شبهة تسمية الإمام علي عليه السلام أبناءه باسم حكام الجور ، بثمان اجوبة
===
قال الشيخ محمد بن سليمان التنكابُني قدس سره : إنّ تسمية الأئمّة المعصومين عليهم السلام بعض أَخْلافِهِم بأسامي المتخلّفين وسائر أعداء الدين ، ممّا صار (مورداً) لشبهة العوام الذين لم يذوقوا كأس اليقين...وتحقيق المقام فيها يتمّ برسم أمور:
1-الأمر الأوّل:
إعلم، أنّ الأسماء لا تدلّ على سمات المسمّيات، بل الأسماء ألفاظٌ جعليّة يضعها واضعها:
أ - إمّا مع وجود المناسبة بينها وبين المعنى اللّغوي .
ب - أو مع عدم وجودها .
ج - أو مع عدم المناسبة .
فلا دلالة فيها على كون مسمّاها خيراً أو شراً، فلا حاجة إلى تكلّف التوجيه في السؤال عن وجه تسمية الإمام ولده باسم الظالمين .
2-الأمر الثاني:
إعلم، أنّ الأخبار عن الأئمّة الأطهار وردت دالّة على أنّ الأسماء تنزل من السماء، فتسمية الإمام ولده بإسم الطّغام اللّئام إنّما كان بإلهامٍ من الملك العلاّم بسبب مصالح يقتضيها المقام، وقد حفيت تلك المصالح عن الأنام كما لا يخفى على الأعلام.
3-الأمر الثالث:
قد سمعت عن بعض الحذقة المهرة أنّه كان بين أميرالمؤمنين وبين عثمان بن مظعون الزّاهد - الّذي قبّل رسول الله بين عينيه بعد مماته وقبل دفنه - صداقةٌ وموادةٌ، فسمّى أميرالمؤمنين ولده بإسمه حبّاً له.
4-الأمر الرابع:
يحتمل أنْ يقال في جواب هذا السؤال: إنّ أولاد الأئمّة عليهم السلام كانت أسماؤهم أوّلاً غير تلك الأسماء، ثمّ حصلت تلك الأسماء، وجعلت بحسب الظاهر، فاشتهرت تلك الأسماء لمصالحٍ نعلم بعضها، ولا ندري بعضاً آخر منها.
ويؤيّد ذلك ما ورد من الأخبار عن الأئمّة الأخيار من أنّه لا يتولد لنا مولدٌ إلاّ سمّيناه بمحمّدٍ أو عليٍّ إلى سبعة أيامٍ، ثمّ إنْ شئنا غيّرناه وإنْ شئنا أبقيناه.
5-الأمر الخامس:
إعلم، أنّ الله تعالى تعامل مع المنافقين معاملة المسلمين في الدنيا إلى يوم الدين، ثمّ يتعامل معهم في القيامة معاملة الكافرين كما قال تعالى: (وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللّهُ وَاللّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ) فلذا، جاز تزويجهم والتزوّج بهم، وحكم بطهارتهم، وأجريت أحكام الإسلام عليهم، ولكنّهم في القيامة من الكفّار المغضوبين، والمعذبين الملعونين، كما إنّهم (إِذَا لَقُواْ الَّذِينَ آمَنُواْ قَالُواْ آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْاْ إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُواْ إِنَّا مَعَكْمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِؤُونَ) فمكروا مع المؤمنين، ومكر الله أيضاً بهم، (وَاللّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ).
فإذا كان أحكامهم أحكام المسلمين؛ فجاز للمؤمنين تسمية أولادهم بأسماء المنافقين، فإنّه كان يجوز للمؤمنين نكاحهم، والتسمية جائزة بطريق أولى.
6-الأمر السادس:
إعلم، أنّ سوء أحوال المتخلّفين في حياتهم لم يكن بهذا الشيوع لسطوتهم وسلطنتهم، ولم يكن فظاعة أساميهم بهذه المرتبة التي نجدها الآن، بل كانت أسماؤهم من الأسماء المأنوسة عند العرب. فلم يكن في التسمية ضيرٌ أصلاً حينها.
ثمّ بعدما ماتوا، وارتفعت التقيّة؛ بلغت فظاعة أسماءهم وشناعة أقوالهم إلى الغاية والنهاية.
وأمّا تسمية الأئمّة الأخر أولادهم بهذه الأسماء فلعلّها بواسطة محبّة أولاد أميرالمؤمنين المتسمّين بأسماء المتخلّفين.
فالتسمية إنّما كانت بأسماء المتقدّمين من أولاد أميرالمؤمنين لا أسماء المنافقين.
وهذا الوجه وجه أظهر من أكثر الوجوه المذكورة في هذه الرسالة.
7-الأمر السابع:
إعلم، أنّه يحتمل أنْ يقال: إنّ الأئمّة سمّوا الذرّية بأسامي المتخلّفة من باب التقيّة؛ بأنْ كان حين التولّد علم الخليفة بهذه القضيّة وسمّى الولد المذكور بإسمه ولم يقدر الإمام على تغييره بل اتّبع الخليفة تقيّة منه.
8-الأمر الثامن:
إعلم، إنّه يحتمل أنْ يقال: إنّ الإمام سمّى ولده بإسم سلطان عصره انظهاراً للتحبيب بالنسبة إليهم، أي سمّاه به ليطّلع الخليفة بذلك ويعلم أنّة مطيعٌ له ويحبّه، وذلك يكون سلامة له ولأحبّته ودفاعاً لمضرّته وعداوته.
