إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

السنة النبوية وأدلة الإمامة (4): علي مني وأنا من علي.. الوحيد الخراساني

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • السنة النبوية وأدلة الإمامة (4): علي مني وأنا من علي.. الوحيد الخراساني

    السنة النبوية وأدلة الإمامة (4): علي مني وأنا من علي.. الوحيد الخراساني

    هذا هو الموضوع الرابع من سلسلة أبحاث عقائدية ألقاها سماحة المرجع الديني الشيخ حسين وحيد الخراساني حفظه الله خلال عامي 1434-1435 للهجرة وهي تنشر الآن للمرة الأولى وموضوعها (الإمامة في السنة النبوية الشريفة: علي مني وأنا من علي)

    بسم الله الرحمن الرحيم
    كان بحثنا في مقام أمير المؤمنين عليه السلام، وهذا الحديث هو حجة إلهية بالغة: عليّ مع القرآن، والقرآن مع عليّ.
    وقد تم تحقيق هذه الرواية متناً وسنداً، ووصلت النوبة إلى نسبته سلام الله عليه ممن أنزل عليه القرآن، وهو خاتم النبيين صلى الله عليه وآله.
    فما هي النسبة بينهما ؟

    إن صحة الحديث التالي ليست مورد مناقشة من أحدٍ، ومتنه عنه ص: عليّ مني وأنا من عليّ.
    فماذا يعني ذلك ؟

    كلّ ما في دائرة العالم والوجود مندرج في أحد مفهومين ولا يخرج عنهما: أحدهما مفهوم (ما) والآخر مفهوم (مَنْ).

    الأفضل والأشرف في مفهوم (ما) هو كتاب الله الأعظم، هو القرآن الكريم، ﴿اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ﴾.
    ونسبته عليه السلام للقرآن الذي هو النقطة الأعلى لقوس كلمة (ما) هي نسبة المعيّة: عليّ مع القرآن والقرآن مع عليّ.

    أما في دائرة (مَنْ) فليس هناك أشرف وأعلى وأفضل منه صلى الله عليه وآله، فهو النقطة الأعلى لقوس (مَنْ).
    ونسبته عليه السلام إليه ص هي: عليّ مني وأنا من علي.

    فتكون النتيجة أن نسبته عليه السلام لأشرف (ما) وهو القرآن الكريم هي نسبة المعيّة المطلقة (لن يتفرّقا)، فهي معيّة غير قابلة للتفرق، لا يفترق القرآن عن علي ولا علي عن القرآن أبداً.
    ونسبته ع للخاتم ص أشرف دائرة مفهوم (مَنْ): عليّ مني وأنا من عليّ.

    والبحث ههنا في مقامين تتم بهما حجية الحديث: أحدهما في سنده ومصادره، والثاني في متنه وفقهه.

    مصادر الحديث وسنده
    من مصادر الحديث عند العامة: البيهقي في السنن(ج8 ص5)، النسائي في الخصائص(ص87)، إمام الحنابلة أحمد في المسند(ج4 ص164)، الحاكم النيشابوري في المستدرك(ج3 ص120)، الطحاوي في مشكل الآثار، الخطيب البغدادي في تاريخه(ج4 ص364)، الترمذي في الصحيح(السنن ج5 ص300)، وغيرها من المصادر الروائية والتاريخية عند أهل السنة.

    ونحن ننقله من صحيح البخاري أصحّ الكتب عند أئمة المذاهب الأربعة، وقد نقل هذه الرواية في كتاب الصلح، وفي كتاب مناقب المهاجرين وفضلهم، وفي باب عمرة القضاء، ومتنه فيه: وقال لعليّ: أنت مني وانا منك.(البخاري ج3 ص168، وج4 ص207، وج5 ص85)
    ومتن الحديث في غيره: عليّ مني وأنا من عليّ.
    أما السند، فليس مورد كلام عند أحد ممن له أدنى معرفة بمصادر العامة.

    فقه الحديث
    أما فقه الحديث ودرايته، فينبغي أن يُفهم أولاً أن المقام العلمي كلما كان أرفع وأعلى وأدق كانت الكلمات الصادرة عن صاحبه أدقّ، فالمرء مخبوء تحت لسانه، ﴿خَلَقَ الْإِنسَانَ * عَلَّمَهُ الْبَيَانَ﴾
    إن قول وكلام أيّ أحدٍ برهان على درجته العلمية وحكمته وفقاهته، بهذا يُعرف أهل الفضل ومقامهم.

    وليس هناك أعلى وأجل وأشرف من علم وفهم وعقل خاتم الأنبياء ص، وليس كلامه قابلاً للقياس مع كلام أحد أبداً.
    ولأن كلام كل أحدٍ مبيّنٌ لمرتبة عقله ودركه وفهمه وعلمه، فإن فهم كلمات النبي ص ليس أمراً سهلاً وبسيطاً، وشرح هذا الحديث ليس سهلاً، لكنا نتعرض له بالقدر الميسور.

    في الحديث جملتين: الأولى: عليّ مني. والثانية: وأنا من علي.
    ولأن الجملة الأولى أسهل كانت في البداية، والجملة الثانية كانت مؤخَّرَة لأنها أصعب وأشكل.

    علي مني
    أما الجملة الأولى: لم يقل: عليّ جزء من جسمي أو بدني، بل قال: عليّ مني. عليٌّ قسم من إنّيتي، ماذا يعني (أنا)، أنا لست هذا البدن، هذه اليد يدي، وهذه القدم قدمي، وهذه العين عيني، والأذن أذني، لكني غير كل هذا.
    عليّ ليس جزءً من جسم النبي ص، هو بعض حقيقة الخاتمية، وإنية تلك الحضرة، والخلاصة أنها تعني أن: وجودي منقسم وعلي أحد أقسامه.

    هذه حقيقة الإنيّة، ياء المتكلم الواحد، إذا اتصلت تكون (مني) وإذا انفصلت تكون (أنا).
    وههنا ينبغي أولاً معرفة النبي ص نفسه، حتى نفهم بعد ذلك ماذا يعني: عليّ مني.
    لكن إنيّته، حقيقة أحمد ص، حقيقةٌ يعجز العقل عن إدراكها.. لماذا ؟ وما الدليل ؟

    دليل ذلك: من القضايا الأولية أن أيَّ جزءٍ لا يصل للكل، لماذا ؟ لأن الكلّ واجد الجزء، لكن الجزء فاقد للكل.
    عقل كل عاقلٍ وفي أي مقام ومرتبة كان، حتى أعلم العلماء من الأولين والآخرين هو عقل جزئي، فكل واحد من العقلاء عاقل لكن بالعقل الجزئي، كل واحد من العلماء عالم لكن بالعلم الجزئي.

