مجلة الاهرام العربى –العدد الأخير
شريف راشد يرد على الشيخ يوسف البدرى :
كلامك عن الشيعة يؤكد جهلك بالشريعة والتاريخ
بداية أرى من الواجب لفت الانتباه إلى ان يوسف البدرى محل شك كبير فيما يصدر عنه من قول وفعل ، حتى من الوسط السني الذي خرج منه . خاصة بعد خذلانه المريب لهم بعد أن دعموه وأوصلوه إلى مجلس الشعب . فإذا به ينقلب على عقبيه ، فيصير (( ملكيا أكثر نمن الملك )) ، كما أنه من وجه آخر تعبير عن مدى قصور الوعي لدى الجماعات الإسلامية – ومنها الإخوان المسلمون – الذين ينساقون بالحماسة وحدها وراء كل ناعق بكلام رنان دون التحليل والتمحيص .
أما حديثه عن الشيعة فينم عن جهل مطبق بالشريعة والتاريخ معا ، وكان الأحرى بك إخضاع الاختلاف للبحث المتعقل المتروي كفعل لجان التقريب بين المذاهب التى بدأها الشيخ شلتوت ويستكملها الآن الشيخ التسخيرى .
أما افتراءاته فتتضح مما يلي :
1- إرجاع الشيعة إلى أصل يهودي :
2- بدا اختلاف المواقف واضحا من يوم اجتماع سقيفة بنى ساعدة لاختيار خليفة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، ونما بعد ذلك حتى كانت الفتنة الكبرى نتيجة ممارسات عثمان التى أدت إلى الفتنة عليه – والتي وصفها سيد قطب بأنها كانت فوره من الروح ا؟لإسلامية – ثم تلا ذلك خروج بنى أمية بقيادة معاوية ومن شايعهم من أصحاب المنافع لحرب الإمام على بإجماع المسلمين ، حتى غصب معاوية الحكم قهرا وغلبة من المسلمين ، وهو الأمر الذي أقربه أحد كبار أصوليى السنة في العصر الحديث ، وهو أبو الأعلى المودودى في كتابه (( الخلافة والملك )) .
فهل كان الإمام على وهو من هو في حاجة لأخذ دينه عن اليهود المتأسلم ابن سبأ – إن صح وجوده – كما يذهب البدرى .
إنها في الواقع فرية فقهاء السلاطين الذين يصرون دوما على نفى إمكان وقوع الخطأ من الخليفة ، فيعمدون إلى إحالة الأخطاء إلى مؤامرات وهمية تقوم بها شخصيات مريبة وهم بذلك يمارسون – واقعا – إضفاء العصمة على الخلفاء ، بينما ينكرونها على أئمة أهل البيت .
3- حديث الثقلين والإمامة عند الشيعة :
قال رسول الله صلى الله علية وآله وسلم : (( إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتى أهل بيتي ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا بعدى أبدا )).
يخطئ البدرى هنا أيضا خطأ من لا دراية له بالحديث فهذا الحديث فهذا الحديث لم يروة البخاري كما ذكر ، لكن أخرجه آخرون بأسانيد مختلفة وطرق شتى وألفاظ عديدة ، وإن كانت بمفاد واحد مثل صحيح مسلم ، ومسند أحمد بن حنبل ، وصحيح الترمذى ومستدرك وسنن الدرامي وخصائص النسائي وسنن أبى داود .
ثم يفتري البدرى على رسول الله صلى الله علية وآله وسلم بتأويل رأيه بلا ضابط بأن فسر أهل البيت بالسنة ، بينما هم محددون بحديث الكساء الذي أخرجه مسلم في صحيحة : __ قالت عائشة ، خرج النبي صلى الله علية وآله وسلم غداة وعلية مرط مرحل من شعر أسود فجاء الحسن بن على فأدخله ، ثم جاء الحسين فدخل معه ثم جاءت فاطمة فأخلها ثم جاء على فأدخله ، ثم قال إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا )).
3-القول بتحريف القرآن :
وهذا أشد ما أتى به البدرى من باطل ويرده ما ذكره إمام الشيعة السيد الخوئي بقوله في (( البيان في تفسير القرآن )) ، المعروف بين المسلمين عدم وقوع التحريف في القرآن ، وأن الموجود بأيدينا هو جميع القرآن المنزل على النبي الأعظم صلى الله عليه وسلم ، وأن حديث تحريف القرآن حديث خرافة وخيال لا يقول به إلا من ضعف عقله .
