عثمان بن عفان قاتل ابنة النبي محمد ص!
مقدمة
ملاحظة مهمة : هناك رأي لبعض المؤرخين والباحثين يقولون ان بنات النبي ص رقية وزينب لسن بناته بل هن ربيباته اي نشأن في كنفه وفي بيته ,وهن في الاصل كما يقال بنات هالة اخت خديجة بنت خويلد سيدة نساء العالمين وزوجة النبي الكريم ص , وهو خارج هذا البحث , فكائنا ما كان الامر بناته او ربيباته فهن نشأن في بيته ويعتبرن بناته , ولذلك كتبنا مرة انهن بناته ومرة انهن ربيباته, وعثمان قاتل احداهما كما سيأتي في البحث ..
ملاحظة ثانية : جميع الروايات التاريخية من كتب الجمهور ولم نستعين بكتب الامامية الا في نهاية الموضوع وبرواية واحدة فقط للتوضيح
عثمان يأوي في بيته جاسوس قريش !
معاوية بن المغيرة بن أبي العاص الاموي من كفار قريش وهو ابن عم عثمان بن عفان ,وفي معركة أحد قام معاوية بن المغيرة هذا ومعه هند بنت عتبة زوجة أبو سفيان بالتمثيل بجثة حمزة عم النبي (ص) ,فجدعوا أنفه . روى المقريزي في معاوية بن المغيرة هذا ( أنه جدع أنف حمزة ومثل فيمن مثل )( النزاع والتخاصم للمقريزي ص21). وروى مثل ذلك الكلبي فقال (وسباع الذي كان يدعو ببدر وأحد إلى المبارزة ، فخرج إليه حمزة بن عبد المطلب فقتله وأكبّ عليه فأخذ درعه، فزرقه وحشي بحربة فقتله ( يعني قتل حمزة)، وشدّ عليه أيضاً معاوية بن المغيرة بن ابي العاص فبقر بطنه وجدعه ومثّل به، وهو جدّ عبد الملك بن مروان أبو أمه لم يلد غيرها)( مثالب العرب لهشام الكلبي ص 41)
بعد انتهاء معركة أحد يتسلل معاوية بن المغيرة الى المدينة ليتجسس على أخبار المسلمين, ولم يجد سوى بيت ابن عمه عثمان بن عفان المسلم ليأوي اليه خوفا من عيون المسلمين.
روى الطبري :(معاوية بن المغيرة بن أبي العاص بن أمية وهو الذي جَدَعَ أنف حمزة ومثّل به مع من مثل به وكان قد أخطأ الطريق فلما أصبح أتى دار عثمان بن عفان فلما رآه قال له عثمان : أهلكتني وأهلكت نفسك . فقال : أنت أقربهم مني رَحِماً وقد جئتك لتجيرني . وأدخله عثمان داره وقصد رسول الله ليشفع فيه, فسمع رسول الله ، يقول : إنّ معاوية بالمدينة فاطلبوه ، فأخرَجُوه من منزل عثمان وانطلقوا به إِلى النبيّ ، فقال عثمان : والذي بعثك بالحق ما جئت الا لأطلب له أماناً فَهِبْه لي . فوهبه له وأجَّله ثلاثة أيام ، وأقسم لئن أقام بعدها ليقتلنه فجهزه عثمان وقال له : ارتحل . وسار رسول الله إلى حمراء الأسد وأقام معاوية ليعرف أخبار النبي. فلما كان اليوم الرابع قال النبي (ص) : إن معاوية أصبح قريباً ولم يبعد, فأطلبوه فطلبه زيد بن حارثة وعمار فأدركاه بالحماة فقتلاه ، وهذا معاوية جد عبد الملك بن مروان بن الحكم لأمه) ( الكامل لابن الاثير ج2 , باب غزوة أحد).
لقد سار النبي (ص) ومعه المسلمون الى حمراء الاسد لمطاردة فلول قريش بعد معركة أحد, أي أن اختباء الجاسوس معاوية بن المغيرة حصل والمسلمون يستعدون لمطاردة فلول جيش قريش.
