بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد
القران هو الكتاب الحق
وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ هُوَ الْحَقُّ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ إِنَّ اللَّهَ بِعِبَادِهِ لَخَبِيرٌ بَصِيرٌ
وقال ايضاً
اللَّهُ الَّذِي أَنزَلَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ وَالْمِيزَانَ وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ قَرِيبٌ
وهو دستور المسلمين وبه نعرف الحق من الباطل لانه يهدي الى الصراط المستقيم
قَالُوا يَا قَوْمَنَا إِنَّا سَمِعْنَا كِتَابًا أُنزِلَ مِن بَعْدِ مُوسَى مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ وَإِلَى طَرِيقٍ مُّسْتَقِيمٍ
وقد وضع لنا هذا الكتاب قوانين في كيفية التعامل مع غير المسلمين قال الله عز وجل
لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ إِنَّمَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا عَلَى إِخْرَاجِكُمْ أَنْ تَوَلَّوْهُمْ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ
البر له اوجه كثيرة كما يذكرها القران الكريم منها اطعام الطعام حتى لمن لا تعرفه كما حصل مع ابراهيم وضيفه
هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ ضَيْفِ إِبْرَاهِيمَ الْمُكْرَمِينَ * إِذْ دَخَلُوا عَلَيْهِ فَقَالُوا سَلامًا قَالَ سَلامٌ قَوْمٌ مُّنكَرُونَ
فهو انكرهم لكن مع ذلك قدم لهم ذبيحة
فَرَاغَ إِلَى أَهْلِهِ فَجَاءَ بِعِجْلٍ سَمِينٍ
وهذه هي ملة الخليل عليه السلام التي امرنا الله باتباعها
قُلْ صَدَقَ اللَّهُ فَاتَّبِعُواْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ
والصدق والامانة والاحسان والعفو حتى مع الذين لا يريدون لك الخير
وَدَّ كَثِيرٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُم مِّن بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّاراً حَسَدًا مِّنْ عِندِ أَنفُسِهِم مِّن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ فَاعْفُواْ وَاصْفَحُواْ حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ
لكن يبدو ان لعمر راي اخر وهو مخالفة الانبياء ومخالفة القران كما هي عادته في مواقف اخرى كما هو معروف عنه و مشهور و موثق في الكتب قال عن اهل الكتاب
أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، قَالَ: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ عِيَاضٍ الأَشْعَرِيِّ، عَنْ أَبِي مُوسَى، قَالَ: قُلْتُ لِعُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: إِنَّ لِي كَاتِبًا نَصْرَانِيًّا.قَالَ: مَا لَكَ؟ قَاتَلَكَ اللَّهُ! أَمَا سَمِعْتَ اللَّهَ، تَبَارَكَ وَتَعَالَى، يَقُولُ: {يَأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ} [المائدة: 51] ؟ أَلا اتَّخَذْتَ حَنِيفًا؟ قَالَ: قُلْتُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، لِي كِتَابَتُهُ وَلَهُ دِينُهُ.قَالَ: لا أُكْرِمُهُمْ إِذْ أَهَانَهُمُ اللَّهُ، وَلا أُعِزُّهُمْ إِذْ أَذَلَّهُمْ، وَلا أُدْنِيهِمْ إِذْ أَقْصَاهُمُ اللَّهُ
المصدر احكام اهل الملل للخلال صفحة 117
وهذا ما كان يقوم به وكان يامر به عماله كما موجود في كتب التاريخ
أخبرنا عبد الرزاق قال أخبرنا عبد الله بن عمر عن نافع عن أسلم مولى عمر أن عمر كتب إلى أمراء الأجناد أن لا يضربوا الجزية على النساء ولا على الصبيان وأن يضربوا الجزية على من جرت عليه الموسى من الرجال وأن يختموا في أعناقهم ويجزوا نواصيهم من اتخذ منهم شعرا ويلزموهم المناطق ويمنعوهم الركوب إلا على الأكف عرضا قال يقول رجلاه من شق واحد قال عبد الله وفعل ذلك بهم عمر بن عبد العزيز حين ولي قال عبد الله في حديث نافع عن أسلم فضرب عمر الجزية على من كان بالشام منهم أربعة دنانير على كل رجل ومدين من طعام وقسطين أو ثلاثة من زيت وضرب على من كان بمصر أربعة دنانير وإردبين من طعام وشيئا ذكره وضرب على من كان بالعراق أربعين درهما وخمسة عشر قفيزا وشيئا لا أحفظه وضرب عليهم مع ذلك ضيافة من مر عليهم من المسلمين ثلاثة أيام وضرب عليهم ثيابا وذكر شيئا لم يحفظه
المصدر مصنف عبد الرزاق الجزء العاشر صفحة 331
وعلى هذا جرت سيرة القوم في ظلم واضطهاد من يخالف غير المسلمين في الفكر فبدلاً ان يعيش القوم بحرية وياخذوا حقوقهم التي كفلها لهم القران واذا بالقوم يخالفون الكتاب ويضيقون العيش على من لم يكن مسلم ثم يقولون نحن نريد للناس الخير مع انهم يظلمونهم ويحتقرونهم ويعلمون المسلمين ثقافة الحقد والكره ضد الاخرين والنتيجة المترتبة على هذه المخالفة خطيرة فهي مخالفة للانبياء وسيرتهم ومخالفة للقران ومخالفة للعقل والمنطق الانساني لكن سيدهم عمر واتباعه لهم راي اخر حتى لو كان مخالف للقران وسيرة الانبياء والمنطق والعقل مع انه رجع عن هذا القرار في اخر لحظات حياته كما يقول التاريخ
حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا أبو عوانة عن حصين عن عمرو بن ميمون عن عمر رضي الله عنه قال وأوصيه بذمة الله وذمة رسوله صلى الله عليه وسلم أن يوفى لهم بعهدهم وأن يقاتل من ورائهم ولا يكلفوا إلا طاقتهم
المصدر صحيح البخاري كتاب الجهاد والسير باب يقاتل عن أهل الذمة ولا يسترقون
لكن بعد ماذا ؟؟؟!!! وهذا معروف عن عمر فهو دائماً يخالف ويتراجع في قراراته ويبدل بخلاف ما قضى به سابقاً
فعن اي عدل تتحدثون يا قوم ؟
مخالفة الانبياء ؟!
ام القران ؟!
ام العقل و المنطق الانساني ؟!
ام ثقافة الحقد والكره التي تم نشرها بين المسلمين والتي لا زالت الى اليوم موجودة ؟!
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلا سَدِيدًا

يتبع