    نتيجة البرهان: أن العقل الجزئي لا يمكن أن يدرك عقل الكلّ.
    وخاتم النبيين عقل الكلّ.
    أعلم العلماء وأفقه الفقهاء من أهل الجزء، ويستحيل على أهل الجزء إدراك الكل.

    فهذه دراية فقه الحديث: أن تلك الإنية لعقل الكل وكل العقل فوق إدراك وتحمّل كل البشر.
    ونتيجة البحث أنّا مع كمال الدقّة وإعمال الموازين العلمية الدقيقة، نفهم معنى (علي مني) بقدر العقل الجزئي، أما حقيقة (عليّ مني) فليست قابلة لإدراكنا ولا لبياننا.

    والحمد لله رب العالمين

    شعيب العاملي
    التعديل الأخير تم بواسطة شعيب العاملي; الساعة 05-07-2017, 08:59 AM.

  • #2
    متى عرفوا النبي حتى يعرفوا علياً ؟! الوحيد الخراساني

    متى عرفوا النبي حتى يعرفوا علياً ؟! الوحيد الخراساني

    بسم الله الرحمن الرحيم

    كان البحث في الحديث الذي يُبَيِّنُ نسبة أمير المؤمنين عليه السلام من خاتم النبيين صلى الله عليه وآله، وقد صدر هذا الحديث في مواطن متعددة، وخصوصية هذه المواطن مهمة، فتارة بُيِّنَ هذا الأمر بالقول، وتارة بالفعل والتصرف.

    أما في القول فقد صدر تارة بصيغة المخاطب، وتارة بصيغة الغائب.
    وكان النبي ص في غزوة وأرسله عليه السلام فيها، فاتفق أربعة أشخاص على أن يشكوا أميرَ المؤمنين ع، وبعدما جاؤوا إلى محضره ص وأظهروا ما في قلوبهم، ظهر الغضب في وجهه ص، وقال: ما تريدون من عليٍّ ؟ عليّ مني وأنا من عليّ، وهو وليّ كل مؤمن بعدي.
    هذا لسان إحدى الروايات.

    ورغم سعة صدره ص وتحمله العجيب فقد ظهر الغضب في وجهه في هذا المورد، وخصوصيات الكلام مهمة، فقال لهم: ما تريدون من علي ؟ عليّ مني وأنا من عليّ.
    وتظهر ثمرة هذا الكلام في الجملة اللاحقة: وهو وليّ كل مؤمن بعدي.
    هذا قسم من بيانه ص.

    وقد بيّن قسماً آخر بصورة الخطاب: يا عليّ، أنت مني وأنا منك.
    هذه موارد اللفظ والقول.

    أما في العمل: فإن أبا بكر أخذ سورة براءة ليقرأها للمشركين، وقبل أن يصل لمقصده جاء من أبلغه أن رسول الله أمر بأن ترجع، ينبغي أن يبلغ هذه السورة عن النبي ص للمشركين (من كنت منه وكان مني)، وهو علي بن أبي طالب.
    هذا في العمل.

    أما فهم الحديث ودراية كلام الخاتم ص، وهو كنزٌ من العلم والحكمة الإلهية، فبقدر الميسور.

    وينبغي فهم مطلبين:
    أحدهما: مفهوم (أنا) ومصداق هذا المفهوم.
    ثانيهما: إنيّة الخاتم ص.
    بعد ذلك يفهم معنى (عليّ مني) و (أنت مني)

    أولاً: مفهوم الإنيّة: هو ما يعبّر عنه ب (أنا) فإذا كان متصلاً يكون (الياء) وإذا كان المنفصل يكون (أنا)، فهو جوهر نفس الإنسان، ولا ربط له بهذا البدن، كله مضاف وهو المضاف إليه. ودون فهمه خرط القتاد: إذ من عرف نفسه فقد عرف ربه. ومعرفة النفس مفتاح معرفة الله. وإدرك مفهوم (أنا) وحقيقتها فوق التصور.

    بعد أن يطوي أهل الحقائق كل المراحل يصلون إلى مرتبة التجرّد والتخلية، وهي حقيقة (موتوا قبل أن تموتوا) فانظروا قبل أن يأتيكم الموت، فالموت الاختياري هو تجريد النفس، وتخلية الروح من البدن، وهناك أيضاً لا تظهر حقيقة (أنا) لأنه في تلك المرحلة أيضاً تُرى الروح بالأعضاء، كما أنكم ترون في المنام، فأينما ذهبتم ورأيتم لم يكن البدن معكم، لكن كان هناك قدم وعين وبصر.. لم يحصل (أنا) الكامل.. بعد التجرد عن ذلك القالب تصلون لحقيقة الإنيّة.
    كانت هذه إشارة إلى (أنا) الواردة في الرواية.

    ثم إن الإنية أيضاً مختلفة، والعلوم والمعارف في هذه الحقائق واقعاً، فكما أن الصور مختلفة، ولا نرى صورتين متساويتين أبداً، فإن الأشكال مختلفة إلى هذا الحدّ، حتى بين الاخوة، فمع كمال الشبه، وحتى بين الآباء والأولاء، فإن أشكالهم مختلفة، وهذا الاختلاف نفسه واقع بين الأرواح والنفوس.

    الأشكال مختلفة والسيرة متفاوتة، وبين النفوس اختلافان (وهذا مفتاح فقه الحديث، ودراية الرواية ليست شيئاً سهلاً، اعرفوا منازل شيعتنا على قدر درايتهم لأحاديثنا، رُبَّ حامل فقه إلى من هو أفقه منه. البخاري ناقل الرواية، وحمل دراية هذه الروايات مقامٌ غير قابل للقياس مع مقام الرواية) .

    بين النفوس اختلاف عرضي، واختلاف طولي.
    أما الاختلاف الطولي: فإن نفس الشيخ الأنصاري مع ذلك العلم والعمل ليست أبداً بنفس مرتبة تلميذه. هذا الاختلاف الروحي والطولي.
    وإلى أين تصل نسبة هذه الاختلافات الطولية ؟ تترقى من الإنسان العاديّ إلى مقام العلم والحكمة، ثم للعلم والحكمة نفسها مراتب أيضاً، ونفس كلّ عالم في مرتبة ذلك العلم الذي يملكه، ومقام كل حكيم في مرتبة تلك الحكمة التي عنده.

    وبعد أن يترقى في السير الطولي ويتجاوز كل المراحل، فإن أول مرتبة هي المرتبة التي يجد فيها جنبتين: أحدهما يعبر عنها ب(يلي الخلق)، وثانيهما: (يلي الحق)، فيصل لمقام النبوة.

