکبر یری نفسه قد بلغت غایة المطلوب فلایسعی لنیل الغایة التی خلق الانسان من اجلها واذا بطلت غاية الخلق كان الوجود باطلا وقد یسوقه جهله الی مخالفة الحق . فلاجل اصلاح الفرد والمجتمع شرع الله تعالى الصلاة التي هى اداة الخضوع امام الواقع والتسليم للحقيقة لتكون سداً منيعاً امام الطغيان وشطحات النفس وعجبتها و زهوها والصلاة أيضاً اداة تقوية الايمان وليس للصلاة معان متعددة، بل هى الصلة والارتباط والدعاء تلبية لنداء السلام والسير نحو الكمال الذي هو حقيقة الوجود اللامتناهی و ان کانت مصادیقها تختلف بحسب الموارد والافراد. فأذن نفع تشريع الصلاة عائد لمصلحة البشر لا الى غاية الغايات التي لاحالة منتظرة لها من الكمال، فان البشر بلاعبادة اى بالاخضوع لندا الکمال والسیر الحثیث نحوالغایة سوف یعیش الکبر و الطغیان الذی ھو عین الجهل لان وجود الانسان وما یحمل من علم لایعد كنقطة فى بحر لانهاية الوجود والعلم، فما لم تذلل النفس بدرك واقعها الفقري وفنائها الذاتي الذي لايحصل الا بحقيقة الصلاة لايمكن ان تخضع لواقع وتسترشد للکمال مع مافیها من حب الذات والجهل بواقع من عرف نفسه فقد عرف ر به.
    و معلوم ان کل ماهیة لابد ان تترتب علیها آثارها ترتباً لازماً لایعقل انفکاکه، فالصلاة تنهی عن الفحشاء والمنکر ومعراج المؤمن وقربان کل تقی و عمود الد ین فاذا لم تتحقق منهاھذه الاثار دل ذلك ای على عدم تحقق تلك الماهية وعليه فاذا اسقطت مثل هذه الصلاة الامر الالهی کان محض تفضل وان کان کل شیء ھو من فضل الله تعالٰی .
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
x

رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

صورة التسجيل تحديث الصورة

اقرأ في منتديات يا حسين

تقليص

لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

يعمل...
X