😎مقال الدكتور محمد المسفر بجريدة الرأي اليوم عن دول مجلس التعاون
http://www.raialyoum.com/?p=27198
النفيسي والفخ العماني
الدكتور عبدالله النفيسي أحد المفكرين البارزين في الشأن السياسي العربي والخليجي خصوصا وهو من الباحثين القلائل الذين يحظون بمتابعة واهتمام مختلف أطياف الشعوب الخليجية والعربية اتفقت معه أم اختلفت.
وقد شكلت إيران محور اهتماماته البحثية مدفوعا في ذلك بمواقف دينية راديكالية تحرك وتتحكم في الغالب الأعم من طروحاته ومواقفه وآرائه وتحليلاته وتعليقاته وتطلعاته وأحلام نومه ويقظته.
إن التأثير المركزي للفكر السلفي الراديكالي (هناك اتجاه سلفي أقل حدة و راديكالية ) جعل النفيسي ضحية لهذا التأثير للدرجة التي يرى فيها ذاتيته جوهر الموضوعية و تجليها الأوحد فأضاع بذلك فرصة انتفاع الأمة العربية بفكره.
وقد أورد النفيسي إبله سرابا وهو يعلق على دور سلطنة عمان في الاتفاق الغربي الإيراني مؤكدا مخاوفه من أن تصبح عمان "ثغرة"إيرانية في الخليج متناسيا و ربما غير عارف بتاريخ المنطقة والدور العماني المحوري في تاريخ المنطقة وحفظ الاستقرار فيها ، و ربما تناسى كذلك و ربما لم يكن يعرف الدماء الزكية الطاهرة التي طهر بها أبناء عمان باختلاف مشاربهم أرض الخليج من الاحتلال الفارسي و البرتغالي بل وسيطروا بما سطروه من بطولات على أقاليم ومدن فارسية حتى تاريخ قريب ، وأنهم حرروا البصرة من أيدي الفرس قبل أن يسلمها إليهم أباطرة النفط والأوهام في الخليج بيد أمريكية بيضاء قبل أن يدخلوا في هيستيريا البكاء على الماء المسكوب،،وأنهم العمانيون أنفسهم دفعوا أرواحهم و دماءهم لصد الخطر الشيوعي في الخليج مدعوماً من السوڤييت والصين و عدن و عواصم عربية وخليجية بينما أشقاؤهم في الخليج يتفرجون ولم يساهموا معهم حتى ولو برمي حجر صغير من أجل التاريخ و درءا لسخرية التاريخ منهم.
العمانيون الذين لا يتآمرون على أشقائهم العرب فيدمرون دولهم يغرقونهم في الجهل والعنف والتخلف ثم يتناهبون ثرواتهم بعقود استغلال وإذلال و عواصم الدم والإرهاب شاهدة على الأدوار المخزية والمعيبة التي لعبتها أنظمة و دول يسبح بحمدها مثقفو البترو دولار و كهنة الدم و مفكرو الأحزمة الناسفة و جهاد النكاح.
العمانيون بمختلف أطيافهم ملتفون حول قيادة حكيمة تستند على إرث عظيم من الحكمة والقيادة والحنكة السياسية والرؤية العميقة للمنطقة و ثوابتها و متغيراتها.