تأمل أن عثمان كان في مجلس النبي (ص) ولم يخبره بأخفاء الجاسوس معاوية بن المغيرة في بيته ,ولكن لما أسقط في يديه قال : (والذي بعثك بالحق ماجئت الا لأطلب له أماناً!). وتقول الروايات أن الوحي الالهي هو الذي أخبر النبي (ص) بمكان أختباء الجاسوس , ونقول أن العوامل البشرية أيضاً لها دور في ذلك بطبيعة الحال فالذي ساعد المسلمين في القبض على الجاسوس معاوية بن المغيرة هي ابنة النبي(ص) أو ربيبته التي تربت في بيت النبي وكانت متزوجة من عثمان بن عفان, فعندما دخل المسلمون بيت عثمان بأمر النبي لألقاء القبض على معاوية بن المغيرة سألوا زوجة عثمان فدلتهم على مكان إختباءه في البيت , روى الواقدي ( فأشارت اليه فاستخرجوه من تحت حمارة لهم فانطلقوا به الى النبي)( مغازي الواقدي ج1 ص 229 , باب غزوة أحد) ,
وكذلك روى ابن هشام باقتضاب فقال عن معاوية بن المغيرة : ( إن زيد بن حارثة وعمار بن ياسر قتلا معاوية بن المغيرة بعد حمراء الاسد, كان لجأ الى عثمان بن عفان فأستأمن رسول الله فأمنه, على انه إن وجد بعد ثلاث قُتل , فأقام بعد ثلاث وتوارى فبعثهما النبي (ص) وقال : إنكما ستجدانه بموضع كذا وكذا , فوجداه فقتلاه) ( السيرة النبوية لابن هشام ص 105) . وهناك مصادر تؤكد أن قاتل الجاسوس هو امير المؤمنين علي ع (فبقي معاوية في أطراف المدينة يتجسّس فأرسل إليه الرسول الله (ص)عمارا و عليّاً فقتله علي. )( نظريات عثمان للعلامة الطائي ونقله عن السيرة الحلبية لدحلان ج2 ص 260 ، النزاع والتخاصم للمقريزي ص 20، أنساب الاشراف للبلاذري ج1 ص 337, شرح النهج لابن أبي الحديد , البداية والنهاية لابن كثير ج4 ص 51, بحار الانوار للمجلسي ج20 ص 145), و لايهمنا الآن من هو قاتل الجاسوس , أنما المهم أن الجاسوس الكافر أختبأ في بيت عثمان بن عفان, وكان عثمان حينها متزوجاً من ابنة النبي (ص) أو ربيبته وكانت هي ممن دل على وجوده في بيتها.
هذا جانب من رواية أيواء الجاسوس المشرك في بيت عثمان , وترينا الرواية ميل عثمان لقومه حتى المشركين منهم , ودفاعه عنهم وايواءه لهم وهم يتجسسون على المسلمين! ولو آوى غيره من المسلمين جاسوسا مشركا في بيته لوضعه كتبة التاريخ في خانة الخونة والمنافقين ,لكن منصب الخلافة الذي تسنمه عثمان محا عنه عار الخيانة هذا . فقد قامت دولة أمية بتغطية كل مساوئ عثمان الاموي وتسترت على فضائحه ومثالبه ومنها هذه المثلبة الشنيعة في أيواء جاسوس كافر , ومثل ذلك فعل بنو أمية في التغطية على عثمان عندما أخرجوا قبره من مقابر اليهود , فقد دفن المسلمون عثمان بن عفان بعد قتله في مقابر اليهود بغضا له ولم يقبلوا بدفنه في مقابر المسلمين , فقام الملك الاموي معاوية في عهده بشراء قسم من المقبرة اليهودية التي فيها جثمان عثمان وأدخله في مقابر المسلمين كي تنسى الاجيال تلك الفضائح في حق عثمان وسيأتي ذكر ذلك لاحقا.
إن قتل معاوية بن المغيرة بيد المسلمين وبأمر من النبي محمد (ص), جعل عثمان يشعر بالخيبة في عدم أيفاء وعده العشائري بأيواء ابن عمه المقتول معاوية بن المغيرة , فقام عثمان بسلوك عشائري آخر مقابل ذلك فضرب أمرأة مسلمة أنتقاما لمقتل أبن عمه ! وكانت تلك المرأة هي زوجته التي دلت المسلمين على مكان معاوية بن المغيرة. نعم, لم يجد عثمان كفؤا لدم ابن عمه سوى زوجته التي هي ربيبة النبي محمد (ص) نفسه فقام عثمان بضربها تنفيساً لغضبه ,وانتقاماً لعشيرته فماتت المرأة من جراء الضرب ذلك, ولم يكتف بذلك بل أضاف له عملا أشنع منه وهو مضاجعته لجارية كان يملكها في ليلة وفاة زوجته التي ماتت من جراء ضربه , فتأمل.