    ما يمتاز به الأنبياء عن كل أفراد البشر هو وجدان الجنبتين: (يلي الحق) و(يلي الخلق).
    ﴿قل إنما أنا بشر مثلكم﴾ لكن ﴿يوحى إليّ﴾

    ولهذه الجنبة أيضاً مراتب، والمرتبة الأعلى هي مرتبة الإرسال، فليس كل نبيّ رسولاً، ولكن كل مرسل نبيّ.

    وبعد أن وصل إلى مقام الرسل، فإن فوق هذا المقام مقام أرفع، ولا يصل كل المرسلون إلى ذلك المقام، وهو مقام المرسلين أولي الكتب، حيث يصلون إلى مقام النبوة ثم الرسالة ثم حمل الكتاب.

    ثم هناك مرتبة أعلى أيضاً، وهي أن يصبح صاحب شريعة.

    والمرتبة الأعلى أيضاً الوصول إلى أولي العزم، أولي العزم من الرسل.
    وكلما ارتفعت المرتبة فإن الدائرة العددية تضيق، وينحصر أولو العزم بخمسة أشخاص.

    وفوق أولي العزم أيضاً مقام واحد، وهو نهاية النهايات، وهو مقام الخاتميّة، ﴿مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ وَلَكِن رَّسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ﴾
    وههنا تختم المراتب.

    جمعت فيه عصارة وجود كل الأنبياء من آدم إلى عيسى مع مزيدٍ يحيّر العقول ويدهشها، بعد كل هذا يصبح الخاتم.

    اقرؤوا القرآن ثم افهموا معنى (علي مني)، (أنت مني): ﴿يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِداً وَمُبَشِّراً وَنَذِيراً * وَدَاعِياً إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجاً مُّنِيراً﴾
    هذه المقامات الخمسة: أولها (شاهداً): وقد حيرت الكلّ.. إلى أن تصل إلى آخر الكلمات.

    شاهد على ماذا ؟ شاهد على رسالة كافة الأنبياء والمرسلين، فهو الشاهد على جميع الأنبياء.. هذا المقام الأول.

    متى عرفوا النبي ص حتى يفهموا معنى (علي مني) ؟
    فما هي تلك الإنيّة ؟ هذا الذي يحيّر العقل.

    يقول الله تعالى: لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ..
    فإن الله تعالى، الذات القدوس الذي لا يتناهى، فوق ما لا يتناهى، بما لا يتناهى، مثل هذه الذات تقسم به صلى الله عليه وآله (لعمرك) فأي روح هذه التي كان (علي منها)؟!

    من جهة أخرى لما عجزوا جاؤوا ووضعوا روايات عن آخرين أنهم من النبي وأن النبي ص منهم !
    وإن شاء الله سنعرض في مرحلة لاحقة للأحاديث الموضوعة، وستذهب جذور المذاهب الأربعة مع الريح إن شاء الله.

    والحمد لله رب العالمين

    شعيب العاملي

    تعليق


    • #3
      بماذا تميّز النبي الخاتم ص عن كل الأنبياء !

      بماذا تميّز النبي الخاتم ص عن كل الأنبياء !

      بسم الله الرحمن الرحيم

      وصل بحثنا في فقه الحديث (علي مني) إلى أنه ثبت ببرهان العقل وبحكم الكتاب والسنة أن (إِنيَّة) الخاتم ص جامعة لجميع مراتب الأنبياء والمرسلين، وأولي الكتب وأولي العزم. هذه عصارة برهان العقل والنقل.

      ولكن المهم هو المرحلة الثانية في معرفة تلك الإنيّة، حيث انحصرت الخاتمية به ص، فما هو الذي كان واجداً له مما لم يكن عند أحد من الأنبياء من آدم لعيسى ع ؟
      وفي هذا القسم نكتفي بمختصر حول ذلك..

      آدم والخاتم
      آدم هو من ورد حوله في القرآن المجيد ﴿وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاء كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلاَئِكَةِ فَقَالَ أَنبِئُونِي بِأَسْمَاء هَؤُلاء إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ * قَالُواْ سُبْحَانَكَ لاَ عِلْمَ لَنَا إِلاَّ مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ﴾ [البقرة : 31-32]
      وفهم هذه الآيات يحتاج لتدبّر عميق.

      يقول أمير المؤمنين ع: مِنْ مَلَائِكَةٍ أَسْكَنْتَهُمْ سَمَاوَاتِكَ وَرَفَعْتَهُمْ عَنْ أَرْضِكَ هُمْ أَعْلَمُ خَلْقِكَ بِكَ وَأَخْوَفُهُمْ لَكَ وَأَقْرَبُهُمْ مِنْك. (نهج البلاغة)
      ومع كل هذه المقامات للملائكة فإنهم جميعاً قالوا أمامه: (سُبْحَانَكَ لاَ عِلْمَ لَنَا إِلاَّ مَا عَلَّمْتَنَا) ولما أنبأهم آدم بأسمائهم سجد الملائكة كلهم مقابل خلق آدم عليه السلام..
      فكم هو التفاوت بينهم وبينه ؟
      المقدار غير قابل للتحديد..

      أما بين آدم وبين الخاتم: فقد خلق الله آدم من طين، بينما (خلقني من نور).
      فخلقة آدم من الطين وخلقة الخاتم من النور، وأي نور ؟!
      وقد خلق نوره ص قبل خلق آدم بالاف السنين.
      وقد خلق الله العالم، وأعظم منه الكرسي، والكرسي حلقة مقابل العرش، وعندما خُلق العرش الأعظم كان متزلزلاً وكان هدوء العرش وسكونه في الوقت الذي كتب عليه اسمان: الاسم السماوي أحمد والاسم الأرضي محمد.
      فسكن العرش..
      من سكّن اسمه عرش الرحمان، ففي أي حد ومقام يكون هو؟

      نوح والخاتم
      أما الفارق بين نوح ع وبينه ص فيتلخص في كلمتين: دعا نوح قومه 950 سنة بنص القرآن، ومع كل ذلك وصلت طاقة نوح إلى حدها فقال: ﴿رَّبِّ لَا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّاراً﴾ لا تدع على الأرض أحداً من أهل الكفر.

      أما سعة صدر الخاتم ص: ما أوذي نبي مثل ما أوذيت، وبعد كل تلك الأذية التي تحيّر العقل قال ص: اللهم اهد قومي فانهم لا يعلمون.. انظر للتفاوت بينهما، ولهذا الفارق بين نوح والخاتم..

      هنا يتيه العقل.. آذوه كل تلك الأذية، وأضافهم لنفسه فقال (قومي)، ثم كان دعاؤه : اللهم اهد قومي، ثم ذكر عذرهم: (فانهم لا يعلمون) فاقبل يا إلهي عذرهم، انهم لا يعلمون.
      هذا فارقٌ بين نوح والخاتم.. بعد كل تلك الصعاب كانت حدود سعة صدر نوح : رب لا تذر على الأرض من الكافرين دياراً .. بينما قال ص: اللهم اهد قومي فانهم لا يعلمون..

