إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

تقديم مَنْ لا يَعرفُ ضرورات الدين على باب مدينة العلم عليه السلام!

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • تقديم مَنْ لا يَعرفُ ضرورات الدين على باب مدينة العلم عليه السلام!




    تقديم مَنْ لا يَعرفُ ضرورات الدين على باب مدينة العلم عليه السلام!


    المـــُقـدّمة:

    وَردَ عن النبي صلى الله عليه وآله أَنّه قال: "لولا أن يَقولَ فيك طوائف من أُمّتي ما قالت النصارى في عيسى بن مريم لقُلتُ اليومَ فيك قولاً لا تَمرُّ بملاء مِنهم قلّوا أو كثروا إلّا قاموا إليك يأخذونَ التُرابَ من تحت قدميك يلتمسون في ذلك البركة".([1])

    عهدي بهذا الحديث بعيدٌ، ولكن باعتبارِ أَنّ الأُخوة لم يذكروا شيئاً ([2])، فنحنُ نَستهلُّ بذكرِ كَلامِ رسول الله صلى الله عليه وآله.

    هذا الحديثُ مُوجَّهٌ للأُمّةِ جَمعاء! الأُمّة جمعاء ، إذا أراد أيَّ فردٍ منها أَن يقومَ بما يلزمُه القيامُ به تجاهَ أميرِ المؤمنين عليه السلام، فَأقلُّ شيءٍ يَلزمُه هو أَن يأَخذَ التُراب مِن تحت قدميه، كائناً مَن كَان.

    فهل مثلُ هذا يجلسُ في داره، ومنبرُ رسول الله صلى الله عليه وآله يَكونُ لِمن لا يعرفُ أَنّ فَاقدَ الماءِ يَتَيمَم؟! منبرُ رسول الله صلّى اللهُ عليهِ وآله يكونُ لمن إذا أجنبَ وليس عندهُ ماءٌ يتركُ الصلاةَ، والصلاة عمود الدين؟!

    ليس هذا وحسب ، بل ويأمرُ بترك الصلاة!

    الجهلُ بحكم التيمّم:

    عندما جاءَ رجلٌ فسأله عن حُكم المجنب الذي لا يجد ماءً، فقال له لاتصلِّ!

    ومن عجائبِ الدهرِ أنّ عمَّار بن ياسر رحمه الله نفسه كان قد خرج مع هذا الرجل مع رسول الله صلّى اللهُ عليه وآله في بعض غزواته فأصابتهما جنابةٌ، أمّا عمَّار رحمه الله فصلّى ولكنهُ تيمَّم تيمماً على حسب روايتهم -لم يكن على طبق التيمم الشرعي، ولكن على أي حال فإن عمارا قد صلّى ، ولم يترك الصلاة- وأمّا صاحبُه فتركَ الصلاة.

    ومن عجائب الدهر أَنَّ عمَّارا كان في ذلك اليوم مع الرجل في المعركة وأجنب، وعمار نفسه كان مع الرجل يوم صار حاكماً و أميراً للمسلمين، وفي مكان رسول الله صلى الله عليه وآله، والناسُ تأتي لتستفتيه، عمَّار أيضا كان في ذلك المجلس -يعني اجتمع معهُ في المجلسين- وعندما سمعهُ عمَّار يُفتي الرجلَ بتركِ الصلاة، قال له: إني كنت معك في تلك الغزوة وأصابتنا جنابة، أما أنا فتمعكتُ-كذا يبدو لفظ الرواية على ما ببالي- وصلَّيتُ وأنت لم تصلِّ، فذهبنا إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وأخبرناه، فقال: إنه يكفيك-أي في التيمم- أَن تضربَ بيديك أو بكفيك هكذا، وعلَّمنا كيفية التيمم.

    وهنا ، يُريدُ عمَّار بن ياسر رحمهُ الله أن يقول له إنَّ رسول الله صلّى الله عليه وآله قد بيّن له أنه لا يجوز للمسلم أن يتركَ الصلاة إذا أجنب ولم يكن عنده ماء، ولكن مع ذلك، ومع أن الرجل قد وقعت له هذه الواقعة، ورسول الله صلى الله عليه وآله بيَّن الحُكم الشرعي فيها، ومع أنَّ الحكم الشرعي في هذه المسألة منصوصٌ عليه في القرآن الكريم: { فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا} [الآية 43 من سورة النساء]، ولا تحتاجُ إلى بيانٍ زائد من النبي صلى الله عليه وآله، فالبيانُ مذكورٌ في القرآن، ومع ذلك فإنّ رسولُ الله صلّى الله عليه وآله بيّن هذا الحُكم، ولهذا الشخص بالخصوص، وليس بياناً عاما -يعني لم يقل له مثلا "يا فلان اعلم أنه إذا أجنب الرجل ولم يكن عنده ماء يتيمم"لم يقل له هكذا- بل وقعت له واقعةٌ وتركَ الصلاةَ وبيّن رسول الله صلى الله عليه وآله الحُكم، وهذا عاملٌ كيفيٌ يُوجبُ تعزيز الإقتران الشرطي -يعني على وفق رأي بافلوف في الاقتران الشرطي([3]).