وقد تمادى الدكتور النفيسي في قصفه العشوائي على عمان حين قرر أن نظام الحكم في عمان وهو إباضي بأنه مدرسة من مدارس الشيعة مؤكدا بما لا يدع مجالا للشك أنه لا يعرف أبجديات تاريخ المنطقة وتاريخها السياسي والديني على الرغم من أن الأئمة الأربعة من أئمة المذهب السني يدينون للإمام جعفر الصادق رحمهم الله جميعا و رضي عنهم و أرضاهم و جمعهم في الجنة بنبيه الكريم عليه أفضل الصلاة والسلام..حيث روى البخاري في تاريخ الإسلام أن الإمام أبي حنيفة النعمان أول الأئمة الأربعة رضي الله عنهم أخذ عن الإمام جعفر الصادق رضي الله عنه وأورد ذلك صاحب المشكاة و وصف رواية الأول عن الثاني بأنها من رواية الأقران و ورد ذكر ذلك أيضاً في الجواهر المضية في طبقات الحنفية و في الأعلام للزركلي ومعلوم أن الأئمة الأربعة أخذوا عن بعضهم أخذ مجتهد لا متبع بل أورد البخاري في تاريخ الإسلام أن مالكا أخذ كذلك عن الإمام جعفر والله بكل ذلك أعلم ، علما بأننا لا نقول بأن ما كان عليه الإمام جعفر الصادق آنذاك هو ما عليه الشيعة الآن وذلك مبحث آخر ، بينما توفي أول علماء المذهب الإباضي جابر بن زيد عام 82 للهجرة أي بعد ولادة الإمام أبي حنيفة بعامين و قبل ولادة الإمام جعفر بعام فلا يصح نقلا وعقلا أن يؤسس سابق على لاحق ، وعلى كل حال فالمسلمون إخوة أيا كانت مذاهبهم وإن غالى بعض العلماء من هذا المذهب أو ذاك في هذه الحقبة أو تلك.
و ما لا يعرفه النفيسي و نسأل الله أن لا يحرمه معرفته مستقبلا أن عمان أكبر من الطائفية والمذهبية وأن أهل السنة في عمان من أكثر أهل السنة حول العالم اعتدالا وأن إباضية عمان من أكثر أتباع مذهبهم حول العالم اعتدالا وأن الشيعة فيها من أكثر أتباع المذهب الشيعي حول العالم اعتدالا ، وأن أبناء عمان هم عمانيون عرب مسلمون بالدرجة الأولى والثانية والثالثة والألف وأنهم ماضون يإذن الله في حماية وطنهم والمنطقة وللمشككين في التاريخ قديمه و حديثه ألف عبرة و عبرة.
فما هكذا تورد الإبل يا د.عبدالله النفيسي ما هكذا وليس هذا بمورد لإبلك فابحث في الصحراء عن مورد آخر..سائلين الله عز وجل أن يلهمكم اكتشاف من باع المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها وما زال يبيعهم مدججا بأساطيل إعلامية ومليارديرات الفتوى والتحريض والعنف والدم و قطع رؤوس البشر في مشاهد احتفالية.
http://www.raialyoum.com/?p=27198
النفيسي والفخ العماني
الدكتور عبدالله النفيسي أحد المفكرين البارزين في الشأن السياسي العربي والخليجي خصوصا وهو من الباحثين القلائل الذين يحظون بمتابعة واهتمام مختلف أطياف الشعوب الخليجية والعربية اتفقت معه أم اختلفت.
وقد شكلت إيران محور اهتماماته البحثية مدفوعا في ذلك بمواقف دينية راديكالية تحرك وتتحكم في الغالب الأعم من طروحاته ومواقفه وآرائه وتحليلاته وتعليقاته وتطلعاته وأحلام نومه ويقظته.
إن التأثير المركزي للفكر السلفي الراديكالي (هناك اتجاه سلفي أقل حدة و راديكالية ) جعل النفيسي ضحية لهذا التأثير للدرجة التي يرى فيها ذاتيته جوهر الموضوعية و تجليها الأوحد فأضاع بذلك فرصة انتفاع الأمة العربية بفكره.
وقد أورد النفيسي إبله سرابا وهو يعلق على دور سلطنة عمان في الاتفاق الغربي الإيراني مؤكدا مخاوفه من أن تصبح عمان "ثغرة"إيرانية في الخليج متناسيا و ربما غير عارف بتاريخ المنطقة والدور العماني المحوري في تاريخ المنطقة وحفظ الاستقرار فيها ، و ربما تناسى كذلك و ربما لم يكن يعرف الدماء الزكية الطاهرة التي طهر بها أبناء عمان باختلاف مشاربهم أرض الخليج من الاحتلال الفارسي و البرتغالي بل وسيطروا بما سطروه من بطولات على أقاليم ومدن فارسية حتى تاريخ قريب ، وأنهم حرروا البصرة من أيدي الفرس قبل أن يسلمها إليهم أباطرة النفط والأوهام في الخليج بيد أمريكية بيضاء قبل أن يدخلوا في هيستيريا البكاء على الماء المسكوب،،وأنهم العمانيون أنفسهم دفعوا أرواحهم و دماءهم لصد الخطر الشيوعي في الخليج مدعوماً من السوڤييت والصين و عدن و عواصم عربية وخليجية بينما أشقاؤهم في الخليج يتفرجون ولم يساهموا معهم حتى ولو برمي حجر صغير من أجل التاريخ و درءا لسخرية التاريخ منهم.
