إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

الحكمة ثمرة الرسالة.. وعليٌّ بابها.. الوحيد الخراساني

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الحكمة ثمرة الرسالة.. وعليٌّ بابها.. الوحيد الخراساني

    الحكمة ثمرة الرسالة.. وعليٌّ بابها.. الوحيد الخراساني

    فيما يلي أبحاث عقائدية تنشر للمرة الأولى لسماحة المرجع الديني الشيخ حسين الوحيد الخراساني حفظه الله.. وهي جزء من سلسلة أبحاث مترابطة يمكن مراجعتها في سياقها عبر الرابط التالي:
    https://www.yahosein.com/vb/showthread.php?t=223965

    بسم الله الرحمن الرحيم

    اتضح رأي أعاظم الصحابة في أمير المؤمنين عليه السلام، والمهم هو بيان خاتم النبيين ص نفسه، وهذا البحث مبني على ما نقل في كتب العامة، ليكون وفق قاعدة ﴿وجادلهم بالتي هي أحسن﴾ وطريق الجدال بنحوٍ أحسن هي أن يتم الاحتجاج بما في الصحاح والمسانيد مما نقل عن رسول الله ص، ومنها الرواية التالية، مع كون القرآن قد نص على ﴿ما آتاكم الرسول فخذوه﴾ فقوله ص قول الله تعالى وما يبيّنه ص هو بيان الله تعالى.

    ووظيفة كل مسلم هي الأخذ بقول النبي ص اعتقاداً وعملاً.
    أما كلامه ص فهو: أنا دار الحكمة، وعليّ بابها، ومن أراد الحكمة فليات الباب.

    هذا بيان من لا ينطق عن الهوى، وقد قال أولاً: أنا دار الحكمة. وجذر الدار الدور، كما يدور حول الحيطان، ويفصل بين ما في الدار وما خرج عن الدار.

    أنا دار الحكمة:
    الحكمة مرتكزة في هذا الدار، كلّ الحكمة في بيتٍ قلبه هو النبي صلى الله عليه وآله، والطريق لهذه الدار تنحصر بباب هذه الدار، وباب هذه الدار هو علي بن أبي طالب حصراً: أنا دار الحكمة وعلي بابها.

    والمهم هو فاء التفريع، فمن أراد ..: فنسبة ما بعد الفاء لما قبلها نسبة المعلول للعلة، فكل من أراد الحكمة وجوهرها: فليأت الباب، دون استثناء ، واللام أيضا لام التأكيد، ومن وصل إلى الباب وصل إليّ، ومن وصل إليّ وصل إلى الحكمة.

    ثم ينبغي فهم الحكمة أيضاً، لأن الرواية سهلة لكن الفقاهة صعبة، الدراية صعبة، والمرجع هو القرآن الكريم، فينبغي الرجوع للقرآن الكريم، ثم استنباط معنى الحكمة ومعرفتها، ولماذا استخلصت في وجود الخاتم ص، ولماذا عيّن الله تعالى الباب لهذه الدار ؟!

    أما القرآن: فمنذ أن أوصل تعالى إبراهيم الخليل إلى تلك المراتب اتضحت كلمة الحكمة من دعائه، واتضح في أي باب هي:﴿ وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ ...﴾ [البقرة : 127]
    فههنا كان دعاء خليل الله وذبيح الله أثناء بناء بيت الله بنص القرآن: ﴿رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنتَ العَزِيزُ الحَكِيمُ﴾ [البقرة : 129]

    ومنتهى الغايات ونهاية النهايات في دور الرسول ﴿ويعلمهم الكتاب والحكمة﴾، هذا دعاء خليل الله، وتأمين ذبيح الله عليه، عند بناء بيت الله، هذه هي الحكمة !