ويذكر الشيخ محمد رضا المظفر – عميد كلية الفقه بالنجف سابقا – في عقائد الأمامية : القرآن لا يعتريه التبديل والتغيير والتحريف ، وهذا الذي بين أيدينا نتلوه هو نفس القرآن المنزل على النبي ومن ادعى غير ذلك فهو مخترق أو مغالط أو مشتبه وكلهم على غير هدى .
بينما الواقع أن الذي قال بالتحريف هم السنة فىكثير من المواضع ، وإن سموا بعضها ، بنسخ التلاوة مع بقاء الحكم ، فيذكر السوطى في الإتقان ، أن عمر أتى بآية الرجم عند جمع القرآن فلم تقبل منه لأنه كان وحده بالقول : إذا زنا الشيخ والشيخة فارجموهما البتة نكالا من الله ، والله عزيز حكيم . ويذكر البخاري في صحيحة قول عمر : إن الله بعث محمدا صلى الله عليه وآله وسلم بالحق وأنزل عليه وآله وسلم بالحق وأنزل عليه الكتاب فكان فيما أنزل آية الرجم .
4- البداء :
قال الله تعالى : (( يمحوا الله ما يشاء ويثبت وعندة أم الكتاب )) ( الرعد 39 )
ويدعى البدرى كذبا ان الشيعة تجيز وقوع الخطأ من الله تعالى ثم يعيد تقدير الأمر بعد تبيينه ، وهذا محض كفريد حضه ما يعتقده الشيعة من قول الإمام جعفر الصادق : من زعم أن الله تعالى بدا له فى شئ بداء ندامة فهو عندنا كافر بالله العظيم .
وخلاصة الأمر عند الشيعة – كما هو في جميع تفاسير القرآن لدى السنة – أن القضاء المحتوم من الله تعالى لا مرد له ، وإنما يمحوا الله بها السيئات ويستبدلها بالحسنات ، وهو مما لا يقنط العباد ويجعلهم لا يستيئسون من رحمة الله مثلما ورد بالأحاديث :
جاء في صحيح مسلم قول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : (( ألا أدلكم على ما يمحوا الله به الخطايا ويرفع به الدرجات )) ، وجاء في البخاري قول الرسول صلى الله علية وآله وسلم : (( من سره أن يبسط له في رزقه أو ينسأ له في أثره فليصل رحمه )) .
والله من وراء القصد .
شريف راشد – كاتب وباحث في شئون الشيعة
شريف راشد يرد على الشيخ يوسف البدرى :
كلامك عن الشيعة يؤكد جهلك بالشريعة والتاريخ
بداية أرى من الواجب لفت الانتباه إلى ان يوسف البدرى محل شك كبير فيما يصدر عنه من قول وفعل ، حتى من الوسط السني الذي خرج منه . خاصة بعد خذلانه المريب لهم بعد أن دعموه وأوصلوه إلى مجلس الشعب . فإذا به ينقلب على عقبيه ، فيصير (( ملكيا أكثر نمن الملك )) ، كما أنه من وجه آخر تعبير عن مدى قصور الوعي لدى الجماعات الإسلامية – ومنها الإخوان المسلمون – الذين ينساقون بالحماسة وحدها وراء كل ناعق بكلام رنان دون التحليل والتمحيص .
أما حديثه عن الشيعة فينم عن جهل مطبق بالشريعة والتاريخ معا ، وكان الأحرى بك إخضاع الاختلاف للبحث المتعقل المتروي كفعل لجان التقريب بين المذاهب التى بدأها الشيخ شلتوت ويستكملها الآن الشيخ التسخيرى .
أما افتراءاته فتتضح مما يلي :
1- إرجاع الشيعة إلى أصل يهودي :
2- بدا اختلاف المواقف واضحا من يوم اجتماع سقيفة بنى ساعدة لاختيار خليفة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، ونما بعد ذلك حتى كانت الفتنة الكبرى نتيجة ممارسات عثمان التى أدت إلى الفتنة عليه – والتي وصفها سيد قطب بأنها كانت فوره من الروح ا؟لإسلامية – ثم تلا ذلك خروج بنى أمية بقيادة معاوية ومن شايعهم من أصحاب المنافع لحرب الإمام على بإجماع المسلمين ، حتى غصب معاوية الحكم قهرا وغلبة من المسلمين ، وهو الأمر الذي أقربه أحد كبار أصوليى السنة في العصر الحديث ، وهو أبو الأعلى المودودى في كتابه (( الخلافة والملك )) .
فهل كان الإمام على وهو من هو في حاجة لأخذ دينه عن اليهود المتأسلم ابن سبأ – إن صح وجوده – كما يذهب البدرى .