    على أي حال نحنُ لا نؤيدُ رأي بافلوف في طريقة التعلَّم البشري، ولكن نظرية بافلوف تبيّن طريقة من طرق التعلم البشري، وهي طريقة الاقتران الشرطي؛ فالطفلُ الّذي يَسمعُ صوتَ القِطّة، ويصاحب هذا الصوت أن تخدشه القطة بإظفرها، فإنه يخاف من القطة كلَّما سمِع صوتها بسبب الاقتران الشرطي، فبسبب وجود عاملٍ كيفي يجعلُه يتذكّر دائما، فإذا سَمِعَ الصوتَ يتذكَّرُ الضَرر الذي لَحقه منها.

    و في هذه الحادثة يوجدُ عاملٌ كيفي يجعلُ الإنسانَ لا ينسى! أنا تركتُ الصلاة ورسول الله صلى الله عليه وآله نبهنا على خطأٍ، نعم، "فتمعكت" هكذا في صحيح البخاري وفي صحيح مسلم أيضا -فالرواية في الصحيحين- نقرؤها منه.

    رواية صحيح البخاري:

    جاء في رواية صحيح البخاري([4]): "قال: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ ، فَقَالَ : إِنِّي أَجْنَبْتُ فَلَمْ أُصِبِ الْمَاءَ" –والبُخاري لَمْ يذكر جوابَ عُمر هنا- " فَقَالَ عَمَّارُ بْنُ يَاسِرٍ لِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ : أَمَا تَذْكُرُ أَنَّا كُنَّا فِي سَفَرٍ أَنَا وَأَنْتِ ، فَأَمَّا أَنْتَ فَلَمْ تُصَلِّ ، وَأَمَّا أَنَا فَتَمَعَّكْتُ فَصَلَّيْتُ"

    نتركُ هذهِ الرواية لننقلَ الرواية من صحيحِ مسلم ؛ لأنّ البخاري بترها والبترُ واضحٌ ؛ لأنّ عمَّار لم يكن ليتكلم لو أن المسؤول قالَ للرجلِ "تيمم وصلِّ"!

    لو أنه أجابهُ بهذا الجواب فلماذا يتكلم عمار؟! لا موضع لكلامه! ولكن المسؤول قال له: "لا تُصلِّ"؛ ولذلك قال عمَّار :" أَمَا تَذْكُرُ"، يعني جوابُك هذا يُخالفُ قول الرسول صلّى الله عليه وآله.

    لكنَّ البخاري يَظن أَنّ الناس أغبياء، فبَتَرَ الرواية حتى لا يقولَ إنّه من جلس في مجلس رسول الله صلى الله عليه وآله لا يعرف حُكمَ التيمم!

    رواية صحيح مسلم:

    فلنقرأ الرواية من صحيح مسلم([5]): "أَنَّ رَجُلًا أَتَى عُمَرَ ، فَقَالَ : إِنِّي أَجْنَبْتُ فَلَمْ أَجِدْ مَاءً، فَقَالَ: لَا تُصَلِّ([6]) فَقَالَ عَمَّارٌ : أَمَا تَذْكُرُ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، إِذْ أَنَا وَأَنْتَ فِي سَرِيَّةٍ ، فَأَجْنَبْنَا فَلَمْ نَجِدْ مَاءً ، فَأَمَّا أَنْتَ فَلَمْ تُصَلِّ ، وَأَمَّا أَنَا ، فَتَمَعَّكْتُ فِي التُّرَابِ وَصَلَّيْتُ ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ [وآله] وَسَلَّمَ : إِنَّمَا كَانَ يَكْفِيكَ أَنْ تَضْرِبَ بِيَدَيْكَ الأَرْضَ، ثُمَّ تَنْفُخَ، ثُمَّ تَمْسَحَ بِهِمَا وَجْهَكَ، وَكَفَّيْكَ".

    وهُنا يسألُ البخاري: لماذا أولاً وابتداءاً لم ينقل الجواب؟! وهل أَنّ قطع الرواية هو مُقتضى الأمانة ، أم أنّه ليس كذلك؟!! هذا أوَّلُ سؤالٍ: إن كان مقتضى الأمانة فنِعِمّا هو، وإن كان ليس مقتضى الأمانة، فينبغي أن تضعوا هذه المسألة نَصبَ أعينكم: كيف تأخذونَ دينكم ممن لا يلتزمُ بالأمانة و يبتر الروايات لحاجةٍ في نفسه؟! والحاجةُ بيّنة وكلُّ من يقرأ الرواية يفهم لماذا بُتِرت الرواية!

