مراتب صوم اليهود الحلقة الثالثة. اضف لمعلوماتك.
مصطفى الهادي.
من المشكلات الكبيرة التي تعترض الباحث هي حصر أنواع الصوم في اليهودية هي كثرة الاصوام عندهم. ففي التوراة هناك عشرات الاصوام منها : صوم وفاة ابني هارون ، وصوم استير ، وصوم كيبور ، وصوم يوم الجلاء ، وصوم الغفران ، والصوم الفردي لطلب الحاجات ، وصوم قتل الاسير.
صيام كيبور هو صيام يوم الغفران، أحد أهم ايام العبادة اليهودية الذي يجب ان يجري صيامه مترافقا بالصلاة والدعاء كطقوس تعبر عن الندم والتوبة. وهذا يتطابق مع فلسفة الصوم عند معظم الاديان، حيث هي في الغالب تعني معاقبة الجسد للتحلل من المعاصي وتنظيفه من ادران الخطايا.
وفي اليهودية يومان للصوم الاكبر واربعة ايام للصوم الاصغر. يوما الصوم الاكبر هما (يوم كيبور وتيشعا بآف) اللذان يستمران اكثر من 24 ساعة من دون طعام او شراب. (1)
يبدأ يوم الصوم الكبير قبل غروب الشمس حيث ما زال نور الشمس مرئيا، وينتهي في غروب اليوم التالي بعد ان تعم العتمة كل شيء ويمكن مشاهدة 3 نجوم في السماء كعلامة على الافطار. هذا الصيام مطلق، يمتنع فيه اليهودي عن كل شيء، فهو لا يأكل ولا يشرب ولا ينظف اسنانه ولا يمشط شعره ولا ينكح ولايستحم ولا يدخن. اما في ايام الصوم الصغير فيكتفي الصائم بالامتناع عن الطعام والشراب من الفجر حتى الغروب (2)
أما صوم الشهر الخامس من شهر آب. وصيام الشهر السابع من شهر تشرى. وصوم الشهر الثامن من شهر تبيت فهما يتشابهان في الأداء امتناع عن الطعام والشراب لإثنا عشر ساعة.
وهناك الصوم الفردي ويُسَمى صوم الأسر، وهو صوم المصائب والاحزان، أو عند التكفير عن خطيئة حيث يُهلك اليهودي نفسه بالصيام لكي يسمعه الله ويغفر له جرائمه.
وكذلك الصيام الجماعي، وغالبًا ما يفعله اليهود عند حدوث حزن عام يقلقهم، كالصوم عند رداءة المحصول، أو غارات الجراد، أو الهزائم في الحروب. حيث يصوم اليهود صوما جماعيا يطلبون من خلاله من الله ان يدفع عنهم الجراد ويهزم الاعداء وتحسين نوع المحصول. (3)
وهناك صوم الصمت : وهو الانقطاع عن الكلام وهذا الصيام غايته الندم على الخطايا وما اقترفه اللسان من بذيء الكلام و من ذلك: أن يشق الصائم ثيابه وجعل لباس خشن على جسده وصام عن الطعام والكلام (ولما سمع أخآب هذا الكلام، شق ثيابه وجعل مسحا على جسده، وصام واضطجع بالمسح ومشى بسكوت). (4)
وأما الصيام الكبير المفروض على اليهود فهو الصيام الأربعيني، الذي صامه موسى والموجود في التوراة إلى هذا اليوم كما جاء في سفر الخروج : (وكان هناك عند الرب أربعين نهارا وأربعين ليلة، لم يأكل خبزا ولم يشرب ماء). (5)
من كل ذلك نجد أن لليهود ثلاث اصوام مهمة وهي
الصوم القصير : وهو الصيام الذي يصومه اليهود ينقطعون فيه عن الطعام ولكنهم يشربون الماء ويُدخنون ويرتكبون كل المعاصي فيه فهو مجرد صيام للقرب من الله عن طريق حرمان البطن. ويبدأ الصيام القصير من بزوغ فجر يوم الصيام ويستمر حتى ظهور النجوم ليلا.
والصوم الطويل : أن الصائم فيه لا يأكل ولا يشرب طيلة فترة زمنية معينة تحدد على ضوء المذهب الذي ينتمي له، ولكن يتم فيه نوع من الالتزام الاخلاقي. ويبدأ الصيام الطويل من المساء السابق إلى الغروب في اليوم التالي.
