إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

كلام الشيخ جعفر السبحاني في الإباضية

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • كلام الشيخ جعفر السبحاني في الإباضية

    يقول السبحاني : يقول بعض فقهائهم في مسألة « الولاية والبراءة ».
    فإن قالوا : فما تقولون في علي بن أبي طالب ؟ قلنا له : إنّ علي بن أبي طالب مع المسلمين في منزلة البراءة.
    فإن قال : من أين وجبت عليه البراءة وقد كان إماماً للمسلمين وهو ابن عمّ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم وختنه ، مع فضائله المشهورة وقتاله بين يدي النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم المشركين ؟
    قلنا له : أوجبنا عليه البراءة من وجوه شتّى ، أحدها أنّه ترك الحرب التي أمر الله بها للفئة الباغية قبل أن تفئ إلى الله ، وأحدها تحكيم الحكمين في دماء المسلمين وفيما لم يأذن الله به المضلّين الذين كان النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم يحذّرهما ويخوّفهما أصحابه.
    وأحدهما بقتله أهل النهروان وهم الأفضلون من أصحاب النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم وهم الأربعة آلاف رجل من خيار الصحابة رحمهم الله. والأخبار بذلك تطول ويضيق بها الكتاب ويتّسع بها الجواب ولم نعدّ كتابنا هذا لشرح جميع أخبارهم ، وإنّما أردنا أن نلوّح لكم ونذكر بعض الذي كان من أحداثهم ، لتكونوا من ذلك على علم ومعرفة لتعلموا ضلال من ضلّ وخالف وشغب عليكم وبالله التوفيق.

    فإن قالوا : فما تقولون في طلحة بن عبيد الله والزبير بن العوام ؟ قلنا له : إنّهما عند المسلمين بمنزلة البراءة.
    فإن قال : من أين وجبت عليهما البراءة ؟ قلنا له : بخروجهما على علي بن أبي طالب والمسلمين وطلبهما بدم عثمان بن عفان بإرادتهما إزالة علي بن أبي طالب عن إمامته ، وقالا : حتّى يكون الأمر شورى بين المسلمين يختارون لأنفسهم إماماً غيره ، بعد رضائهما به وبيعتهما له وأعطيا صفقة أيديهما على طاعة الله وطاعة رسوله وعلى قتال من خرج يطلب بدم عثمان بن عفان.
    فإن قال : فما تقولون في الحسن والحسين ابني علي ؟ قلنا له : هما في منزلة البراءة ، فإن قال : من أين أوجبتم عليهما البراءة وهما ابنا فاطمة ابنة رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله وسلّم ـ ؟! قلنا له : أوجبنا عليهما البراءة بتسليمهما الإمامة لمعاوية بن أبي سفيان وليس قرابتهما من رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم تغني عنهما من الله ، لأنّ النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم قال في بعض ما أوصى به قرابته : يا فاطمة بنت رسول الله ، ويا بني هاشم ، اعملوا لما بعد الموت ، فإنّي ليس أغني عنكم شيئاً ، أو نحو ذلك من الخطاب. فلو كانت القرابة من رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم تغني عن العمل لم يقل ذلك لهم النبي. فهذا نقض لقول من يقول : إنّ القرابة من رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم مغفور لها. وقد وجدنا الله يهدّد نبيّه بقوله : ( وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الْأَقَاوِيلِ * لَأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ * ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ * فَمَا مِنكُم مِّنْ أَحَدٍ عَنْهُ حَاجِزِينَ ) . فقد بطل ما خاصمت به أيّها الخصم واحتججت به من قبل القرابة للنبي صلّى الله عليه وآله وسلّم .

    إنّ الخوارج في مصطلح القوم مفهوم سياسي وفي الوقت نفسه مفهوم ديني ، فيراد من الأوّل خروجهم عن طاعة الإمام المفترض طاعته ، ويحكم عليهم بما يحكم على البغاة ، ويراد من الثاني خروجهم من الدين والملّة ، وصيرورتهم كفّاراً.
    وعلى كلا المفهومين، فالمحكّمة الاُولى خوارج ، حيث خرجوا عن طاعة الإمام وبقوا عليه في أثناء المعركة ، وخارجون عن الدين حيث أبغضوا من بغضه نفاق وكفر وحبّه دين وإيمان.

    وقال عمر أبو النظر :
    وتعاليم الخوارج منذ ظهورهم مزيج من السياسة والدين ، فشعارهم « الحكم لله » شيء يمتزج بالدين والسياسة معاً ، فلا يصحّ والحالة هذه أن يقال : إنّ دعوتَهم هذه كانت دينيّة محضة أو سياسيّة محضة ، وظلت دعوتهم بسيطة حتّى خلافة عبد الملك بن مروان حيث خرجوا فيها كثيراً عن التعاليم الجديدة ، وذهبوا يتأوّلون الأحكام الدينيّة تأويلاً فيه كثير من الإغراق والتعقيد ، فقالوا : إنّ العمل بأوامر الدين من الإيمان ، فمن اعتقد التوحيد والرسالة وارتكب الكبائر فهو كافر .

    هذا ما يرجع إلى المحكّمة الاُولى ومن جاء بعدهم من الأوائل المنتمين إلى الاباضيّة.
    وأمّا اباضيّة اليوم المنتشرة في عمان والمغرب العربي أعني ليبيا والجزائر وتونس وكذلك مصر ، فلم يظهر لنا من كتبهم المنتشرة اليوم إلّا تخطئة التحكيم وتصويب المحكّمة الاُولى من دون نصب عداء للوصيّ أو بذاءة في اللسان بالنسبة إليه ـ إلّا ما نقلناه أخيراً ـ فلا يمكن الحكم في حقّهم إلّا بالمقدار الذي ظهر لنا ولكن لا يمكن الوثوق به لأنّ للقوم في الدين مسالك أربعة ، منها مسلك الكتمان كما سيوافيك توضيحه عند البحث عن التقّية ، فإنّ القوم من أصحابها ومجوّزيها والعاملين بها طيلة قرون ، وفي ظلّها عاشوا ومهّدت لهم الطريق ، وقامت لهم دول في عمان ، وفي أقصى المغرب العربي.



    http://research.rafed.net/%D8%A7%D9%...8A%D9%91%D8%A9
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
x

رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

صورة التسجيل تحديث الصورة

اقرأ في منتديات يا حسين

تقليص

لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

يعمل...
X