إنها في الواقع فرية فقهاء السلاطين الذين يصرون دوما على نفى إمكان وقوع الخطأ من الخليفة ، فيعمدون إلى إحالة الأخطاء إلى مؤامرات وهمية تقوم بها شخصيات مريبة وهم بذلك يمارسون – واقعا – إضفاء العصمة على الخلفاء ، بينما ينكرونها على أئمة أهل البيت .
3- حديث الثقلين والإمامة عند الشيعة :
قال رسول الله صلى الله علية وآله وسلم : (( إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتى أهل بيتي ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا بعدى أبدا )).
يخطئ البدرى هنا أيضا خطأ من لا دراية له بالحديث فهذا الحديث فهذا الحديث لم يروة البخاري كما ذكر ، لكن أخرجه آخرون بأسانيد مختلفة وطرق شتى وألفاظ عديدة ، وإن كانت بمفاد واحد مثل صحيح مسلم ، ومسند أحمد بن حنبل ، وصحيح الترمذى ومستدرك وسنن الدرامي وخصائص النسائي وسنن أبى داود .
ثم يفتري البدرى على رسول الله صلى الله علية وآله وسلم بتأويل رأيه بلا ضابط بأن فسر أهل البيت بالسنة ، بينما هم محددون بحديث الكساء الذي أخرجه مسلم في صحيحة : __ قالت عائشة ، خرج النبي صلى الله علية وآله وسلم غداة وعلية مرط مرحل من شعر أسود فجاء الحسن بن على فأدخله ، ثم جاء الحسين فدخل معه ثم جاءت فاطمة فأخلها ثم جاء على فأدخله ، ثم قال إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا )).
3-القول بتحريف القرآن :
وهذا أشد ما أتى به البدرى من باطل ويرده ما ذكره إمام الشيعة السيد الخوئي بقوله في (( البيان في تفسير القرآن )) ، المعروف بين المسلمين عدم وقوع التحريف في القرآن ، وأن الموجود بأيدينا هو جميع القرآن المنزل على النبي الأعظم صلى الله عليه وسلم ، وأن حديث تحريف القرآن حديث خرافة وخيال لا يقول به إلا من ضعف عقله .
ويذكر الشيخ محمد رضا المظفر – عميد كلية الفقه بالنجف سابقا – في عقائد الأمامية : القرآن لا يعتريه التبديل والتغيير والتحريف ، وهذا الذي بين أيدينا نتلوه هو نفس القرآن المنزل على النبي ومن ادعى غير ذلك فهو مخترق أو مغالط أو مشتبه وكلهم على غير هدى .
بينما الواقع أن الذي قال بالتحريف هم السنة فىكثير من المواضع ، وإن سموا بعضها ، بنسخ التلاوة مع بقاء الحكم ، فيذكر السوطى في الإتقان ، أن عمر أتى بآية الرجم عند جمع القرآن فلم تقبل منه لأنه كان وحده بالقول : إذا زنا الشيخ والشيخة فارجموهما البتة نكالا من الله ، والله عزيز حكيم . ويذكر البخاري في صحيحة قول عمر : إن الله بعث محمدا صلى الله عليه وآله وسلم بالحق وأنزل عليه وآله وسلم بالحق وأنزل عليه الكتاب فكان فيما أنزل آية الرجم .
4- البداء :
قال الله تعالى : (( يمحوا الله ما يشاء ويثبت وعندة أم الكتاب )) ( الرعد 39 )
ويدعى البدرى كذبا ان الشيعة تجيز وقوع الخطأ من الله تعالى ثم يعيد تقدير الأمر بعد تبيينه ، وهذا محض كفريد حضه ما يعتقده الشيعة من قول الإمام جعفر الصادق : من زعم أن الله تعالى بدا له فى شئ بداء ندامة فهو عندنا كافر بالله العظيم .
وخلاصة الأمر عند الشيعة – كما هو في جميع تفاسير القرآن لدى السنة – أن القضاء المحتوم من الله تعالى لا مرد له ، وإنما يمحوا الله بها السيئات ويستبدلها بالحسنات ، وهو مما لا يقنط العباد ويجعلهم لا يستيئسون من رحمة الله مثلما ورد بالأحاديث :
جاء في صحيح مسلم قول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : (( ألا أدلكم على ما يمحوا الله به الخطايا ويرفع به الدرجات )) ، وجاء في البخاري قول الرسول صلى الله علية وآله وسلم : (( من سره أن يبسط له في رزقه أو ينسأ له في أثره فليصل رحمه )) .
والله من وراء القصد .
شريف راشد – كاتب وباحث في شئون الشيعة