    على أي حال، هذه فيها دلالة على أنه لم يجد لها مخرجا، فهذه الفتوى "لاتصل" مخالفةٌ لكتابِ الله!

    القولُ بأنّ"المجنب الذي إذا لم يجد الماء لا يُصلِّ" فتوى مخالفةٌ لكتاب الله، والله سبحانه وتعالى يقول: { فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا} [الآية 43 من سورة النساء]، ومخالفةٌ لحُكم رسول الله صلى الله عليه وآله والـــمُـــجيبُ بهذا الجواب قد سمع جوابه من رسول الله صلى الله عليه وآله.

    ما بعد تذكيرِ عمّار بن ياسر:


    وأمّا ما بعد تذكير عمّار له، فنحنُ نقرأُ من صحيح البخاري أولاً ثم نقرأ من صحيح مسلم.

    ففي صحيح البخاري قال: "فَقَالَ عَمَّارُ بْنُ يَاسِرٍ لِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ : أَمَا تَذْكُرُ أَنَّا كُنَّا فِي سَفَرٍ أَنَا وَأَنْتَ ، فَأَمَّا أَنْتَ فَلَمْ تُصَلِّ ، وَأَمَّا أَنَا فَتَمَعَّكْتُ فَصَلَّيْتُ ، فَذَكَرْتُ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ [وآله] وَسَلَّمَ ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ [وآله] وَسَلَّمَ : " إِنَّمَا كَانَ يَكْفِيكَ هَكَذَا ، فَضَرَبَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ [وآله] وَسَلَّمَ بِكَفَّيْهِ الْأَرْضَ وَنَفَخَ فِيهِمَا ، ثُمَّ مَسَحَ بِهِمَا وَجْهَهُ وَكَفَّيْهِ". هكذا في صحيح البخاري ثم نقل الحديث مع إيجازٍ كبير.

    طيب .. ماذا قالَ له المسؤولُ عندما قال عمار هذا الكلام، وذكّره بهذه المسألة؟

    هل عَمِلَ بقوله؟! هل قال جزاك الله خيراً ذكرتني بقول رسول الله صلى الله عليه وآله وحُكمه في هذه المسألة وقال للسائل تعال فإني قد أخطأت، وإن رسول الله صلى الله عليه وآله حكم بوجوب التيمم ، وبأن التيمم يكون هكذا؟ وتنتهي المسألة على خير، هل قال هذا؟!

    صحيحُ البخاري أوقف الرواية، ولم يكملها.

    والروايةُ لها تتمةٌ وهي في صحيح مسلم.

    في صحيح مسلم قال: "وَأَمَّا أَنَا ، فَتَمَعَّكْتُ فِي التُّرَابِ وَصَلَّيْتُ ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ [وآله] وَسَلَّمَ : إِنَّمَا كَانَ يَكْفِيكَ أَنْ تَضْرِبَ بِيَدَيْكَ الأَرْضَ ، ثُمَّ تَنْفُخَ ، ثُمَّ تَمْسَحَ بِهِمَا وَجْهَكَ ، وَكَفَّيْكَ " ، فَقَالَ عُمَرُ : اتَّقِ اللَّهَ يَا عَمَّارُ"([7]) يعني لا تكذب على رسول الله! عمَّار رجل يعني ملتزم بالنظام، لا يُخالف النظام، "قَالَ : إِنْ شِئْتَ لَمْ أُحَدِّثْ بِهِ"، إذا كان هذا -أن أبين حكم رسول الله صلى الله عليه وآله - ممنوعا في النظام!

    عمار هذا شيعيٌ - واضحٌ أَنَّه يلتزمُ بالأحكام الشيعية، فالشيعة أينما ذهبوا يلتزمون بالنظام، وعمَّار منذ زمان رسول الله صلى الله عليه وآله كان شيعياً ومُلتزماً بالنظام!

    "أنت تقولُ لا أتكلم، فأنا لا أتكلم، وإذا قُلتَ تَكَلَّم فلا بأس أتكلم"!

    إذاً هذا مجلس رسول الله صلى الله عليه وآله ، والذي يجب أن يجلسُ فيه بعده رجل يجب على جميع الأمة أن تأَخذ التراب من تحت قدميه، فإذا به يجلس فيه من لا يعرف حُكم التيمم، ومن إذا أجنب فلم يجد ماءً ترك الصلاة، ومَن إذا سألهُ أحدٌ عن حكم من أجنب فلم يجد ماءً قال له : لا تصلِّ!!! يترك الصلاة ، ويأمر بتركها ، خلافا للقرآن ، وخلافا لسنة النبي صلى الله عليه وآله.

