تويت
بقلم: د. سلطان الرفاعي *
"ليأتِ الأمريكان ويحكمونا" .. قالها شاب ملتحٍ في احدى المؤسسات الحكومية، غير عابئ بأحد. طبعا لم يرد عليه احد بمن فيهم أنا.
الذين لم يردوا عليه لهم اسبابهم العديدة، اما انا فلم أرد عليه لأنني أولاً لست بعثياً حيث ان هذه البلاد اصبحت للبعثيين الشرفاء وغير الشرفاء فقط، ولا رأي آخر، والسبب الثاني حالة اليأس والفساد الكبير في كل دوائر الدولة ومرافقها، ولا اظن ان أمريكا وحدها قادرة على اعادة بناء الاخلاق، بل تحتاج إلى جيوش جرارة من الملائكة.
صدر منذ أيام قانون جديد، يمنع المخالفات السكنية بشكل جذري، وهو قائم (أي هذا القانون) منذ سنين عديدة، ولكن لا احد يطبقه لغاية في نفس يعقوب. الجديد في هذا القانون الذي يقمع المخالفات هو صدوره عن السيد رئيس الجمهورية شخصياً.
بعد صدوره بأيام بدأت ورشة المخالفات بقوة غير مسبوقة، وحجتها انهم ينتظرون التفسير، نعم ينتظرون التفسير وعليهم الاسراع ببناء المساكن المخالفة قبل ظهور التفسير.
ماذا يعني مخالفات سكنية؟ يعني ان تقوم بالبناء في المناطق الزراعية، يعني ان تقوم بخنق البشر، يعني ان يكون هناك بناء مرخص له بثلاثة طوابق وتقيم عليه طابقين اضافيين، يعني سقوط البناء وقتل الجميع.
كيف توزع النسب؟!
شرطي البلدية = 500 ل س
المساعد = 2000 ل س
مدير الناحية = 10000 ل س
مهندس المكتب الفني = 50000 ل س
جماعة السياسية = 25000 ل س
المكتب التنفيذي في المحافظة = 25000 ل س
رئيس البلدية = 50000 ل س
وتتراوح الاسعار حسب المساحة وخطورة المخالفة.
كيف تتم العملية؟
تبدأ من المكتب الفني الذي يطلب منك المبلغ المحدد، طبعاً هو لا يأخذه منك يطلب منك إعطاءه لشخص آخر، تبدأ في البناء، بعد يومين يقومون بزيارتك وتهديم جزء بسيط من جانب البناء، والخطة هي انهم قاموا بناء على شكوى، قد يكونون هم قدموها، وذلك حتى يقطعوا الطريق على أي شخص يريد ان يشتكي، وحتى لو اشتكى، فهم قاموا بواجبهم وأتلفوا المخالفة، وهكذا دواليك تستمر العملية.
إذا كان هؤلاء الاشخاص، من مهندسين إلى ضباط شرطة إلى "سياسية" إلى أعضاء مكتب تنفيذي، إلى رئيس البلدية لم يهتموا لقرار من رئيس الجمهورية ومضوا في غيهم وفسادهم، فمن يمكن ان يردعهم؟
أعرفتم الآن لماذا لم أُجب على الشاب الملتحي؟!
__________
* كاتب سوري - دمشق
--------------------------------------------------------------------------------
"ليأتِ الأمريكان ويحكمونا" .. قالها شاب ملتحٍ في احدى المؤسسات الحكومية، غير عابئ بأحد. طبعا لم يرد عليه احد بمن فيهم أنا.
الذين لم يردوا عليه لهم اسبابهم العديدة، اما انا فلم أرد عليه لأنني أولاً لست بعثياً حيث ان هذه البلاد اصبحت للبعثيين الشرفاء وغير الشرفاء فقط، ولا رأي آخر، والسبب الثاني حالة اليأس والفساد الكبير في كل دوائر الدولة ومرافقها، ولا اظن ان أمريكا وحدها قادرة على اعادة بناء الاخلاق، بل تحتاج إلى جيوش جرارة من الملائكة.
صدر منذ أيام قانون جديد، يمنع المخالفات السكنية بشكل جذري، وهو قائم (أي هذا القانون) منذ سنين عديدة، ولكن لا احد يطبقه لغاية في نفس يعقوب. الجديد في هذا القانون الذي يقمع المخالفات هو صدوره عن السيد رئيس الجمهورية شخصياً.
بعد صدوره بأيام بدأت ورشة المخالفات بقوة غير مسبوقة، وحجتها انهم ينتظرون التفسير، نعم ينتظرون التفسير وعليهم الاسراع ببناء المساكن المخالفة قبل ظهور التفسير.
ماذا يعني مخالفات سكنية؟ يعني ان تقوم بالبناء في المناطق الزراعية، يعني ان تقوم بخنق البشر، يعني ان يكون هناك بناء مرخص له بثلاثة طوابق وتقيم عليه طابقين اضافيين، يعني سقوط البناء وقتل الجميع.
كيف توزع النسب؟!
شرطي البلدية = 500 ل س
المساعد = 2000 ل س
مدير الناحية = 10000 ل س
مهندس المكتب الفني = 50000 ل س
جماعة السياسية = 25000 ل س
المكتب التنفيذي في المحافظة = 25000 ل س
رئيس البلدية = 50000 ل س
وتتراوح الاسعار حسب المساحة وخطورة المخالفة.
كيف تتم العملية؟
تبدأ من المكتب الفني الذي يطلب منك المبلغ المحدد، طبعاً هو لا يأخذه منك يطلب منك إعطاءه لشخص آخر، تبدأ في البناء، بعد يومين يقومون بزيارتك وتهديم جزء بسيط من جانب البناء، والخطة هي انهم قاموا بناء على شكوى، قد يكونون هم قدموها، وذلك حتى يقطعوا الطريق على أي شخص يريد ان يشتكي، وحتى لو اشتكى، فهم قاموا بواجبهم وأتلفوا المخالفة، وهكذا دواليك تستمر العملية.
إذا كان هؤلاء الاشخاص، من مهندسين إلى ضباط شرطة إلى "سياسية" إلى أعضاء مكتب تنفيذي، إلى رئيس البلدية لم يهتموا لقرار من رئيس الجمهورية ومضوا في غيهم وفسادهم، فمن يمكن ان يردعهم؟
أعرفتم الآن لماذا لم أُجب على الشاب الملتحي؟!
__________
* كاتب سوري - دمشق
--------------------------------------------------------------------------------