===
قال الشيخ محمد بن سليمان التنكابُني قدس سره : إنّ تسمية الأئمّة المعصومين عليهم السلام بعض أَخْلافِهِم بأسامي المتخلّفين وسائر أعداء الدين ، ممّا صار (مورداً) لشبهة العوام الذين لم يذوقوا كأس اليقين...وتحقيق المقام فيها يتمّ برسم أمور:
1-الأمر الأوّل:
إعلم، أنّ الأسماء لا تدلّ على سمات المسمّيات، بل الأسماء ألفاظٌ جعليّة يضعها واضعها:
أ - إمّا مع وجود المناسبة بينها وبين المعنى اللّغوي .
ب - أو مع عدم وجودها .
ج - أو مع عدم المناسبة .
فلا دلالة فيها على كون مسمّاها خيراً أو شراً، فلا حاجة إلى تكلّف التوجيه في السؤال عن وجه تسمية الإمام ولده باسم الظالمين .
2-الأمر الثاني:
إعلم، أنّ الأخبار عن الأئمّة الأطهار وردت دالّة على أنّ الأسماء تنزل من السماء، فتسمية الإمام ولده بإسم الطّغام اللّئام إنّما كان بإلهامٍ من الملك العلاّم بسبب مصالح يقتضيها المقام، وقد حفيت تلك المصالح عن الأنام كما لا يخفى على الأعلام.
3-الأمر الثالث:
قد سمعت عن بعض الحذقة المهرة أنّه كان بين أميرالمؤمنين وبين عثمان بن مظعون الزّاهد - الّذي قبّل رسول الله بين عينيه بعد مماته وقبل دفنه - صداقةٌ وموادةٌ، فسمّى أميرالمؤمنين ولده بإسمه حبّاً له.
4-الأمر الرابع:
يحتمل أنْ يقال في جواب هذا السؤال: إنّ أولاد الأئمّة عليهم السلام كانت أسماؤهم أوّلاً غير تلك الأسماء، ثمّ حصلت تلك الأسماء، وجعلت بحسب الظاهر، فاشتهرت تلك الأسماء لمصالحٍ نعلم بعضها، ولا ندري بعضاً آخر منها.
ويؤيّد ذلك ما ورد من الأخبار عن الأئمّة الأخيار من أنّه لا يتولد لنا مولدٌ إلاّ سمّيناه بمحمّدٍ أو عليٍّ إلى سبعة أيامٍ، ثمّ إنْ شئنا غيّرناه وإنْ شئنا أبقيناه.
5-الأمر الخامس:
إعلم، أنّ الله تعالى تعامل مع المنافقين معاملة المسلمين في الدنيا إلى يوم الدين، ثمّ يتعامل معهم في القيامة معاملة الكافرين كما قال تعالى: (وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللّهُ وَاللّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ) فلذا، جاز تزويجهم والتزوّج بهم، وحكم بطهارتهم، وأجريت أحكام الإسلام عليهم، ولكنّهم في القيامة من الكفّار المغضوبين، والمعذبين الملعونين، كما إنّهم (إِذَا لَقُواْ الَّذِينَ آمَنُواْ قَالُواْ آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْاْ إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُواْ إِنَّا مَعَكْمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِؤُونَ) فمكروا مع المؤمنين، ومكر الله أيضاً بهم، (وَاللّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ).
فإذا كان أحكامهم أحكام المسلمين؛ فجاز للمؤمنين تسمية أولادهم بأسماء المنافقين، فإنّه كان يجوز للمؤمنين نكاحهم، والتسمية جائزة بطريق أولى.
6-الأمر السادس:
إعلم، أنّ سوء أحوال المتخلّفين في حياتهم لم يكن بهذا الشيوع لسطوتهم وسلطنتهم، ولم يكن فظاعة أساميهم بهذه المرتبة التي نجدها الآن، بل كانت أسماؤهم من الأسماء المأنوسة عند العرب. فلم يكن في التسمية ضيرٌ أصلاً حينها.
ثمّ بعدما ماتوا، وارتفعت التقيّة؛ بلغت فظاعة أسماءهم وشناعة أقوالهم إلى الغاية والنهاية.
وأمّا تسمية الأئمّة الأخر أولادهم بهذه الأسماء فلعلّها بواسطة محبّة أولاد أميرالمؤمنين المتسمّين بأسماء المتخلّفين.
فالتسمية إنّما كانت بأسماء المتقدّمين من أولاد أميرالمؤمنين لا أسماء المنافقين.
وهذا الوجه وجه أظهر من أكثر الوجوه المذكورة في هذه الرسالة.
7-الأمر السابع:
إعلم، أنّه يحتمل أنْ يقال: إنّ الأئمّة سمّوا الذرّية بأسامي المتخلّفة من باب التقيّة؛ بأنْ كان حين التولّد علم الخليفة بهذه القضيّة وسمّى الولد المذكور بإسمه ولم يقدر الإمام على تغييره بل اتّبع الخليفة تقيّة منه.
8-الأمر الثامن:
إعلم، إنّه يحتمل أنْ يقال: إنّ الإمام سمّى ولده بإسم سلطان عصره انظهاراً للتحبيب بالنسبة إليهم، أي سمّاه به ليطّلع الخليفة بذلك ويعلم أنّة مطيعٌ له ويحبّه، وذلك يكون سلامة له ولأحبّته ودفاعاً لمضرّته وعداوته.
تعليق