أفتقرت روايات الجمهور من شواهد على ضرب عثمان لزوجته ولكن السياق الموضوعي للروايات بأجمعها ومقارنة البحوث في ذلك يوصل الباحث الى حقيقة أن عثمان لابد أن ضرب زوجته بعد أكتشاف أمر الجاسوس القرشي في بيته , لأنها توفيت بعد أقل من أسبوع من قتل الجاسوس المغيرة وكانت أمرأة شابة صحيحة الجسم , ولم يستطع المحرفون اسقاط أن عثمان ضاجع جاريته في ليلة وفاة زوجته فذكرت روايات الجمهور هذه الحقيقة على مضض وبأختصار وهي تدل على عدم مبالاة عثمان بوفاة زوجته فضاجع جاريتها في ليلة وفاتها , فسياق الاحداث المنطقي يبين أن عثمان كان سببا في وفاة زوجته , وستأتينا الروايات بعد قليل .
لقد أرتكب عثمان ثلاثة جرائم شنيعة في أسبوع واحد :
أولها هربه من معركة أحد وفراره من الزحف وهي جريمة لاتغتفر عند الله فالفرار من الزحف من الكبائر ,
والجريمة الثانية هي ايواءه الجاسوس المشرك معاوية بن المغيرة في بيته وأخفاء أمره عن المسلمين وهي خيانة يستحق مرتكبها الاعدام ولكن رأفة النبي العظيم وسماحته أنقذته من ذلك ,
ثم يأتي عثمان بجريمة ثالثة وهي ضربه لزوجته لأنها دلت المسلمين على مكان الجاسوس في بيت عثمان مما أدى الى وفاتها ,
ثم ختم سلسلة جرائمه الثلاثة بمضاجعة جاريته في ليلة وفاة زوجته, فلم يأبه لموت زوجته ربييبة النبي (ص) ولو حزن على وفاتها لما ضاجع جاريتها في ليلة وفاتها , وهذا دليل على فرحه بموت زوجته فقارف المناكحة ليلة وفاتها. لم يعاقب النبي عثمانا على ذلك لخلو قصة وفاة زوجته من الدلائل القانونية البشرية الكافية , وإن كان النبي الكريم يعرف من القاتل ,فقد أخبره الملاك جبريل بتلك الجريمة ,لكن النبي لايعاقب الناس الا بالبينة والشواهد البشرية الدنيوية, فقد ترك النبي (ص) المنافقين والمرجفين والطلقاء يعيشون مع المسلمين , و كان النبي يعرف نوايهم وأعمالهم ,ولو كان العقاب على ماتخبر به السماء لوقعت العقوبة على خلق كثير من جراء ذلك , إن النبي الكريم (ص) بين للناس أن العقوبة الدنيوية لايمكن أن تتم الا بوجود الشهود او بأعتراف المجرم نفسه, وليس في ذلك تدخل من قوة خارقة للناموس الارضي كأخبار الملائكة للنبي (ص), ولذلك تخلص عثمان من العقوبة.
قبل الدخول في تفاصيل مقتل السيدة زوجة عثمان الاموي, من المهم ذكر سيرة بنات النبي أوربيباته ثم يأتي التفصيل في ذكر المقتولة ظلماً وغدراً رحمها الله.
يقول جمع من المؤرخين أن للنبي أربعة بنات هن : زينب , رقية , أم كلثوم , وفاطمة. ويثبت بعضهم أن زينب ورقية وأم كلثوم لسن بنات النبي وأنما نشأن في بيت زوجته خديجة فصرن بمثابة بناته ووفقاً لقولهم تكون فاطمة ع هي ابنته الوحيدة. يتفق المؤرخون على أن عثمان بن عفان الأموي كان قد تزوج بأثنتين من ربيبات النبي او بناته, ولكنهم يختلفون في تعيين من هي التي تزوجها عثمان أولاً, فبعضهم يقول رقية وبعضهم يقول أم كلثوم , ويقول البعض الاخر أن أم كلثوم لاوجود لها أصلاً وأسم أم كلثوم ليس ألا لقباً من ألقاب رقية أو زينب, وإذا صح هذه القول الاخير يكون عثمان بن عفان قد تزوج من رقية ثم تزوج بعد وفاتها من زينب, ولاوجود لسيدة أسمها أم كلثوم فهي لقب من ألقاب رقية أو زينب وألتبس الامر على الناس في ذلك . هذه المقدمة المختصرة جداً تبين للقارئ شيئاً عن بنات النبي ص أوربيباته .
يتبع لطفا ..
تعليق