إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

سلمت يداك يا سيد علاء

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • سلمت يداك يا سيد علاء

    بسم الله الرحمن الرحيم
    اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم

    سلمت يداك يا سيد علاء
    عباس بــن نخي

    ما إن تجد حزب الدعوة، الفرع أو النسخة “الشيعية” لحركة الإخوان المسلمين، يندفع بالهجوم على شخص بعينه، يتقصَّده بالتهم والافتراءات ويلاحقه بالأكاذيب والإشاعات، يكافح ويكابد ويستميت في معارك لإسقاطه، فاعلم أن في الرجل خيراً… فهذا من أتم موارد “تُعرف الأمور بأضدادها”. وهكذا كل شخصية نزيهة تراها في مجموع المنظومة السياسية العراقية، ولا سيما في السلطة الحاكمة، ستكون نشازاً، وبدعاً في هذا الفضاء الملوَّث والجمع المنحرف الفاسد، وستراهم لا يطيقونه ولا يتحملون وجوده، وسيسعون بكل طاقاتهم، ويجهدون بكل ما آتاهم الشيطان من بأس وقوة، أن يُقصوه وينبذوه، ولكن “إن كيد الشيطان كان ضعيفاً”.

    السيد علاء الموسوي منذ تعيينه رئيساً لديوان الوقف الشيعي في العراق وهو يتعرَّض لهجمة مدروسة وحرب ممنهجة، ينهمر عليه من خلالها سيل متدفِّق من أخس أساليب الطعن وأرذل طرق التشويه، لا لشيء، إلا لكونه خارج منظومة الفساد، وليس من نسيج القماش الذي يواري السرقات ونهب المال العام! إن العهر لا يطيق الشرف والنزاهة، والقذارة لا تجتمع مع النظافة والطهارة، وانحطاط السوقية لا يطيق ترفُّع الالتزام ورفعة النُبل وشموخ الإيمان. إنه رقم يشكل، بمحض وجوده وترفّعه، ناهيك بأفعاله وقبل إقداماته الإصلاحية، فضيحة للقوم تهتكهم، وعُرياً يكشف سوءاتهم، فكيف وقد بدأ العمل وراح يقوِّم الإعوجاج ويضبط الهدر، ويوقف الانتهاب والاختلاس؟!

    وعلى الرغم من أنني لم ألتق الرجل منذ نحو عشرين سنة، لكنني متابع لنشاطه الحوزوي، ودوره الاجتماعي، فهو من القلائل النوادر الذين ترفعوا عن الخوض في الشأن السياسي، وامتثلوا أمر أو رغبة المرجعية بتنزيه العمامة عن هذا اللوث، وترك هذا الميدان لسائر المؤمنين من غير أهل العلم.. فكان منصرفاً لشأنه في الدرس والبحث، مع النهوض بدور كبير على صعيد الخدمة الاجتماعية ومبرة الأيتام التي أسسها ويقوم بتمويلها وإدارتها، فهو من أسرة ميسورة، وطالما كان، من أيام وجوده في قم وحتى انتقاله للنجف، باذلاً لا قابضاً، معطياً لا آخذاً، بلا مَنٍّ يُبطل ما يقدِّم، ولا أذىً يجرح ويمتهن من يتلقَّى، ومما سجلته في حينها، أن عطاءاته سواء للفقراء أو لطلبة العلم، لم تكن لتسويق مشروع وترويج شخصه، ولا تستهدف خلق جماعة وتكوين كتلة، مما كان يمارسه أقرانه في قم (في نطاق الحوزة العربية) أمثال فاضل المالكي وكمال الحيدري الذين فضحهما الله. كان السيد علاء من المشهود لهم بالتقوى والعدالة والعفة والنزاهة، بالإضافة إلى الفضل والجد في التحصيل. وهذه حقيقة يعرفها ويشهد بها كل من عاش في الحوزة واتصل بأجوائها واختلط برجالاتها.

