تويت
أين سيهرب اليهود آخر الزمان. الجزء الأول.
مصطفى الهادي.
رسمت التوراة لأتباعها طريقا للفرار من الخطر الماحق الذي سوف يحلّ بهم فبعد تجربتهم الأولى مع نبوخذ نصر الذي اذلهم واخذهم اسرى إلى بابل وبعد رجوعهم من السبي البابلي وضعوا مخططا يُنقذون به انفسهم في حال تعرضهم للخطر .
الخطة الأولى : أن يبقون مشتتين بلا دولة ولا وطن ينتشرون في البلاد يُدمرون اقتصادها يُخربون اخلاقها وعندما تنهار الدولة يهربون منها إلى دولة أخرى فالشتات امرٌ فرضته التوراة على اليهود كما نقرأ في سفر الملوك الأول 22: 17( كل إسرائيل مشتتين على الجبال كخراف لا راعي لها). وقد أمرهم انبيائهم ان يسكنوا الصحراء لكي يعيشوا زمنا طويلا ، وأن لا يبنوا لهم مدينة او دولة تجمعهم ,لأنهم لو فعلوا ذلك لتخطفهم الناس من كل جانب وامعنوا فيهم قتلا لأنهم كالعقارب العمياء تلدغ كل شيء في طريقها، وهذا ما اوصاهم به الانبياء كما نرى ذلك في سفر إرميا 35: 7 (ولا تبنوا بيتا، ولا تزرعوا زرعا، ولا تغرسوا كرما، بل اسكنوا في الخيام كل أيامكم،لكي تحيوا أياما كثيرة على وجه الأرض).
الخطة الثانية : امرت التوراة اتباعها اليهود بأنهم في حال تجمعهم في اي مكان وخصوصا فلسطين فعليهم ان يبنوا قلاع حصينه فوق او تحت الأرض لكي يهربوا إليها عند الخطر وقد اختارت التوراة افضل مكان يحتمي به اليهود وهو المنطقة الواقعة في غرب الأردن التي يطلقون عليها (جبال اليهودية). وهي تقع تحديدا ضمن منطقة البتراء العجيبة في تعرجاتها التي تمنع تسرب الاشعاعات واي شيء آخر نظرا لغرابة تضاريسها وتعرجاتها مع وفرة كبيرة في المياه الجوفية ويُحدد النص الأردن تحديدا فيقول : (وقام من هناك وجاء إلى تخوم اليهودية من عبر الأردن). (1) وهذه المنطقة مهمة منها سوف تنطلق الجيوش لضرب الآمنين من الأمم حيث يجمعون المرتزقة من الأمم المجاورة ثم يأتون بها إلى اليهودية : (ذهب إلى إنطاكية وجمع جيشا من الغرباء، ولما كثر جيشه رجع إلى اليهودية). (2)
في هذه القاعدة المرعبة التي لا يعلم احدٌ بها والتي لربما تم تشييدها منذ زمن بعيد ، ينتظر اليهود قائدهم الذي سوف ينقضّ بهم على الأمم ولذلك نرى اليهود عندما سمعوا بولادة شخص واسمه المسيح ، اعتقدوا انه (المُسيّا) قائدهم فوقع فيهم خوف عظيم وانكشف امرهم الذي كانوا يُخفونه في جبال اليهودية فيقول النص : (فوقع خوف وتحدث بهذه الأمور جميعها في كل جبال اليهودية، فأودعها جميع السامعين في قلوبهم قائلين: أترى ماذا يكون هذا الصبي؟).(4)
التوراة تُصوّر لنا مهمة هذه الجيوش الكامنة في جبال اليهودية من انها مهمة خطيرة سوف يقوم من خلالها الجنود وبأسلحتهم وقائدهم (المسيح الدجال) بضرب الناس جميعا وابادتهم كما نقرأ : (فخرج الناس من جميع قرى اليهودية من كل جانب وصدموهم فسقطوا جميعهم بالسيف، ولم يبق منهم أحد). (5) فجبال اليهودية قاعدة الانطلاق لتدمير الامم وهذا ما تحدده التوراة : ( (وفتح يعزير وتوابعها ثم عاد إلى اليهودية). (6) منها الانطلاق وإليها العودة.
