إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

متى عرفوا النبي حتى يعرفوا علياً ؟! الوحيد الخراساني

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • متى عرفوا النبي حتى يعرفوا علياً ؟! الوحيد الخراساني

    متى عرفوا النبي حتى يعرفوا علياً ؟! الوحيد الخراساني


    فيما يلي أبحاث عقائدية تنشر للمرة الأولى لسماحة المرجع الديني الشيخ حسين الوحيد الخراساني حفظه الله.. وهي جزء من سلسلة أبحاث مترابطة يمكن مراجعتها في سياقها عبر الرابط التالي:
    https://www.yahosein.com/vb/showthread.php?t=223965

    بسم الله الرحمن الرحيم

    كان البحث في الحديث الذي يُبَيِّنُ نسبة أمير المؤمنين عليه السلام من خاتم النبيين صلى الله عليه وآله، وقد صدر هذا الحديث في مواطن متعددة، وخصوصية هذه المواطن مهمة، فتارة بُيِّنَ هذا الأمر بالقول، وتارة بالفعل والتصرف.

    أما في القول فقد صدر تارة بصيغة المخاطب، وتارة بصيغة الغائب.
    وكان النبي ص في غزوة وأرسله عليه السلام فيها، فاتفق أربعة أشخاص على أن يشكوا أميرَ المؤمنين ع، وبعدما جاؤوا إلى محضره ص وأظهروا ما في قلوبهم، ظهر الغضب في وجهه ص، وقال: ما تريدون من عليٍّ ؟ عليّ مني وأنا من عليّ، وهو وليّ كل مؤمن بعدي.
    هذا لسان إحدى الروايات.

    ورغم سعة صدره ص وتحمله العجيب فقد ظهر الغضب في وجهه في هذا المورد، وخصوصيات الكلام مهمة، فقال لهم: ما تريدون من علي ؟ عليّ مني وأنا من عليّ.
    وتظهر ثمرة هذا الكلام في الجملة اللاحقة: وهو وليّ كل مؤمن بعدي.
    هذا قسم من بيانه ص.

    وقد بيّن قسماً آخر بصورة الخطاب: يا عليّ، أنت مني وأنا منك.
    هذه موارد اللفظ والقول.

    أما في العمل: فإن أبا بكر أخذ سورة براءة ليقرأها للمشركين، وقبل أن يصل لمقصده جاء من أبلغه أن رسول الله أمر بأن ترجع، ينبغي أن يبلغ هذه السورة عن النبي ص للمشركين (من كنت منه وكان مني)، وهو علي بن أبي طالب.
    هذا في العمل.

    أما فهم الحديث ودراية كلام الخاتم ص، وهو كنزٌ من العلم والحكمة الإلهية، فبقدر الميسور.

    وينبغي فهم مطلبين:
    أحدهما: مفهوم (أنا) ومصداق هذا المفهوم.
    ثانيهما: إنيّة الخاتم ص.
    بعد ذلك يفهم معنى (عليّ مني) و (أنت مني)

    أولاً: مفهوم الإنيّة: هو ما يعبّر عنه ب (أنا) فإذا كان متصلاً يكون (الياء) وإذا كان المنفصل يكون (أنا)، فهو جوهر نفس الإنسان، ولا ربط له بهذا البدن، كله مضاف وهو المضاف إليه. ودون فهمه خرط القتاد: إذ من عرف نفسه فقد عرف ربه. ومعرفة النفس مفتاح معرفة الله. وإدرك مفهوم (أنا) وحقيقتها فوق التصور.

    بعد أن يطوي أهل الحقائق كل المراحل يصلون إلى مرتبة التجرّد والتخلية، وهي حقيقة (موتوا قبل أن تموتوا) فانظروا قبل أن يأتيكم الموت، فالموت الاختياري هو تجريد النفس، وتخلية الروح من البدن، وهناك أيضاً لا تظهر حقيقة (أنا) لأنه في تلك المرحلة أيضاً تُرى الروح بالأعضاء، كما أنكم ترون في المنام، فأينما ذهبتم ورأيتم لم يكن البدن معكم، لكن كان هناك قدم وعين وبصر.. لم يحصل (أنا) الكامل.. بعد التجرد عن ذلك القالب تصلون لحقيقة الإنيّة.
    كانت هذه إشارة إلى (أنا) الواردة في الرواية.

    ثم إن الإنية أيضاً مختلفة، والعلوم والمعارف في هذه الحقائق واقعاً، فكما أن الصور مختلفة، ولا نرى صورتين متساويتين أبداً، فإن الأشكال مختلفة إلى هذا الحدّ، حتى بين الاخوة، فمع كمال الشبه، وحتى بين الآباء والأولاء، فإن أشكالهم مختلفة، وهذا الاختلاف نفسه واقع بين الأرواح والنفوس.