      وكان الأثر أن سفينة نوح ع صارت وسيلة النجاة من الطوفان في الدنيا، حيث أعطى الله هذه المنزلة لنوح ع.
      أما الخاتم ص: مثل أهل بيتي فيكم كمثل سفينة نوح.
      فإن اهل بيته ص سفينة النجاة لكل عقوبات عالم العقبى.
      أنظر الى التفاوت..

      إبراهيم والخاتم
      أما إبراهيم ع ﴿وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ﴾ فبعد ابتلاءاته العشر واختيار الله له ﴿وَكَذَلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ
      أما الخاتم ص ﴿سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى ﴾ [الإسراء : 1]
      فقد رأى إبراهيم مع مكانته ملكوت السماوات، لكن ذلك كان وهو في الأرض، أما هو ص فقد أسري به إلى أعلى عليين، إلى ﴿ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى * فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى﴾ ولما وصل إلى هناك ﴿لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى
      أراه الله تلك الآيات الكبرى في مقام قاب قوسين أو أدنى.. إلى هذا الحد بلغ التفاوت بينه ص وبين إبراهيم ع.

      موسى والخاتم
      وقد اختار عز وجل موسى وأوصله لتلك المقامات، ﴿وَنَادَيْنَاهُ مِن جَانِبِ الطُّورِ الْأَيْمَنِ وَقَرَّبْنَاهُ نَجِيّاً
      ولما وصل الى مقام القرب، ﴿وَكَلَّمَ اللّهُ مُوسَى تَكْلِيماً﴾ وبعد أن طوى كل المراحل، طلب ﴿رَبِّ أَرِنِي أَنظُرْ إِلَيْكَ﴾ .. ﴿فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ﴾ رفع قسم من الحقيقة الأحمدية وتجلى نور الخاتم في الطور ﴿وَخَرَّ موسَى صَعِقاً﴾
      وهذا التفاوت بين موسى والخاتم ص

      عيسى والخاتم
      اقرؤوا القرآن وانظروا الى مقامات عيسى المسيح: ﴿فَنَفَخْنَا فِيهَا مِن رُّوحِنَا وَجَعَلْنَاهَا وَابْنَهَا آيَةً لِّلْعَالَمِينَ﴾ ﴿وتُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ﴾
      ﴿إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيّاً
      هذا عيسى ابن مريم، وبعد مقاماته كلها كان دوره: ﴿وَمُبَشِّراً بِرَسُولٍ يَأْتِي مِن بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ
      كان افتخاره أني جئت لأبشر بنبيّ سيأتي بعدي اسمه أحمد.

      ختام الكلام
      وبالحديث التالي يختم المطلب: الاسم الأعظم ثلاثة وسبعون حرفاً، وقد أعطي موسى بن عمران أربع أحرف منها، وأعطي نوح نبي الله خمسة أحرف، وأعطي إبراهيم خليل الله ثمانية أحرف، أما الخاتم ص فقد أعطي اثنان وسبعون حرفاً.. وبقي حرف واحد فقط وهو مختص بالذات القدوس الحق المتعال، حجب عنه جميع خلقه.

      إذا بقي العقل مدركاً فإن هذا الحديث يحدد التفاوت بين جميع الأنبياء وبين الخاتم ص، من ثمانية إلى اثنين وسبعين، كم هي الفاصلة ؟

      وبينه وبين الله حرف واحد..
      هذه إنيّة الخاتم ص.
      فإن عرف هو سيعرف علي ع: عليّ مني.
      وتأتي التتمة إن شاء الله.

      والحمد لله رب العالمين
      التاسع عشر من شهر شوال 1438 للهجرة

      شعيب العاملي

      تعليق


      • #4
        كيف يقدر البشر على معرفة علي ؟! الوحيد الخراساني

        كيف يقدر البشر على معرفة علي ؟! الوحيد الخراساني

        بسم الله الرحمن الرحيم

        كان بحثنا في فقه هذا الحديث الصحيح بالاتفاق: أنت مني وأنا منك، عليّ مني وأنا من عليّ.

        إن (إنيّة) الإنسان مرتبطة بأمرين: العقل، والنفس.
        أما العقل، فهو دعامة الإنسانية، فالإنسان بالعقل إنسانٌ.
        وأما النفس فهي هوية الإنسانية والآدمية.

        ولكل واحد من هذين الأمرين كمالٌ: فكمال العقل بالعلم، وكمال النفس بالخُلُق. ولهذين الأمرين مراتب أيضاً، واختلاف البشر في هذه المراتب في سيرهم واقعٌ كاختلاف صورهم، فكما أن كل شخصين مختلفين من جهة الجسم، فإنهما كذلك من جهة النفس والسيرة.
        ولما تُختم كل مراتب العلوم بنقطة يصبح صاحبها الإنسان الكامل على الإطلاق، لأن الكمال على درجات: الكمال المطلق ومطلق الكمال، وهو الذي تجتمع فيه كل العلوم بكل مراتبها في عقلٍ واحد.

        وأما كمال النفس: فيحصل في الوقت الذي تجتمع كل الملكات الفاضلة والأخلاق الحميدة بجميع مراتبها في نفس واحدة.

        يصبح ذلك العقل: عقل الخاتم ص، وتلك النفس تصبح: نفس الخاتم ص، هذه حقيقة الخاتمية.
        ﴿ مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ وَلَكِن رَّسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ ..﴾ [الأحزاب : 40]
        جمعت في نفسه كل المراتب من علوم الأنبياء وأخلاق المرسلين..

        في القرآن تعبيرين، والقرآن كلام الله: عبارة راجعة لعلم الخاتم ص، وعبارة راجعة لخُلق الخاتم ص.
        أما ما يرجع لعلمه ص، فهو قوله تعالى: ﴿وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ اللّهِ عَلَيْكَ عَظِيماً﴾ [النساء : 113]

        وههنا تعجز عقول الجميع، فعلم الخاتم ص قد علّمه إياه الله العليّ العظيم بعظمته، ثم وصفه بالعظمة.. هذا علمه.

        أما خلقه: ﴿وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ﴾ [القلم : 4]
        وقد صدّرت هذه الجملة ب(إنّ)، ثم ب(لام) التأكيد (لعلى)، ومن ثم وصف الخلق بأنه (عظيم).

        ورد حديثان في مصادر أهل السنة، وكلاهما برهان قاطع على بطلان خلافة الإثنين، وحقانيّة خلافة أمير المؤمنين ع.