    الجهلُ برفع القلم عن المجنون:

    وقد روى البخاري أيضا في صحيحه([8]) أنه جيءَ له بمجنونةٍ قد زنت فأراد أن يُقيم عليها الـحَدّ ، فوقف أمير المؤمنين عليه السلام وأنقذها من ذلك الحد.

    يقولُ البخاري في صحيحه، باب لا يرجم المجنون والمجنونة: " بَاب لَا يُرْجَمُ الْمَجْنُونُ وَالْمَجْنُونَةُ وَقَالَ عَلِيٌّ لِعُمَرَ أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ الْقَلَمَ رُفِعَ عَنْ الْمَجْنُونِ حَتَّى يُفِيقَ وَعَنْ الصَّبِيِّ حَتَّى يُدْرِكَ وَعَنْ النَّائِمِ حَتَّى يَسْتَيْقِظَ"

    اكتفى البخاري في صحيحه بهذا المقدار ، ولم يرو الرواية.

    ولكن الأمرَ واضحٌ. فليكن لم يرو الرواية، فهل اختفى الأمرُ على الناس؟ لماذا يقولُ علي عليه السلام: "أَمَا عَلِمْتَ"؟! لو أَنّهُ جيءَ لهُ بمجنونةٍ قد زنت، فقال لا حدَّ عليها ، والمجنونة لا تُرجم مثلاً، هل لكلامِ علي عليه السلام موضعٌ ، أن يقول له : "أَما علمتَ كذا وكذا"؟! إنما يكون لإنكاره عليه السلام موضعٌ إذا كان من أنكر عليه أرادَ أن يُقيم الحدَّ، فيوقفهُ ويقولُ له :كيف تقيم الحد؟ أما علمت أنها مجنونة والقلم قد رفع عن المجنون؟

    وقد رواها البخاريُّ في موضعٍ آخر، في باب الطلاق في الإغلاق والكره والسكران والمجنون([9]) إلى أن قال "وَقَالَ عَلِيٌّ أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ الْقَلَمَ......"، ولم يقل لمن قال علي! لعلّهُ قال للهواء "ألم تعلم"؟! لمن قال علي ألم تعلم؟! يُوجدُ مخاطبٌ يسألهُ!

    طبعاً السؤالُ ليس بقصد الاستعلام، أعلمني : هل علمت أم لم تعلم؟ بل كان السؤالُ بقصدِ الإنكار- أنّه كيف تجهلُ هذا؟! "ألَمْ تَعْلَمْ أَنَّ الْقَلَمَ رُفِعَ عَنْ ثَلَاثَةٍ عَنْ الْمَجْنُونِ حَتَّى يُفِيقَ وَعَنْ الصَّبِيِّ حَتَّى يُدْرِكَ وَعَنْ النَّائِمِ حَتَّى يَسْتَيْقِظَ".

    ورواية البخاري هذه أيضا مثل تلك، فيها بترٌ وتمويهٌ حتى لا يعرفَ الناسُ ما القضية، ولكنَّ المعنى واضحٌ ، ويُمكنُ أن يكتشفه القاريء بسهولةٍ، ولا تحتاج المسألة إلى ذكاء 140، وحتى من ذكاؤه 90 يُمكنه أن يَكتشفَ أَنَّ الرواية وقعَ فيها تلاعبٌ ، وأنّ فيها حذفا.

    فإذاً لا يعرفُ حُكم التيمم ، وهو من ضرورات الإسلام، فإن كون الفاقد للماء يتيمم حكمٌ معروفٌ معلومٌ في الإسلام بالضرورة، وليس حكما خاصاً بالشيعة ولا بالسنّة. هذا حُكمٌ عامٌ في الإسلام، مثل حرمةِ الكذب، يعرفهُ كل مسلم.

    وجوب التيمم يعرفهُ كل مسلم ، فهو من الأحكام الضرورية.

    وكذلك رفع القلم عن المجنون ، فإنه من الأحكام الضرورية في الإسلام أيضا ، وحتّى الصغيرُ يعرف أنَّ المجنون رُفع عنه القلم.

    وهذه مسألةٌ أُخرى لا يعرِفها من يجلسُ في مكانِ رسول الله صلى الله عليه وآله!

    يُريد حفظ هذا الدين وهو لا يعرف الأحكام الضرورية!! لو أنّه كان يجهل بالأحكام التي يندر الابتلاء بها ، لكان الأمرُ أهون ، ولقلنا : إن الرجل ربما لم يكن قد ابتلي بهذه المسألةِ من قبل ، فلا يعرفُ حُكمها، فنلتمس له العذر في جهله بحكمها!

    ولكن أَن لا يعرفَ الأحكامَ الضرورية في الإسلام، فعن أي شيءٍ يُدافع؟ وماذا يحفظ؟!

    أليست الإمامةُ لحفظ الدين؟! ، أليس هذا هو الهدفِ الأهم من الإمامة، لحفظ الدين!