    الأشكال مختلفة والسيرة متفاوتة، وبين النفوس اختلافان (وهذا مفتاح فقه الحديث، ودراية الرواية ليست شيئاً سهلاً، اعرفوا منازل شيعتنا على قدر درايتهم لأحاديثنا، رُبَّ حامل فقه إلى من هو أفقه منه. البخاري ناقل الرواية، وحمل دراية هذه الروايات مقامٌ غير قابل للقياس مع مقام الرواية) .

    بين النفوس اختلاف عرضي، واختلاف طولي.
    أما الاختلاف الطولي: فإن نفس الشيخ الأنصاري مع ذلك العلم والعمل ليست أبداً بنفس مرتبة تلميذه. هذا الاختلاف الروحي والطولي.
    وإلى أين تصل نسبة هذه الاختلافات الطولية ؟ تترقى من الإنسان العاديّ إلى مقام العلم والحكمة، ثم للعلم والحكمة نفسها مراتب أيضاً، ونفس كلّ عالم في مرتبة ذلك العلم الذي يملكه، ومقام كل حكيم في مرتبة تلك الحكمة التي عنده.

    وبعد أن يترقى في السير الطولي ويتجاوز كل المراحل، فإن أول مرتبة هي المرتبة التي يجد فيها جنبتين: أحدهما يعبر عنها ب(يلي الخلق)، وثانيهما: (يلي الحق)، فيصل لمقام النبوة.

    ما يمتاز به الأنبياء عن كل أفراد البشر هو وجدان الجنبتين: (يلي الحق) و(يلي الخلق).
    ﴿قل إنما أنا بشر مثلكم﴾ لكن ﴿يوحى إليّ﴾

    ولهذه الجنبة أيضاً مراتب، والمرتبة الأعلى هي مرتبة الإرسال، فليس كل نبيّ رسولاً، ولكن كل مرسل نبيّ.

    وبعد أن وصل إلى مقام الرسل، فإن فوق هذا المقام مقام أرفع، ولا يصل كل المرسلون إلى ذلك المقام، وهو مقام المرسلين أولي الكتب، حيث يصلون إلى مقام النبوة ثم الرسالة ثم حمل الكتاب.

    ثم هناك مرتبة أعلى أيضاً، وهي أن يصبح صاحب شريعة.

    والمرتبة الأعلى أيضاً الوصول إلى أولي العزم، أولي العزم من الرسل.
    وكلما ارتفعت المرتبة فإن الدائرة العددية تضيق، وينحصر أولو العزم بخمسة أشخاص.

    وفوق أولي العزم أيضاً مقام واحد، وهو نهاية النهايات، وهو مقام الخاتميّة، ﴿مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ وَلَكِن رَّسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ﴾
    وههنا تختم المراتب.

    جمعت فيه عصارة وجود كل الأنبياء من آدم إلى عيسى مع مزيدٍ يحيّر العقول ويدهشها، بعد كل هذا يصبح الخاتم.

    اقرؤوا القرآن ثم افهموا معنى (علي مني)، (أنت مني): ﴿يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِداً وَمُبَشِّراً وَنَذِيراً * وَدَاعِياً إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجاً مُّنِيراً﴾
    هذه المقامات الخمسة: أولها (شاهداً): وقد حيرت الكلّ.. إلى أن تصل إلى آخر الكلمات.

    شاهد على ماذا ؟ شاهد على رسالة كافة الأنبياء والمرسلين، فهو الشاهد على جميع الأنبياء.. هذا المقام الأول.

    متى عرفوا النبي ص حتى يفهموا معنى (علي مني) ؟
    فما هي تلك الإنيّة ؟ هذا الذي يحيّر العقل.

    يقول الله تعالى: لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ..
    فإن الله تعالى، الذات القدوس الذي لا يتناهى، فوق ما لا يتناهى، بما لا يتناهى، مثل هذه الذات تقسم به صلى الله عليه وآله (لعمرك) فأي روح هذه التي كان (علي منها)؟!

    من جهة أخرى لما عجزوا جاؤوا ووضعوا روايات عن آخرين أنهم من النبي وأن النبي ص منهم !
    وإن شاء الله سنعرض في مرحلة لاحقة للأحاديث الموضوعة، وستذهب جذور المذاهب الأربعة مع الريح إن شاء الله.

    والحمد لله رب العالمين

    شعيب العاملي
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
x

رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

صورة التسجيل تحديث الصورة

اقرأ في منتديات يا حسين

تقليص

لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

يعمل...
X