والصوم الشديد : وهو الصوم الذي يحرم فيه الأكل والشرب ويحرم كذلك انتعال الصندل ــ النعال ــ ونزع الاحذية ولا يستحم فيه الصائم ولا يُجامع زوجته ولا يُفكر بالشر وينزه النفس عن المعاصي.ولا يوجد صيام في يوم السبت واذا حل الصيام في السبت يفطرون ويؤجلون الصيام إلى اليوم التالي.(6)
الغالب على هذه الاصوام هو صوم الملك داود الذي كان يصوم بالامتناع عن الاكل وكان يحرص طول فترة صيامه على النوم على الارض أو الرماد وعدم تبديل ملابسه والامتناع عن الغسل والمسح بالزيت.وكان الصوم قديما عند اليهود شاقا حيث لا يدهنون رءوسهم بالزيت ويبكون وينوحون وينثرون الرماد على رءوسهم ويتركون أيديهم غير مغسولة، ويلبسون المسوح ولا يأكلون ولا يشربون طلبا لسمو الروح من اجل إلهامها المعلومات ، او الاطلاع على الغيب.
المصادر:
1- ويبدأ اليهود صيامه قبل غروب الشمس بنحو ربع ساعة إلى ما بعد غروب الشمس في اليوم التالي بنحو ربع ساعة، فيجب أن لايزيد عن خمس وعشرين ساعة متتالية . انظر : موسوعة الكتاب المقدس لمجموعة من الباحثين، ص:33، ط 1993م. دار منهل الحياة – لبنان.
2- أ. ناصر الدين الكاملي: الصوم في القديم والحديث، ص:21، د. ت. مطبعة الكونكورد. وقد ورد في دائرة المعارف اليهودية أن هذا الصيام هو الصيام الوحيد المفروض من الله على اليهود حيث يقول في التوراة : (ويكون لكم فريضة دهرية أنكم في الشهر السابع في عاشر الشهر تذلّلون نفوسكم، وكل عمل لا تعملون الوطني، والغريب النازل في وسطكم) انظرسفر اللاويين 16:29.
3- أ. عبد الرزاق رحيم صلال: العبادات في الأديان السماويّة، ص:102. وكذلك : د. حسن ظاظا: الفكر الديني الإسرائيلي أطواره ومذاهبه، ص:68، ط 1971م، معهد البحوث والدراسات العربية – الإسكندرية.
4- سفر الملوك الأول 21: 27. أ. عبد الرزاق رحيم صلال: العبادات في الأديان السماويّة، ص:110.
5- سفر الخروج 34: 28.
6- الصوم في اليهودية دراسة مقارنة ، د. محمد الهواري ، الطبعة الاولى 1988.
مصطفى الهادي.
من المشكلات الكبيرة التي تعترض الباحث هي حصر أنواع الصوم في اليهودية هي كثرة الاصوام عندهم. ففي التوراة هناك عشرات الاصوام منها : صوم وفاة ابني هارون ، وصوم استير ، وصوم كيبور ، وصوم يوم الجلاء ، وصوم الغفران ، والصوم الفردي لطلب الحاجات ، وصوم قتل الاسير.
صيام كيبور هو صيام يوم الغفران، أحد أهم ايام العبادة اليهودية الذي يجب ان يجري صيامه مترافقا بالصلاة والدعاء كطقوس تعبر عن الندم والتوبة. وهذا يتطابق مع فلسفة الصوم عند معظم الاديان، حيث هي في الغالب تعني معاقبة الجسد للتحلل من المعاصي وتنظيفه من ادران الخطايا.
وفي اليهودية يومان للصوم الاكبر واربعة ايام للصوم الاصغر. يوما الصوم الاكبر هما (يوم كيبور وتيشعا بآف) اللذان يستمران اكثر من 24 ساعة من دون طعام او شراب. (1)
يبدأ يوم الصوم الكبير قبل غروب الشمس حيث ما زال نور الشمس مرئيا، وينتهي في غروب اليوم التالي بعد ان تعم العتمة كل شيء ويمكن مشاهدة 3 نجوم في السماء كعلامة على الافطار. هذا الصيام مطلق، يمتنع فيه اليهودي عن كل شيء، فهو لا يأكل ولا يشرب ولا ينظف اسنانه ولا يمشط شعره ولا ينكح ولايستحم ولا يدخن. اما في ايام الصوم الصغير فيكتفي الصائم بالامتناع عن الطعام والشراب من الفجر حتى الغروب (2)
أما صوم الشهر الخامس من شهر آب. وصيام الشهر السابع من شهر تشرى. وصوم الشهر الثامن من شهر تبيت فهما يتشابهان في الأداء امتناع عن الطعام والشراب لإثنا عشر ساعة.
وهناك الصوم الفردي ويُسَمى صوم الأسر، وهو صوم المصائب والاحزان، أو عند التكفير عن خطيئة حيث يُهلك اليهودي نفسه بالصيام لكي يسمعه الله ويغفر له جرائمه.