    أي دين تَـحفظ وأَنتَ لا تعرفُ الأحكامَ الضرورية؟!

    كيف تحفظ الدين وأنت لا تعرف أحكامه؟!

    يأتيك الرجل يسأل عن عمود دينه "الصلاة"وقد أجنَبَ، ماذا يفعل؟! تقول له "لا تُصلِّ"!!

    امرأةٌ مجنونةٌ فَعلت فِعلاً، لو فعله غير المجنون لأُقيمَ عليه الحدّ، تقول "يُقام عليها الحد"؟! أين رَفْعُ القلمِ عن المجنون؟!

    هاتان اثنتان في صحيح البخاري، وليست من افتراءات الرافضة، فالأحاديثُ موجودةٌ في صحيح البخاري.

    والثالثة أيضا في صحيح البخاري :

    الجهلُ بأدبِ رسول الله صلّى الله عليه وآله في الاستئذان:

    ففي صحيح البخاري أيضا ([10]) "أَنَّ أَبَا مُوسَى الْأَشْعَرِيَّ اسْتَأْذَنَ عَلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ فَلَمْ يُؤْذَنْ لَهُ وَكَأَنَّهُ كَانَ مَشْغُولًا فَرَجَعَ أَبُو مُوسَى، فَفَرَغَ عُمَرُ"- أي من شُغله- "فَقَالَ أَلَمْ أَسْمَعْ صَوْتَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قَيْسٍ" – يعني أبا موسى- "ائْذَنُوا لَهُ، قِيلَ قَدْ رَجَعَ، فَدَعَاهُ فَقَالَ كُنَّا نُؤْمَرُ بِذَلِكَ".

    طبعا الروايةُ أيضا كما تُلاحظون، يعني هذا السيناريو-كما تقولون- هو سيناريو ناقص، وتُوجدُ فقراتٌ في السيناريو محذوفةٌ ، ولكن أنتم بعقولكم يُمكنكم اكتشافها، "فَدَعَاهُ فَقَالَ كُنَّا نُؤْمَرُ بِذَلِكَ" يعني : إن أبا موسى الأشعري قال كُنّا نؤمرُ بذلك.

    لماذا يقول أبو موسى الأشعري كنا نؤمر بذلك؟! لابُدَّ أولاً أنه سألهُ : لماذا رجعت بعد أن طرقتَ الباب ولم نُجبك؟! ، أو قال له : كان يجب أن تقف إلى غدٍ على الباب مثلا!!! هذا سيناريو مفترض، قال له هذا أو ما هو في حكمه، فاعتذر أبو موسى بأَنَّ هذا الذي فعلتُه هو الأدبُ الذي أدَّبنا عليه رسول الله صلى الله عليه وآله، وهو : أَن نطرق الباب مرة، فإذا لم يُجبنا أهل الدار نطرقه ثانية، وإذا لم يأتِنا جوابٌ نطرقه ثالثة، فإذا لم يأتِ جوابٌ ننصرف.

    هذا هو الأدب الذي يؤمر به كل الصحابة ، ولذا قال : كُنَّا، ومقصودُ أبي موسى بقوله :"كنا" هو : إن كُلّ المسلمين كانوا يؤمرون بهذا الأدب، "قَالَ كُنَّا نُؤْمَرُ بِذَلِكَ"، يعني من رسول الله صلى الله عليه وآله.

    ولكن هل صدّق عمرٌ أبا موسى فيما أخبر به عن رسول الله صلى الله عليه وآله وقال له صدقت جزاك الله خيراً، أخبرتني بأدب رسول الله صلّى الله عليه وآله، وكيفَ كان يُؤدب أصحابه، انصرف أو قُل ما تريد، الآن عفوتُ عنكَ ، وعن ذهابكَ، فالآن قُل ما تريد؟!!

    لم يقل هذا! بل قال له "تَأْتِينِي عَلَى ذَلِكَ بِالْبَيِّنَةِ"، يعني : تأتي بشهودٍ يشهدون أنّ هذا هو الأدبُ الذي أَدَّبَ رسول الله صلى الله عليه وآله أصحابَهُ!

    يقولون بعض الناس : نحن نعتقد بعدالة الصحابة! فنسألهم : هل كان الصحابةُ أنفسهم يعتقدون بعدالة أنفسهم ؟!

    فهذا عمرٌ لا يعتقدُ بعدالةِ أبي موسى؛ لأَنّه لـمَّا قال له إن رسول الله صلى الله عليه وآله أَدَّبنا على ذلك لم يَقبل، وقال تأتيني بشاهدَين، تأتيني على ذلك بالبينة.

    طبعا "تَأْتِينِي" ليس مجرد اقتراح! ليتك تأتيني! وإنـّما هو دستورٌ، يعني إذا لم تأتني فارتقب العقاب ! ائتني وإلا !