        أحدهما عن أبي بكر
        (والنقل بالمعنى)، عندما جاء أحد كبار اليهود بعد خلافة الأول إليه، فقال: جئت إليك لأحصل منك على جواب سؤال: أنا رأينا وصف خلق النبي الخاتم في الكتب السماوية، في التوراة، العهد العتيق عندما شرحها الله لموسى ع، لنرى هل أن الذي ظهر عند العرب هو نفسه الذي وصفه الله تعالى لموسى ع، والحجة ههنا: فقال: ليس عندي علم عن خُلُقه !!
        قالوا: لمن نرجع ؟ قال: لعلي بن أبي طالب !!
        هذه من عجائبه، والحديث مفصل.

        أما الحديث الثاني (والنقل بالمعنى): فقد جاء أحد فصحاء العرب إلى الثاني، وكان من أحبار اليهود، وناقل الخبر هو الفخر الرازي في تفسيره الكبير، قال: جئت لتبينّ لي خلق نبيكم، الأول كان قد أرجعه لعلي ع مباشرة، أما الثاني (والمحير أن الفخر الرازي المقبول عند الكل من المذاهب الأربعة في المعقول والمنقول ينقلها) فقال: ارجع إلى بلال، قال له عمر: ارجع الى بلال الحبشي في هذا السؤال فهو أعلم به مني.

        وههنا بحث مع الفخر الرازي: ينبغي أن يكون القائم مقام أي أحدٍ أعرف الناس بأحوال من قام مقامه، وأبو بكر جاهلٌ بأوصاف النبي ص، فبأي منطق يقوم مقامه ص ؟ وهو الذي يصرح مجيباً أن عليكم أخذ الجواب من علي !

        كيف تعتقد أنت أيها الفخر الرازي بخلافة من كانت خلافته باطلة بنص القرآن الكريم ؟! وذلك النص هو: ﴿أَفَمَن يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَن يُتَّبَعَ أَمَّن لاَّ يَهِدِّيَ إِلاَّ أَن يُهْدَى فَمَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ﴾ [يونس : 35]

        أنت الذي تنقل هذه الرواية أن حبر اليهود رجع لعمر ليعرف منه أخلاق النبي ص، فأرجعه لبلال الحبشي قائلاً: هو أعلم مني، ونص القرآن يقول: ﴿ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ﴾ [الزمر : 9]

        فبحكم إقرار الإثنين، وبحكم القرآن تكون خلافتهما باطلة!

        ثم جاء إلى بلال وقال: لقد رجعت للخليفة وسألته عن خُلُق النبي ص فقال أنك أعلم منه، وجئت إليك، قال بلال: أين أنا من وصف خُلُقه؟!
        قال: إلى أين اذهب ؟ قال: اذهب الى باب بيت فاطمة الزهراء ع، ابنته وبضعته، فاسالها.

        جاء إلى باب بيت الصديقة الكبرى، وقال: جئت أسأل عن خلق الرسول العربي، وأرجعوني لبلال وهو أرجعني لكِ.
        قالت الصديقة الكبرى: جواب هذا السؤال عند علي بن أبي طالب.
        هذا ما ينقله الفخر الرازي.. جاء إلي أمير المؤمنين ع وقال: رأيت في التوراة شرح حال نبي آخر الزمان، وجئت لأحقق وأبحث، فبيّن لي خُلُقَه.

        الجملة التي قالها أمير المؤمنين ع بحسب كلام الفخر الرازي: عدّد لي ما في الدنيا من متاع، قال: يا علي ليس عندي قدرة لأعد لك ما في الدنيا، هذه الدنيا من سماواتها وأرضها.. كيف يمكن عد ما فيها ؟!
        أجابه أمير المؤمنين ع (فكروا في هذا فهذا باب العلم والحكمة): أنت وغيرك عاجزون عن تعداد متاع الدنيا، والحال أن الله تعالى يصرح في كتابه بأن متاع الدنيا قليل. كل متاع الدنيا قد وصف بالقلة.

        أما لما وصف خلق الخاتم ص فقد قال تعالى: ﴿إنك لعلى خلق عظيم
        فإن كنتَ مع كل الناس عاجزاً عن تعداد متاع الدنيا القليل، فكيف يكون خُلُقَه مع تلك العظمة قابلاً للبيان ؟! (النص منقول بالمعنى ويمكن الرجوع لنص ما نقله الفخر الرازي في تفسيره ج32 ص21)

        هذا علمه وهذا خُلُقه.
        وهذه إنيّة الخاتم ص.

        بيان المسألة وفقه الحديث ودرايته هنا:
        كتب البخاري في صحيحه، وإمام الحنابلة في مسنده، وكل أعلام العامة في كتب الحديث والتفسير كتبوا: عليّ مني: يعني تلك الإنيّة والعلم والخلق قد انقسم: فقسم أنا وقسم هو ع.
        هذه دراية الحديث، وهذا فقه هذه الرواية.

        فكيف يمكن وصف علي بن أبي طالب ؟ !
        كيف يقدر البشر على معرفة علي ؟!
        من كان بعضاً من إنيّة عقل الكلّ وعلم الكلّ، فعلم علي وخلق علي من علم الخاتم وخلقه..

        بأي منطق أيها الفخر الرازي يصبح مثل هذا الرابع ويصبح الجاهلان الأول والثاني ؟!
        هل لكل الدنيا إذا اجتمعت بما فيهم كل علماء الأزهر قدرة الجواب على هذا ؟

        ثم تصل النوبة إلى الجملة الثانية، وهناك يأتي الكلام، عندما قال: وأنا منك.

        والحمد لله رب العالمين

        العشرون من شهر شوال 1438 للهجرة

        شعيب العاملي

        تعليق


        • #5
          عليّ عالم بـ (كل شيء) ! الوحيد الخراساني

          عليّ عالم بـ (كل شيء) ! الوحيد الخراساني

          بسم الله الرحمن الرحيم

          كان البحث في الحديث المتفق عليه: عليّ مني وأنا من عليّ.
          أما كونه (ص) منه (ع)، فهو بحرٌ عميق، نبحثه بالقدر الميسور وبالحد المقدور، ليتضح فقه الحديث.

          ينبغي النظر أولاً في مقام وحدّ (إنيّة) أمير المؤمنين ع ونفسه النفيسه عليه السلام، ويتوقف بيان المطلب على معرفة رأي أعيان أصحاب النبي ص، وهذه هي المرحلة الأولى.
          أما المرحلة الثانية: فهي رأي النبي ص نفسه في أمير المؤمنين ع.