    هكذا لم يجدوا في سيرته من مطعن إلا أنه هندي! والرجل لم يتسوَّر “الأشيقر” ولا تسلَّق غيرها من العشائر، بل معتزٌّ بأصله مفتخر بنسبه، فهو سليل بيت علم وأدب، وخير ونعمة، هاجر بعض أجداده إلى الهند لتبليغ الدين ونشر المذهب، وعلى أياديهم السمحاء وبجهودهم المباركة استبصر جمع كثير من أهل تلك البلاد (بلغوا الملايين، لعل فيهم أجداد بعض من يكيدون به ويحاربونه اليوم!)، ما زال أحفادهم يدينون بالفضل لهذا البيت حتى بعد رجوعه إلى موطنه وعودته إلى أصله في النجف الأشرف. هذه المنقبة والمفخرة صارت في ثقافة حزب الدعوة مطعناً، وغدت في خطاب الحداثة والتنوير الإسلامي عاراً! فصاروا يغمزون ويلمزون بأنه “هندي”، وفي فقهاء الطائفة وأعلامها من يتمنى أن يقايض جده السيد باقر كلَّ فقهه ونتاجه العلمي بقصيدة: “لا تراني اتخذت لا وعلاها بعد بيت الأحزان بيت سرور”، أو يفعل ذلك مع “كوثرية” عمه السيد رضا الهندي قدس الله سرهما. فإذا فرغوا من هذه وعجزوا أن يثيروا الساحة الإيمانية الملتزمة بقيم ومبادئ الدين، النازلة على أحكام الإسلام، والمحتكمة إلى مبادئه، التي تنبذ العنصرية، وتتقزز من أرباب القومية، وتتحسس من مثيريها، فلم يجدوا لحملتهم أثراً، ولم يجنوا منها إلا العار والخيبة.. عادوا ليستخرجوا من ملفاتهم القديمة خطاباً للسيد اجتزؤه وقطَّعوه على طريقة “لا تقربوا الصلاة”، وأرسلوا حملة جديدة بأن السيد علاء يكفِّر المسيحيين!

    حفنة من الصعاليك، وزمرة من الأراذل الأوباش، لا يبالون المس بتعيِّن عنوان التكفيريين في النواصب الذين يقتلون أهلنا، وإرساله علَماً فيهم، ولا يكترثون بتوجيه السهام إلى المذهب وإدارتها لتنهال على الطائفة، وإشغال الرماة في الإعلام عن الهدف الأصلي وهو التكفير الإرهابي، ثم كأنهم لم يقرأوا الآية الثالثة والسبعين من سورة المائدة! ولعمري، لعلنا نشهد يوماً يعترض فيه القوم على “لا إله إلا الله” لأن النفي فيها موغل في البراءة، ممعن في الرفض، فللإنسانية آلهتها التي علينا أن نحترمها ولا نمسها!

    الموتورون من السيد علاء الموسوي كثر.. منذ أن أقطع الاحتلال الأمريكي حزب الدعوة أوقاف الشيعة بطلب وإلحاح وإصرار غريب من المخابرات البريطانية المشاركة في التحالف الدولي الذي أسقط النظام البعثي، تولي حسين بركة الذي (يحمل الجنسية البريطانية) الأوقاف بتزكية وتوصية بريطانية خاصة، فتسلَّط الرجل وتمكَّن من كنوز لها أول وليس لها آخر، هكذا أُطلقت يدٌ لم تعرف الشرف والأمانة، بل يمكنك القول عُرفت بالغدر والخيانة، فأطلق بدوره أيدي حزبه وجماعته لتمتد وتتوغل… سرق وسرقوا ولم يكتفوا، ونهب وانتهبوا ولم يشبعوا، امتلأت جيوبهم وأتخمت أرصدتهم ولم تمتلئ عيونهم. استشرى الفساد بأقبح الأشكال وأخس الصور، ما فجَّر فضائح دوَّت في الآفاق وأزكمت الأنوف، أحرجت أربابه، فسحبوا الغطاء عنه وأرجعوه إلى لندن ليدير منها “دار الإسلام”! هكذا عزلته الدولة العراقية وطردته، ولكن دون محاكمة ولا محاسبة، وإن قيل أن وراء طرده خلاف نشأ في حينها بينه وبين جماعة فضل الله حول الحصص، ونزاع احتدم حول نسبة ونصيب كل فرع من تلك الشجرة الخبيثة من أموال العراق المستباح. لا أن الضغط الإعلامي أثَّر، ولا بسبب رفع المخابرات البريطانية الغطاء عنه! وعلى أية حال فإن ذلك لم يعالج الداء ولم ينقذ الأوقاف، فقد وقف الرئيس التالي للديوان السيد صالح الحيدري عاجزاً أمام جماعة عشعشت ووضعت بيوضها، وقد فقس بعضها وكبر أفراخها، حتى غدت مافيات وعصابات، وشبكة عريضة ومعقدة من المصالح المتقاطعة التي لن تسمح لأحد أن يمسها، ناهيك بأن ينال منها ويزيحها.