منطقة بهذه الأهمية التي سيتقرر منها مصير اليهود لابد من تحصينها فصدرت الأوامر في التوراة ان يتم تحصين هذه المنطقة كما نقرأ : (وبنى سمعان حصون اليهودية، وعززها بالبروج الرفيعة والأسوار العظيمة والأبواب والمزاليج، وادخر ميرة في الحصون). (2) ومن هذا النص نفهم أن هناك استعدادات منذ اكثر من الفين سنة تحسبا ليوم اخبرت به التوراة وجاء على ذكره القرآن أيضا (7) في ان يتخذ اليهود كل التدابير الاحترازية وتهيأت مكان لهم ذو حصون قوية وبروج عالية واسوار حصينة عظيمة فيها ابواب هائلة ومزاليج وملأ هذه الحصون بالطعام ووسائل الحياة الأخرى. ومن المؤكد أن اليهود فعلوا ذلك لأن امر الهروب إلى هذه الماكن صدر منذ الفين عام تقريبا واليهود أذا وضعوا شيئا نفّذوه وحرصوا على تحقيقه ومن هنا نرى أن الأمر صدر إليهم : ( فمتى نظرتم رجسة الخراب التي قال عنها دانيآل النبي قائمة في المكان المقدس ـ ليفهم القارئ ـ فحينئذ ليهرب الذين في اليهودية إلى الجبال).(8)
ولكن هل سألنا انفسنا نحن المغلوب على امرهم دائما ، هل سألنا إلى أين نهرب نحن وماذا اعددنا للأيام الطارئة؟ صحيح ان ملجئنا إلى الله ولكن بشرطها وهي ان يُهيأ الإنسان مستلزمات السلامة وعندما يفعل ذلك ولم تنفعه يتدخل الله لحمايته. فقد امرنا تعالى ان نعُد العدة لذلك وجعل الأمور بأسبابها فقال : (وليأخذوا أسلحتهم فإذا سجدوا فليكونوا من ورائكم ولتأت طائفة أخرى لم يصلوا فليصلوا معك وليأخذوا حذرهم وأسلحتهم). (9) صحيح انهم بين يدي الله ولكنه امرهم ان يأخذوا اسلحتهم ولتحرسهم طائفة من ورائهم. والسبب في ذلك بيّنهُ تعالى فقال : (ودَ الذين كفروا لو تغفلون عن أسلحتكم وأمتعتكم فيميلوا عليكم ميلة واحدة).
انتهى الجزء الأول ويليه الجزء الثاني .
المصادر:
1- إنجيل مرقس 10: 1.
2- سفر المكابيين الأول 4: 35.
3- سفر المكابيين الأول 13: 33 .
4- إنجيل لوقا 1: 66.
5- سفر المكابيين الأول 7: 46.
6- سفر المكابيين الأول 5: 8.
7- وهو قوله تعالى مهددا اليهود : (فإذا جاء وعد الآخرة جئنا بكم لفيفا ). عندما يجتمعون في هذه الأرض ستكون علامة نهايتهم .
8- إنجيل متى 24: 16.
9- سورة النساء آية : 102.
http://store4.up-00.com/2017-07/149927585759951.jpg
مصطفى الهادي.
رسمت التوراة لأتباعها طريقا للفرار من الخطر الماحق الذي سوف يحلّ بهم فبعد تجربتهم الأولى مع نبوخذ نصر الذي اذلهم واخذهم اسرى إلى بابل وبعد رجوعهم من السبي البابلي وضعوا مخططا يُنقذون به انفسهم في حال تعرضهم للخطر .
الخطة الأولى : أن يبقون مشتتين بلا دولة ولا وطن ينتشرون في البلاد يُدمرون اقتصادها يُخربون اخلاقها وعندما تنهار الدولة يهربون منها إلى دولة أخرى فالشتات امرٌ فرضته التوراة على اليهود كما نقرأ في سفر الملوك الأول 22: 17( كل إسرائيل مشتتين على الجبال كخراف لا راعي لها). وقد أمرهم انبيائهم ان يسكنوا الصحراء لكي يعيشوا زمنا طويلا ، وأن لا يبنوا لهم مدينة او دولة تجمعهم ,لأنهم لو فعلوا ذلك لتخطفهم الناس من كل جانب وامعنوا فيهم قتلا لأنهم كالعقارب العمياء تلدغ كل شيء في طريقها، وهذا ما اوصاهم به الانبياء كما نرى ذلك في سفر إرميا 35: 7 (ولا تبنوا بيتا، ولا تزرعوا زرعا، ولا تغرسوا كرما، بل اسكنوا في الخيام كل أيامكم،لكي تحيوا أياما كثيرة على وجه الأرض).
