إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

القرآن الكريم في كلام المرجع الاعلى الشيخ الخراساني دام ظله

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • القرآن الكريم في كلام المرجع الاعلى الشيخ الخراساني دام ظله

    عجز البشر عن الاتيان بمثل القرآن .
    ----
    قال الشيخ الوحيد الخراساني دام ظله : لقد ظهر النبي صل الله عليه و آله في عصر و منطقة ، كانت توجد فيها أمم متعددة ، وعقائد متشتتة .

    فبعضهم كانوا ماديّين ملحدين ، ينكرون المبدأ والمعاد .
    والذين كانوا يعتقدون بما وراء الطبيعة ، بعضهم كانوا يعبدون الأصنام وبعضهم يعبدون الأجرام السماوية .
    والذين اعتزلوا عبادة الأصنام والأجرام السماوية ، كانوا ينتحلون المجوسية والثنوية ، واليهودية القائلة بأن عزيراً ابن الله ، والنصرانية القائلة بأن الله ثالث ثلاثة .

    ومن جهة أخرى ، كان أكاسرة إيران وقياصرة الروم مشغولين في استعمار الأمم الضعيفة واستثمارها ، أو بالحروب والقتال .

    وفي مثل هذه الظروف التي كانت -فيه- العقول محجوبة بالأوهام ، والقلوب قاسية بالأهواء ، ولا يحكم في البلاد إلا من يفسد في الأرض أو يسفك الدماء ، بُعِث النبي صل الله عليه وآله ورفع علم الإيمان بالغيب و التوحيد ، ودعا العالم إلى عبودية الله تعالى ، وإلى كسر قيود الكفر والظلم ، ودعا ملوك الأرض الطفاة المتجبرين من كسرى إيران و إمبراطور الروم ، إلى ملوك الغساسنة في الشام ، وملوك حِمْيَر في اليمن ، وغيرهم من الأمراء والسلاطين الكبار والصغار ، إلى قبول الإسلام وإطاعة أوامر الله تعالى ، والخضوع للحق والعدل .

    لقد رفض ثنوية المجوس ، وتثليث النصارى ، وافتراءات اليهود على الله والأنبياء ، وعادات الجاهلية الوثنية الموروثة عن الآباء والأجداد ، الراسخة في أعماق وجود الناس في جزيرة العرب !
    لقد وقف صل الله عليه وآله وحيداً امام كل دول العالم ، وأُممه ، وأمرائهم ، وعلمائهم ، وخطّأ عقائهم ، وتحدّاهم بالمعجزات التي جعلها الله دليلاً على نبوته .

    وكان أبرزها معجزة القرآن الذي تحدى به قدرات الملوك والسلاطين ، وعبّاد الأصنام ، وأحبار اليهود ، وقساوسة النصارى ! وَإِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِّمَّا نَزَّلْنَا عَلَىٰ عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِّن مِّثْلِهِ وَادْعُوا شُهَدَاءَكُم مِّن دُونِ اللَّهِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ .
    ومن البديهي أن عامة الناس (بتعصهم لعقائدهم) ورجال الدين والمذاهب (بتصلبهم وتشددهم لحفظ أتباعهم ) و الملوك والحكّام (بخوفهم من يقظة شعوبهم ) لو استطاعوا مواجهة القرآن لما تأخروا عن ذلك لحظة .
    أفتظن أنه لو كانت لهم القدرة على المعارضة في هذه المسابقة التي يفوق السابق بها في الدين والدنيا ، ما فعلوا ذلك ؟!

    نعم ، إنهم جميعاً بذلوا كل جهدهم لمواجهة تحدّي النبي صل الله عليه وآله لهم بالقرآن ، وفيهم علماء وشعراء و خطباء ، كانوا أعلاماً في الفصاحة والبلاغة ، يتسابقون كلَّ سنةٍ في سوق عكاظ الشهير و غيره ، ويعلّقون القصائد الفائدة بإعجابٍ على الكعبة ، وكان أشهرها المعلّقات السبعة .
    لقد حرصوا على الإنتصار لدينهم ودنياهم المهدَّدين بالقرآن ، ولكنهم رجعوا خائبين خاسئين ، ولم يجدوا جواباً إلا أن قالوا إِنْ هَٰذَا إِلَّا سِحْرٌ مُّبِينٌ .