    تفاقم الأمر واستفحل، فتدخلت المرجعية وانتزعت الموقع من الأحزاب، ورشحت له السيد علاء الموسوي. ومع إن طبع الهدوء والرصانة يغلب أداء السيد، وأسلوبه المتزن المتعقِّل يقيد حركته ويبطِّئ من خطوات الإصلاح، فلم يشن الرجل حملة طرد واسعة، ولا تبديل جذري في الطاقم المدير، ولا عمد إلى النهج الإنقلابي والتطهير، إلا أن القوم الذين يعرفون جرائمهم وما ينتظرهم في الغد، إن مضى السيد واستمر العمل على هذا النحو الجديد، يهولون لأصغر الخطوات، ليستعظم التالي ويكف عن التقدم!

    نحن نعلم أن المستهدف في الأداء العام للصعاليك ليس السيد علاء الموسوي، بل المرجعية الشيعية، وأن القوم لا يطيقون أن يعود موقع خطير مثل الأوقاف (وإن كان في صميم الأمور الحسبية) لهذا الكيان، الذي كان وما زال نائياً قصيّاً عن الساحة، ثم كان هو الرقم الأول فيها على الإطلاق، الذي أجبر الشرق والغرب على إعادة رسم خارطة الشرق الأوسط، والتخلي عن مشروع داعش، بفتوى واحدة عبأت الجماهير وكونت الحشد الشعبي… فكيف إذا توسع نطاق تدخله، ولم يكتف بعد الآن بمقاطعة الحكومات الفاسدة، وبالمعارضة الصامتة كما فعل مع نوري المالكي، بل عمد إلى تقويمها وردعها، ولجأ إلى تأليب الجماهير على إسقاطها؟!

    هكذا يزول وجه الاستغراب، وينقضي العجب من مصدر السهام التي تتخذ السيد علاء الموسوي مرمىً وغرضاً، وكيف ما زالت تستوي في كبد قوس حزب الدعوة من كنانة لندن، وجعبة “أبي ناجي”! فبعد سليم الحسني ها قد جاء أو عاد حسين الشامي… إنها أوامر وتعليمات “دار الإسلام” تصدر من بريطانيا!

    من يحسن قراءة الأحداث، بعمق يجمع الوعي والبصيرة مع العلم والإيمان، ويجيد رصد الظواهر، ولا سيما الشعائر الحسينية والزيارة الأربعينية، وما يواكبها من تحول روحي وأخلاقي لا نظير له في الأمم على مر التاريخ… يدرك أن العراق أصبح بعين الله، وأنه غدى في العناية الخاصة للمولى عجل الله فرجه… ومن أنجاه واجتاز به مرحلة المفخخات والإرهاب، وعهد الاحتلال الداعشي، سينجيه من الإسلام البريطاني ومن صعاليك حزب الدعوة
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
x

رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

صورة التسجيل تحديث الصورة

اقرأ في منتديات يا حسين

تقليص

لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

يعمل...
X