          ابن مسعود
          عبد الله بن مسعود مورد اتفاق كل العامة علماً وعملاً وكتاباً وسنةً، والبحث حوله مفصل، ونكتفي بما قاله بحقه إمام أهل النقد، فقد قال الذهبي في حقه: فلقد كان من سادة الصحابة (تذكرة الحفاظ ج1 ص16)

          وصحابة النبي عند العامة كلهم عدول ببيعة الرضوان، لذا فإن كل من صار صحابياً عند العامة لا يحتاج لتعديل، لأن اعتقادهم:﴿لقد رضي الله عن المؤمنين..﴾ فهؤلاء مورد رضى خاص من الله تعالى﴿إذ يبايعونك تحت الشجرة﴾ وهذا مقام مطلق الصحابي عندهم، والتعبير عن ابن مسعود أنه: من سادة الصحابة.
          وأوعية العلم: فإن وعاءه من العلم مملوء.
          وأئمة الهدى(انتهى كلام الذهبي): وهذا مقامه الثالث عندهم.
          فمقامه أنه من سادة الأصحاب وأبواب العلم وإمام هدىً عند مختلف المذاهب وأئمتهم.

          ثانياً، ورد بحقه أيضاً: وقد نظر عمر إلى ابن مسعود قد قام فقال: .... مُلِئ علماً..: وهذا مما قيل بحقه أيضاً..

          ثالثاً: وأحد السابقين الأولين ومن كبار البدريين ومن نبلاء الفقهاء والمقرئين(تذكرة الحفاظ ج1 ص13)، والجملة الأولى ناظرة إلى الآية ﴿والسابقون السابقون أولئك المقربون﴾
          وغزوات النبي ص مختلفة، ومقام البدريين وصل إلى حدٍّ أن الملائكة المسومين جاءت لحمايتهم بنص القرآن.

          هذه تعابير أئمة رجال العامة بالنسبة لابن مسعود، والمهم هو هذه الرواية التي ينقلها الذهبي، أن النبي الخاتم ص قال: من أحبّ أن يقرأ القرآن غضاً كما أنزل فليقرأه على قراءة ابن ام عبد. (تذكرة الحفاظ ج1 ص14)
          وهذا الحديث في شأنه.

          على أن ابن مسعود نفسه يقول عن القرآن: اذا اردتم العلم فانثروا القرآن فان فيه علم الأولين والآخرين.(المصدر ص16)
          ففي القرآن علم 124 الف نبي، بضميمة علم الخاتم ص، كله في القرآن الكريم.

          بعد كل هذا فإن الذي يثبت عجز الجميع، ويبطل المذاهب الأربعة، ويجعل الشيعة عَلَمَاً في الدنيا، هو شهادة هذا الرجل، فإن ابن مسعود مع كل مقاماته ودرجاته هذه من كلمات الأعلام إلى إمام الأنبياء والرسل يقول:

          إن القرآن : ذلك القرآن الذي جمع فيه علم الأولين والآخرين.
          أنزل القرآن على سبعة أحرف: ماذا يعني ذلك ؟ يعني أن كل حرف من القرآن له سبع أحرف أو بطون.. البطون السبعة للقرآن.
          فلكل حرف من هذه الأحرف سبع بطون.. يعني لحرف (ألف) سبع أحرف في القرآن، واللام سبع أحرف، والميم سبع أحرف، وكل حرف من هذه الأحرف السبعة له ظهر وبطن، ظاهر وباطن. أما الظاهر فهو تنزيل القرآن، أما الباطن فهو تأويل القرآن.
          هذا ما قلته، أن الذي يثبت بطلان المذاهب الأربعة ويشطب عليها هو هذا القول:
          ما منها حرف إلا وله بطن وظهر ، وأما عليّ فعنده منه علم الظاهر والباطن (فيض القدير ج3 ص60)

          كلام من هذا ؟ كلام من نقلت المذاهب الأربعة عن النبي ص كلامه فيه بأن من أراد أن يقرأ القرآن كما نزل فليأخذ عن ابن مسعود، هو بنفسه يقول أن هذا القرآن نزل على أحرف سبعة، ولكل حرف ظاهر وباطن، وعلم الظاهر والباطن لكل حروف القرآن في صدر علي بن أبي طالب ع.

          فماذا يقول الذهبي ؟ والفخر الرازي ؟ والبخاري ؟ وأبو حنيفة ؟ وأحمد بن حنبل ؟! بماذا يجيبون ؟!

          هذا عليّ بشهادة ابن مسعود.
          أما عمر، فإنه جاهل بأحكام الصلاة بشهادة البخاري ومسلم !!
          فأين هو مذهب الحق ؟!

          هذه جهة من إنيّة عليّ بن أبي طالب.
          إفهموا القرآن: ﴿وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَاناً لِّكُلِّ شَيْءٍالعقل يحتار ههنا..
          نحن أنزلنا القرآن عليك، ليس لموسى ظرفية هذا النزول، ولا لعيسى ولا إبراهيم.. ﴿ونزلنا عليك القرآن تبياناً لكل شيء﴾ لم نترك شيئاً.. ﴿كل شيء﴾
          فالله تعالى شيء لا كالأشياء.
          كل الكائنات في كل العوالم، كله في القرآن، وكل ذلك في روح علي بن أبي طالب !

          هذا ليس كلامي وكلامكم ! هذا ليس كلام الكليني والصدوق والمجلسي ! هذا كلام عبد الله بن مسعود إمام الكل عند الكل !

          هذه عظمة هذا المذهب ! فهل الحق مع من يعتقد بإمامته ع ؟ أم مع من اعتقد بخلافة الأول والثاني ؟!
          الحَكَمُ ابن مسعود وهو بهذه المقامات.

          يقف العقل متحيّراً مهما كرّر العبارة: ما من حرف إلا له ظهر وبطن، وإنَّ عليَّ بن أبي طالب عنده علم الظاهر والباطن!

          والحمد لله رب العالمين
          الرابع والعشرون من شهر شوال 1438 هـ

          شعيب العاملي

          تعليق


          • #6
            أيكون علم الهدى خليفةً رابعاً ؟! والجاهل أولاً وثانياً ؟! الوحيد الخراساني

            أيكون علم الهدى خليفةً رابعاً ؟! والجاهل أولاً وثانياً ؟! الوحيد الخراساني

            بسم الله الرحمن الرحيم

            كان بحثنا في دراية هذه الرواية: أنت مني وأنا منك. عليّ مني وأنا من علي.
            رواية هذه الكلمات سهلة، لكنّ درايتها ليست كذلك.. وكلما تعمقنا فيها يظهر أن عمقها لا يدرك ولا يوصف.

            و يتوقف هذا المطلب على أن يتّضح رأي أعاظم الصحابة الذين اتفق جميع العامة على قبولهم وكان قولهم ورأيهم حجة قاطعة عندهم.
            وقد مرّ بحث شهادة ابن مسعود، عبد الله ابن أم عبد، والبحث اليوم في شهادة عبد الله بن عباس بن عبد المطلب.