    وقد نصّ القرآن على أن متاع الدنيا قليل..
    كم هي سعة الدنيا أولاً ؟! يتضح بقراءة القرآن كم هو حد سعة الدنيا وفيه يقول تعالى: ﴿ إِنَّا زَيَّنَّا السَّمَاء الدُّنْيَا بِزِينَةٍ الْكَوَاكِبِ﴾ [الصافات : 6] فكل هذه الكواكب التي يصل نور بعضها بعد مليار سنة ضوئية إلى الأرض، فكم هي الفاصلة بيننا وبينها ؟! إن عددها وبعدها غير معروف لأحد إلا هو تعالى.. وشهداؤه على خلقه..

    كل ما في هذه الدنيا قليل ! ﴿ قُلْ مَتَاعُ الدَّنْيَا قَلِيلٌ
    أما الحكمة: ﴿ يُؤتِي الْحِكْمَةَ مَن يَشَاءُ وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً﴾ [البقرة : 269]

    وقد حصر إيتاء الحكمة بمشيئته، فليس هذا الجوهر مباحاً لتصل إليه يد كل أحد..
    ليس للدنيا وما فيها شرط، فقد ينالها الفاسق والكافر فيصل إلى المقامات الدنيوية، كل المقامات والفنون (لا بشرط)، أما الحكمة فإنها (بشرط)، وذلك الشرط هو مشيئة الحق تعالى ﴿يؤتي الحكمة من يشاء ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيراً كثيراً﴾

    الشيء الذي يراه الله تعالى خيراً يحير العقل !! ثم هو بعد ذلك ﴿خيراً كثيراً﴾ ! فكل الدنيا قليلة ولكن جنس الحكمة بل كلمة من الحكمة خيرٌ كثير !

    ﴿فَقَدْ آتَيْنَا آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُم مُّلْكاً عَظِيماً ﴾ [النساء : 54]
    ﴿وَلَقَدْ آتَيْنَا لُقْمَانَ الْحِكْمَةَ أَنِ اشْكُرْ لِلَّهِ ﴾ [لقمان : 12]
    فعندما يختار مثل لقمان ويعطيه الحكمة يضم إليها الأمر بالشكر !

    ﴿ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ ﴾[النحل : 125]
    والطريق إلى الله تعالى محصورة بالحكمة، ولا يمكن الوصول إليه إلا بتوسط هذه الأداة: ﴿ادع إلى سبيل ربك بالحكمة﴾

    وختم الكلام:
    أن مقام الحكمة نفسها هو: أنه ما لم تُعلم الحكمة فإن حديث (أنا دار الحكمة وعلي بابها) لن يُفهم.
    وقد استجاب الله دعاء إبراهيم، فأعطى النعمة للبشر، لكن أساؤوا استخدام النعمة..

    أما هنا: ﴿لَقَدْ مَنَّ اللّهُ عَلَى الْمُؤمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً﴾
    لقد كانت ثمرة وجود الرسول: أولاً: يتلو عليهم آياته، وثانياً: يزكيهم، وثالثاً: يعلمهم الكتاب، ورابعاً: وهو ختم الكلام: والحكمة !
    فقد ختم بالحكمة، فما هي النتيجة ؟

    النتيجة أن خلق تمام العالم، من السماوات والأرضين مقدمة لخلق آدم ع، وخلق آدم ع مقدمة لبعثة الأنبياء، وبعثة الأنبياء من آدم لعيسى مقدمة، وذي المقدمة هو بعثة الخاتم ص.

    ثم الخاتم نفسه ص مقدمة، وآخر ثمرة هذه الشجرة الطيبة هو الحكمة، وعلي باب هذه الحكمة !

    هذا معنى أن أحداً لم يعرفه عليه السلام، كما قال النبي ص نفسه: ما عرف الله أحداً إلا أنا وأنت، وما عرفني إلا الله وأنت، وما عرفك إلا الله وأنا.

    والحمد لله رب العالمين
    غرة ذي القعدة 1438 للهجرة

    شعيب العاملي
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
x

رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

صورة التسجيل تحديث الصورة

اقرأ في منتديات يا حسين

تقليص

لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

يعمل...
X