    وقد جاء في التاريخ أن أبا جهل قصد الوليد بن المغيرة الذي كان مرجِع فصحاء العرب ، وطرح معه مشكلة تحدّي محمّد لهم بالقرآن ، فقال له : فما أقول فيه ! فوالله ما منكم رجل أعلمُ بالأشعار منّي ، ولا أعلمُ برجزه منّي ولا بقصيده ، ولا بأشعار الجن ، والله ما يشبه الذي يقول شيئاً من هذا ! ووالله إن لقولهِ لحلاوةٌ ، وإنه لَيُحَطِّمُ ما تحته ، وإنه ليعلو ولا يُعلى !
    فقال أبو جهل : لا والله لا يرضى قومك حتى تقول فيه !
    فقال : دعني حتى أفكِّر فيه ...
    فلمّا فكّر قال : هذا سحرٌ يأثره عن غيره .

    إن نفس اتهاهم للقرآن بالسحر دليلٌ على تسليمهم بإعجازه ! لأن السحر يرجع بالنتيجة إلى أسباب عادية غير خارجة عن الطاقة البشرية ، وقد كان ذلك أمراً مقدوراً لهم ، وكان السحرةُ والكهنة منتشرين في جزيرة العرب والبلاد المجاورة لها ، ومع ذلك فقد سجَّل التاريخ أنهم لم يستطيعوا أن يجدوا جواباً على تحدّي القرآن ! وبسبب ذلك لجأوا إلى محاولات تطميع النبي صل الله عليه وآله بالمال والمقال ! وعندما رفض ذلك ، ضاعفوا محاولاتهم لقتله !



    المصدر : ج1 من تعليقة منهاج الصالجين ، مقدمة سماحته في اصول الدين ص71-74 .

  • #2
    معجزة التربية العملية بالقرآن ، علاج الأمراض التي تعرضت لها الإنسانية .
    ===
    قال سماحة الشيخ الخراساني دام ظله : إذا ادّعى أحد التفوق في الطب على جميع الأطبّار في العالم ، فإنه يوجد طريقان لإثبات دعواه :
    الأول : أن يأتي بكتاب في الطب فيه علل الأمراض والأدوية و التداوي ...بحيث لا يوجد نظيره في الكتب الطبيّة .
    الثاني : أن يستطيع معالجة مريض قد استولى المرض على جميع أعضائه وقواه حتى أشرف على الموت ، وقد عجز الأطباء عن معالجته ، فعوفي على يده وعادت إليه السلامة الكاملة .

    والأنبياء هم أطبّاء عقول البشر وأرواحهم ، والمعالجون للأمراض التي تطرأ للإنسان بما هو إنسان ، ونبيّنا محمد صل الله عليه و آله صفوة هؤلاء الأطباء وأرقاهم ، والدليل العلمي على ذلك هو القرآن الكريم ، هذا الكتاب الذي لا نظير له في بيان علل الأمراض الفكرية والأخلاقية والعملية للفرد والمجتمع وبيان علاجها ...
    إلى أن يقول : ومن ناحية عملية : نزل القرآن في مجتمع مُصابٍ بأسوأ الأمراض الإنسانية ، وقد وصل فيه الانحطاط الفكري إلى حد تتخذ كل قبيلة صنماً لها ، فتجعله إلهها الخاص ! بل كانت العائلة تتخذ صنماً لها ، وربما تصنعه من التمر فتعبده وتيجد له صباحاً ، ثم عندما تجوع تأكل إلهها !

    فجاء القرآن وعالج آفات أفكارهم ، بحيث حمدوا خالق الكون بأنه اللَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ ۚ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ ۚ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ ۗ مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِندَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ ۚ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ ۖ وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ ۚ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ ۖ وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا ۚ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ ، فخرّوا له سجّدا وقالوا (سبحان ربّي الأعلى وبحمده) .

    وفي مجال العاطفة الإنسانية ، نلاحظ أن المجتمع الذي بُعِث فيه النبي صل الله عليه وآله كان يتَّصف بقسوةٍ شديدةٍٍ جعلتهم يئدون بناتهم ويدفنونهن وهن أحياء ! (1)
    فأحيا فيهم العواطف الإنسانية ـ بحيث تحوّلوا إلى أرحم أُمَّةٍ فاتحة ، فعندما فتحوا مصر رأوا حمامةً بَنَتْ عُشَّها على خيمة من خيام معسكرهم ، ولما أرادوا أن يرحلوا تركوا لها الخيمة حتى لا يخرب عشّها ، (ويقال لها الفسطاط أيضاً ) ثم سمّوا المدينة التي بنوها هناك باسم الخيمة ( فسطاط مصر ) (2)