الخطة الثانية : امرت التوراة اتباعها اليهود بأنهم في حال تجمعهم في اي مكان وخصوصا فلسطين فعليهم ان يبنوا قلاع حصينه فوق او تحت الأرض لكي يهربوا إليها عند الخطر وقد اختارت التوراة افضل مكان يحتمي به اليهود وهو المنطقة الواقعة في غرب الأردن التي يطلقون عليها (جبال اليهودية). وهي تقع تحديدا ضمن منطقة البتراء العجيبة في تعرجاتها التي تمنع تسرب الاشعاعات واي شيء آخر نظرا لغرابة تضاريسها وتعرجاتها مع وفرة كبيرة في المياه الجوفية ويُحدد النص الأردن تحديدا فيقول : (وقام من هناك وجاء إلى تخوم اليهودية من عبر الأردن). (1) وهذه المنطقة مهمة منها سوف تنطلق الجيوش لضرب الآمنين من الأمم حيث يجمعون المرتزقة من الأمم المجاورة ثم يأتون بها إلى اليهودية : (ذهب إلى إنطاكية وجمع جيشا من الغرباء، ولما كثر جيشه رجع إلى اليهودية). (2)
في هذه القاعدة المرعبة التي لا يعلم احدٌ بها والتي لربما تم تشييدها منذ زمن بعيد ، ينتظر اليهود قائدهم الذي سوف ينقضّ بهم على الأمم ولذلك نرى اليهود عندما سمعوا بولادة شخص واسمه المسيح ، اعتقدوا انه (المُسيّا) قائدهم فوقع فيهم خوف عظيم وانكشف امرهم الذي كانوا يُخفونه في جبال اليهودية فيقول النص : (فوقع خوف وتحدث بهذه الأمور جميعها في كل جبال اليهودية، فأودعها جميع السامعين في قلوبهم قائلين: أترى ماذا يكون هذا الصبي؟).(4)
التوراة تُصوّر لنا مهمة هذه الجيوش الكامنة في جبال اليهودية من انها مهمة خطيرة سوف يقوم من خلالها الجنود وبأسلحتهم وقائدهم (المسيح الدجال) بضرب الناس جميعا وابادتهم كما نقرأ : (فخرج الناس من جميع قرى اليهودية من كل جانب وصدموهم فسقطوا جميعهم بالسيف، ولم يبق منهم أحد). (5) فجبال اليهودية قاعدة الانطلاق لتدمير الامم وهذا ما تحدده التوراة : ( (وفتح يعزير وتوابعها ثم عاد إلى اليهودية). (6) منها الانطلاق وإليها العودة.
منطقة بهذه الأهمية التي سيتقرر منها مصير اليهود لابد من تحصينها فصدرت الأوامر في التوراة ان يتم تحصين هذه المنطقة كما نقرأ : (وبنى سمعان حصون اليهودية، وعززها بالبروج الرفيعة والأسوار العظيمة والأبواب والمزاليج، وادخر ميرة في الحصون). (2) ومن هذا النص نفهم أن هناك استعدادات منذ اكثر من الفين سنة تحسبا ليوم اخبرت به التوراة وجاء على ذكره القرآن أيضا (7) في ان يتخذ اليهود كل التدابير الاحترازية وتهيأت مكان لهم ذو حصون قوية وبروج عالية واسوار حصينة عظيمة فيها ابواب هائلة ومزاليج وملأ هذه الحصون بالطعام ووسائل الحياة الأخرى. ومن المؤكد أن اليهود فعلوا ذلك لأن امر الهروب إلى هذه الماكن صدر منذ الفين عام تقريبا واليهود أذا وضعوا شيئا نفّذوه وحرصوا على تحقيقه ومن هنا نرى أن الأمر صدر إليهم : ( فمتى نظرتم رجسة الخراب التي قال عنها دانيآل النبي قائمة في المكان المقدس ـ ليفهم القارئ ـ فحينئذ ليهرب الذين في اليهودية إلى الجبال).(8)
ولكن هل سألنا انفسنا نحن المغلوب على امرهم دائما ، هل سألنا إلى أين نهرب نحن وماذا اعددنا للأيام الطارئة؟ صحيح ان ملجئنا إلى الله ولكن بشرطها وهي ان يُهيأ الإنسان مستلزمات السلامة وعندما يفعل ذلك ولم تنفعه يتدخل الله لحمايته. فقد امرنا تعالى ان نعُد العدة لذلك وجعل الأمور بأسبابها فقال : (وليأخذوا أسلحتهم فإذا سجدوا فليكونوا من ورائكم ولتأت طائفة أخرى لم يصلوا فليصلوا معك وليأخذوا حذرهم وأسلحتهم). (9) صحيح انهم بين يدي الله ولكنه امرهم ان يأخذوا اسلحتهم ولتحرسهم طائفة من ورائهم. والسبب في ذلك بيّنهُ تعالى فقال : (ودَ الذين كفروا لو تغفلون عن أسلحتكم وأمتعتكم فيميلوا عليكم ميلة واحدة).
انتهى الجزء الأول ويليه الجزء الثاني .
المصادر:
1- إنجيل مرقس 10: 1.
2- سفر المكابيين الأول 4: 35.
3- سفر المكابيين الأول 13: 33 .
4- إنجيل لوقا 1: 66.
5- سفر المكابيين الأول 7: 46.
6- سفر المكابيين الأول 5: 8.
7- وهو قوله تعالى مهددا اليهود : (فإذا جاء وعد الآخرة جئنا بكم لفيفا ). عندما يجتمعون في هذه الأرض ستكون علامة نهايتهم .
8- إنجيل متى 24: 16.
9- سورة النساء آية : 102.
http://store4.up-00.com/2017-07/149927585759951.jpg
تعليق