            ابن عباس
            الكلمات المنسوبة له عند العامة كثيرة، ونحن نكتفي بأدقّ المطالب التي لا يمكن لأحد أن يناقش فيها، فإن إمام أهل النقد يقول عن عبد الله بن عباس:

            الامام البحر عالم العصر: مقامه مثل هذا المقام، بحر من العلم.
            وقد دعا النبي أن يفقهه الله في الدين ويعلمه التأويل (تذكرة الحفاظ للذهبي ج1 ص40).

            وأما عبد الله بن مسعود، الذي نقل الذهبي نص الرسول عنه أن من أراد أن يقرأ القرآن كما أنزل فليقرأ على قراءة ابن ام عبد، شهادة مثل هذا عن ابن عباس: قال ابن مسعود: نعم ترجمان القرآن ابن عباس. وهذه تبين مقامه العلمي.(المصدر السابق)

            عن أبي وائل استعمل علي ابن عباس على الحج فخطب يومئذ خطبة لو سمعها الترك والروم لأسلموا، ثم قرأ عليهم سورة النور فجعل يفسرها (المصدر السابق)

            فأي قدرة هذه وأي علم هذا وأي كمال ؟!
            توفى ابن عباس بالطائف في سنة ثمان وستين فصلى عليه محمد ابن الحنفية وقال : اليوم مات ربانيّ هذه الأمة رضي الله عنه. (المصدر السابق ص41)

            هذا مقام هذه الشخصية، ومثل هذا يقول بحسب ما نقل أعلام العامة (مجمع الزوائد للهيثمي ج9 ص158، والمعجم الكبير للطبراني ج10 ص240):
            وعن ربعي بن حراش قال: استأذن عبد الله بن عباس على معاوية وقد علقت عنده بطون قريش وسعيد بن العاص جالس عن يمينه، فلما رآه معاوية مقبلا قال: يا سعيد والله لألقين على ابن عباس مسائل يعيا بجوابها.
            فقال له سعيد: ليس مثل ابن عباس يعيا بمسائلك ...

            قال معاوية فما تقول في علي بن أبي طالب ؟ : وليدقق أهل النظر في المسألة فكل عبارة منها بحر، ونحن نقرأ العبارة اليوم وليس عند صدورها حيث كانت الشام مركز حكومة معاوية، ومع عداوة معاوية لعلي وسؤاله لعبد الله بن عباس سؤالاً يعيا بجوابه..

            قال: رحم الله أبا الحسن كان والله علم الهدى: كل جملة تحيّر العقول، والله كان علي علم هدايةٍ لكلّ العالم.

            وكهف التقى: كان عليّ مركز سرّ حقيقة التقوى.
            ومحل الحجا..
            وطود البها: من كان بهاؤه ... هل قرأتم دعاء السحر ؟ اللهم إني أسألك من بهائك بأبهاه.. كان علي طود ذلك البهاء..

            ونور السرى: كان نور عالم الوجود، ماذا تقول يا معاوية في رجل لو لم يكن لكان العالم ظلمات محض.
            في ظلم الدجى داعيا إلى المحجة العظمى عالما بما في الصحف الأولى: شرح كل كلمة يحتاج إلى كتاب.. كل ما نزل على 124 ألف نبي قد جمع في قلب عليّ بن أبي طالب.

            وقائما بالتأويل والذكرى متعلقا بأسباب الهدى وتاركا للجور والأذى: ذاك علمه وهذا عمله، فهل له نظير ثانٍ في هذه الدنيا ؟! والله لو أعطيت الأقاليم السبعة بما تحت أفلاكها على أن أعصي الله في نملة أسلبها حبة شعير ما فعلت ذلك .. هذا عدله وذاك علمه..

            وحائدا عن طرقات الردى وخير من آمن واتقى وسيد من تقمص وارتدى: فهو خير من آمن واتقى، ولا إيمان فوق إيمانه ولا أفضل من تقواه.

            وأفضل من حج وسعى: والمحير أن أعلام العامة نقلوا هذه الأمور عن مثل ابن عباس.. ماذا ستكون النتيجة ؟!

            وأسمح من عدل وسوى وأخطب أهل الدنيا... : وابن ابي الحديد يعترف أن كلامه ع دون كلام الخالق وفوق كلام المخلوق، كل مخلوق.

            وصاحب القبلتين فهل يوازيه موحد ؟
            وزوج خير الذماء
            : وهذا يكفي، فآدم ومن دونه لم يكونوا كفوا لها كما كان.
            وأبو السبطين، لم تر عيني مثله ولا ترى إلى يوم القيامة واللقاء: أيّ فصاحة وبلاغة وأيّ معنى ولفظ !

            عندما وصل إلى هنا قال الجملة الأخيرة (ستأتي)..
            إن العلم يصنع الرجولة، والجهل يذهب بها !
            هؤلاء الذين يتنازلون أمام علماء العامة فإن ذلك ناتج عن الجهل! إذا وجدت القدرة العلمية يمكن أن يتحدث الإنسان بهذا البيان وهذا الاستدلال والمنطق ويكسر ظهر معاوية.

            يقول له ابن عباس: من لعنه: ومن الذي لعنه غير معاوية ؟ من الذي فتح باب السب واللعن لعلي في خطب صلاة الجمعة ؟!
            عبارته الأخيرة: من لعنة فعليه لعنة الله والعباد إلى يوم القيامة: ذاك أوله وهذا آخره.

            والسؤال: هذه شهادة ابن عباس مقابل تسليم علماء العامة امام معاوية بن ابي سفيان .. أنتم الذين نقلتم هذه الأمور في كتبكم، كيف تعدون مثل هذا خليفة رابعاً ؟ وتجعلون من لم يفهم تفسير كلمة الكلالة أولاً وثانياً ؟

            عَلَمُ الهدى والعالم بما في الصحف الأولى يكون الرابع ؟ ومثل هذا الجاهل يكون خليفة أولاًً وثانياً ؟

            ههنا يكسر ظهر علماء المذاهب الأربعة..

            أما شرح هذه العبارات ففوق هذه المجالس..

            والحمد لله رب العالمين
            السابع والعشرون من شهر شوال 1438 للهجرة

            شعيب العاملي

            تعليق


            • #7
              الحكمة ثمرة الرسالة.. وعليٌّ بابها.. الوحيد الخراساني

              الحكمة ثمرة الرسالة.. وعليٌّ بابها.. الوحيد الخراساني

              بسم الله الرحمن الرحيم

              اتضح رأي أعاظم الصحابة في أمير المؤمنين عليه السلام، والمهم هو بيان خاتم النبيين ص نفسه، وهذا البحث مبني على ما نقل في كتب العامة، ليكون وفق قاعدة ﴿وجادلهم بالتي هي أحسن﴾ وطريق الجدال بنحوٍ أحسن هي أن يتم الاحتجاج بما في الصحاح والمسانيد مما نقل عن رسول الله ص، ومنها الرواية التالية، مع كون القرآن قد نص على ﴿ما آتاكم الرسول فخذوه﴾ فقوله ص قول الله تعالى وما يبيّنه ص هو بيان الله تعالى.