    "فَانْطَلَقَ إِلَى مَجْلِسِ الْأَنْصَارِ" - وجد أبو موسى جماعة من الأنصار جالسين، فقال لهم أريد منكم شاهدَيْن يشهدان أَنّ هذا هو أدبُ رسول الله صلى الله عليه وآله-"فَسَأَلَهُمْ" يعني أن يأتي معه شاهدان.

    فماذا قال الأنصار؟! لاحظوا جوابهم ، فإن الأنصار قد أجابوا بجواب له معنىً كبيراً ولكنَّ المعنى في قلب الشاعر، "فَقَالُوا لَا يَشْهَدُ لَكَ عَلَى هَذَا إِلَّا أَصْغَرُنَا" الكبار دعك منهم، نُرسل معك الأطفال يشهدون لك، حتى يُعرف أن هذا الأدب يعرفه الصغير والكبير.

    قُلنا عن التيمم ، وعن رفع القلم عن المجنون : تِلكَ الأحكامُ من ضروريات الإسلام يعرفها الصغير والكبير والفقيه وغير الفقيه.

    وهنا تجدون الأنصار ، وقد صرّحوا بذلك، وقالوا : هذه مسألةٌ لا تحتاج أن يشهد الكبار لك فيها، فإنها مسألة يعرفها حتى الأطفال ، والأطفال يشهدون لك أن هذ هو أدب رسول الله صلى الله عليه وآله.

    "فَقَالُوا" –وأنا أقرأ من صحيح البخاري أيضا- "لَا يَشْهَدُ لَكَ عَلَى هَذَا إِلَّا أَصْغَرُنَا أَبُو سَعِيدٍ الْخُدْرِيُّ فَذَهَبَ بِأَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ"، -أي فشهد، ولم يقل البخاري فشهد، ولكنَّ المقصود فشهد.

    فماذا حدث بعد أن شهد أبو سعيد لأبي موسى؟!

    "فَقَالَ عُمَرُ أَخَفِيَ هَذَا عَلَيَّ مِنْ أَمْرِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ [وآله] وَسَلَّمَ" يعني هذه كبيرةٌ ولا يُـمكن ترقيعها! أمرٌ يعرفه الأطفال وأنا لا أعرفه، أخفي علي من أمر رسول الله صلى الله عليه وآله؟! "أَلْهَانِي الصَّفْقُ بِالْأَسْوَاقِ" يعني كُنتُ مشغولاً-هو يقول- "يَعْنِي الْخُرُوجَ إِلَى تِجَارَةٍ" كُنت مشغولا بالتجارة.

    طيب نحن لا نلومُ على هذا!

    نحن لا نتكلم عن هذه المسألة، رجلٌ يعرف هذا الحكم أم لا يعرفه، لا نتكلم عن هذا! وهل هو معذورٌ في أنّه كان يجهل هذا الحكم أم لم يكن معذوراً، أيضا لا نُريد أن نتكلم عن هذا! ليس كلامنا عن هذه المسألة!

    أنتَ تعرفُ أنَّكَ كُنت مشغولاً بالتجارة، وخفي عليك من أمر رسول الله صلى الله عليه وآله ما يعرفه الصبية الصغار...

    فبأي حقٍ تجلسُ في مجلس رسول الله صلى الله عليه وآله؟!!

    قُل للمسلمين إني كنت في زمان رسول الله صلى الله عليه وآله مشغولاً بالتجارة، وقد خفي علي من أمره ما خفي! دعك من مسألة "يعرفه الصغار"! دعكَ من هذه "خفي علي من أمره ما خفي" فالتمسوا غيري، وانتهى الأمر.

    لا نُريد أن نتكلَّم عن جَهلٍ أو ملامةٍ على جهل أو غير ذلك، بل نُريد ما وراء هذا. أنت جَهِلتَ هذا المقدار، هل يجوزُ لك أن تجلِسَ في مجلسِ رسول الله صلى الله عليه وآله وأنتَ لا تعرِفُ ما يعرِفه الصبيةُ من أحكام الدين!؟ هذا أدبُ رسول الله صلى الله عليه وآله، وهذا من أمر رسول الله صلى الله عليه وآله.

    وليس لـمُدافعٍ أن يقول : إنَّ هذا أمرٌ ليس من أمرِ رسول الله صلى الله عليه وآله ، ولا دخلَ له في الدين، فلا يشترطُ في الإمامِ أن يعلم به.

    لأنَّ البخاري قد روى عن الرجل ما يُسكِت هذا المدافع ، فإنه يقول : خفي علي من أمر رسول الله. إذاً، إذا كان هذا من أمرِ رسول الله صلّى الله عليه وآله ، وأنت قد خفي عليك هذا -لعُذرٍ – هب أنَّكَ معذورٌ ، ولا تعاقب على جهلك بهذا، لا بأس! لكنَّك تجلسُ في مجلس رسول الله صلى الله عليه وآله! فكيف تجلسُ في مجلسه وقد خفي عليك من أمره أحكام الدين الضرورية وما يعرفه حتى الصبية والصغار؟!