العمانيون الذين لا يتآمرون على أشقائهم العرب فيدمرون دولهم يغرقونهم في الجهل والعنف والتخلف ثم يتناهبون ثرواتهم بعقود استغلال وإذلال و عواصم الدم والإرهاب شاهدة على الأدوار المخزية والمعيبة التي لعبتها أنظمة و دول يسبح بحمدها مثقفو البترو دولار و كهنة الدم و مفكرو الأحزمة الناسفة و جهاد النكاح.
العمانيون بمختلف أطيافهم ملتفون حول قيادة حكيمة تستند على إرث عظيم من الحكمة والقيادة والحنكة السياسية والرؤية العميقة للمنطقة و ثوابتها و متغيراتها.
وقد تمادى الدكتور النفيسي في قصفه العشوائي على عمان حين قرر أن نظام الحكم في عمان وهو إباضي بأنه مدرسة من مدارس الشيعة مؤكدا بما لا يدع مجالا للشك أنه لا يعرف أبجديات تاريخ المنطقة وتاريخها السياسي والديني على الرغم من أن الأئمة الأربعة من أئمة المذهب السني يدينون للإمام جعفر الصادق رحمهم الله جميعا و رضي عنهم و أرضاهم و جمعهم في الجنة بنبيه الكريم عليه أفضل الصلاة والسلام..حيث روى البخاري في تاريخ الإسلام أن الإمام أبي حنيفة النعمان أول الأئمة الأربعة رضي الله عنهم أخذ عن الإمام جعفر الصادق رضي الله عنه وأورد ذلك صاحب المشكاة و وصف رواية الأول عن الثاني بأنها من رواية الأقران و ورد ذكر ذلك أيضاً في الجواهر المضية في طبقات الحنفية و في الأعلام للزركلي ومعلوم أن الأئمة الأربعة أخذوا عن بعضهم أخذ مجتهد لا متبع بل أورد البخاري في تاريخ الإسلام أن مالكا أخذ كذلك عن الإمام جعفر والله بكل ذلك أعلم ، علما بأننا لا نقول بأن ما كان عليه الإمام جعفر الصادق آنذاك هو ما عليه الشيعة الآن وذلك مبحث آخر ، بينما توفي أول علماء المذهب الإباضي جابر بن زيد عام 82 للهجرة أي بعد ولادة الإمام أبي حنيفة بعامين و قبل ولادة الإمام جعفر بعام فلا يصح نقلا وعقلا أن يؤسس سابق على لاحق ، وعلى كل حال فالمسلمون إخوة أيا كانت مذاهبهم وإن غالى بعض العلماء من هذا المذهب أو ذاك في هذه الحقبة أو تلك.
و ما لا يعرفه النفيسي و نسأل الله أن لا يحرمه معرفته مستقبلا أن عمان أكبر من الطائفية والمذهبية وأن أهل السنة في عمان من أكثر أهل السنة حول العالم اعتدالا وأن إباضية عمان من أكثر أتباع مذهبهم حول العالم اعتدالا وأن الشيعة فيها من أكثر أتباع المذهب الشيعي حول العالم اعتدالا ، وأن أبناء عمان هم عمانيون عرب مسلمون بالدرجة الأولى والثانية والثالثة والألف وأنهم ماضون يإذن الله في حماية وطنهم والمنطقة وللمشككين في التاريخ قديمه و حديثه ألف عبرة و عبرة.
فما هكذا تورد الإبل يا د.عبدالله النفيسي ما هكذا وليس هذا بمورد لإبلك فابحث في الصحراء عن مورد آخر..سائلين الله عز وجل أن يلهمكم اكتشاف من باع المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها وما زال يبيعهم مدججا بأساطيل إعلامية ومليارديرات الفتوى والتحريض والعنف والدم و قطع رؤوس البشر في مشاهد احتفالية.