              ووظيفة كل مسلم هي الأخذ بقول النبي ص اعتقاداً وعملاً.
              أما كلامه ص فهو: أنا دار الحكمة، وعليّ بابها، ومن أراد الحكمة فليات الباب.

              هذا بيان من لا ينطق عن الهوى، وقد قال أولاً: أنا دار الحكمة. وجذر الدار الدور، كما يدور حول الحيطان، ويفصل بين ما في الدار وما خرج عن الدار.

              أنا دار الحكمة:
              الحكمة مرتكزة في هذا الدار، كلّ الحكمة في بيتٍ قلبه هو النبي صلى الله عليه وآله، والطريق لهذه الدار تنحصر بباب هذه الدار، وباب هذه الدار هو علي بن أبي طالب حصراً: أنا دار الحكمة وعلي بابها.

              والمهم هو فاء التفريع، فمن أراد ..: فنسبة ما بعد الفاء لما قبلها نسبة المعلول للعلة، فكل من أراد الحكمة وجوهرها: فليأت الباب، دون استثناء ، واللام أيضا لام التأكيد، ومن وصل إلى الباب وصل إليّ، ومن وصل إليّ وصل إلى الحكمة.

              ثم ينبغي فهم الحكمة أيضاً، لأن الرواية سهلة لكن الفقاهة صعبة، الدراية صعبة، والمرجع هو القرآن الكريم، فينبغي الرجوع للقرآن الكريم، ثم استنباط معنى الحكمة ومعرفتها، ولماذا استخلصت في وجود الخاتم ص، ولماذا عيّن الله تعالى الباب لهذه الدار ؟!

              أما القرآن: فمنذ أن أوصل تعالى إبراهيم الخليل إلى تلك المراتب اتضحت كلمة الحكمة من دعائه، واتضح في أي باب هي:﴿ وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ ...﴾ [البقرة : 127]
              فههنا كان دعاء خليل الله وذبيح الله أثناء بناء بيت الله بنص القرآن: ﴿رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنتَ العَزِيزُ الحَكِيمُ﴾ [البقرة : 129]

              ومنتهى الغايات ونهاية النهايات في دور الرسول ﴿ويعلمهم الكتاب والحكمة﴾، هذا دعاء خليل الله، وتأمين ذبيح الله عليه، عند بناء بيت الله، هذه هي الحكمة !

              وقد نصّ القرآن على أن متاع الدنيا قليل..
              كم هي سعة الدنيا أولاً ؟! يتضح بقراءة القرآن كم هو حد سعة الدنيا وفيه يقول تعالى: ﴿ إِنَّا زَيَّنَّا السَّمَاء الدُّنْيَا بِزِينَةٍ الْكَوَاكِبِ﴾ [الصافات : 6] فكل هذه الكواكب التي يصل نور بعضها بعد مليار سنة ضوئية إلى الأرض، فكم هي الفاصلة بيننا وبينها ؟! إن عددها وبعدها غير معروف لأحد إلا هو تعالى.. وشهداؤه على خلقه..

              كل ما في هذه الدنيا قليل ! ﴿ قُلْ مَتَاعُ الدَّنْيَا قَلِيلٌ
              أما الحكمة: ﴿ يُؤتِي الْحِكْمَةَ مَن يَشَاءُ وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً﴾ [البقرة : 269]

              وقد حصر إيتاء الحكمة بمشيئته، فليس هذا الجوهر مباحاً لتصل إليه يد كل أحد..
              ليس للدنيا وما فيها شرط، فقد ينالها الفاسق والكافر فيصل إلى المقامات الدنيوية، كل المقامات والفنون (لا بشرط)، أما الحكمة فإنها (بشرط)، وذلك الشرط هو مشيئة الحق تعالى ﴿يؤتي الحكمة من يشاء ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيراً كثيراً﴾

              الشيء الذي يراه الله تعالى خيراً يحير العقل !! ثم هو بعد ذلك ﴿خيراً كثيراً﴾ ! فكل الدنيا قليلة ولكن جنس الحكمة بل كلمة من الحكمة خيرٌ كثير !

              ﴿فَقَدْ آتَيْنَا آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُم مُّلْكاً عَظِيماً ﴾ [النساء : 54]
              ﴿وَلَقَدْ آتَيْنَا لُقْمَانَ الْحِكْمَةَ أَنِ اشْكُرْ لِلَّهِ ﴾ [لقمان : 12]
              فعندما يختار مثل لقمان ويعطيه الحكمة يضم إليها الأمر بالشكر !

              ﴿ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ ﴾[النحل : 125]
              والطريق إلى الله تعالى محصورة بالحكمة، ولا يمكن الوصول إليه إلا بتوسط هذه الأداة: ﴿ادع إلى سبيل ربك بالحكمة﴾

              وختم الكلام:
              أن مقام الحكمة نفسها هو: أنه ما لم تُعلم الحكمة فإن حديث (أنا دار الحكمة وعلي بابها) لن يُفهم.
              وقد استجاب الله دعاء إبراهيم، فأعطى النعمة للبشر، لكن أساؤوا استخدام النعمة..

              أما هنا: ﴿لَقَدْ مَنَّ اللّهُ عَلَى الْمُؤمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً﴾
              لقد كانت ثمرة وجود الرسول: أولاً: يتلو عليهم آياته، وثانياً: يزكيهم، وثالثاً: يعلمهم الكتاب، ورابعاً: وهو ختم الكلام: والحكمة !
              فقد ختم بالحكمة، فما هي النتيجة ؟

              النتيجة أن خلق تمام العالم، من السماوات والأرضين مقدمة لخلق آدم ع، وخلق آدم ع مقدمة لبعثة الأنبياء، وبعثة الأنبياء من آدم لعيسى مقدمة، وذي المقدمة هو بعثة الخاتم ص.

              ثم الخاتم نفسه ص مقدمة، وآخر ثمرة هذه الشجرة الطيبة هو الحكمة، وعلي باب هذه الحكمة !

              هذا معنى أن أحداً لم يعرفه عليه السلام، كما قال النبي ص نفسه: ما عرف الله أحداً إلا أنا وأنت، وما عرفني إلا الله وأنت، وما عرفك إلا الله وأنا.

              والحمد لله رب العالمين
              غرة ذي القعدة 1438 للهجرة

              شعيب العاملي

              تعليق

              المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
              حفظ-تلقائي
              x

              رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

              صورة التسجيل تحديث الصورة

              اقرأ في منتديات يا حسين

              تقليص

              لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

              يعمل...
              X