    هذه هي مظلومية علي ابن أبي طالب عليه السلام، علي ابن أبي طالب عليه السلام الذي ينبغي للمسلمين أن يأخذوا التراب من تحت قدميه للتبرك، يُقعَد في داره، ويجلس في مجلس رسول الله صلى الله عليه وآله مَنْ لا يعرفُ أحكامَ الدين، وهو يريد أن يحفظ الدين!


    [1] بحار الأنوار للعلامة المجلسي - طبعة مؤسسة الوفاء - ج 35 ص 321 – 322 نقلاً عن تفسير فرات:
    فر: الحسين بن سعيد ، ومحمد بن عيسى بن زكريا ، عن يحيى بن الصباح المزني ، عن عمرو بن عمير ، عن أبيه ، قال : بعث رسول الله صلى الله عليه وآله عليا إلى شعب فأعظم فيه العناء ، فلما أن جاء قال : يا علي قد بلغني نبؤك والذي صنعت، وأنا عنك راض قال : فبكى علي عليه السلام فقال :قال رسول الله (ص) : ما يبكيك يا علي أفرح أم حزن؟ قال : بل فرح ومالي لا أفرح يا رسول الله وأنت عني راض، قال النبي صلى الله عليه وآله: أما و إن الله وملائكته وجبرئيل وميكائيل عنك راضون، أما والله لولا أن يقول فيك طوائف من امتي ما قالت النصارى في عيسى بن مريم لقلت اليوم فيك قولا لاتمر بملاء [بملأ] منهم قلوا أو كثروا إلا قاموا إليك يأخذون التراب من تحت قدميك يلتمسون في ذلك البركة، قال : فقال قريش : ما رضي حتى جعله مثلا لا بن مريم! فأنزل الله تعالى «ولما ضرب ابن مريم مثلا إذا قومك منه يصدون» قال : يضجّون.
    وكذلك في ج 35 ص 323 – 324 نقلاً عن الكافي للكليني:
    كا : العدة ، عن سهل ، عن محمد بن سليمان ، عن أبيه ، عن أبي بصير ، قال : بينا رسول الله (ص) ذات يوم جالسا إذ أقبل أميرالمؤمنين عليه السلام فقال له رسول الله صلى الله عليه وآله : إن فيك شبهاً من عيسى بن مريم ، لولا أن تقول فيك طوائف من امتي ما قالت النصاري في عيسى بن مريم لقلت فيك قولا لا تمر بملاء [بملأ] من الناس إلا أخذوا التراب من تحت قدميك يلتمسون بذلك البركة، قال: فغضب الاعرابيان والمغيرة بن شعبة وعدة من قريش معهم، فقالوا : ما رضي أن يضرب لابن عمه مثلا إلا عيسى بن مريم! فأنزل الله على نبيه فقال: « ولما ضرب ابن مريم مثلا إذا قومك منه يصدوق * وقالوا ءآلهتنا خير أم هو ماضربوه لك إلا جدلا بل هم قوم خصمون* إن هو إلا عبد أنعمنا عليه و جعلناه مثلا لبني إسرائيل * ولو نشاء لجعلنا منكم » يعني من بني هاشم « ملائكة في الارض يخلفون ».. إلى آخر الرواية.
    وكذلك في ترتيب الأمالي الخميسية للشجري الجرجاني (ت499 هـ ) ج 1 ص 174 – 145، تحقيق: محمد حسن محمد حسن إسماعيل، الطبعة: الأولى (1422 هـ - 2001 م)، الناشر: دار الكتب العلمية، بيروت – لبنان:
    652 - أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ رَيْذَةَ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ بِأَصْفَهَانَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَيُّوبَ الطَّبَرَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْعَبَّاسِ الْمُزَنِيُّ الْقَنْطَرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَرْبُ بْنُ الْحَسَنِ الطَّحَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ يَعْلَى، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِعَلِيٍّ عَلَيْهِ السَّلَامُ: «وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَوْلَا أَنْ تَقُولَ فِيكَ طَوَائِفُ مِنْ أُمَّتِي مَا قَالَتِ النَّصَارَى فِي عِيسَى بْنِ مَرْيَمَ لَقُلْتُ فِيكَ الْيَوْمَ مَقَالًا لَا تَمُرُّ بِأَحَدٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ إِلَّا أَخَذُوا التُّرَابَ مِنْ أَثَرِ قَدَمَيْكَ يَطْلُبُونَ بِهِ الْبَرَكَةَ».