    وأزال تطاول الأغنياء على الفقراء إلى درجة أنه اتّفق أن رجلاً غنيّاً نظيف الثياب كان في مجلس رسول الله صل الله عليه وآله ، فجاء فقير فجلس إلى جنبه ، فجمع الغني ثيابه من جانبه ، فقال له النبي صل الله عليه وآله : أخفتَ أن يمسّك من فقره شيء ؟ فال لا .
    فقال صل الله عليه و آله : فخفت أن يصيبه من غناك شيء ؟ قال لا .
    فقال صل الله عليه وآله : فخفت أن يوسِّخ ثيابك؟ قال لا .
    فقال صل الله عليه و آله : فما حملك على ما صنعت ؟
    فقال الرجل : يا رسول الله إن لي قريناً يزيّن لي كل قبيح ، ويقبّح لي كل حسن ، وقد جعلت له نصف مالي .
    فقال رسول الله صل الله عليه وآله للمعسر : أتقبل ؟ قال لا .
    فقال له الرجل : ولِمَ؟ قال : أخاف أن يدخلي ما دخلك ! (3)
    فأيَّة تربية هذه التي غرست روح العطاء في نفس الغني ، وغيَّرت تكبُّره إلى التواضع ! وغرست النظرة البعيدة والهمّة البعيدة في نفس الفقير ، وغيّرت ذلّته إلى العزّة !



    المصدر : ج1 من تعليقة منهاج الصالجين ، مقدمة سماحته في اصول الدين ص99-101 .

    ---
    1-راجع الكافي كتاب الكفر والإيمان ، باب البر بالوالدين .
    2-معجم البلدان ج4 ص263 .
    3-راجع الكافي كتاب الكفر و الإيمان ، باب فضل فقراء المسلمين .

    تعليق


    • #3
      معجزة التربية العملية بالقرآن ، علاج تسلُّط الأقوياء الظالمين والعنصرية .
      ---
      قال سماحة الشيخ الوحيد الخراساني دام ظله : استطاعت تربية القرآن أن تزيل تسلُّط القوي على الضعيف ، كما نرى في قصة مالك الأشتر التالية .
      فقد ورثت الدولة الإسلامية سلطان إمبراطورية الروم والفرس ، وكان مالك الأشتر القائد العام لقوّات أمير المؤمنين علي عليه السلام ، وذات يوم كان مالك مجتازاً سوق الكوفة وعليه قميص خام وعمامةٌ منه ، فرآه بعض السوقة فسخر من زيّه ، فرماه ببندقة تهاوناً به ، فمضى ولم يلتفت !
      فقيل له -أي للمتسوِّق- : ويلك أتدري مَن رميت ؟! فقال لا .
      فقيل له / هذا مالك صاحب أمير المؤمنين عليه السلام ! فارتعد الرجل ، ومضى إليه ليعتذر منه ، فرآه وقد دخل مسجداً وهو قائم يصلي ، فلمّا انفتل أكبَّ الرجل على قدميه يقبِّلهما ، فقال له -أي مالك- ما هذا الأمر ؟!
      فقال : أعتذر إليك مما صنعتُ ،فقال -أي مالك- : لا بأس عليك ، فوالله ما دخلت المسجد إلا لأستغفرنَّ لك !

      لقد كان أثر التربية القرآنية على مالك أنَّ غرور المنصب الكبير لم يسلبه خضوع العبد المؤمن للحي القيّوم عز وجل ، وأن يجازي ذلك الذي أهانه -وهو مضطرب لا يدري ماذا سيلاقي من العقوبة- بأفضل الخيرات ، بأن شفع له إلى الله تعالى ، وطلب أن يغفر له !
      هذه هي التربية التي أزالت القوارق القومية الراسخة في النفوس ، ومنها التعصب القومي بين العرب و الفرس وغيرهم ، فعندما اعترض بعضهم على جلوس سلمان الفارسي في مجلس النبي إلى جانب شخصيات قبائل العرب ، وطلبوا من النبي أن يجعل لهم مجلساً خاصّاً ، أجابهم صل الله عليه و آله بقوله تعالى : وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ ۖ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۖ وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا ، فصار سلمان أميراً على المدائن ، وكان عطاؤه خمسة آلاف ، وإذا خرج عطاؤه تصدَّق به ، وكان يأكل من عمل يده ، وكانت له عباءة يفرش بعضها ويلبس بعضها .

      كما استطاعت أن تزيل فوارق العرق و اللون ، فصار بلال الغلام الأسود المؤذِّن الخاص للنبي صل الله عليه وآله وصاحبه المقرَّب ،
      وعندما اعترض بعض زعماء قريش قائلاً : أما وجد محمّد غير هذا الغراب الأسود مؤذّناً ؟! كان جواب النبي لهم بقوله تعالى يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ .




      المصدر : ج1 من تعليقة منهاج الصالجين ، مقدمة سماحته في اصول الدين ص101-102 .

      تعليق

      المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
      حفظ-تلقائي
      x

      رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

      صورة التسجيل تحديث الصورة

      اقرأ في منتديات يا حسين

      تقليص

      لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

      يعمل...
      X