وكذلك الصيام الجماعي، وغالبًا ما يفعله اليهود عند حدوث حزن عام يقلقهم، كالصوم عند رداءة المحصول، أو غارات الجراد، أو الهزائم في الحروب. حيث يصوم اليهود صوما جماعيا يطلبون من خلاله من الله ان يدفع عنهم الجراد ويهزم الاعداء وتحسين نوع المحصول. (3)
وهناك صوم الصمت : وهو الانقطاع عن الكلام وهذا الصيام غايته الندم على الخطايا وما اقترفه اللسان من بذيء الكلام و من ذلك: أن يشق الصائم ثيابه وجعل لباس خشن على جسده وصام عن الطعام والكلام (ولما سمع أخآب هذا الكلام، شق ثيابه وجعل مسحا على جسده، وصام واضطجع بالمسح ومشى بسكوت). (4)
وأما الصيام الكبير المفروض على اليهود فهو الصيام الأربعيني، الذي صامه موسى والموجود في التوراة إلى هذا اليوم كما جاء في سفر الخروج : (وكان هناك عند الرب أربعين نهارا وأربعين ليلة، لم يأكل خبزا ولم يشرب ماء). (5)
من كل ذلك نجد أن لليهود ثلاث اصوام مهمة وهي
الصوم القصير : وهو الصيام الذي يصومه اليهود ينقطعون فيه عن الطعام ولكنهم يشربون الماء ويُدخنون ويرتكبون كل المعاصي فيه فهو مجرد صيام للقرب من الله عن طريق حرمان البطن. ويبدأ الصيام القصير من بزوغ فجر يوم الصيام ويستمر حتى ظهور النجوم ليلا.
والصوم الطويل : أن الصائم فيه لا يأكل ولا يشرب طيلة فترة زمنية معينة تحدد على ضوء المذهب الذي ينتمي له، ولكن يتم فيه نوع من الالتزام الاخلاقي. ويبدأ الصيام الطويل من المساء السابق إلى الغروب في اليوم التالي.
والصوم الشديد : وهو الصوم الذي يحرم فيه الأكل والشرب ويحرم كذلك انتعال الصندل ــ النعال ــ ونزع الاحذية ولا يستحم فيه الصائم ولا يُجامع زوجته ولا يُفكر بالشر وينزه النفس عن المعاصي.ولا يوجد صيام في يوم السبت واذا حل الصيام في السبت يفطرون ويؤجلون الصيام إلى اليوم التالي.(6)
الغالب على هذه الاصوام هو صوم الملك داود الذي كان يصوم بالامتناع عن الاكل وكان يحرص طول فترة صيامه على النوم على الارض أو الرماد وعدم تبديل ملابسه والامتناع عن الغسل والمسح بالزيت.وكان الصوم قديما عند اليهود شاقا حيث لا يدهنون رءوسهم بالزيت ويبكون وينوحون وينثرون الرماد على رءوسهم ويتركون أيديهم غير مغسولة، ويلبسون المسوح ولا يأكلون ولا يشربون طلبا لسمو الروح من اجل إلهامها المعلومات ، او الاطلاع على الغيب.
المصادر:
1- ويبدأ اليهود صيامه قبل غروب الشمس بنحو ربع ساعة إلى ما بعد غروب الشمس في اليوم التالي بنحو ربع ساعة، فيجب أن لايزيد عن خمس وعشرين ساعة متتالية . انظر : موسوعة الكتاب المقدس لمجموعة من الباحثين، ص:33، ط 1993م. دار منهل الحياة – لبنان.
2- أ. ناصر الدين الكاملي: الصوم في القديم والحديث، ص:21، د. ت. مطبعة الكونكورد. وقد ورد في دائرة المعارف اليهودية أن هذا الصيام هو الصيام الوحيد المفروض من الله على اليهود حيث يقول في التوراة : (ويكون لكم فريضة دهرية أنكم في الشهر السابع في عاشر الشهر تذلّلون نفوسكم، وكل عمل لا تعملون الوطني، والغريب النازل في وسطكم) انظرسفر اللاويين 16:29.
3- أ. عبد الرزاق رحيم صلال: العبادات في الأديان السماويّة، ص:102. وكذلك : د. حسن ظاظا: الفكر الديني الإسرائيلي أطواره ومذاهبه، ص:68، ط 1971م، معهد البحوث والدراسات العربية – الإسكندرية.
4- سفر الملوك الأول 21: 27. أ. عبد الرزاق رحيم صلال: العبادات في الأديان السماويّة، ص:110.
5- سفر الخروج 34: 28.
6- الصوم في اليهودية دراسة مقارنة ، د. محمد الهواري ، الطبعة الاولى 1988.