    [2] مقصودُ الشيخ أن الحضور لم يفتتحوا الجلسةَ بالسؤال، فقرر أن يستهلَّ الجلسةَ بالحديثِ حول نصٍ روائي.
    [3] "تعرف هذه النظرية بتسميات أخرى مثل نظرية التعلم الاستجابي " Respondent Learning" أو الإشراط الانعكاسي " Reflexive Conditioning" أو الإشراط البافلوفي " Pavlovian Conditioning" نسبة إلى العالم الروسي الشهير ايفان بافلوف " 1849_ 1936 ". كما ساهم العالم الأمريكي جون واطسون أيضاً في تطوير مفاهيم هذه النظرية. وقد اعتبر بافلوف أن آلية التعلم الرئيسية هي الاقتران، ويقصد بالاقتران: التجاور الزماني لحدوث مثيرين معاً لعدد من المرات, حيث يكتسب أحدهما صفة الآخر, ويصبح قادراً على استجرار الاستجابة التي يحدثها المثير الآخر." (موسوعة التعليم والتدريب)
    [4] صحيح البخاري - كتاب التيمم -باب المتيمم هل ينفخ فيهما
    [5] صحيح مسلم- كِتَاب الْحَيْضِ- بَاب التَّيَمُّمِ
    [6] بالمقارنةِ بين النصِّ الواردِ في صحيح مسلم والنصّ الواردِ في صحيح البخاري، نلحظُ أن البخاري قد بتر عبارة "لَا تُصَلِّ" من الحديث، ورغم أنَّ البخاري روى الرواية في موضع آخر لكنّه لم يروي جواب المسؤول، والجوابُ معلومٌ كما بيَّنَّاه كيفما كان، وقد رواهُ مسلمٌ في صحيحه. (الشيخ الأستاذ حفظه الله).
    [7] الغريب أن هذا الموقف قد فُهم من قبل بعض الصحابة على أنّه يعني أن ترك التيمم هو الأصح لعدم إقتناع عُمر بقول عمّار بن ياسر، فلاحظ ما جاء في صحيح البخاري كتاب التيمم - باب إذا خاف الجنب على نفسه المرض أو الموت أو خاف العطش تيمم:
    حدثنا عمر بن حفص قال حدثنا أبي قال حدثنا الأعمش قال سمعت شقيق بن سلمة قال كنت عند عبد الله وأبي موسى فقال له أبو موسى أرأيت يا أبا عبد الرحمن إذا أجنب فلم يجد ماء كيف يصنع فقال عبد الله لا يصلي حتى يجد الماء فقال أبو موسى: فكيف تصنع بقول عمار حين قال له النبي صلى الله عليه [وآله] وسلم كان يكفيك قال: ألم تر عمر لم يقنع بذلك فقال أبو موسى فدعنا من قول عمار كيف تصنع بهذه الآية؟! فما درى عبد الله ما يقول فقال إنا لو رخصنا لهم في هذا لأوشك إذا برد على أحدهم الماء أن يدعه ويتيمم فقلت لشقيق فإنما كره عبد الله لهذا قال نعم.
    وقد علّق إبن حجر العسقلاني في كتابه فتح الباري في شرح صحيح البخاري ج 1 ص 455 طبعة 1379 هــ، دار المعرفة-بيروت على الحديث بالقول: "قَوْلُهُ فَدَعْنَا مِنْ قَوْلِ عَمَّارٍ فِيهِ جَوَازُ الِانْتِقَالِ مِنْ دَلِيلٍ إِلَى دَلِيلٍ أوضح مِنْهُ وَبِمَا فِيهِ الِاخْتِلَافُ إِلَى مَا فِيهِ الِاتِّفَاقُ وَفِيهِ جَوَازُ التَّيَمُّمِ لِلْجُنُبِ بِخِلَافِ مَا نُقِلَ عَنْ عَمْرو وبن مَسْعُودٍ وَفِيهِ إِشَارَةٌ إِلَى ثُبُوتِ حُجَّةِ أَبِي مُوسَى لِقَوْلِهِ فَمَا دَرَى عَبْدُ اللَّهِ مَا يَقُولُ وَسَيَأْتِي الْكَلَامُ عَلَى ذَلِكَ وَعَلَى السَّبَبِ فِي كَوْنِ عُمَرَ لَمْ يَقْنَعْ بِقَوْلِ عَمَّارٍ ". (المقرّر).
    [8] صحيح البخاري- كتاب الحدود- باب لا يرجم المجنون والمجنونة
    [9] صحيح البخاري- كتاب الطلاق - باب الطلاق في الإغلاق والكره والسكران والمجنون وأمرهما والغلط والنسيان في الطلاق والشرك
    [10] صحيح البخاري- كتاب البيوع - باب الخروج في التجارة


المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
x

رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

صورة التسجيل تحديث الصورة

اقرأ في منتديات يا حسين

تقليص

لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

يعمل...
X